كشف وزير الطوارئ والكوارث السوري، رائد الصالح، عن مناقشته مع الرئيس السوري أحمد الشرع خطة لإنشاء مركز وطني متخصص في إزالة مخلفات الحرب والألغام غير المنفجرة التي خلفها نظام الأسد خلال سنوات الصراع.
وأوضح الصالح أن الوزارة تعمل على تطوير منظومة استجابة وطنية سريعة، في إطار خطة شاملة تهدف إلى الوصول إلى جميع المواطنين وتقديم الخدمات لهم بشفافية وكفاءة، بالرغم من التحديات والإمكانيات المحدودة المتاحة.
وأشار وزير الطوارئ إلى أن الاستثمار في الكوادر البشرية سيكون له دور محوري في تحسين جودة الخدمات المقدمة، خاصة في ظل الوضع الحالي الذي يتطلب تدابير استثنائية وسرعة في الاستجابة.
وفي هذا السياق، أكد الصالح على ضرورة التشاور مع المنظمات المجتمعية والدولية التي لعبت دوراً رئيسياً خلال السنوات الماضية في مجال الاستجابة للطوارئ والكوارث. ولفت إلى أن الاستفادة من خبرات هذه المنظمات في إعداد وتنفيذ الخطة سيعزز من قدرتها على تحقيق أهدافها.
كما أعلن أن الاجتماعات مع المنظمات المحلية والدولية ستعقد فور الانتهاء من إعداد الخطة، استعداداً للبدء بتنفيذها في الفترة المقبلة، من أجل تأمين بيئة آمنة للمواطنين والتخفيف من خطر الألغام والمخلفات الحربية في مختلف المناطق.
في سياق متصل، ترأس وزير الطوارئ والكوارث السيد "رائد الصالح" اجتماعًا بمشاركة ممثلي منظمات ومؤسسات محلية ودولية، بهدف وضع تصوُّر مبدئي لخطة وطنية شاملة للطوارئ والكوارث، وإنشاء نظام إنذارٍ مبكرٍ فعّالٍ يعتمد على التنسيق والتكامل بين الجهات المعنية.
نُوقش خلال الاجتماع إطار الخطة الوطنية لإدارة الطوارئ والكوارث، وآليات تفعيل نظام الإنذار المبكر، ويهدف الاجتماع إلى صياغة رؤية موحدة وخطة متكاملة تستند إلى إمكانات وطنية ومحلية، مع تعزيز التعاون بين الوزارة والمنظمات السورية والدولية ذات الصلة، بما يضمن استجابةً سريعة وشاملة في حالات الطوارئ والكوارث.
توصل مشايخ ووجهاء إلى اتفاق مبدئي لتهدئة الأوضاع في قرية الدور بريف السويداء الغربي، وذلك بعد اشتباكات دامية أسفرت عن سقوط ضحايا ومصابين من أبناء القرية، اليوم الثلاثاء.
وأفاد موقع "السويداء 24" بأن جهوداً حثيثة بذلها الأمير حسن الأطرش، وشيخ العقل أبو وائل حمود الحناوي، والباشا عاطف هنيدي، للعمل على احتواء التوتر الذي تصاعد في القرية واتخذ طابعاً عائلياً.
وتضمن الاتفاق تهدئة النفوس وأداء مراسم التشييع اليوم الأربعاء، حيث تم تحديد الساعة الحادية عشرة صباحاً للقاء، على أن يتم الدفن في تمام الساعة الواحدة ظهراً، مع التأكيد على ضرورة متابعة اللقاءات بين الأطراف حتى التوصل إلى حل نهائي يضمن إنهاء التوتر بشكل دائم.
وكانت قرية الدور قد شهدت يوم الثلاثاء تبادلاً لإطلاق النار بين مجموعتين محليتين، مما أسفر عن مقتل الشاب تمام الشعراني، المنتسب للأمن العام، والمواطن المدني مروان الشعراني، الذي كان يحاول التدخل لفض النزاع. كما أسفرت الاشتباكات عن إصابة أربعة أشخاص آخرين، فيما تم إحراق عدد من المنازل وسط حالة من التوتر والانتقام.
وتعود أسباب الاشتباك إلى اعتراض مجموعة من أبناء القرية لمجموعة أخرى تتبع للأمن العام، كانت تقل الشابين مجد حسان إبراهيم وفارس صقر منذر، بعد أن أُفرج عنهما من قبل الأمن العام في درعا. وقد جرت عملية تسليم الشابين على الحدود الإدارية بين درعا والسويداء، دون دخول عناصر الأمن العام إلى المحافظة، حيث تولت مجموعة محلية من أبناء القرية نقل الشابين.
التقى وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، وفداً من وزارة الخارجية السويدية في دمشق لمناقشة التطورات الراهنة في سوريا وتعزيز التعاون بين البلدين.
وذكرت وزارة الداخلية أن خطاب استقبل المدير العام للشؤون القنصلية في وزارة الخارجية السويدية، ميكائيل ليندفال، والسفيرة السويدية في سوريا، جيسكيا سفاردستروم، حيث بحث الجانبان خلال اللقاء آخر التطورات في سوريا وسبل تعزيز التعاون والتنسيق في القضايا المشتركة.
يُذكر أن هذا اللقاء يعد الثاني من نوعه في الأسابيع الأخيرة، حيث استقبل خطاب في 27 أبريل الماضي وزيرة الداخلية الألمانية، نانسي فيزر، ونظيرها النمساوي، غيرهارد كارنر، لبحث الملفات ذات الاهتمام المشترك وتعزيز التعاون في المجال الأمني.
وفيما يخص المباحثات، أكدت وكالة "فرانس برس" أن اللقاء تناول الأوضاع الأمنية في سوريا، وخطط تعزيز الاستقرار، بالإضافة إلى آفاق عودة اللاجئين السوريين. وأشارت فيزر إلى ضرورة التفاوض مع الحكومة السورية الانتقالية بشأن الملفات الأمنية، مؤكدة أن الأولوية تكمن في ترحيل المجرمين والمتشددين حال تحسن الأوضاع الأمنية في البلاد.
