طالب الائتلاف بتدخل الاتحاد الأوربي و الرئيس الأمريكي باراك أوباما ، لوقف المجازر التي ترتكب بحق المدنيين المحاصرين في مدينة حلب، وذلك بعد اسبوعين من المجازر المتواصلة التي تعرض لها أكثر من ٢٥٠ ألف مدني محاصرين تحت نيران الارهاب الروسي - الأسد - الايراني.
و قال نائب رئيس الائتلاف الوطني السوري عبد الأحد اسطيفو أنه "ولو كان أوباما في آخر ولايته، لكننا نثق بقدرته تماماً كرئيس أقوى دولة في العالم على وقف المجازر إن توفرت الإرادة".
وأكد اسطيفو، وفق ما نقل عنه المكتب الاعلامي للائتلاف، أن ما جرى بالأمس وصباح اليوم من قتل 70 مدنياً من العائلات الهاربة من نيران الأسد وروسيا في الأحياء الشرقية، كفيل وجدير بأن يدفع الدول العظمى لا سيما أصدقاء الشعب السوري من أمريكا وبريطانيا وفرنسا للتحرك لوقف هذا العدوان الدنيء والوحشي على شعبنا.
وأضاف اسطيفو: إن هذه التحرك من الأصدقاء بات ضرورة قصوى ولو كان خارج مجلس الأمن، الذي فقد دوره على الحقيقة؛ لسبب أن روسيا التي تملك حق الفيتو، هي طرف في الحرب وشريك لنظام الأسد في سفك دماء المدنيين السوريين.
وشدد نائب رئيس الائتلاف بأن روسيا ونظام الأسد لم يتركوا من خيار للناس فإن بقوا في الأحياء المحاصرة قصفوا بطيران روسيا، وإن اختاروا الخروج قصفوا بمدفعية الأسد، وهذا يحتم على أصدقاء هذا الشعب المكلوم وقفة حزم تحقن دماءه البريئة.
و من جهته طالب الأمين العام للائتلاف الوطني عبدالإله فهد الاتحاد الأوروبي بالتدخل الفوري بكل ما لديه من قوة ونفوذ، لإنقاذ المدنيين والمحاصرين في حلب، كما دعا الاتحاد لأخذ دوره الإيجابي بشكل أكثر فاعلية، بحيث يتناسب مع موقعه ومكانته في المجتمع الدولي.
جاء ذلك في لقائه مع ممثلة الاتحاد الأوروبي لارا سكاربيتا في مقر الائتلاف، حيث تباحثا حول المحنة الإنسانية الكبرى التي يعاني منها سكان مدينة حلب المحاصرة، جراء الهجمة الهمجية المكثفة لطيران روسيا والنظام.
وأكد فهد على ضرورة حماية المدنيين من بطش روسيا ونظام الأسد، ودور الاتحاد الأوروبي في ذلك، معتبرا أن من أولويات الائتلاف الوطني في الوقت الراهن هو وقف القصف عن حلب والمدنيين في سورية.
ومن جهتها أكدت ممثلة الاتحاد الأوروبي على "ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة للمحاصرين، مشيرة بأنها ستبذل قصارى جهدها لوقف إطلاق النار، وحماية المدنيين".
وفي السياق ذاته وجه رئيس الائتلاف الوطني أنس العبدة، رسالة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن فودي سيك، بخصوص الجرائم الوحشية لنظام الأسد وحلفائه في حلب، واستخدامهم الأسلحة العشوائية والمحرمة دولياً ضد المدنينن، وبخصوص الحالة الإنسانية المتردية للمحاصرين هناك.
وأشار العبدة في رسالته إلى أن مشافي حلب كافة قد خرجت عن الخدمة تاركة مئات الأشخاص جرحى جرّاء القصف العشوائي، مما يهددهم بفقدان حياتهم بسبب نقص كامل في مواد العناية الطبية.
وكشف العبدة عن أن نظام الأسد وحلفاءه حولوا المناطق المحررة من مدينة حلب إلى تابوت حقيقي، نظراً لكون مخازن الأغذية قد نفدت بشكل رسمي، وكون المدنيين تحت حصار خانق.
