استغلت قوات سوريا الديمقراطية “قسد” الانسحابات المتتالية لتنظيم الدولة من جرابلس و محيطها بعد اطلاق تركيا فجر اليوم معركة "درع الفرات"، وتقدمت في المناطق التي كان يسيطر عليها التنظيم مما أدى إلى حصول اشتباكات متقطعة مع الثوار الذي تقدموا من الشمال، عند أحد التلال الاستراتيجية.
وقالت قسد أن قواتها بعد أن عززت المناطق التي تسيطر عليها بعد معارك منبج قامت بالتقدم اليوم، والسيطرة على المواقع، حيث أخذت عين البيضاء وقرية العمارنة، مستغلة انسحاب التنظيم منها بعد أن تلقى ضربات موجعة في جرابلس التي انسحب منها بعد ساعات قليلة من انطلاق “درع الفرات”.
في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عدة دون وجود مصدر رسمي، أن اشتباكات اندلعت بين فصائل الثوار وقسد، في تل العمارنة، الواقع على الضفة الغربية من نهر الفرات على بعد 8كم تقريباً إلى الجنوب من مدينة جرابلس.
الأمر الذي يسرع من تحقيق فرضية حصول المعركة مع “قسد” وحزب الاتحاد الديمقراطي على وجه التحديد، والذي وضعته تركيا على قائمة الأهداف ضمن “درع الفرات” ، معتبرة أن “لا فرق بين التنظيمات الإرهابية”.
ويزداد وضع الفصائل الكردية الانفصالية صعوبة بعد طلب نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم من هذا القوات الانسحاب من شرق الفرات ، مهددا بإلغاء الدعم الذي يقدمه التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، لهذه الفصائل التي تمددت بشكل كبير في العامين الماضيين.
لم تفلت أي من الثروات السورية الزراعية والاقتصادية والصناعية من تبعات الحرب التي تشهدها البلاد على إثر تعنت نظام الأسد وإصراره على استخدام القوة لقمع حرية السوريين منذ مطلع عام 2011، وكان أثر هذه الحرب على الثروة الزراعية وثروات أخرى، إذ أدت إلى تقلصها وتراجعها وانعكاسها على شريحة لا بأس بها من العاملين فيها.
سهل الغاب في ريف حماة الغربي يبعد حوالي 50 كلم عن مركز مدينة حماة، ويعد من أهم المناطق السورية المنتجة للأسماك، وتمثل الثروة السمكية في هذه المنطقة مصدراً مهماً من المصادر الاقتصادية التي يعتمد عليها أبناء سهل الغاب، بنسبة تجاوزت 50 % من الإنتاج العام في سوريا لسنوات طويلة مضت، إلا أن عدم توفر غذاء الأسماك والأعلاف من جهة و ظروف الحرب من جهة ثانية أجبرت العاملين في هذا القطاع على تركه وبالتالي تراجع موسم إنتاج الأسماك بعد أن كان يصدر حوالي 500 طن من أجود أنواع الأسماك "المشط - الكرب" إلى باقي أنحاء سوريا.
أبو مصطفى من مدينة قلعة المضيق في ريف حماة الغربي أحد اشهر مربي الأسماك يقول: قلة توفر غذاء الأسماك من أعلاف و أغذية أخرى كبقايا الحبوب وغيرها خلال السنوات الماضية فرض على الكثيرين من مربي الأسماك ترك هذه المهنة أو التقليل من عدد أحواض تربية الأسماك ليسهل عليهم الوصول إلى موسم بأقل كلفة أو خسارة بعد أن كانت مصدر رزقهم الوحيد وبات يقتصر اليوم تربية الأسماك ضمن مساحات قليلة من الأحواض السمكية خلافاً لما كان سابقاً من مساحات كبيرة تقدر بحوالي 300 حوض على مساحة وصلت إلى 80 هكتاراً في سهل الغاب، فـ طن بقايا الحبوب وصل سعره إلى 125 الف ليرة سورية و هذا السعر يعجز الكثيرين من مربي الأسماك عن مقاومته وتغذية مساحات كبيرة من الأحواض السمكية بعد أن كانه سعره لا يتجاوز 10 آلاف ليرة سورية وذلك غير انقطاع التيار الكهربائي المصدر الوحيد في توليد الطاقة لاستخراج المياه النقية و تزويد الأحواض السمكية بها.
بينما أبو خالد أحد تجار الأسماك في سهل الغاب يقول : تراجع تربية الأسماك في سهل الغاب أدى إلى ارتفاع أسعاره بسبب عدم توفر الغذاء بأسعار تناسب مربي الأسماك هنا في سهل الغاب وباتت الكمية المنتجة من الأسماك أقل بكثير من حاجة السوق سواء في المناطق المحررة أو مناطق سيطرة النظام وفرض ذلك ارتفاعا في أسعارها في الأسواق حيث وصل سعر الكيلو الواحد من سمك الكرب إلى 2000 ليرة سورية فضلاً عن النفقات اللاحقة و أجور النقل، في حين تقلص الموسم الإنتاجي للثروة السمكية في سهل الغاب إلى حوالي 100 طن بعد أن كان الموسم السنوي يتراوح بين 450 - 500 طن من الأسماك.
العم نوح صاحب أشهر مطاعم الأسماك لم يستطع إخفاء مخاوفه أمام تردي وتراجع الثروة السمكية في سهل الغاب، إذ كان مصدر أسماك مطعمه التي يقدمها للسوريين من خلال شهرة اكتسبها في هذا المجال قال: كنا نقدم وجبات اسماك للزبائن بشكل يومي حوالي 500 وجبة بينما في هذه الظروف التي تعاني منها هذه الثروة تراجع عمل المطعم وبات يقدم من 20 - 30 وجبة يومياً بأفضل الأحوال.