محلياً، كان عقد وزير الداخلية السوري، أنس خطاب، اجتماعاً موسعاً مع محافظي مختلف المحافظات، لمناقشة آليات دعم وتعزيز السلم الأهلي على مستوى البلاد، وذلك بناءً على توجيهات مباشرة من الرئيس أحمد الشرع.
وأوضح الوزير خطاب، خلال الاجتماع الذي نقلت تفاصيله وكالة الأنباء السورية "سانا"، أن ترسيخ السلم الأهلي يشكل حجر الأساس في تحقيق استقرار المجتمع، ويُعد ضرورة ملحّة لدعم جهود البناء والتنمية في المرحلة المقبلة.
وجاء الاجتماع في سياق متابعة الإجراءات المتصلة بإعلان الرئاسة السورية، في التاسع من الشهر الماضي، عن تشكيل لجنة عليا للسلم الأهلي، في خطوة وُصفت بأنها تأتي انسجاماً مع مقتضيات المصلحة الوطنية العليا، وسعياً نحو تحقيق تماسك مجتمعي بين مختلف مكونات الشعب السوري.
وبحسب بيان الرئاسة، تضطلع اللجنة الجديدة بعدد من المهام المحورية، من أبرزها التواصل المباشر مع المواطنين في الساحل السوري للاستماع إلى مطالبهم وتقديم الدعم اللازم لتعزيز أمنهم واستقرارهم، بالإضافة إلى العمل على تعزيز الوحدة الوطنية في ظل الظروف الدقيقة التي تمر بها البلاد.
وقد شملت تشكيلة اللجنة العليا للسلم الأهلي شخصيات بارزة أُوكلت إليها مهام المتابعة والتنفيذ، وهم أنس عيروط، وحسن صوفان، وخالد الأحمد، حيث كُلّفوا بالإشراف على وضع آليات العمل وتطبيق الإجراءات المقررة لضمان تحقيق أهداف اللجنة.
وتتصاعد أصوات السوريين الغاضبين من محاولات التسامح غير المشروطة مع الشبيحة وأتباع نظام بشار الأسد، المتورطين في ارتكاب انتهاكات جسيمة بحق الشعب طوال سنوات الحرب. ويطالب ناشطون وذوو ضحايا ومكونات ثورية، الحكومة السورية بقيادة الرئيس أحمد الشرع، بتطبيق العدالة الانتقالية ومحاسبة كل من تورّط في جرائم الحرب، وإقصائهم من مؤسسات الدولة والحياة السياسية.
لا تزال شوارع دير الزور تشهد نشاطاً تطوعياً لافتاً ضمن حملة "دير الزور أحلى"، التي أطلقتها جمعية "نهضة الفرات"، بهدف استعادة وجه المدينة الحضاري وإزالة آثار القمع التي خلفها النظام السابق.
وقالت الجمعية عبر صفحتها الرسمية على "فيس بوك" إن متطوعيها يواصلون العمل على تزيين الدوارات وتجميل الشوارع، في مسعى "لإزالة معالم القهر وتلوين المدينة بألوان الحياة". وأضافت: "الطريق طويل، لكننا نمضي فيه بإيمان عميق وحبّ صادق لهذه الأرض وأهلها".
وأكدت الجمعية أن حملتها تحمل بعداً رمزياً عميقاً، إذ تسعى إلى طمس ما تبقى من رموز النظام المخلوع، التي وصفتها بأنها "لم تكن تمثّل سكان المدينة يوماً، بل كانت شاهداً على القمع والتهميش".
واختتمت الجمعية بيانها بالقول: "لم يعد الشارع مكاناً للعبور فقط، بل تحول إلى ساحة لتجديد الروح وإعلان أن دير الزور ملك لأهلها، وسوريا ملك لشعبها، لا لصور الطغاة وشعاراتهم".
وتجسد الحملات التطوعية التي تستهدف إزالة إرث نظام الأسد، مثل حملة "دير الزور أحلى"، أكثر من مجرد جهود لتجميل الشوارع؛ فهي تعبير عن وعي جمعي يسعى لتحرير الفضاء العام من رموز القمع والتهميش.
وذلك عبر إزالة الشعارات واللوحات التي خلفها النظام، يعيد المتطوعون للمدن هويتها، ويمنحونها ملامح تعبّر عن سكانها، لا عن نظام سفاح فرض نفسه لعقود بالقتل والدمار والإجرام.
هذه المبادرات تعد ورسالة واضحة بأن الناس لم يعودوا يقبلون بعودة مظاهر الاستبداد إلى حياتهم اليومية كما تخلق هذه الحملات شعوراً بالمشاركة والانتماء، وتمنح المجتمعات مساحة للتعافي النفسي وإعادة بناء العلاقة مع المكان على أسس الحرية والكرامة.
وكانت باشرت ورشات مجلس مدينة حمص، أعمال إزالة الحواجز الإسمنتية وتركيب أجهزة إنارة في عدد من شوارع المدينة، ضمن حملة "حمص بلدنا" الهادفة إلى تحسين الواقع الخدمي والجمالي للأحياء وتسهيل حركة المرور.
وكذلك سبق أن انطلقت فعاليات حملة "رجعنا يا شام"، بمشاركة حوالي 1300 متطوع ومتطوعة بهدف إعادة الحياة إلى أحياء وشوارع مدينة دمشق.
هذا وكشف الدفاع السوري عن مواصلة جهود وأعمال حملة "حماة تنبض من جديد" بالتعاون مع مجلس محافظة حماة ومديرية الخدمات الفنية، لإزالة الدمار وفتح شرايين الحياة للمدن والبلدات في المحافظة وإزالة مخلفات الحرب.
ويذكر أن الحملات التطوعية التي تستهدف إزالة إرث نظام الأسد البائد تحمل أهمية كبيرة، تتجاوز الجانب الخدمي أو التجميلي، لتلامس عمقاً رمزياً ونفسياً وسياسياً في وعي الناس والمجتمع السوري ككل.