وأوضح العبدة في رسالته أن التصعيد الوحشي في حلب تسبب باستشهاد أكثر من 670، 40% منهم أطفال، ونزوح أكثر من 3000 عائلة، وتدمير 11 مشفى ومركزاً طبياً، كما استخدم غاز الكلورين 4 مرات.
وجاء في الرسالة: "يعتبر هذا التصعيد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تسجل ضمن رصيد الوحشية الدموي الطويل لنظام الأسد. كما أن هذا التصعيد يضرب عرض الحائط كافة القرارات الدولية بما فيها قراري مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013 و2235 لعام 2015 الخاص بمنع استخدام الأسلحة العشوائية في سوريا، والقرارين رقم 2254 لعام 2015 و2268 لعام 2016 الذين صادقا على اتفاق وقف الأعمال العدائية وإيصال المساعدات الإنسانية".
واعتبر الائتلاف أن استمرار نظام الأسد في إجرامه ما كان ممكناً لولا أنه أمن العقاب؛ بسبب عجز المجتمع الدولي حتى الآن، بالإضافة إلى الدعم الفعلي الذي يتلقاه من حلفائه وبخاصة روسيا.
كما أكد الائتلاف على أن مسؤولية ترجمة الكلمات إلى أفعال، وحماية المدنيين في حلب، وضمان ألا يستمر إجرام النظام ضد السوريين دون عواقب؛ تقع على عاتق الأمم المتحدة بوصفها تحمي حقوق الإنسان، والسلم والأمن الدوليين.
يمر الشتاء الرابع على حي الوعر، آخر اأحياء المحررة في مدينة حمص، في الوقت الذي أنهكت هذا الحي سلسة من الحصارات التي فرضتها قوات الأسد و الميليشيات المساندة له، على الأهالي، والتي كان آخرها قبل شهرين، حيث منع دخول وخروج أي شخص ومنع دخول الأغذية، مع اصرار الأهالي على عدم التخلي عند بند المعتقلين ، البند الذي عُلّقَ به مصير 7365 معتقل من محافظة حمص.
لا طرق بديلة بعد نفاذ المخزون
أكلت الأعوام الثلاث الماضية أشجار الحي بشكلٍ كامل، بعد الاعتماد عليها بشكل رئيس لتلبية احتياجاتهم اليومية، فـ "الحطب" من أهم المواد في حياة المحاصرين فهو يغنيهم عن الغاز في الطهي والوقود في التدفئة، حسب "خضر" أحد ساكني الحي، والذي أوضح لشبكة “شام” الاخبارية، أن الأهالي قاموا في الشتاء الماضي بخلع جذور الأشجار المقطوعة، واستخدامها لتدفئة أطفالهم، مشيراً إلى أنه وعلى الرغم من أن هذه العملية تتطلب جهداً كبيراً لاخراج كمية قليلة من الحطب، لكن اليوم حي الوعر يعاني من كارثة إنسانية فلا يوجد مواد تدفئة أو حطب فحتى المواد البلاستيكية والألبسة القديمة تم حرقها العام الماضي، في محاولة لمواجهة قسوة الشتاء.
حصارٍ يحكمهُ الطغاة
“لا مكان للفقراء في حصار بحكمه الطغاة” كما يردد المدنيين في المناطق المحاصرة، فلتجار الحرب بصمةٌ في الشتاء أيضاً فلم يكتفوا باحتكار المواد الغذائية وحليب الأطفال بل سيطروا على سوق الحطب والوقود ليصل سعر كيلو الحطب اليوم ل 300 ليرة سورية وسعر لتر المازوت الواحد 3500 ليرة سورية أي ما يعادل 7$
مساعدات اقتصرت على بعض الألبسة
لم تستطع المنظمات العالمية أن تدخل أيّ نوعٍ من المحروقات للحي، فبعضُ القوافل التي دخلت الحي سابقاً كانت تحتوي على بعض الألبسة الشتوية للأطفال، والمؤلفة من “ حذاء وكنزة وبنطال واحد” لكل طفل، الأمر الذي وجدت فيه المنظمات أنه كافي لأطفال والاهالي لمواجة برودة وقساوة الشتاء، مع الاشارة إلى أن بعض القوافل تضمنت أيضاً بعضُ الأغطية والتي وزّع منها لكلّ شخص غطاءٌ واحد .