تمكنت فصائل الجيش السوري الحر وبدعم تركي اليوم، من السيطرة على مدينة جرابلس أحد أكبر قلاع تنظيم الدولة في ريف حلب الشمالي الشرقي، ضمن عملية عسكرية بدأت فجراً باسم "درع الفرات"، حيث انتهت بانسحاب عناصر التنظيم من المدينة، بعد تكثيف الضربات الجوية والمدفعية على مواقعها وتقدم الثوار باتجاه المدينة من عدة محاور.
وأكدت مصادر تركية عدة أن مدينة جرابلس التي تتمتع بموقع استراتيجي هام على الحدود السورية التركية، ستكون نقطة الانطلاق لفصائل الجيش الحر لتحرير ريفي حلب الشمالي والشرقي من قبضة تنظيم الدولة، وبالتالي إجهاض مشروع قوات سوريا الديمقراطية "قسد" الرامي للسيطرة على كامل المنطقة بالريف الشرقي والشمالي لحلب ووصل مناطق سيطرتها في منبج وعين العرب شرقاً بعفرين غرباً، وهذا ما تعارضه بشكل كامل الحكومة التركية.
وسبق إعلان معركة جرابلس التي بدأت فجر اليوم، تحركات سياسية تركية مع عدد من الدول المعنية بالشأن السوري أبرزها روسيا وإيران، كما زار تركيا عدد من الشخصيات الكردية والدبلوماسية العربية معلنة مباركة العملية العسكرية التي ستقودها تركيا ضد تنظيم الدولة لتأمين حدودها مع سوريا، وإبعاد قوات "قسد" عن المنطقة أيضاً.
تجدر الإشارة إلى أن تركيا واجهت ضغوطات غربية كبيرة لاسيما من الولايات المتحدة الأمريكية فيما يتعلق بوقف العلميات التوسعية لـ "قسد" والتي قدمت لهم الدعم الجوي واللوجستي بشكل كبير، وساعدتهم على التوسع في الرقة والحسكة وريف حلب الشرقي، لتعمل تركيا اليوم بمساعدة حلفاء جدد على قطع الطريق على هذا المشروع، والعمل على حماية حدودها، وربما إقامة منطقة عازلة في المنطقة إن تمكنت من تحقيق الأهداف ضمن معركة اليوم وربما معارك قادمة في المنطقة.
أدانت منظمة القلب الكبير العاملة في الجانب الإنساني في سوريا، الاتفاقيات التي أبرمتها منظمة الغذاء العالمي WFP مع شركائها في تركيا، حيث لم يكن لها علم بفحوى وحيثيات الاتفاق، رافضة إياها لأنها تعطي الشرعية لنظام الأسد وتظهره بمظهر إنساني.
وقالت المنظمة في بيان صادر عن مكتبها الرسمي في أورم الكبرى بحلب: إن النظام عمل على مدار سنتين لإطباق الحصار على مدينة حلب لكي ينتصر على جوع وعطش الأطفال، كما حصل في مدينة حمص سابقاً، داعية جميع المنظمات والجهات الفاعلة لرفض الاتفاق، وإدانته ونشر بيان يوضح موقفهم.
كما طالبت المنظمة الأمم المتحدة للضغط على النظام وحلفائه لتأمين طريق الراموسة، والذي أدخلت المنظمة من خلاله جزء بسيط من المساعدات الغذائية على الرغم من الاستهداف العنيف للطريق.
وختم البيان بإن المحاولات الأممية اليائسة لتلميع صورة القتلة لن تزيدهم إلا إصراراً على متابعة طريق الحرية والكرامة الذي خطه الشعب السوري، ولن تضع أيديها بمن تلطخت يداه بدماء هذا الشعب.
تمكنت فصائل الجيش الحر وبمساندة برية من القوات التركية، من فرض سيطرتها الكاملة على عدة قرى على الحدود السورية التركية، تشرف على مدينة جرابلس، ضمن العملية العسكرية التي بدأت فجر اليوم، لتقترب أكثر من المدينة، وسط حالة من التململ في صفوف عناصر التنظيم داخلها حسب بعض المصادر من داخل المدينة.
وأكد العقيد أحمد عثمان قائد فرقة السلطان مراد اقتراب فصائل الجيش الحر من مدينة جرابلس، والتي باتت على بعد 1 كم بعد تمكنهم من السيطرة على قرى كاكلجة وقرية الحجيلة والتلال القريبة منها في الجهة الغربية من مدينة جرابلس، لتغدو المدينة تحت مرمى النيران، نظراً لإشراف هذه القرى على المدينة بشكل مباشر.
وحسب مصادر عدة فإن مدينة جرابلس ستشهد معارك عنيفة بين عناصر التنظيم وفصائل الجيش الحر، خلال ساعات قليلة، وسط أنباء عن حالة من الفوضى والتململ في صفوف عناصر التنظيم، والذين عملوا على تحصين المدينة، وإخراج عائلاتهم منها في وقت سابق باتجاه منطقة الباب، تحسباً لسيطرة الجيش الحر على المدينة.
تجدر الإشارة إلى أن قوات برية تركية ووحدات مدفعية مجهزة بدبابات ومدافع ثقيلة تشارك في التغطية النارية على تقدم الثوار باتجاه مدينة جرابلس، وذلك في سعي الحكومة التركية لتأمين حدودها، ومنع قوات "قسد" من التقدم باتجاه جرابلس والباب، وبالتالي ضرب مشروعها الذي تعمل على تحقيقه بعد سيطرتها على مدينة منبج مؤخراً وسعيها للتوسع غرباً في جرابلس والباب.