كشفت مصادر حقوقية في دمشق، عن مسعى لتشكيل هيئة خاصة تقوم بمراجعة جميع القوانين المعمول بها حالياً، وأوضحت المصادر أن القوانين التي تم إصدارها خلال فترة النظام السابق ستخضع لمراجعة شاملة من قبل الهيئة، التي ستنظر في إمكانية تعديلها، إلغائها، أو الإبقاء على بعضها حسب مدى توافقها مع الإعلان الدستوري الحالي.
ونقل موقع "القدس العربي"، عن مصادر أفادت بأن باب المشاركة في تأسيس هذه الهيئة سيفتح أمام الجهات الحقوقية، مثل نقابة المحامين، التي سيكون لها دور أساسي في وضع النظام الداخلي للهيئة، نظراً لأنها تمثل أحد أجنحة العدالة إلى جانب وزارة العدل.
اللجنة المعنية بإعادة النظر في قوانين المحاكمات
في سياق متصل، شكل وزير العدل السوري، مظهر الويس، الأسبوع الماضي لجنة متخصصة لإعادة النظر في "قانون أصول المحاكمات المدنية رقم 1 لعام 2016" واقتراح التعديلات اللازمة عليه.
ضمت اللجنة عدداً من كبار القضاة في محكمة النقض، وإدارة التشريع، والتفتيش القضائي. وستعمل اللجنة على مراجعة القانون بما يتوافق مع أحكام الإعلان الدستوري الحالي ومبادئ حقوق الإنسان، مع التركيز على تبسيط إجراءات التقاضي وتحديثها باستخدام تقنيات المعلومات. وقد مُنحت اللجنة مهلة ستة أشهر لإنجاز مهمتها وتقديم تقرير مفصل إلى وزير العدل.
القوانين الموجهة لخدمة السلطة: مطالبات بالتعديل والإلغاء
وفي تعليقه على الموضوع، قال المحامي عارف الشعال إن معظم القوانين السورية، التي تصل إلى حوالي 7 آلاف قانون، كانت تصب في خدمة السلطة، مؤكداً أن العديد منها يحتوي على ثغرات ويحتاج إلى تعديل جذري. وأضاف أن الهيئة المرتقبة لم تحدد بعد ما إذا كانت ستكون استشارية فقط أو صاحبة صلاحية اتخاذ القرارات في تعديل القوانين، وتقديم مسودات القوانين الجديدة لجميع الوزارات والجهات الحكومية.
وأوضح الشعال أن بعض القوانين يجب أن يتم إلغاؤها بدلاً من تعديلها، مشيراً إلى قوانين تم إصدارها في بداية الثورة السورية عام 2011، مثل قانون الضابطة العدلية الذي يسمح بالتوقيف لمدة شهرين في الأجهزة الأمنية دون محاكمة. وأكد أن هذه القوانين كانت في معظم الأحيان تتجاوز الحدود القانونية، حيث امتد اعتقال الكثيرين إلى سنوات دون عرضهم على القضاء.
كما أشار إلى ضرورة إلغاء "قانون محكمة الإرهاب"، الذي تم تجميد العمل به، لكن إلغاؤه يتطلب قانوناً من مجلس الشعب غير الموجود حالياً. وأوضح أن هناك قوانين أخرى، مثل قانون أمن حزب البعث المنحل، الذي يتضمن عقوبات مشددة ضد من يسيء للحزب، وكذلك قانون منع التعامل بالدولار، كلها قوانين تتطلب الإلغاء لأن النظام السابق أوجدها لخدمة مصالحه.
تعديلات النظام السابق بحاجة إلى مراجعة
من جانبه، أكد الخبير القانوني والمحامي عمار يوسف أن النظام السابق عدل العديد من القوانين في السنوات الأخيرة، إلا أن التعديلات كانت غالباً مشوهة ومفصلة لخدمة أشخاص معينين. وأشار يوسف إلى ضرورة تعديل هذه القوانين بما يتوافق مع المبادئ القانونية الحديثة. ومن الأمثلة التي قدمها يوسف، قانون أصول المحاكمات المدنية الذي تم تعديله في عام 2016، والذي ظهرت نسخته الجديدة مشوهة مقارنة بالنسخة القديمة.
كما شدد يوسف على ضرورة دمج بعض القوانين، مثل القوانين الخاصة بالعقارات، في قانون واحد لتجنب التشتت والتعقيد الذي كان سائداً في عهد النظام السابق. وأعرب عن تأييده أن يتم التعديل وفقاً للقوانين الوضعية التي تتناسب مع مكونات الشعب السوري.
إجراءات وزارة العدل بعد سقوط النظام
منذ سقوط نظام بشار الأسد، اتخذت وزارة العدل السورية عدة إجراءات مهمة، منها تجميد العمل بمحكمة الإرهاب، وإنشاء منصب رئيس العدلية في كل محافظة، وإلغاء منصب المحامي العام. كما قامت الوزارة بإحالة جميع القضاة الذين عملوا في محكمة الإرهاب إلى التفتيش القضائي للتحقيق معهم.
أصدرت نقابة المحامين في العاصمة السورية دمشق قراراً يقضي بسحب عضوية فادي صقر وشطب اسمه من سجلات النقابة. وأكد القرار، الصادر في الرابع من شهر أيار/مايو الجاري، أن هذا الإجراء جاء بعد ثبوت تورّطه في ارتكاب جرائم حرب. وأوضح القرار أن المحامي فادي مالك أحمد، المعروف بـ"فادي صقر"، كان قائد ميليشيا "الدفاع الوطني" في حي التضامن الدمشقي.
وفادي صقر، الذي لقبه النظام المخلوع بـ"صقر الدفاع الوطني"، هو أحد أبرز الأشخاص الذين ارتبطت أسماؤهم بأسوأ مراحل العنف في سورية. وبرز عام 2012 بصفته قائدا لإحدى فصائل مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لإيران في دمشق، قبل أن يُرقّى لقيادة المليشيا على مستوى البلاد، وكان له دور محوري في حصار أحياء المعارضة جنوب العاصمة، واتُهمت قواته بارتكاب مجازر بحق المدنيين، وتدمير منازل، ونهب ممتلكات.