لا حيلة أمام المرض
منذُ إصدار اللجنة الطبية بيان في مطلع الشهر السابع من العام الجاري، والذي أعلنت فيه أن حيّ الوعر المحاصر منكوب طبياً، مبينة عدم دخول أي نوع من أنواع الدواء، كما أن الأدوية التي يقوم الأهالي باستخدامها منتهية الصلاحية بنسبة70% كما يتم استخدام الحقنة الواحدة لأكثر من ثلاثين مريض بسبب انعدام الحقن بشكلٍ كامل.
هذا ويستمر وقف اطلاق النار الذي اعلن عنه يوم امس دون تسجيل أي خرق جديد بين الطرفين بعد تعرض الحي المحاصر لحملة قصف شرسة دامت لمدة 14 يوماً راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى.
طالب الائتلاف الوطني السوري الأمم المتحدة، بوصفها الراعي الدولي الأساسي للعملية السياسية في سورية، باتخاذ خطوات فورية وحاسمة لحماية المدنيين في حلب، ووقف الهجوم الوحشي على المدنيين فيها، من خلال إجبار نظام الأسد على الالتزام ببنود وقف الأعمال العدائية؛ والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والطبية لمدينة حلب بشكل فوري وبدون عراقيل؛ ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
ووجه رئيس الائتلاف الوطني أنس العبدة، رسالة لكل من الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، ورئيس مجلس الأمن فودي سيك، بخصوص الجرائم الوحشية لنظام الأسد وحلفائه في حلب، واستخدامهم الأسلحة العشوائية والمحرمة دولياً ضد المدنينن، وبخصوص الحالة الإنسانية المتردية للمحاصرين هناك.
وأشار العبدة في رسالته إلى أن مشافي حلب كافة قد خرجت عن الخدمة تاركة مئات الأشخاص جرحى جرّاء القصف العشوائي، مما يهددهم بفقدان حياتهم بسبب نقص كامل في مواد العناية الطبية.
وكشف العبدة عن أن نظام الأسد وحلفاءه حولوا المناطق المحررة من مدينة حلب إلى تابوت حقيقي، نظراً لكون مخازن الأغذية قد نفدت بشكل رسمي، وكون المدنيين تحت حصار خانق.
وأوضح العبدة في رسالته أن التصعيد الوحشي في حلب تسبب باستشهاد أكثر من 670، 40% منهم أطفال، ونزوح أكثر من 3000 عائلة، وتدمير 11 مشفى ومركزاً طبياً، كما استخدم غاز الكلورين 4 مرات.
وجاء في الرسالة: "يعتبر هذا التصعيد جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية تسجل ضمن رصيد الوحشية الدموي الطويل لنظام الأسد. كما أن هذا التصعيد يضرب عرض الحائط كافة القرارات الدولية بما فيها قراري مجلس الأمن رقم 2118 لعام 2013 و2235 لعام 2015 الخاص بمنع استخدام الأسلحة العشوائية في سوريا، والقرارين رقم 2254 لعام 2015 و2268 لعام 2016 الذين صادقا على اتفاق وقف الأعمال العدائية وإيصال المساعدات الإنسانية".
واعتبر الائتلاف أن استمرار نظام الأسد في إجرامه ما كان ممكناً لولا أنه أمن العقاب؛ بسبب عجز المجتمع الدولي حتى الآن، بالإضافة إلى الدعم الفعلي الذي يتلقاه من حلفائه وبخاصة روسيا.
كما أكد الائتلاف على أن مسؤولية ترجمة الكلمات إلى أفعال، وحماية المدنيين في حلب، وضمان ألا يستمر إجرام النظام ضد السوريين دون عواقب؛ تقع على عاتق الأمم المتحدة بوصفها تحمي حقوق الإنسان، والسلم والأمن الدوليين.
تمكن الثوار من قتل وجرح العديد من عناصر الأسد خلال محاولة تقدمهم باتجاه حي الشيخ سعيد الواقع جنوب مدينة حلب المحاصرة، واسروا أربعة عناصر، فيما لا تزال الاشتباكات مستمرة على جبهات الحي.
وأشار ناشطون إلى أن الاشتباكات اندلعت بشكل عنيف جدا، حيث شنت قوات الأسد هجوما بريا بهدف التقدم في الحي بغية تدعيم وتمكين الحصار على مدينة حلب بشكل أكبر، علما أن الحي يعتبر من المواقع الهامة جدا، إذ لعب موقعه الجغرافي دورا رئيسيا في حماية "طريق الراموسة" الذي حرره الثوار قبل أشهر قبل أن يستعيد نظام الأسد السيطرة عليه.
