أكد رئيس الوزراء التركي أحمد داوود أوغلو أن الأسد و روسيا يعمدان على تفريغ حلب من سكانها تماماً ، من،هاً أن خطة بلاده تتمثل ببقاء النازحين داخل سوريا و مواصلة توفير احتياجاتهم و رعايتهم .

و كشف أوغلو عن امكانية تكرار التدابير المُتّخذة في العراق وجبل قنديل، في سوريا بالنسبة للاكراد وقال " ولا نتردد في تطبيق هذه التدابير، وننتظر من حلفائنا وأصدقائنا، أن يساندوننا عندما نقدم على مثل هذه الخطوة.”

أوغلو و في كلمة له من مدينة مدينة أرزينجان التي وجه منها التحية إلى مدينة حلب و قال : أقول لأهالي حلب أنتم جمعكم قدركم بقدر تركيا فلا تستسلموا فإن النصر سيكون حليفكم قريباً ، مشدداً ْعلى أن كل المقاومة الكبيرة التي يظهرها أهالي حلب ستنتهي بالنصر كما الحال في ديرالزور و إدلب وباقي المحافظات السورية

" و انتقد أوغلو الأمم المتحدة التي طالبت من بلاده بفتح حدودها ، وقال " نحن من علمناكم ما هي الإنسانية لذلك لا تستطيعون أن تلقنونا دروسا بها

لافتاً إلى أن بلاده قدمت بتضحيات كبيرة جدا ولم تغلق أبوابها أبدا في وجه السوريين ، مازالت تعتزم ذلك ، مشيراً إلى أنه تم تجهيز حوالي 9 مخيمات وتم مهاجمة بعض هذه المخيمات من الطيران الروسي وهذا ما يسمى بالحرب" البربرية" ، وفق وصفه.

وتوعد رئيس الوزراء التركي بمحاسبة الدول على كل هذا التهاون اتجاه الشعب السوري ، اضافة لكل من يقوم بالتطهير العرقي سيحاسب أمام المحكمة الدولية ووجه كلامه للأمم المتحدة ومن يهتم بحقوق الإنسان فإن هناك تطهيرعرقي ، وفق وصفه.

تمكن الثوار من إلحاق خسائر بشرية كبيرة في صفوف قوات الأسد على جبهات ريف حماة الجنوبي اليوم، بالرغم من الدعم الجوي الروسي في ظل القصف المدفعي والصاروخي الذي تشنه قوات الأسد على القرى والبلدات المحررة.

فقد تمكن الثوار من قتل أكثر من 15 من عناصر الأسد في حاجز المداجن القريب من بلدة الرميلة جنوب شرق مدينة حماة، وذلك إثر هجوم مباغت قاموا بتنفيذه على معاقل قوات الأسد في المنطقة، كما وأصيب جراء ذلك عدد آخر من قوات الأسد.

وردا على الهجوم، قامت الطائرات الروسية بشن غارات عدة على البلدة، وتم قصفها بقذائف المدفعية بشكل عنيف.

وعلى محور آخر لا تزال قوات الأسد تحاول السيطرة على بلدة حربنفسة بهدف زيادة الضغط والحصار على منطقة الحولة، وبهد فصل القرى المحررة في ريف حماة الجنوبي عن نظيرتها في ريف حمص الشمالي.

وتمكن الثوار من التصدي للمحاولات بالرغم من القصف الجوي والمدفعي والصاروخي العنيف.

قدر وزير خارجية روسيا سيرغي لافروف نسبة فشل وقف اطلاق النار الذي تم الاتفاق عليه في ميونخ ابتداء من الاسبوع القادم بـ ٥١٪ ، واصفاً المطالب التي قدمتها المعارضة قبيل مفاوضات جنيف تشكل "استفزازاً " .

ودعا لافروف ، في كلمته خلال مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، إلى عدم "شيطنة" دور بشار الأسد في الإحداث الإنسانية في سوريا، محملا" الإرهابين" المسؤولية عنها. وأضاف أن المسائل الإنسانية يمكن حلها فقط عن طريق التعاون، أما الحديث عن ضرورة حلها قبل وقف العنف فيقود إلى طريق مسدود.