، مع انطلاق عملية “درع الفرات”، وهو الاسم الذي أطلقته تركيا على المعركة التي أعلنت انطلاقها فجر اليوم باتجاه مدينة جرابلس بمشاركة برية و جوية من الجيش التركي، توسيع تركيا لدائرة المستهدفين بشملها الفصائل الكردية “ ب ي د “ و “ي ب ج” ، بات هناك عودة للحديث عن “البيشمركة السورية” ، وهي قوات كردية سورية ، على خلاف حاد مع الفصائل الكردية الانفصالية ، و تعيش حالياً في كردستان العراق.
و فتحت زيارة رئيس اقلم كردستان مسعود برزاني إلى تركيا، التكهنات عن وجود دور مستقبلي لـ”البيشمركة” السورية في ادارة المناطق التي سيتم انتزاعها سواء من تنظيم الدولة أو الفصائل الكردية الانفصالية.
و البشمركة السورية ، هو اسم مغيب عن غالبية السوريية ، و يكاد مجهول تماماً لدى كثيرين ، وسبق للزميل “عبادة كوجان| أن سلط الضوء على هذا الفصيل في تحقيق مطول في صحيفة “عنب بلدي” ، و من باب وجود الاطلاع على “البيشمركة” وجدنا ضرورة اعادة نشر التحقيق ، بالشكل الذي نشر في “عنب بلدي” في حزيران الفائت.
مساعٍ تصطدم بمطامع الأقارب وتعنّت الأمريكيين
أكراد سوريون تدربوا في كردستان العراق ويسعون للعودة
كان النقيب دلوفان روباري، قائد “بيشمركة روج آفا”، متحمسًا لدخول سوريا وقتال نظام الأسد وتنظيم “الدولة الإسلامية” على حد سواء، ربيع العام الماضي، حيث كانت الفرص مواتية بشكل أكبر لدخول هذه القوة، في ظل وعود إقليمية لو حققت لأحدثت تغييرات كبيرة في الجزيرة السورية ومناطق “الإدارة الذاتية” بشكل عام.
لكن فرص عودة جنود “بيشمركة” السوريين إلى مناطقهم الأصلية بدأت تتضاءل، فالولايات المتحدة الأمريكية وجدت ضالتها في “وحدات حماية الشعب” الكردية، وأوعزت إليها تشكيل جسم عسكري يضم مكونات وإثنيات مختلفة، تكون “الوحدات” مركز الثقل فيها، وهو ما حدث في تشرين الأول من العام الماضي، عندما أعلن عن ولادة “قوات سوريا الديمقراطية”، لتكون فصيلًا ناجعًا في محاربة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وبين كابوس البقاء وحلم العودة، تحاول عنب بلدي من خلال هذا الملف الوقوف على أوضاع “بيشمركة” سوريا في العراق، ومناقشة الظروف السياسية والعسكرية في سوريا، وانعكاساتها على مستقبل هذا الفصيل الكردي الذي بدا غائبًا على الإعلام السوري والإقليمي.
“بيشمركة”.. عسكر سوريون في العراق
تشكّل فصيل “بيشمركة روج آفا” عام 2012، من مقاتلين أكراد انشقوا بمعظمهم عن الجيش النظامي وفروا نحو كردستان العراق، فتلقوا تدريبات عسكرية على يد خبراء أجانب، ليكونوا بادئ الأمر جناحًا عسكريًا للحزب “الديمقراطي الكردستاني” السوري، أحد الأحزاب المنضوية في المجلس الوطني الكردي، والممثل بدوره في “الائتلاف الوطني السوري”، ويصبحوا في حزيران من العام الماضي الذراع العسكرية للمجلس الوطني الكردي.
يقدر عدد عناصر هذا الفصيل بنحو عشرة آلاف مقاتل كردي، يزداد عددهم بشكل يومي مع استمرار أبناء المخيمات في كردستان العراق بالتطوع فيه، وهو ما جعله قوة لا يستهان بها، تتبع فكريًا وعقائديًا لمسعود بارزاني، رئيس إقليم كردستان العراق، ويشارك مقاتلوه في مواجهات ضد تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق.
ينتظر الملازم حسين مروان، الضابط في “بيشمركة روج آفا”، ساعة عودته إلى سوريا، إلى جانب العناصر الذين يقودهم على محوري “الخارزي” و”مخمور” في مواجهة تنظيم “الدولة الإسلامية” في العراق، وقال لعنب بلدي إن عدد المقاتلين الأكراد السوريين على جبهة الخارزي يبلغ نحو 400 عنصر، بينما العدد الأكبر يتركز وجودهم في محور “شكري روز”.
قتل عددٌ من رفاق حسين، المنشق سابقًا عن جيش الأسد، خلال مواجهات العراق ضد التنظيم، قبل عودتهم المرجوة إلى سوريا، وتابع “استشهد عدد من مقاتلي البيشمركة الذين يقاتلون في الإقليم، منهم الملازم جومرد مشو ومحمد القجو ومراد بهرم والعشرات الآخرين”.
لكن الملازم حسين بدا متمسكًا بأمل العودة القريبة إلى سوريا، وقال “قبل عدة أيام زار رئيس الائتلاف السوري، أنس العبدة، إقليم كردستان، واجتمع مع ممثلية المجلس الوطني الكردي في أربيل، والتي تعتبر المظلة الشاملة لنا كبيشمركة روج آفا والشعب الكردي في سوريا، مطالبًا بمشاركتنا في معارك الشمال ضد داعش، وستتم دراسة الطلب من قبل المجلس الوطني الكردي وقيادة إقليم كردستان”.