والجدير بالذكر أن قوات الأسد ارتكبت اليوم مجزرة مروعة جدا في مدينة حلب المحاصرة، حيث استهدفت النازحين أثناء تجمعهم بالقرب من أحد المعابر التي يفترض أن تكون "آمنة" في حي جب القبة براجمات الصواريخ وقذائف المدفعية، وراح ضحيتها أكثر من 45 شهيداً وعشرات الجرحى أغلبهم من النساء والأطفال.
وكان مراسل شبكة شام قد أكد على أن سماء مدينة حلب وريفها تشهد اليوم غيابا واضحا وجليا للطيران الحربي المروحي بسبب سوء الأحوال الجوية وكثافة الغيوم.
والجدير بالذكر أن مدينة حلب وريفها الغربي بشكل خاص تتعرض لحملة قصف جوية همجية من قبل الطائرات الأسدية والروسية، ما خلف المئات من الشهداء وآلاف الجرحى والمشردين والمفقودين.
بحث المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات، الدكتور رياض حجاب، ووزير الخارجية التركي مولود جاويش سبل وقف تصعيد قوات الأسد وروسيا و ايران في مدينة حلب، والانتهاكات الخطيرة التي ترتكب.
أكد الطرفان، خلال اجتماعهما في العاصمة التركية أنقرة، على ضرورة رفع الحصار عن المدينة وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل فوري للمحاصرين وفق القرار الأممي ٢٢٥٤، بالإضافة إلى زيادة الدعم لقوات الجيش السوري الحر.
و بين حجاب أن الحديث كان عن عجز المجتمع الدولي واليوم "نتحدث عن شلل دولي تام إزاءالانتهاكات المروعة التي ترتكبها قوات الأسد والقوات الروسية والإيرانية"، وفق قوله.
وقال حجاب خلال اللقاء إن: "عملية درع الفرات أحيت الأمل لدى السوريين بإمكانية إنشاء منطقة آمنة تحميهم من القصف العشوائي وتوفير الحماية لهم"، مضيفا: "كنا نتكلم عن عجز المجتمع الدولي واليوم نتحدث عن شلل دولي تام إزاء الانتهاكات المروعة التي ترتكبها قوات الأسد والقوات الروسية والإيرانية".
أبدت الشبكة السورية لحقوق الإنسان تخوُّفَها، على مصير جميع المدنيين الذين وقعوا تحت سيطرة قوات الأسد والميليشيات الشيعية، حيث رأت ومن خلال التجارب السابقة، أن مصير أغلبهم الاعتقال، ثم الاختفاء القسري، أو عمليات الإعدام السريع، مطالبة المفوضية السامية لحقوق الإنسان، ومكتب المبعوث الأممي إلى سوريا، ومجلس الأمن، بلعب دور حيوي للكشف عن مصيرهم، وضمان الحصول على حريَّتهم، وتجنيبهم ردَّات الفعل الانتقامية الوحشية، منعاً لتكرار مأساة حي بابا عمرو في حمص.
وقالت الشبكة في تقرير نشر اليوم " منذ انتهاء مدة بيان وقف الأعمال العدائية الثاني الإثنين 19/ أيلول/ 2016 لم تتوقف قوات النظام السوري والروسي يوماً واحداً عن قصف وتدمير أحياء حلب الشرقية، مرتكبةً مئات الانتهاكات التي ترقى إلى جرائم حرب، حيث استهدفت تلك الهجمات أحياء سكنية ومشافٍ ومدارس، بصورة فوضوية وأحياناً مُتعمَّدة، وإضافة إلى القصف عادت تلك الأحياء إلى وضعية الحصار الخانق مرة ثانية بعد أن تمكَّنت قوات النظام السوري بمساعدة قوات حزب الله اللبناني والميليشيات الإيرانية والعراقية الشيعية المقاتلة على الأرض من استعادة حي الراموسة الذي كانت قوات المعارضة السورية قد تمكَّنت عبره من الوصول إلى أحياء حلب الشرقية، وقد سجلنا في ثلاثة تقارير موسَّعة تفاصيل أبرز الانتهاكات في تلك الفترة".