هذا و تجتاح اسراب الطائرات الروسية المناطق السورية بشكل غير مسبوق و غير معهود على مدى السنوات الخمس الماضية ، و بلغ عدد الطائرات التي غطت سماء ريف حلب الشمالي وحدها ١٨ طائرة على الأقل نفذت أكثر من ١٠٠ غارة خلال برهة من الزمن.

اتهم وزير الخارجية الأمريكي جون كيري روسيا السبت بضرب من أسماهم بـ" جماعات المعارضة الشرعية" والمدنيين في الحملة العسكرية التي تشنها في سوريا وقال إن على موسكو أن تغير أهدافها كي تحترم اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم أمس.

وأضاف كيري في مؤتمر ميونيخ “للأمن ، أنه "حتى الآن استهدفت الغالبية العظمى من الهجمات الروسية جماعات المعارضة الشرعية. ولكي تلتزم روسيا بالاتفاق الذي أبرمته فإن على عمليات الاستهداف الروسية أن تتغير.”

واتهم روسيا بإسقاط ما سماها “بالقنابل الحمقاء” في سوريا التي ليس لديها هدف محدد قائلا إن ذلك أدى إلى قتل مدنيين.

غطت سماء حلب و ريفها أكثر من ١٨ طائرة حربية من طيران العدو الروسي ، انهالت صاوريخها على غالبية نقاط الاشتباك بين الثوار و المليشيات الايرانية ، كذلك الجبهات المشتركة مع الفصائل المنضوية تحت مسمى "قوات سوريا الديمقراطية" في مشهد دموي لم يسبق حدوثه .

و قال ناشطون ميدانيون أنه للمرة الأولى منذ العدوان الروسي ا،الذي بدء في ٣٠ أيلول ٢٠١٥ ، أكثر من 18 طائرة حربية على شكل أسراب تحلق في سماء ريف حلب الشمالي و تشن عشرات الغارات الجوية على البلدات الواقعة تحت سيطرة الثوار، وبالأخص بلدة الطامورة والتي تتعرض في هذه اللحظات لغارات جوية مكثفة وسط اشتباكات عنيفة جدا بين الثوار والمليشيات الشيعية.

كما وتتعرض في هذه الأثناء قرى الريف الشمالي التي تشهد اشتباكات مع فصائل قوات سوريا الديمقراطية و لاسيما قريتي عين دقنه وكفر خاشر بالقرب من مطار منغ العسكري .

فيما واصل طيران العدو الروسي تدمير مدن عندان وبلدات حيان وحريتان وكفر حمرة والشيخ هلال ومسقان، بشتى أنواع الصواريخ المحرمة دولياً .

فيما يستبسل الثوار على الأرض في الدفاع عن مناطقهم بأبسط الأسلحة ، كما و استهدفوا معاقل المليشيات الشيعية و بقايا قوات الأسد في مقالع الطامورة بقذائف الهاون وردت الأخيرة بقصف المدنيين في قريتي الطامورة والخراب

أعلن فريق خبراء تابع للأمم المتحدة في تقرير رفعه إلى مجلس الأمن، أنه أحصى خمس هجمات كيميائية خطرة، من المحتمل، أن تكون وقعت في سوريا خلال العامين 2014 و2015، مشيرا إلى أنه لم يتوصل بعد إلى تحديد الجهات المسؤولة عنها.، ومن الممكن أن تكون وفق للرواية الروسية "المعارضة" ذاتها من ألقها على مناطقها لتتهم النظام الذي يتعرض لمؤامرة من النوع "الكوني"

وقال الخبراء في تقريرهم،يوم أمس ، إن عملية تحديد الأشخاص الضالعين في إستخدام مواد كيميائية كأسلحة هي مهمة معقدة، وطالبوا بدعم وتعاون متواصل من جميع الدول.

وتضمن التقرير قائمة أولية بخمس هجمات كيميائية محتملة، أعطى الخبراء الأولوية للتحقيق فيها، من بينها ثلاث هجمات وقعت في محافظة إدلب، وأخرى في كفرزيتا بمحافظة حماة، والخامسة في مارع بمحافظة حلب.

وسيقوم الخبراء بإعداد قائمة نهائية بالحالات التي سيحققون فيها، ومن ثم يواصلون تحقيقاتهم الميدانية التي ستبدأ في آذار/مارس، بهدف تحديد المسؤولين عن “تنفيذ وإعداد ورعاية” الهجمات الكيميائية.