انتهاكات موثقة وشهادات دامغة
ارتكب صقر انتهاكات جسيمة بحق المدنيين، تمثّلت في القتل والتعذيب والخطف، ويتحمّل مسؤولية مباشرة عن مجازر في حي التضامن، إلى جانب أمجد يوسف، بحسب تقارير وشهادات موثوقة. واستند قرار النقابة إلى شهادة أحد الناجين، الذي أفاد بأن فادي صقر اعتقله مع شقيقيه، قبل أن يُفرَج عنه، ويُقتَل الشقيقان لاحقاً، بعد اعتقالهم من قبل حاجز تابع للدفاع الوطني، الذي كان يشرف عليه صقر.
تصريح نقابة المحامين: شطب لأسباب مهنية
نقلت صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تصريحًا لرئيس فرع نقابة المحامين بدمشق، محمد دحلا، قال فيه: "صدر قرار بشطب المحامي فادي صقر من مجلس فرع النقابة بسبب مخالفته شروط وواجبات المهنة المنصوص عليها في قانون تنظيم المهنة". وأضاف أن مجلس التأديب في النقابة غير معني بإثبات التورّط بجرائم جزائية أو حرب، بل يختص بالنظر في المخالفات المسلكية وتحريك دعوى الحق العام المسلكي ضد أيّ محامٍ يخلّ بأخلاقيات المهنة.
كما أشار إلى أن "أكثر من ألف دعوى مسلكية منظورة حاليًا أمام المجلس، والعقوبات المسلكية تتنوع بين التنبيه والمنع المؤقت من المزاولة، وصولًا إلى الشطب التأديبي".
الفضيحة الكبرى: الغارديان توثّق المجزرة
فُضح فادي صقر دولياً بعد أن نشرت صحيفة الغارديان البريطانية، عام 2022، مقطعاً مصوراً يوثّق مجزرة ارتكبتها قوات الأسد بحق مجموعة من المدنيين في حي التضامن، تعود وقائعها إلى عام 2013. وقد تضمن التقرير معلومات عن هوية المتورطين، من بينهم أمجد يوسف وفادي صقر، ما أثار موجة غضب وصدمة واسعة.
دخوله إلى الحي بعد سقوط الأسد يُفجّر الغضب
وصلت الوقاحة بصقر إلى حد دخوله حي التضامن بعد سقوط النظام، في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، مما أثار سخطاً شعبياً واسعاً. خرج أهالي الحي في مظاهرات احتجاجية على عودته دون محاسبة. وقالت "تنسيقية حي التضامن" عبر فيسبوك:
"نحن أبناء حي التضامن الدمشقي، الذي شهد واحدة من أبشع المجازر في تاريخ سوريا، نعلن رفضنا القاطع واستنكارنا الشديد لدخول المدعو فادي صقر إلى منطقتنا، رغم تورطه المباشر في جرائم قتل بحق المدنيين العزّل".
وأضافت التنسيقية: "هذه الزيارة ليست مجرد حدث عابر، بل استفزاز صارخ لمشاعر أهالي الشهداء والمعتقلين، نجم عن سوء تقدير للأمور وقلة خبرة".
هل تكون الخطوة الأولى نحو العدالة؟
ويرى متابعون أن شطب اسم فادي صقر من نقابة المحامين قد يكون خطوة أولى في طريق العدالة الانتقالية في سوريا، لكنه لا يُغني عن المحاسبة الجنائية الحقيقية في المحاكم العادلة. فدماء الأبرياء لا تُنسى، والعدالة لا تسقط بالتقادم، والشعب السوري لن يرضى بأقل من محاسبة شاملة لجميع من تورّطوا في جرائم الحرب والانتهاكات.العدالة ليست انتقاماً، بل حجر أساس لأي مستقبل سلمي.
يظن المجرمون الذين دعموا الإرهابي بشار الأسد أنهم نجوا بأفعالهم، وأن مرور الزمن كفيل بأن يُنسي الناس الذكريات، فاعتقدوا أن بإمكانهم العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية، فعادوا إلى سوريا بعد التحرير. ومن بينهم فادي صقر، الذي كثرت المناشدات والدعوات لمحاسبته لتورّطه في جرائم ضد السوريين خلال فترة حكم الإرهابي بشار الأسد.
قُتل شخصان وأصيب أربعة آخرون بجروح متفاوتة على الأقل، يوم الأربعاء 7 أيار/ مايو جراء هجوم مسلح نفذه مجهولان يستقلان دراجة نارية استهدف مكتباً لبيع السيارات في مدينة أعزاز شمال حلب.
وأفاد شهود عيان أن المهاجمين فتحوا النار بشكل مباشر على المكتب قرب دوار الكف قبل أن يلوذا بالفرار، في حين سارعت فرق الإسعاف إلى نقل المصابين إلى المشافي القريبة لتلقي العلاج، وسط استنفار أمني في المنطقة.
فيما فتحت إدارة الأمن العام تحقيق رسمي في الحادثة للوقوف على ملابساتها وملاحقة الفاعلين، دون صدور بيان رسمي حتى ساعة إعداد هذا الخبر، ولم تكشف ملابسات الحادثة وطبيعة الهجوم إذا ما كان يحمل مؤشرات على اغتيال شخصيات أو حادثة جنائية وتأتي هذه الحادثة تزامنا مع حالة من التوتر الأمني التي شهدتها مدينة جرابلس شرقي حلب نتيجة انفجار عبوة ناسفة قرب تجمع للمخيمات.
وسبق أن أصدرت إدارة الأمن العام بيانا موجها لأهالي مدينة أعزاز ونواحيها بضرورة التعاون والتواصل الفوري في حال وقوع أي طارئ أو حالة أمنية تستدعي التدخل.
وأكدت الإدارة أن عمليات منطقة أعزاز في حالة جهوزية تامة لتلقي البلاغات والملاحظات من المواطنين، بما يعزز الأمن والاستقرار في المنطقة.
هذا ودعت الإدارة في بيان رسمي بوقت سابق المواطنين للتواصل عبر الاتصال والرسائل على واتساب وتلغرام، وشددت على أهمية الوعي المجتمعي والإبلاغ الفوري، وتثمن تعاون الأهالي في دعم الجهود الأمنية لحماية المنطقة وأهلها.