وأضاف التقرير" في منتصف تشرين الثاني/ 2016 كثَّفت القوات الروسية قصفها الجوي بشكل صارخ، حيث دمَّرت أحياء بشكل شبه كامل، وسط عدم اكتراث أُممي بحصيلة الضحايا والجرحى والانتهاكات الفظيعة التي تُرتَكب يومياً، وترافق ذلك مع تقدُّم برِّي لقوات النظام والميليشيات الشيعية المقاتلة إلى جانبه، أدى ذلك في النتيجة إلى السيطرة على حي مساكن هنانو ثم حي جبل بدرو وأجزاء من حَيَي الحيدرية والصاخور".
ووصل مُعدَّل الضحايا الوسطي من المدنيين حسب الشبكة إلى 35 شخصاً يومياً، وقد وثَّقت الشبكة السورية لحقوق الإنسان استشهاد 676 مدنياً، بينهم 165 طفلاً، و87 سيدة في أحياء مدينة حلب الشرقية على يد قوات الأسد والقوات الروسية منذ 19/ أيلول/ 2016 حتى 30/ تشرين الثاني/ 2016، يتوزعون بحسب الجهة المرتكبة إلى 462 مدنياً، بينهم 128 طفلاً، و66 سيدة على يد القوات الروسية، و 214 مدنياً، بينهم 37 طفلاً، و21 سيدة على يد قوات الأسد.
وتابع التقرير " إثرَ ذلك انقسمت أحياء حلب الشرقية إلى شَطرين، شمالي وجنوبي، هرَب معظم أهالي الأحياء التي اجتاحتها قوات النظام وحلفاؤه إلى القسم الجنوبي بشكل أكثف باعتباره القسم الأكبر، وقسمٌ آخرُ من الأهالي هرَب إلى الجزء الشمالي، وقسم ثالثٌ هرب إلى حي الشيخ مقصود الواقع تحت سيطرة قوات حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي".
وأشار إلى أن هناك عدد كبير من الأهالي لم يتمكَّن من الهرب، حيث تم اعتقاله من قبل قوات الأسد وحلفائه من الميليشيات الشيعية، ومصيرُ أغلبهم مجهول بالنسبة للشبكة السورية لحقوق الإنسان، وقد وردها أنباء عن عمليات إعدام سريعة خارج نطاق القانون، ووقوع جرائم اغتصاب لعدد من النساء، ومازالت التَّحريات جارية لجمع مزيد من الأدلة وإصدار تقرير حول ذلك.
قال ناشطون في مركز حلب الإعلامي أن قوات الأسد قامت بإنشاء معسكرين لزج الشباب الذين تقوم باعتقالهم من النازحين من الأحياء المحررة باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد، إضافة للشباب الموجودين في الأحياء التي سيطرت عليها قوات الأسد قبل أيام.
وحسب المركز فإن قوات الأسد افتتحت المعسكر الأول في مدرسة بحي الصاخور، ومعسكر ثاني في منطقة نقارين بالقرب من مطار النيرب العسكري، تقوم باعتقال الشباب الفارين مع عائلاتهم من جحيم القصف باتجاه المناطق الخاضعة لسيطرة قوات الأسد وزجهم في هذه المعسكرات، شملت الشباب بين سن الثامنة عشر والأربعين عاماً.
واعتقلت قوات الأسد أكثر من 1000 شاب وقامت باحتجاز أوراقهم الثبوتية التي بحوزتهم، دون التحقق من مصير هؤلاء المعتقلين، أو نية قوات الأسد وهدفها من اعتقالهم.
ووسط تحذيرات كبيرة للأهالي والشباب من الخروج عبر ما أسمته قوات الأسد المعابر الامنة بسبب الاعتقال والقتل، باتت أحياء حلب الشرقية المحاصرة تعيش بين زحام الموت الذي يلاحقها في كل مكان، من قصف جوي ومدفعي، وقتل على أبواب المعابر الامنة لعشرات النازحين من الأطفال والنساء، في حين مازال مصير اكثر من 7 آلاف مدني دخلوا مناطق قوات الأسد مجهولاً.