ويتألف الفريق ، الذي تم تشكيله في آب ٢٠١٥ ، وسميّ“بعثة التحقيق المشتركة” من 24 خبيرا، وقد حدد مجلس الأمن ولايته بمدة سنة قابلة للتجديد. ولفت التقرير إلى أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أحصت 116 هجوما محتملا بمواد سامة في سوريا، ولكن خلافا لهذه المنظمة التي يحظر عليها تسمية المسؤولين عن هذه الهجمات، فإن “بعثة التحقيق المشتركة” يمكنها تسمية المذنبين.

بغية العبور بحلب إلى بر الآمان في ظل الهجمة التي تتعرض لها سوريا عامة و حلب على وجه الخصوص أعلن مجموعة من ناشطي حلب عن اطلاق تجمع جديد موحد لمدينة حلب حمل اسم “ثوار حلب”.

وقال الناشطون ، في تسجيل مصور بثوه على مواقع التواصل الاجتماعي ، أن هذه تأتي “استجابة للتحديات التي تتعرض لها مدينة حلب ونزولًا عند مبادئ الثورة”.

و أوضح البيان أن "ثوار حلب" يضم كافة الثوار بصفاتهم الشخصية دون مسميات اعتبارية، ويهدف لجمع كلمة العسكريين والمدنيين في بوتقة واحدة، كما ، وطالب الناشطون ، في بيانهم ، كافة الفصائل العسكرية في حلب وريفها للاستجابة لطلبات التنسيق والتوحد”.

الناشط سامر الملا أكد لعنب بلدي أن أهم التشكيلات القديمة في

و شهدت مدينة حلب انحلال عدد من الكياناتها القديمة كمجلس ثوار حلب ومجلس ثوار حلب القديمة و انصهرت التشكيلات المنحلة في الكيان الجديد.

وتعاني محافظة حلب من حملة متعددة الأوجه و أبرزها من المليشيات الشيعية و بقايا قوات النظام المدعومة بسلاح جو العدو الروسي و كذلك التشكيلات المنضوية تحت راية "قوات سوريا الديمقراطية" التي تأخذ نصيبها من دعم مزدوح أمريكي – روسي ، و كذلك تنظيم الدولة .

طالب رئيس الوزراء الروسي ديميتري ميدفيديف جميع دول العالم بالالتزام بتطبيق ما تم التوافق عليه في ميونخ حيال سوريا ، محذراً من التهديد بالعملية البرية التي أعلنت السعودية و الامارات و تركيا استعدادهم لخوضها بمباركة أمريكية ، وقال :"في حال لم يتم التعاون إزاء سوريا ستتحول إلى ليبيا أخرى ".

وقال ميدفيديف في كلمة له اليوم خلال مؤتمر ميونيخ للأمن إنه من غير المقبول وضع شروط مسبقة لبدء الحوار بين نظام الأسد والمعارضة ، لافتاً إلى أن لا بديل عن الحل السياسي للأزمة في سورية وعلينا الحفاظ على وحدة سورية ، وأردف :"روسيا لا تقوم بما لم تعلن عنه في سوريا ، موضحاً أن " هنالك مواطنون روس في صفوف داعش من مصلحتها عدم عودتهم لإرهابها.

و بين أن التعاون المنتظم بين روسيا والولايات المتحدة ليس من شأنه إلا أن يؤدي إلى إعادة الأمور إلى طبيعتها في سوريا.

و أضاف ميدفيديف : على الجميع الاتحاد ضد عدو مشترك متمثل بالإرهاب في سوريا عوضا عن الانهماك في تقسيم الأطراف إلى "من منا ومن ليس منا" ، مشدداً على أن الناتو مازال على نهجه الذي وصفه بـ" غير الودي" تجاه روسيا

و بين رئيس الوزراء الروسي أنع "نعيش في عام 2016 لكن عقيدة الحرب الباردة تخيم على موقف الغرب من روسيا، فهي بلد معتد أبدا في مواده وأفلامه"، معترفاً بأنه "يمكن قول الأمور بشكل أوضح: انزلقنا إلى مرحلة حرب باردة جديدة".