منذ اندلاع الثورة السورية في 2011، تبنت فرنسا سياسة صارمة ضد نظام بشار الأسد، التي تطورت في إطار سياق إقليمي ودولي متغير. بدأت باريس سياستها بتشديد موقفها منذ أغسطس/آب 2011، حيث طالبت صراحةً بتنحي الأسد عن السلطة، لتكون بذلك من أوائل الدول الغربية التي تتخذ هذا الموقف.
وتوجت فرنسا هذا الموقف بالاعتراف المبكر بالمعارضة السورية ممثلة بـ"الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة"، حيث كانت أول دولة غربية تمنح الاعتراف الرسمي للائتلاف في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2012.
القطيعة الدبلوماسية مع دمشق
مع تفاقم الأزمة السورية، اتخذت فرنسا خطوة جريئة بقطع كافة الروابط الرسمية مع دمشق، فأغلقت السفارة الفرنسية في سوريا في مارس/آذار 2012، في خطوة احتجاجية على قمع النظام للانتفاضة الشعبية. ومنذ ذلك الحين، لم تكن هناك علاقات دبلوماسية مباشرة بين البلدين، حيث لم يُعيّن سفير فرنسي في دمشق، ولم تُجرَ زيارات رسمية متبادلة.
الدور الدبلوماسي الفرنسي: عزل النظام ودعم الحل السياسي
رسمت فرنسا نهجًا دبلوماسيًا قائمًا على عزل نظام الأسد دوليًا، مع السعي لإيجاد حل سياسي من خلال الأمم المتحدة. وشاركت فرنسا بقوة في مجموعة أصدقاء الشعب السوري، ودعمت قرارات مجلس الأمن، مثل القرار 2254 لعام 2015، الذي حدد خارطة طريق للانتقال السياسي في سوريا.
كما ساندت فرنسا مطالب المجتمع الدولي بشأن محاسبة النظام على الجرائم المرتكبة، بما في ذلك استخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين. وفي هذا السياق، أطلقت باريس مبادرة في 2018 لإنشاء "الشراكة الدولية ضد الإفلات من العقاب لاستخدام الأسلحة الكيميائية"، والتي جمعت نحو 40 دولة.
التحولات في السياسة الفرنسية تحت قيادة ماكرون
في عهد الرئيس إيمانويل ماكرون، شهد الموقف الفرنسي بعض التحولات. ففي 2017، أشار ماكرون إلى أن الأسد لم يعد يشكل "عدوًا لفرنسا"، بل أصبح العدو الأكبر هو الإرهاب. كما شدد ماكرون على أن الأولوية الفرنسية كانت لمحاربة الإرهاب وتحقيق الاستقرار في سوريا بدلاً من التركيز على تغيير النظام. إلا أن فرنسا تمسكت بـ"الخط الأحمر" المتمثل في استخدام الأسلحة الكيميائية، وعندما وقع الهجوم الكيميائي في دوما في 2018، شاركت فرنسا في ضربات عسكرية ضد منشآت مرتبطة بالأسلحة الكيميائية.
العقوبات والتجميد الاقتصادي
منذ بداية الأزمة، تبنت فرنسا سياسة العقوبات الاقتصادية على النظام السوري، في إطار الاتحاد الأوروبي. وقد فرضت فرنسا حزمًا من العقوبات شملت تجميد الأصول وحظر تصدير الأسلحة والتقنيات ذات الاستخدام المزدوج. كما شددت باريس على أن إعادة إعمار سوريا لن تتم إلا بعد التوصل إلى انتقال سياسي حقيقي. هذه السياسة أثرت بشكل كبير على الاقتصاد السوري، حيث تراجعت التجارة بين البلدين بشكل حاد، من مئات الملايين من الدولارات قبل 2011 إلى حوالي 22 مليون دولار فقط في 2023.
الملف الأمني والتنسيق غير المباشر
رغم القطيعة السياسية، شهد الملف الأمني نوعًا من البراغماتية. تصاعدت تهديدات الإرهاب الجهادي من الأراضي السورية، خاصة مع ظهور تنظيم داعش، مما دفع الأجهزة الأمنية الفرنسية إلى البحث عن معلومات استخباراتية من النظام السوري.
في 2015، أجرت باريس اتصالات أمنية سرية مع النظام السوري عبر وسطاء، كما تواصلت مع قوات سوريا الديمقراطية والعراق وتركيا لتأمين الحدود ومكافحة الإرهاب. هذه التنسيقات كانت تهدف إلى الحصول على معلومات حول المتطرفين والمقاتلين الأجانب.
العدالة ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات
على المستوى الحقوقي، قامت فرنسا بملاحقة المسؤولين عن الانتهاكات المرتكبة في سوريا عبر القضاء الفرنسي والدولي. دعمت فرنسا إنشاء آلية الأمم المتحدة لجمع الأدلة على الجرائم السورية، كما سمحت قوانينها بمحاكمة المسؤولين عن الجرائم ضد الإنسانية حتى لو ارتكبت خارج أراضيها. وقد أسفرت هذه الجهود عن محاكمة رموز النظام السوري في محاكم فرنسية، مثل قضية عائلة دبّاغ، حيث أصدرت المحكمة الفرنسية مذكرات توقيف دولية بحق ثلاثة من كبار مسؤولي المخابرات السورية.
موقف فرنسا من التطبيع العربي مع النظام
مع عودة بعض الدول العربية لتطبيع علاقاتها مع النظام السوري في 2023 و2024، تمسكت فرنسا بموقفها الرافض للتطبيع مع الأسد دون شروط. في قمة جدة في مايو/أيار 2023، أكدت فرنسا أن الأسد يجب أن يُحاكم عن جرائمه في محكمة دولية، ولن تقبل بتطبيع العلاقات إلا إذا حدث تقدم حقيقي في العملية السياسية. وقد التزمت باريس بدعم مطالب المعارضة السورية ودعم العدالة والحرية للشعب السوري، مشددةً على أن أي تطبيع يجب أن يرتبط بإصلاحات فعلية من النظام.