لطالما نادت قوات الأسد وحليفتها روسيا بالمعابر "الأمنة" التي جهزتها لعبور المدنيين الراغبين بالخروج من الأحياء المحررة بمدينة حلب باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد، ولطالما رفض الأهالي الخروج لمعرفتهم بمكر قوات الأسد وزيف إعلامها، ونواياها تجاه آلاف المدنيين الذين تقصفهم بشكل يومي بشتى أنواع القذائف والصواريخ.
ومع سيطرة قوات الأسد على عدة أحياء محررة من حلب الشرقية، بات آلاف المدنيين أمام خيار صعب لا ثاني له، آلا وهو الخروج من نقاط التماس في الاحياء التي تقدمت إليها قوات الأسد والميليشيات الشيعية ومناطق القصف باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد، لاسيما أنها خشت من عمليات الانتقام فقررت الخروج بعد صمود طويل.
وقبل يومين بدأ أكثر من 5 آلاف مدني بالنزوح من الأحياء الشمالية الشرقية من مدينة حلب باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد بعد إعلانها عن تأمين سيارات لنقلهم، وإعلان الهلال الأحمر عن تأمين العائلات ضمن مناطق آمنة، حيث بدأت العائلات تتجمع ضمن وتنطلق مشياً على الأقدام بأعداد كبيرة تحمل معها أمتعتها الشخصية على قدر استطاعتهم على الحمل، وبدأت بالدخول إلى مناطق سيطرة الأسد.
ولكن مالم يتوقعه الأهالي أن تقوم طائرات الأسد ومدفعية الثقيلة باستهداف قوافل النازحين، وتوقع بينهم عشرات الشهداء والجرحى، ليس عن طريق الخطأ حيث تكرر الحدث لمرتين خلال أقل من 24 ساعة، بعد أن استهدف الطيران الحربي بالأمس تجمعاً للعائلات كانت تسير عبر الطريق من حي باب النيرب، ليوقع أكثر من 25 شهيد غالبيتهم من الأطفال والنساء.
اليوم صباحاً كررت قوات الأسد عملية استهداف قوافل النازحين من المحرر باتجاه مناطقها، حيق قامت بتنفيذ رمايات مدفعية على المئات من المدنيين كانوا في طريقهم من حي جب القبة باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد، أوقعت حسب الدفاع المدني حتى الساعة أكثر من 45 شهيداً غالبيتهم أطفال ونساء، تناثرت جثهم في الشوارع.
ونشر الدفاع المدني في حلب صوراً لمجزرة حي جب القبة، تظهر عشرات الجثث من الأطفال والنساء، تناثرت جثثهم في الشوارع، ومن حولهم أمتعتهم التي كانوا يحملونها، في منظر تندى له كل قوانين الإنسانية وحقوق الإنسان، ويكشف غي نظام الأسد وكذبه في مسألة المعابر الأمنية التي طالما نادى بها.
نشرت قنوات الأسد وصفحاتهم يوم أمس خبرا قالت فيه أنها تمكنت من السيطرة على بلدة ميدعاني بالكامل والواقعة في الغوطة الشرقية، وهو ما نفاه جيش الإسلام وناشطون في الغوطة الشرقية.
حيث نشر جيش الإسلام صورا لمقاتليه صباح اليوم على جبهات البلدة وقال إنها داخل البلدة وعلى خطوط التماس الأولى، وأضاف جيش الاسلام أن النظام تقدم وسيطر على عدة نقاط، ونفى السيطرة الكاملة على البلدة، حيث دارت يوم أمس معارك عنيفة جدا تمكن جيش الإسلام من استعادة نقطة كانت قوات الأسد قد تقدمت فيها.
كما نشر الناشط الإعلامي براء عبد الرحمن صورة له أمام مدرسة في بلدة الميدعاني وقال معلقا عليها "إعلام النظام يدعي سقوط بلدة ميدعاني بالغوطة.. اليوم وثقت جولة صباحية من داخل البلدة ومازال أبطالنا يخوضون أشرس المعارك هناك ولم تسقط كما يدعي".
والجدير ذكره أن المعارك العنيفة على جبهات الغوطة الشرقية مستمرة لليوم 168 بين الثوار وقوات الأسد، تمكن فيها الأخير من السيطرة على مساحات واسعة من الغوطة ما زاد الحصار على المدنيين بشكل كبير جدا، وذلك بعد الإقتتال المؤسف الذي وقع بين جيش الإسلام وفيلق الرحمن، ما أضعف نقاط الرباط ضد قوات الأسد وفقدان الثقة بين فصائل الغوطة الشرقية بشكل عام، ما ساهم بشكل رئيسي وأساسي في تقدم قوات الأسد.