كشفت صحيفة يني شفق التركية ، اليوم ، عن وصول مختصين بسلاح الجو السعودي إلى قاعة إنجرليك، جنوب تركيا ، للقيام باستكشاف المكان، ودراسة ما يمكن فعله ، وفق ماقاله وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ..

و نقلت الصحيفة عن جاويش أوغلو أنه ان هناك ضرورة للقيام بعملية برية في سوريا، فإن بإمكان السعودية إرسال قوات برية إذا لزم الأمر، وأن مساعي السعودية تأتي من أجل الاستقرار في سوريا ضد "الإرهاب".

و تأتي هذا التحضيرات المتسارعة من السعودية و تركيا في اطار "حتمية" التدخل البري في سوريا من قبل ما بعرف بالتحالف الاسلامي ضد الارهاب الذي تقوده السعودية بالتنسيق مع التحالف الدول ضد تنظيم الدولة الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ، و يهدف وفق ما قاله وزير خارجية السعودية عادل الجبير ، لـ سي ان ان ، للسيطرة على المناطق التي لايمكن السيطرة عليها من الجو فقط ، و لكن الجبير أكد خلال مؤتمر ميونخ للأمن ، على أن القضاء على تنظيم الدولة لايمكن أن يتم بوجود الأسد ، متوعداً بالوصول إلى الهدف المتمثل بازاحة الاسد .

في حين اعتبر الارهابي بشار الأسد، إن التدخل البري التركي السعودي في سوريا "احتمال" لا يمكن استبعاده، مؤكداً استعداد بقايا قواته لمواجهة ذلك.

أكد مستشارا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون على أن ما عانها الشعب السوري خلال السنوات الخمس الماضية يرتقي لجرائم حرب و ضد الانسانية ، داعيان إلى ضرورة انتهاز الفرصجة الحالية لتخفيف العبء عليه و عدم خذلانه .

جاء ذلك في بيان مشترك أصدره ،

وقال كل من المستشار الخاص للأمين العام للأمم المتحدة المعني بمنع الإبادة الجماعية، أداما دينغ، والمستشارة الخاصة للأمين العام بشأن مسؤولية الحماية، جينيفر ويلز ، في بيان مشترك ، “يتعين وقف الهجمات الجوية العشوائية فورا”، مشددان على ضرورة السماح بإيصال المساعدات الإنسانية لجميع المدنيين في سائر أنحاء سوريا.

وأضافا “نحن الآن عند نقطة تحول وعلينا ألا نخذل السوريين مرة أخرى، إن مسؤولية حمايتهم تقع في المقام الأول على عاتق الدولة السورية، وفي حالة إخفاقها، فإن المسؤولية تقع على عاتق المجتمع الدولي. إن ما عايشه المدنيون السوريون على مدى السنوات الخمس الماضية، هو انتهاك لحقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي، وقد يرقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. لقد حان الوقت لاستعادة كرامتهم وحمايتهم بموجب القانون الدولي”.

أكدت الهيئة العليا للمفاوضات أنها لن تشارك في مفاوضات جنيف ، التي من المقرر استئنافها في ٢٥ الشهر الحالي ، "ما لم يطلق سراح النساء المعتقلات من سجون النظام السوري، وإرسال المساعدات الإنسانية إلى الأطفال".

و قال سالم مسلط المتحدث باسم الهيئة في تصريح للأناضول، على هامش مشاركته في اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا، ومؤتمر الأمن الـ52 المنعقدين في مدينة ميونخ الألمانية، ، قال: "سننتظر امتثال روسيا لقرار مجموعة الدعم، القاضي بوقف أعمال العنف، وإرسال المساعدات الإنسانية للمدنيين، خلال أسبوع".

وأكد ثقته بأصدقاء الشعب السوري، والدول المجاورة، مشيراً إلى أن قرار مجموعة الدعم يضم "موادًا إيجابية".

وحول مسألة إرسال المساعدات الإنسانية، بيّن مسلط، أن أول دفعة ستصلهم (اليوم) السبت، مستطرداً في هذا الصدد بقوله: "نثق بوعود أصدقائنا، وممارستهم ضغوطات على روسيا من أجل تنفيذ ما ينص عليه قرار مجموعة الدعم".