وحول التهديدات التي يطلقها مرارًا حزب “الاتحاد الديمقراطي” المتمثل بـ “الإدارة الذاتية”، لـ “بيشمركة روج آفا” في حال عودتهم إلى سوريا، قال حسين “نحن لا نريد التصادم مع أي قوة في حال عودتنا لديارنا، سوى قوات النظام السوري الذي اضطهد شعبنا على مر التاريخ، أما قضية عودتنا فهي مرتبطة بأمور أكبر من الإدارة الذاتية، وتتعلق بالتحولات التي تجري على الأرض، وموافقة الدول المؤثرة على الوضع السوري”.
بينما كان موقف آذار هسو، وهو أحد مقاتلي “بيشمركة”، أكثر وضوحًا وحِدةً من “الإدارة الذاتية” وفصائلها، وأوضح لعنب بلدي أن “من يعادي دخول قواتنا إلى سوريا بكل تأكيد هو معادٍ لقضيتنا ومطالبنا في الحرية والكرامة.. نحن كمقاتلين تلقينا أفضل التدريبات واكتسبنا خبرة عسكرية لا يستهان بها، وكبدنا تنظيم داعش خسائر كبيرة”.
وأضاف هسو “نحن على استعداد تام للدفاع عن أبناء شعبنا في سوريا ضد أي خطر يحدق بهم، ومتى ما تطلب الأمر سندخل، شاء من شاء وأبى من أبى، لأننا أبناء هذه الأرض وحمايتها تقع على عاتقنا، والنظام المجرم مارس الويلات ضد الشعب الكردي منذ انتفاضة قامشلو وحتى يومنا هذا، نحن دعاة حق ولا نعادي أي قوة محبة للسلام والإنسانية، بل نساندها ونشد على يدها”.
الآبوجية والبارزانية وانعكاساتها في سوريا
يعد هذان التياران هما المسيطران فعليًا على الحياة السياسية الكردية منذ عدة عقود، ويختلفان بشكل جوهري فيما بينهما، ما ينعكس سلبًا على مناطق ومدن الأكراد في سوريا.
فالآبوجية هو وصف للمنتسبين إلى حزب العمال الكردستاني التركي الانفصالي (PKK)، والذي أسسه عبد الله أوجلان (آبو) المسجون في جزيرة قرب مدينة اسطنبول، بعد الحكم عليه بالإعدام ثم تخفيف الحكم إلى المؤبد، ويتميز هذا الحزب بميول لينينية ماركسية (شيوعية)، في حين أنه بدا “ليبيراليًا” انفصاليًا واجه الدولة التركية بالسلاح، إيمانًا منه بقضية الانفصال و”الحرية”، فشهدت تركيا في حقبة التسعينيات من القرن الماضي صراعًا دمويًا، استؤنف قبل نحو عام بعد انهيار اتفاقية السلام بين الجانبين.
في سوريا، يعد حزب “الاتحاد الديمقراطي” فرعًا لحزب “العمال الكردستاني”، ولا يخفي قادته أن “آبو” هو الأب الروحي لهم، لكنهم ينفون نيتهم بالانفصال عن سوريا، ويطالبون بفدرالية بدأوا يطبقونها بدعم أمريكي وروسي.
أما البارزانية فهو وصف لأتباع الملا مصطفى بارزاني في كردستان العراق، ومن ثم ابنه مسعود بارزاني رئيس الإقليم حاليًا، وتحافظ هذه المدرسة على التقاليد الشرقية والثقافة الإسلامية بشكل واضح، وشهدت تنظيمًا ونجاحًا في إدارة الإقليم، وتكوين جيش كردي ذي انضباط عال تحت اسم “بيشمركة”، وليغدو البارزاني أبًا روحيًا لجميع الأكراد بمختلف أطيافهم.
في سوريا، تبعت عدة أحزاب من حيث التوجه السياسي إلى المدرسة البارزانية، وأبرزها الحزب “الديمقراطي الكردستاني السوري”، والذي أصبح نواة لتحالف أحزاب تحت مظلة “المجلس الوطني الكردي”، ترى جميعها في مسعود البارزاني مرجعية فكرية وسياسية، وتصبح قوات “بيشمركة روج آفا” ذراعًا عسكريًا لها
ويرى بعض ممثلي “الإدارة الذاتية” المنبثقة عن حزب “الاتحاد الديمقراطي”، في الشباب الكرد الذين تطوعوا ضمن “بيشمركة روج آفا” وتلقوا تدريبات وإقامة مؤقتة في إقليم كردستان العراق، أنهم “مرتزقة”، وهو الوصف الحرفي الذي قاله ألدار خليل، مسؤول حركة “المجتمع الديمقراطي” (TEV-DEM)، ذات النفوذ الواسع في مناطق “الإدارة الذاتية”.
وأوضح خليل، في مقابلة مع موقع محلي قبل أيام، أنهم (الإدارة الذاتية) يجهلون من يمول من يسمون بـ “بيشمركة روج أفا”، معتقدًا أن “اسم بيشمركة بريء منهم عندما يصبحون عامل ضغط على ثورة شعب”، مؤكدًا وحسب معلوماته أن “المخابرات التركية تمولهم، وهم في هذه الحالة لا يخدمون المشروع الكردي أو الديمقراطي في المنطقة الكردية في سوريا”، مشددًا على أن عودتهم “تشكل خطرًا على الوحدة الكردية”، على حد تعبيره .
عنب بلدي تحدثت أيضًا إلى مسؤول بارز في حركة (TEV-DEM) طلب عدم كشف اسمه، وكان موقفه مطابقًا لما جاء في حديث زميله ألدار، وقال “سنجعل من هذه الأرض مقبرة لمن يدخل إليها بغير إذن قوات الحماية الشعبية (وحدات حماية الشعب)، فأي قوة لا تنضوي لنا لن نسمح لها بالوجود في جميع المناطق الخاضعة لسيطرة الإدارة الذاتية والفدرالية الشمالية التي أعلنا عنها قبل فترة”.