في الختام، اتخذت فرنسا موقفًا متسقًا وأخلاقيًا تجاه الأزمة السورية، مدفوعة برغبة في تحقيق انتقال سياسي يعكس تطلعات الشعب السوري. ورغم تغير الظروف الإقليمية، تمسكت باريس بمبادئها في دعم المعارضة ومحاسبة المتورطين في الانتهاكات، مع الإصرار على أن لا يتم رفع العقوبات أو تمويل إعادة الإعمار دون تحقيق تقدم حقيقي في العملية السياسية.
أكد السفير الروسي لدى تركيا، أليكسي يرخوف، أن وحدة سوريا في خطر، مشيراً إلى استعداد بلاده للإسهام في تحقيق الاستقرار داخل البلاد، وأكد أنه "دون تحقيق هذا الاستقرار، سيكون من المستحيل استعادة الحياة الطبيعية في سوريا"، مشيراً إلى أن روسيا مستعدة للمساهمة بشكل إيجابي في هذه العمليات لتحقيق هذا الهدف.
وفي تصريح لوسائل الإعلام التركية يوم الثلاثاء، قال يرخوف: "الأوضاع في سوريا معقدة للغاية، ولا يمكن القول إنها تتحسن". وأضاف: "إسرائيل قد بسطت سيطرتها على مناطق جديدة في جنوب سوريا، كما هو معروف. بالإضافة إلى ذلك، تقوم إسرائيل بقصف المواقع العسكرية التابعة للجمهورية العربية السورية، والتي كانت تحت سيطرة بشار الأسد وجيشه".
وأشار السفير الروسي إلى أن هناك توترات متزايدة بين الطوائف المختلفة في سوريا، مذكراً بالتوترات الأخيرة التي شهدتها مناطق الساحل السوري، بما في ذلك اللاذقية وطرطوس وحمص، فضلاً عن الاشتباكات الأخيرة في جنوب سوريا بين السكان الدروز.
وأضاف: "من الواضح أن البلاد تشهد انقساماً داخلياً، مع احتمال تفاقم هذا الانقسام في المستقبل. لذلك، من الضروري، في رأيي، ضمان استقرار الوضع السياسي الداخلي في سوريا، وضمان عدم تكرار الاشتباكات الدموية مثل تلك التي وقعت في الساحل السوري، وكذلك العمل على إعادة إعمار البنية التحتية والاقتصاد والمجال الاجتماعي في البلاد".
مشاورات "روسية - تركية" حول سوريا وغـ ـزة ودعوات لتسوية سياسية شاملة
وسبق أن عقدت روسيا وتركيا مشاورات سياسية رفيعة المستوى في مدينة إسطنبول، ترأسها نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف ونظيره التركي نوح يلماز، حيث جرى بحث تطورات الأوضاع في سوريا ومنطقة الشرق الأوسط، وذلك بحسب بيانين رسميين صادرين عن وزارتي خارجية البلدين.
وقالت وزارة الخارجية الروسية إن المشاورات تركزت بشكل خاص على تطورات الأوضاع في سوريا وفي قطاع غزة، وشدد الطرفان خلال المناقشات على الحاجة إلى تحقيق تسوية مستدامة للأزمة السورية مع الالتزام الصارم بمبادئ احترام سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها.
وأكد الجانبان كذلك ضرورة تنسيق الجهود الدولية الهادفة إلى حل النزاعات الإقليمية بالطرق السياسية والدبلوماسية، بما يتوافق مع القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة، مشيرين إلى أهمية دعم المسار السياسي في سوريا بما يضمن شمولية الحل ويعزز استقرار المنطقة.
وفي السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية التركية أن اللقاءات بين الوفدين برئاسة نائب الوزير نوح يلماز ونائب الوزير الروسي ميخائيل بوغدانوف تناولت بشكل شامل الأوضاع في سوريا وقطاع غزة، بالإضافة إلى التطورات العامة في منطقة الشرق الأوسط. وأكدت أن الجانبين تبادلا وجهات النظر بشكل موسع حول جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك.
وشدد البيان التركي على استمرار المشاورات السياسية بين أنقرة وموسكو حول ملفات المنطقة، مع الإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة لمتابعة القضايا الحساسة، وفي مقدمتها الملف السوري.
وفي ختام المشاورات، جدد الطرفان التزامهما بالحفاظ على حوار سياسي نشط، والتأكيد على أن الحلول للأزمات الإقليمية يجب أن تستند إلى احترام سيادة الدول ووحدتها، بعيداً عن التدخلات الخارجية.
وفي سياق متصل، كان دعا المندوب الروسي في مجلس الأمن، إسرائيل إلى الانسحاب الفوري من الأراضي السورية ووقف الهجمات التي تستهدف مناطق داخل البلاد، مؤكداً على وجوب احترام عبارة "سيادة سوريا على أراضيها" من قبل جميع الدول المجاورة دون استثناء. وأشار إلى أن الحكومة السورية أبدت استعدادها الكامل لبناء علاقات بنّاءة مع دول الجوار كافة.
أطلق “عمار غريب وقاف”، أحد أبرز أبواق التشبيح الإعلامي لدى نظام الأسد البائد في بريطانيا، دعوة لما سماها “وقفة احتجاجية” ضد زيارة الرئيس أحمد “الشرع” إلى العاصمة الفرنسية باريس.
وجاء ذلك في محاولة مفضوحة لتشويه رموز الدولة السورية الجديدة واستحضار خطاب الكراهية الطائفي، كونها جاءت في مؤشر جديد على تحركات بقايا النظام البائد في الخارج.
ويأتي هذا التحرك في سياق تصاعد نشاط عدد من شخصيات النظام السابق، التي تسعى إلى ضرب جهود الاستقرار من الخارج عبر حملات تحريض إعلامي تستند إلى خطاب الانقسام والتشكيك، تحت غطاء “توثيق الانتهاكات” والمطالبة بـ”الحماية الدولية”.