ولفت إلى الأهمية الكبيرة التي يمثلها إرسال المساعدات، "كونها ستساهم في أخذ زمام المبادرة في العملية السياسية، إلى جانب إنقاذ أرواح آلاف المدنيين".

وحول الغارات الروسية في سوريا، أكد أن "موسكو استهدفت المدنيين والمدراس والمستشفيات والبنى التحتية"، مشيراً إلى أن الغارات لم تستهدف غير 5% من مواقع تنظيم "داعش"، بينما كان النصيب الأكبر للمدنيين، وأن 70% من القتلى المدنيين سقطوا جراء هذا القصف.

وكان اجتماع "مجموعة الدعم الدولي لسوريا"، أقر، أمس الأول الخميس، في مدينة ميونخ الألمانية، إيصال المساعدات إلى المناطق المحاصرة في الداخل السوري، ووقف أعمال العنف في عموم البلاد، إضافة إلى تطبيق قرار الأمم المتحدة رقم "2254" اعتبارًا من الأسبوع القادم.

ليس غريباً أن يعبر النازحون السوريون من درعا ، جراء المعارك التي تشهد تصاعداً تدريجياً لتصل إلى الذروة خلال الشهر الأخير ، المتزامن مع قصف غير مسبوق من قبل العدو الروسي ، الصحراء الفاصلة بين جنوب سوريا و شمالها ليصلوا إلى الشريط الحدودي مع تركيا ، الذي من الممكن أن يكون أكثر سلاسة و أوسع مدى من نظيره الجنوبي مع الأردن .

و تتفاقم أزمة النارحون السوريون على الحدود الأردنية بشكل كبير مع تزايد أعدادهم نتيجة الحرب التي أعلنت على محافظة درعا و المناطق المحررة بغية فتح طريق دمشق عمان باسرع وقت ممكن و تحت أي مسمى و بأي وسيلة و لو كان بقلب المنطقة رأساً على عقب و تحويلها من منطقة سكنية لارض زراعية ، و تتعقد ازمة النازحون مع اعتماد الجانب الأردني على معبر واحد مع سوريا و هو معبر "الرويشد" في السويداء ، ذو الطريق الوعر جداً الذي يستهلك يومان كاملان من السير و التعب للوصول له ، هذا الوصول الذي لايعني نهاية المشكلة ، بل سيكون أمام النازحون البقاء في عراء الصحراء لشهرين أو ثلاثة حتى يحظى بامكانية الدخول .

الأمر الذي دفع بالمئات لتغيير الوجهة من القريب المغلق ، الموصل إلى حبس أكبر "الأردن" المغلقة الحدود مع الجوار و المستحيلة الخروج إلى غيرها ، دفع للاتجاه نحو الحدود المعاكسة تماماً عبر طريق صحراوي يمتد لقرابة ٤٠٠ كم ، بغية الوصول إلى الحدود التركية التي يرون فيها رغم صعوبتها هي الأخرى إلا أنها بوابة لآفاق واسعة جداً ، و نقطة يمكن الانطلاق منها نحو "الحلم الأوربي" الذي يمثل الخلاص الأخير للشعب السوري الذي لم يعد له مكان في وطنه إلا ليكون هدفاً مستمراً و شهيداً حياً أو جائعاً ومحروم حتى من كسرة الخبز .

صحيح أن اغلاق الحدود الأردنية يلعب دوراً في هذه الهجرة المعاكسة "اتجاهاً" ، لكن الهاجس الأبرز هو هاجس الهجرة إلى أوربا ، فالحلم بنظر مرتاديه يستحق هذه المغامرة ، و المرور على مناطق متشعبة السيطرة بين جيش حر و بالقرب من النظام و في عمق تنظيم الدولة و أخيراً العبور عبر الحدود تحت جنح الظلام ، الظلام الذي يمكن أن يقتنص الروح بأي لحظة .

هي حالة يمكن أن تجد مرتادون كثر، و لكن ليسوا بتلك الكثرة التي تشمل الجميع أو الغالبية ، فهي مكلفة إلى أن تجعل من الفقراء و الضعفاء عبارة عن ناظري "غبطة"لمن يذهب في ذلك الطريق ، وهم جلوس على قارعة حدود لايعرف إن كانت ستفتح أم لا ، و إن فتحت لن تؤدي إلى أي جنة ولو كانت بمساحة راحة كف.