واستطرد قائلًا “أما بخصوص الشباب الكرد الذين أطلقوا على أنفسهم اسم بيشمركة روج آفا والموجودين حاليًا في إقليم كردستان العراق، ويخوضون المعارك ضد داعش، ويريدون العودة إلى الوطن، فسوف نرحب بهم بشرط أن ينضموا إلى قوات الحماية الشعبية ويحملوا شارتها، وغير ذلك فعودتهم تعني تأجيج الصراع الكردي- الكردي”.
الرئيسة المشتركة لحزب “الاتحاد الديمقراطي”، آسيا عبد الله، كانت أكثر وضوحًا فيما يخص “المجلس الوطني الكردي”، معتبرة إياه كيانًا معاديًا، وقالت “إن المجلس الوطني الكردي عمليًا هو جزء من الائتلاف الذي يعادي مكتسبات روج آفا ويعادي وجود الشعب الكردي وينكر حقوقه، ثم إن هناك الفصائل المسلحة المحسوبة على الائتلاف والتي تمارس القتل ضد المدنيين الكرد في الشيخ مقصود، وبالتالي فإن المجلس الوطني يتحمل المسؤولية تجاه أعمال هذه الفصائل كونه جزءًا من الائتلاف”.
وأضافت عبد الله، في تصريحات لموقع “آرا نيوز” الكردي قبل أيام “بالنسبة للقوات التي دربوها في جنوب كردستان (إقليم كردستان العراق)، ويحاولون إدخالها إلى روج آفا، فإن هذه مسألة عسكرية والقرار فيها بيد القوى العسكرية والإدارة الذاتية التي تدير هذه القوات، فهما الجهتان الوحيدتان المخولتان لمناقشة هكذا مسائل”.
الائتلاف يطالب بدخولهم وأصوات تعارض
تحرك جديد على المستوى السياسي، حمله رئيس “الائتلاف الوطني السوري”، أنس العبدة، لدى زيارته إقليم كردستان العراق، أواخر أيار الماضي، مطالبًا بضرورة إدخال قوات “بيشمركة روج آفا” إلى منطقة اعزاز، إلى جانب قوىً عسكرية من “الجيش الحر”.
وقال العبدة في تصريحات لقناة “روداو” الكردية “نحن طلبنا مشاركة قوات بيشمركة روج آفا في القوة الجديدة التي ستدخل في منطقة اعزاز.. والمشاركة في مواجهة النظام السوري وداعش”، معتبرًا أن “وجود قوات بيشمركة روج آفا على الأراضي السورية سيؤدي إلى التوزان الحقيقي، والأمان للشعب السوري، والكردي بشكل خاص”.
زيارة العبدة إلى كردستان وتصريحاته حول ضرورة دخول القوات الكردية، قوبلت بانتقادات بعض المجالس المحلية في الداخل السوري، فأصدرت مجالس حلب وحماة وإدلب بيانًا سحبوا من خلاله ممثليهم في الائتلاف، وطالبوا بتوضيحات حول زيارة العبدة، واصفين إياها بـ “المشبوهة”، في حين هاجم ناشطون سوريون هذا الفصيل بمجرد ذكر اسمه، وهو أمر عزاه مراقبون لـ “عدم فهم” الواقع الميداني.
وأبدى أسامة أبو زيد، المستشار القانوني في “الجيش الحر” رفضه دخول مقاتلين “غرباء” إلى سوريا، نافيًا أي تنسيق مع أي جهة لدخول قوات “بيشمركة”، معتبرًا أن ذلك ليس محل ترحيب على الإطلاق، فيما لو كانوا مقاتلين أجانب، لكنهم “كونهم سوريون، فقد يكون سببًا في بحث الأمر أكثر، لا سيما أنهم سيدخلون الأرض السورية تحت عنوان البيشمركة”.
وأضاف أبو زيد في حديث إلى عنب بلدي أن الأمر لا يتعلق بـ “البيشمركة”، فهي “قوات لها تاريخ معروف في قتال تنظيم داعش، بالإضافة إلى عدم وجود طموحات توسعية أو احتلالية عندها، كما قوى أخرى، وهي بالنسبة لنا أفضل بكثير من قوات صالح مسلم”، وأشار إلى أن مطالب دخولهم تصطدم بصعوبات محلية وإقليمية، فالولايات المتحدة لا تريد إضعاف قوة حزب “الاتحاد الديمقراطي” وذراعه العسكرية “وحدات حماية الشعب”، فهذا الجناح يعمل وفقًا لآليات “الأمريكيين” ويعبّر عن مشروعهم، بحسب تعبيره.
عقاب يحيى، عضو الهيئة السياسية في “الائتلاف الوطني السوري”، أشار بدوره إلى وجود “لبس” كبير في موضوع دخول “بيشمركة روج آفا”، وربطها بمسعود بارزاني، وقال في اتصال هاتفي مع عنب بلدي إن “هذه القوات تتبع بالحقيقة إلى المجلس الوطني الكردي، الذي ينضوي في الائتلاف، وطالبنا بدخولهم إلى سوريا عوضًا عن وجودهم في العراق، ليشاركوا مع القوات السورية في مواجهة النظام وداعش، باعتبارهم مدربين بشكل جيد”.
ولفت يحيى إلى أن “بيشمركة” دخلوا في تشكيلة “المجلس العسكري” التي أعدها “الائتلاف الوطني” العام الماضي، لكن تخوّف البعض قد يكون مشروعًا في ظل وجودهم في العراق وعدم كونهم جزءًا من الحالة السورية، كما رأى يحيى، مشددًا على ضرورة دخولهم واندماجهم ليصبحوا جزءًا من العملية السياسية والعسكرية في مواجهة المتغيرات.