لم تكن هذه الدعوة سوى امتداد لمسيرة تحريضية طويلة اشتهر بها “وقاف”، الذي لطالما دافع عن جرائم النظام البائد واصفًا جيشه بـ”المخلص”، ومبررًا عمليات التهجير القسري بحق المدنيين.
ففي عام 2018، تهجم على محافظة إدلب واصفًا باصات التهجير إليها بـ”باصات سيدنا الخضر”، وقال بأسلوب سافل إن النظام البائد كان يملأ إدلب بـ”الوقود البشري”، مستشهدًا بآيات قرآنية بشكل مسيء ولافت.
وفي أحد أكثر تصريحاته إثارة للغضب، وصف المهجرين من الغوطة بـ”مسلحي قريش”، قائلًا: “من خرج من داره إلى إدلب فهو آمن”، في خطاب يحرض على الإبادة ويشرعن جرائم النظام البائد بحق المدنيين.
كما تناول الشبيح “وقاف”، زيارة رأس النظام الهارب بشار الأسد إلى الغوطة عقب تهجير سكانها بقوله: “حلو سيران الرئيس بالغوطة”، في تعبير فاضح عن الاحتفال بجريمة حرب موثقة.
عمار وقاف، عضو في ما يُعرف بـ”المنتدى الاجتماعي السوري بلندن”، يستخدم هذه المنصة للدفاع عن الهارب “بشار الأسد”، وترويج السردية الرسمية للنظام الساقط.
ويظهر “وقاف” بشكل متكرر على وسائل الإعلام ناطقًا بلسان النظام، مدافعًا عن سجله الدموي، ومشككًا في أي مساعٍ لبناء سوريا جديدة تقوم على العدالة والمواطنة.
ينحدر “وقاف” من خلفية عائلية موغلة في الولاء للنظام. والدته “ماريا ديب” كانت المذيعة المفضلة لدى حافظ الأسد، وقدمت برامج شهيرة مثل “ما يطلبه الجمهور”، بينما والده العميد المجرم “غريب وقاف” شغل مناصب أمنية حساسة داخل القصر الجمهوري وإدارة الجمارك في عهد نظام الأسد البائد.
لا تزال حسابات وقاف الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي تحتفظ بصور رأس النظام ومقولات تمجّد جيشه المجرم ومواقفه، ما يكشف استمرار ارتباطه العلني بالأدبيات التشبيحية ذاتها.
ويذكر أن دعوات وقاف وأمثاله ليست مجرد آراء شخصية، بل تمثل خطرًا حقيقيًا يهدد جهود السوريين في بناء مستقبل مختلف، فهؤلاء يعملون على تأليب الرأي العام، وتشويه صورة المعارضة المدنية، والترويج للانقسام الطائفي والسياسي، ما يستوجب من الجاليات السورية والناشطين فضحهم والتصدي لمحاولاتهم بوسائل قانونية وإعلامية.
أفادت وكالة “رويترز” أن الرئيس السوري أحمد الشرع يصل اليوم الأربعاء 7 أيار 2025 إلى باريس، في أول زيارة له إلى أوروبا منذ سقوط نظام بشار الأسد في كانون الأول الماضي، بهدف تعزيز الدعم الدولي لجهوده في إعادة الاستقرار إلى سوريا وإنعاش الاقتصاد المنهك بفعل 14 عامًا من الحرب والعقوبات.
وقالت الرئاسة الفرنسية إن الشرع سيلتقي الرئيس إيمانويل ماكرون لبحث كيفية ضمان السيادة السورية وأمن البلاد، ومعالجة ملف الأقليات الدينية بعد الهجمات الأخيرة التي طالت العلويين والدروز، إضافة إلى مناقشة جهود مكافحة الإرهاب، خاصة ضد تنظيم الدولة، والتنسيق حول المساعدات الاقتصادية وإمكانية تخفيف العقوبات الغربية.
وذكرت “رويترز” أن الشرع حصل على إعفاء خاص من الأمم المتحدة يتيح له السفر رغم وجوده على قائمة العقوبات بسبب قيادته السابقة لتنظيم “هيئة تحرير الشام”، الفرع السابق للقاعدة في سوريا، قبل أن يعلن تخليه عن الجماعة عام 2016.
وأكد مسؤول في الإليزيه للوكالة أن “فرنسا ليست ساذجة تجاه ماضي الشرع، لكن هناك دور واضح يجب أن يلعبه المجتمع الدولي لدعم استقرار سوريا”، مشيرًا إلى أن باريس ما زالت تضع شروطًا واضحة لاستمرار المرحلة الانتقالية.
وشدد ماكرون، بحسب بيان رسمي، على أن فرنسا تدعم بناء “سوريا حرة ومستقرة وذات سيادة تحترم جميع مكونات المجتمع السوري”.
في حين لفتت وكالة “سانا” الرسمية إلى أن زيارة الشرع تأتي في توقيت حساس، مع تصاعد الغارات الإسرائيلية على سوريا ومحاولات تل أبيب استغلال ملف الأقليات لفرض وصاية غير مباشرة على الجنوب السوري، لاسيما المناطق الدرزية.
كما أشارت الوكالة أن مسألة إعادة الإعمار وآفاق التعاون الاقتصادي والتنمية في سوريا تأتي في مقدمة القضايا التي ستركز عليها المباحثات، ولاسيما في مجالات الطاقة وقطاع الطيران، وتشمل المباحثات أيضاً ملفات مهمة، أبرزها التحديات الأمنية التي تواجه الحكومة السورية الجديدة، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على السيادة السورية، والعلاقات مع دول الجوار وخاصة لبنان.
وقالت سانا إن هذه الزيارة الرسمية للرئيس الشرع تكتسب أهمية كبيرة كونها الأولى إلى دولة أوروبية بعد سقوط النظام البائد، بما يسهم في تطوير العلاقات الخارجية للدولة واستعادة مكانتها، وتأتي ضمن مسار تطور العلاقات بين البلدين، حيث سبقتها مكالمات هاتفية عدة بين الرئيسين، ناقشت عدداً من القضايا المشتركة ذات الأهمية.