لكنه ووفقًا لتقديراته الشخصية يجد عقاب يحيى ذلك الطرح أقرب إلى الأمنيات منه إلى الواقعية، وقال “المفروض أن يكونوا جزءًا من عمليات الجيش الحر وليس حالة مستقلة، وتقديري أنهم لن يدخلوا، لهم ترتيبات وبرنامج خاص..”.
أما عبد الحكيم بشار، نائب رئيس “الائتلاف الوطني السوري” وعضو “المجلس الوطني الكردي”، فكان أكثر تشاؤمًا من إمكانية دخول “البيشمركة” إلى سوريا، مشيرًا إلى أنه لا توجد فرص لهذا الأمر في المستقبل القريب.
وفي اتصال هاتفي مع عنب بلدي، أوضح بشار أن الولايات المتحدة غير جادة في إدخال “بيشمركة روج آفا” إلى سوريا، في ظل الدعم المقدم لفصائل حزب “الاتحاد الديمقراطي” (PYD)، متهمًا الأخيرة بأنها “ميليشيات تابعة للنظام السوري، لا تملك أي قرار، وكذلك قوات سوريا الديمقراطية التي تتبع قرارات النظام وأسلحتها منه.. لهذا لا يوجد أي فرص”، معقبًا على مطالب رئيس الائتلاف بالقول “هو يسعى إلى ذلك، والسعي شيء والفرص شيء آخر”.
نحو عشرة آلاف مقاتل سوري كردي ينتظرون فرصة العودة إلى ديارهم للمشاركة في تقرير مصير “روج آفا” (غرب كردستان) وفق تعبيرهم، وهي المنطقة الممتدة من الجزيرة إلى أجزاء حلب الشمالية. ورغم حالة العداء الظاهرة بينهم وبين أقرانهم “الآبوجيين” في “الإدارة الذاتية”، إلا أن كلا الطرفين يتمسكان بمطلب “الفيدرالية” في هذه المنطقة التي لن تعود أبدًا إلى ما قبل عام 2011.
“بيشمركة” تاريخيًا
قوات “بيشمركة”، تكتب باللغة الكردية “پێشمهرگه”، ويعني هذا المصطلح “الذين يواجهون الموت”، وتعد من الكلمات والمصطلحات المهمة عند الشعب الكردي، لما لها من مآثر وتضحيات في سبيل حريتهم، وفق اعتقادهم.
ويقول مؤرخون إن “بيشمركة” هي أقدم القوات المسلحة في العراق خلال القرن العشرين، حيث سجّل وجودها كقوة عسكرية في عشرينيات القرن الماضي، أي أواخر عصر الدولة العثمانية، بينما يؤكد آخرون أن بداياتها كانت شمال العراق في القرن التاسع عشر.
دخلت “بيشمركة” في حرب داخلية بين أعضائها في تسعينيات القرن الماضي، لتنتهي بمصالحة بين الزعيمين الكرديين مسعود بارزاني وجلال طالباني. وبعد تشكيل حكومة إقليم كردستان بداية التسعينيات، أصبحت “بيشمركة” جزءًا من مؤسسات حكومة الإقليم، وتحولت إلى قوة نظامية يعتقد أن عددها يصل إلى 200 ألف مقاتل
أعلنت جبهة فتح الشام اليوم الأربعاء، عن استهداف سيارة أحد عناصر فرع الأمن العسكري والمسؤول عن الاعتقالات في مدينة حماة، ما أدى لمقتله ومرافقيه على الفور.
الاستهداف حسب الجبهة تم بعبوة ناسفة زرعت على أحد الطرقات في منطقة ضاحية الأمين التي تعتبر أحد أبرز المناطق العسكرية على أطراف مدينة حماة، والتي يتواجد فيها مساكن للضباط وشخصيات مسؤولة في المحافظة، ما يعطي دلالات كبيرة عن اختراق أمني واضح استغلته الجبهة في اغتيال "أسامة أبو علي" ومرافقيه.
تجدر الإشارة إلى أن مدينة حماة تخضع لسيطرة قوات الأسد، وسط عمليات اعتقال يومية تطال الشباب، لاقتيادهم للخدمة الإلزامية، والذي سبب حالة من الغليان في الشارع، احتجاجاً على الممارسات الأمنية بحق الأهالي، وعمليات التضييق اليومية.
رحب الائتلاف الوطني بالدعم الذي تقدمه تركيا و دول التحالف للجيش السوري الحر الذي بدأ، بمشاركة عدد من الفصائل المقاتلة في حلب، هجوماً على مدينة جرابلس ضمن عملية “درع الفرات”، وهو الاسم الذي أطلقته تركيا على المعركة التي أعلنت انطلاقها فجر اليوم باتجاه مدينة جرابلس بمشاركة برية و جوية من الجيش التركي .
و أكد الائتلاف ، في بيان صادر عنه ، أن التواجد العسكري للتحالف مؤقت ومحدود لأهداف المساندة اللوجستية والدعم، مشدداً على أن مقاتلي الجيش الحر هم من يتولون العمليات القتالية الميدانية.
و كان وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو قد قال أن بلاده تقوم بما عليها بعد عدم وفاء أمريكا بسحب الفصائل الكردية “الانفصالية” من غرب الفرات بعد سيطرتها على مدينة “منبج”، مشدداً على أن الهدف من عملية “درع الفرات” هو “تنظيف كل المناطق الحدودية من التنظيمات الإرهابية” بالتعاون مع المعارضة المعتدلة.
و قال جاويش أوغلو في مؤتمر صحفي ، أن تنظيم الدولة يقصف المدن التركية وقام بتنفيذ اعتداء إرهابي على غازي عنتاب سقط خلاله 53 شهيدا، مؤكداً أن العملية لن تقتصر على محاربة تنظيم الدولة بل ستكون ضد” ب ي د وي ب ج الإرهابية أيضا كما أنها ضد تنظيم داعش الإرهابي لأنه لا فرق بين التنظيمات الإرهابية”، وفق قوله.
ووعد وزير الخارجية التركي أن سكان جرابلس سيعودون إلى منازلهم فور انتهاء التحرير ، مهاجماً “ب ي د” التي قال أن سياسيتها واضحة هي” تهجير المواطنين من أرضهم” ، متعهداً بعدم السماح بطرد المواطنين السوريين من جرابلس و”سنعيد كل المهجرين” وفق قوله.
وفي أول تعليق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعد اطلاق تريكا فجر اليوم لعملية عسكرية ، هي الأولى في الأراضي السورية منذ قيام الثورة السورية ، قال أن “هناك مثل عربي واضح "من دق دُق" أي من أحاك مؤامرات لدول أخرى فسوف تحاك له المؤامرات وسينقلب السحر على الساحر”، و ذلك في رسالة للفصائل الكردية الانفصالية التي تمددت بشكل كبير في المناطق الحدودية مع تركيا الأمر الذي تراه تركيا تهديداً كبيراً لأمنها القومي، معتبراً أن العلمية جاءت بعد نفاذ “الصبر” تجاه التنظيمات الإرهابية التي تستهدف تركيا من داخل سوريا.
و أضاف أردوغان ، في خلال حفل توظيف ذوي الاحتياجات الخاصة في مؤسسات الدولة، أن جيش بلاده بدأ في عملية ضد تنظيم الدولة وتنظيم ب ي د ، الذين وصفهما بـ” الارهابين”، شمال سوريا تمام الساعة الـ4 فجر اليوم، مبدياً يقينه بنجاح المعركة وقال :”سننجح في هذه المعركة ضد التنظيمات الإرهابية ومستقبلنا آمن ونحن مطمئنون أكثر مما كنا عليه قبل المحاولة الانقلابية الفاشلة”، معتبراً أن “مواقفنا من الأزمة السورية هو الذي تسبب بهجمات الإرهابيين على #تركيا لأنهم يرفضون اقتراحاتنا وحلولنا”، وفق قوله.
و طالب أردوغان الجميع “بأن يترك حق تقرير مصير سوريا للشعب السوري فقط”، مضيفاً أن “تركيا لن تقبل الخوض في أي عملية داخل سوريا ولو احتاج الأمر سنقوم باستخدام كافة قواتنا للحفاظ على وحدة الأراضي السورية”، ومشدداً على أنه لا يمكن لأي دولة حل الأزمة السورية دون الرجوع إلى تركيا
أعلنت تركيا رسميا دخول جيشها إلى الأراضي السورية ، بغية “تحرير” مدينة جرابلس من يد تنظيم الدولة ، بعد أن دخلت قوات خاصة تركية مدعومة بغطاء مدفعي و جوي ، ليكون التدخل التركي الأول منذ ست سنوات من قيام الثورة السورية .
و اعتبرت قيادة الجيش التركي أن القيام بعملية عسكرية وراء الحدود، هو بمثابة استخدام حقوقه التي تنبع من الاتفاقيات الدولية ضد تنظيم الدولة ومن التفويض الذي منحه إياه البرلمان، لافتة إلى أن العملية تحظى بدعم عناصر التحالف الدولي أيضا، وهو ما يسبغها توافق مع القانون الدولي الذي تطلبته المعارضة التركية .
قال ناشطون في الغوطة الشرقية، إن الأطفال السيامي " نورس ومعاذ" الذين تم نقلهم من الغوطة الشرقية إلى مشفى الأطفال بدمشق، تمهيداً لنقلهم لخارج سوريا بتاريخ 12 آب الجاري.
وأضاف المصدر أن تأخر قوات الأسد في منحهم إذن للسفر خارج سوريا هو السبب الرئيسي لوفاتهم، حيث انهما ولدا ملتصقين في احدى المشافي الطبية في الغوطة الشرقية في 23 تموز الماضي، دون تمكن الأطباء من إجراء أي عمل جراحي ينقذ حياتهما نظراً للحصار المفروض على بلدات الغوطة الشرقية، وعدم توفر التقنيات والتجهيزات الطبية لإجراء هذا العمل الجراحي.
وكان أطباء وناشطون في الغوطة الشرقية ناشدوا المنظمات الإنسانية، للضغط على نظام الأسد بغية إخراج التوأم لإجراء عمل جراحي دقيق، إذ أن الحصار المفروض على الغوطة الشرقية، وضعف الإمكانيات الطبية يجعل عملية فصلهما أمراً بالغ في الصعوبة.
وانتظر الرضيعان نورس ومعاذ اللذين ولدا في إحدى مشافي مدينة سقبا ملتصقين، عدة أيام قبل إخراجهما، علما أن التحاليل الطبية والفحوصات أثبتت أنهما يملكان قلبين وأعضاء مستقلة عن بعضهما البعض، وكل ما يحتاجانه هو عمل جراحي دقيق لفصل جسديهما، وهذا ما يحتاج لخبرات وتقنيات متطورة لا تتوفر في الغوطة الشرقية في ظل الحصار الذي تفرضه قوات الأسد.
وتشهد بلدات ومدن الغوطة الشرقية عشرات الحالات المرضية التي أرهقها الحصار المفروض من قبل قوات الأسد، والتي منعت المدنيين من الخروج من المنطقة لتلقي العلاج سواء في المشافي ضمن مناطق نظام الأسد أو أي دولة أخرى.