وكان ماكرون قد استضاف اجتماعًا ثلاثيًا بالفيديو الشهر الماضي ضم الشرع والرئيس اللبناني جوزيف عون، في محاولة لخفض التوترات الأمنية على الحدود، بينما عيّنت باريس مؤخرًا قائمًا بالأعمال مع فريق دبلوماسي مصغّر في دمشق كخطوة أولى نحو إعادة فتح السفارة الفرنسية التي أُغلقت منذ 2012.
ووفق “رويترز”، يهدف الشرع من هذه الزيارة إلى كسر الجمود الدبلوماسي مع أوروبا والحصول على دعم في ملف تخفيف العقوبات الأميركية والأوروبية، حيث تعاني سوريا من أزمة اقتصادية خانقة.
وتشير تقديرات البنك الدولي إلى أن كلفة إعادة الإعمار تتجاوز 250 مليار دولار، فيما تأمل دمشق ألا تُجدد بروكسل العقوبات المقرر انتهاء صلاحيتها في 1 حزيران المقبل.
وتحدثت الوكالة عن دور فرنسي متزايد في الملف السوري بعد انسحاب تدريجي للقوات الأميركية، حيث توسطت باريس بين الشرع والقوات الكردية في الشمال الشرقي، ضمن مساعٍ لإعادة بسط سيطرة الدولة على تلك المناطق.
وأوضحت مصادر رسمية أن فرنسا تسعى للعب “دور أكبر” في ترتيب المشهد السياسي والأمني بسوريا، بالتنسيق مع واشنطن.
على صعيد آخر، أشارت “رويترز” إلى أن إسرائيل كثّفت من عملياتها العسكرية في سوريا منذ الإطاحة بالأسد، مستهدفة مواقع في مختلف أنحاء البلاد، ومعلنة أنها تسعى لمنع عودة “التهديدات الإرهابية”، في حين تؤكد دمشق أن هذه الهجمات تهدف لزعزعة استقرار البلاد ومنع أي تقارب وطني شامل.
ختامًا، أكدت مصادر دبلوماسية للوكالة أن الشرع يعوّل على فرنسا للعب دور الوسيط مع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، في وقت تتجه فيه الأنظار إلى نتائج هذه القمة التي قد تحدد ملامح المرحلة المقبلة في سوريا والمنطقة.
منذ انطلاق الثورة السورية في آذار/مارس عام 2011، وإعلان المجرم بشار الأسد الحرب على شعبه الذي طالب بالحرية والعدالة، توالت القصص المروعة عن المعتقلين الذين تمّت تصفيتهم في السجون، بطرق تعكس مدى الإجرام المتجذر في بنية نظام آل الأسد منذ عقود. لكن إحدى القصص التي نشرتها صحيفة زمان الوصل حملت طابعًا مختلفًا، يجمع بين الغرابة والصدمة.
بطل القصة ليس معارضًا سياسيًا، ولم يكن حتى سوريًا، بل هو المواطن اللبناني قزحيا فريد شهوان، المولود في الرابع من كانون الأول/ديسمبر عام 1951، وهو أب لأربعة أولاد ومنحدر من منطقة العلالي في البترون. بدأت مأساة قزحيا حينما داهمت المخابرات السورية مكان عمله في “شركة كيماويات سلعاتا” بلبنان بتاريخ الثلاثاء 22 تموز/يوليو 1980. حاول مدير الشركة ثنيهم عن اعتقاله لإتاحة الفرصة له للفرار، لكنه رفض الهرب وسلّم نفسه طوعًا.
في اليوم نفسه، أُبلغ والده وزوجته عبر مركز الجيش السوري في شكا أن قزحيا موجود وسيُفرج عنه في اليوم التالي، لكن لم يُسمح لهما برؤيته. وبعد ستة أشهر، تمكّنت زوجته من زيارته في سجن المزة بدمشق، وكانت تلك آخر مرة يُرى فيها. مرّت السنوات دون أي معلومات، وظل مصيره مجهولاً لأكثر من أربعة عقود.
بعد 44 عامًا من اختفائه، ظهر اسم قزحيا في قوائم الأشخاص الذين أُعدموا في سجن تدمر بين عامي 1980 و1985. وتحديدًا، تبين أنه أُعدم عام 1981 بتهمة “الانتماء إلى تنظيم مسلح تابع لجماعة الإخوان المسلمين”—تهمة عبثية وصادمة نظرًا لكونه مسيحيًا، لا يمتّ بأي صلة للجماعة التي تُعرف بطابعها الإسلامي السني.
هذه الحادثة تكشف عن الطبيعة الأمنية والسياسية التعسفية لنظام الأسد، حيث يُوجَّه الاتهام بالإرهاب والانتماء إلى الإخوان كأداة جاهزة لقمع المعارضين، بغض النظر عن خلفياتهم الدينية أو الفكرية. لم يكن الهدف من هذه التهم البحث عن الحقيقة أو تحقيق العدالة، بل إخضاع المجتمع وترهيبه، وتحقيق السيطرة الكاملة من خلال زرع الخوف والدم.
إن توجيه هذه التهمة إلى مسيحي لبناني يُثبت أن تهمة “الانتماء إلى الإخوان المسلمين” لم تكن أبدًا متعلقة بعقيدة أو انتماء حقيقي، بل كانت وسيلة يستخدمها الأسد المجرم لإقصاء كل من يراهم تهديدًا لحكمه، حتى لو لم يكن لهم أي نشاط سياسي، كما في حالة قزحيا شهوان.
قصة قزحيا ليست مجرد مأساة فردية، بل شاهد على مرحلة مظلمة من تاريخ سوريا ولبنان، حيث تحوّل القضاء إلى أداة قتل، وتحولت التهم إلى وسيلة حكم. لقد فضحت هذه الحكاية زيف ادعاءات الأسد بحماية الأقليات، وأكدت أن النظام لا يفرّق بين سنّي أو مسيحي أو درزي أو علوي عندما يشعر بالخطر على سلطته. ما يهمه فقط هو البقاء في الحكم، ولو كان الثمن أرواح الأبرياء وخراب الأوطان.