أكد قيادي بارز في الجيش الحر أن المعركة التي أطلقتها غالبية فصائل الجيش الحر المتواجدة في ريف حلب الشمالي بدعم تركي، صباح اليوم، للسيطرة على مدينة جرابلس بريف حلب الشرقي، لن تكون طويلة بسبب التحضير الجيد لها، معتبراً أن جرابلس هي البوابة لتحرير ريف حلب الشمالي.
وقال العقيد أحمد عثمان القائد العام لفرقة السلطان مراد، في تصريح خاص لشبكة “شام” الإخبارية، إن فصائل الجيش الحر في شمالي حلب، وبدعم مدفعي تركي كبير بدأت المعركة، متوقعاً أن لا تدوم طويلاً، وذلك نظراً للتحضيرات الجيدة التي سبقت المعركة، والتعاون التركي الفعال، حسب تعبيره.
وأضاف "عثمان" أن أهمية مدينة جرابلس يأتي من موقعها الإستراتيجي، والتي كانت أحد المعابر الأساسية على الحدود السورية التركية قبل سيطرة تنظيم الدولة عليها، وتعتبر من المدن الكبرى الهامة بالنسبة للثوار كمدن منبج والباب وإعزاز والراعي، وجميعها أراضي سورية ولا يمكن تسميتها إلا كذلك حسب قوله.
وأشار قائد فرقة السلطان مراد، التي تحظى بدعم تركي كبير و يشكل التركمان غالبية عناصرها، إلى أن فصائل الجيش الحر تخطط للقيام بعمليات عسكرية أخرى إنطلاقاً من جرابلس، باتجاه الغرب والجنوب الغربي، ضمن حملة لتطهير ريف حلب الشمالي من تنظيم الدولة، متوقعاً عدم حدوث أي صدام مع قوات "قسد" في الوقع الحالي، ومتوعداً بالرد في حال مواجهتهم من قبل "قسد.
وكانت وسائل إعلام تركية أكدت اليوم أن دبابات تركية برفقة قوات الجيش التركي الخاصة وفصائل من الجيش الحر عبرت الحدود للبدء في معركة السيطرة على مدينة جرابلس.
أعلنت تركيا رسميا دخول جيشها إلى الأراضي السورية ، بغية “تحرير” مدينة جرابلس من يد تنظيم الدولة ، بعد أن دخلت قوات خاصة تركية مدعومة بغطاء مدقعي و جوي ، ليكون التدخل التركي الأول منذ ست سنوات من قيام الثورة السورية .
و اعتبرت قيادة الجيش التركي أن القيام بعملية عسكرية وراء الحدود، هو بمثابة استخدام حقوقه التي تنبع من الاتفاقيات الدولية ضد تنظيم الدولة ومن التفويض الذي منحه إياه البرلمان، لافتة إلى أن العملية تحظى بدعم عناصر التحالف الدولي أيضا، وهو ما يسبغها توافق مع القانون الدولي الذي تطلبته المعارضة التركية .
وقالت وكالت الأناضول ، فجر اليوك ، أن قوة المهام الخاصة المشتركة في القوات المسلحة التركية والقوات الجوية للتحالف بدأتا حملة عسكر ية على مدينة جرابلس ، بهدف “تطهير “ المنطقة من تنظيم الدولة.
تهدف الحملة العسكرية، وفق الأناضول، إلى تطهير الحدود من المنظمات الإرهابية، والمساهمة في زيادة أمن الحدود، وفي ذات الوقت إيلاء الأولوية لوحدة الأراضي السورية ودعمها، اضافة إلى منع حدوث موجة نزوح جديدة، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المدنيين في المنطقة.
هذا الاعلان جاء بالتزامن مع اعلانات متتالية و التي كان أبرزها قيام طائرات حربية تابعة لسلاح الجو التركي، فجر اليوم الأربعاء، بقصف أهداف لتنظيم الدولة في مدينة جرابلس، التي أتت بعد قصف عنيف للقوات التركية المتمركزة على الشريط الحدودي بالمدافع الثقيلة وراجمات الصواريخ، ما أسفر عن تدمير تلك الأهداف.
اصدر مكتب رئاسة الوزراء التركي بيانا قالت فيه أن الجيش التركي وقوات التحالف الدولي بدأت عملية عسكرية كبير صباح اليوم لطرد عناصر تنظيم الدولة من مدينة جرابلس السورية المحاذية لتركيا.
حيث بدأ الجيش التركي وفصائل من الجيش الحر السوري معركة مشتركة وبمساندة من طائرات التحالف الدولي للسيطرة الكاملة على مدينة جرابلس ومحيطها، حيث بدأت مدفعية الجيش التركي وطائرات التحالف بقصف معاقل التنظيم بعشرات القذائف والصواريخ.
كما أشار مصدر في الجيش التركي أن التوغل البري لم يبدأ بعد والعمل جاري على فتح ممر للعبور، مشددا على أن العميلة تهدف لضمان أمن الحدود ووحدة الأراضي السورية.
وفي تصريح سابق لشبكة شام أكد مصطفى سيجري رئيس المكتب السياسي في لواء المعتصم ، أحد تشكيلات الجيش الحر ، أن معركة تحرير جرابلس من قبضة تنظيم الدولة بدأت، و ذلك بعد التشاور مع “الحلفاء”، معتبراً أن المعركة انطلقت بقرار داخلي من اجل الحفاظ على وحدة سوريا أرضا وشعبا.
كما أكد سيجري أن غالبية فصائل الجيش الحر مشاركة بالمعركة، مردفاً بأن لأيام المقبلة ستشهد معارك ضارية مع تنظيم الدولة من أجل إعادة مدينة جرابلس الى “حضن الثورة من جديد “ ، وفق تعبيره.