قالت إدارة الدفاع المدني في مدينة حلب المحاصرة، إن قوات الأسد استهدفت فجرأ بالمدفعية الثقيلة عائلات مدنية تحاول الخروج من الأحياء الشرقية باتجاه الاحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات الأسد في منطقة حي جب القبة، خلفت أكثر من 45 شهيداً وعشرات الجرحى.
وذكر ناشطون في حلب عن استهداف قوات الأسد بعدة قذائف مدفعية لعائلات نازحة في حي جب القبة، كانت تحاول الخروج سيراً على الأقدام باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد، ما أدى لمجزرة مروعة راح ضحيتها أكثر من 45 مديناً، ماتزال جثثهم تملأ الشوارع في الحي.
وكان الطيران الحربي استهدف بالأمس عائلات نازحة من الأحياء الشرقية في حي باب النيرب، خلفت أكثر من 25 شهيداً غالبيتهم من الأطفال والنساء.
وحذر ناشطون الأهالي من المخاطرة والتوجه باتجاه مناطق سيطرة قوات الأسد، وذلك تجنباً للاستهداف المتعمد من قبل قوات الأسد للنازحين وبشكل مباشر.
ووسط القصف المتواصل من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة على الاحياء المحررة في الجهة الشرقية من حلب، باتت حياة الآلاف من المدنيين المحاصرين في بقعة جغرافية صغيرة مهددة بكارثة إنسانية كبيرة، بعد خروج غالبية المشافي الطبية ومراكز الدفاع المدني والمرافق الخدمية عن الخدمة، والنقص الكبير في المواد الغذائية والطبية و انعدام غالبية هذه المواد.
ارتفع عدد الشهداء الذين ارتقوا جراء القصف الجوي والمدفعي والصاروخي الذي طال أحياء مدينة حلب المحررة إلى أكثر من خمسين شهيدا، فيما فاق عدد الجرحى المئة والخمسون، علما أن غالبية الشهداء سقطوا في حي باب النيرب.
وأشار ناشطون إلى أن الطائرات الحربية والمروحية التابعة لنظام الأسد وحليفه الروسي شنت أكثر من 150 غارة جوية على الأحياء المحررة المحاصرة داخل مدينة حلب، كما وتم استهداف منازل المدنيين بأكثر من ألف ومئتي قذيفة مدفعية وصاروخية.
وكما أسلفنا فإن المجزرة الأكبر كانت في حي باب النيرب وراح ضحيتها 25 شهيدا، حيث تم استهداف عائلات مدنية تحاول النزوح من الأحياء الشرقية المحررة باتجاه الأحياء الغربية الخاضعة لسيطرة قوات الأسد بالصواريخ المظلية شديدة التدمير.
ووثق ناشطون ارتكاب مجزرة في حي الصالحين وراح ضحيتها تسعة شهداء، فيما سجلوا ارتقاء 5 شهداء في حي الميسر وستة شهداء في حي الأنصاري الشرقي.
وأشار الدفاع المدني إلى أن القصف تسبب أيضا بسقوط ثلاثة شهداء في حي كرم البيك وشهيد في كل من أحياء المرجة والإذاعة وصلاح الدين، مؤكدا على أن هناك العديد من الشهداء لم يتمكن من توثيقهم بسبب استمرار القصف بشكل عنيف.
والجدير بالذكر أن مدينة حلب تشهد حملة من القصف الجوي لطيران الأسد وحليفه الروسي بشكل متواصل باستخدام مختلف أنواع الأسلحة، وسط حركة نزوح داخلية كبيرة ضمن الأحياء المحررة.
ووسط القصف المتواصل من الطيران الحربي والمدفعية الثقيلة على الأحياء المحررة في الجهة الشرقية من حلب، باتت حياة الآلاف من المدنيين المحاصرين في بقعة جغرافية صغيرة مهددة بكارثة إنسانية كبيرة، بعد خروج غالبية المشافي الطبية ومراكز الدفاع المدني والمرافق الخدمية عن الخدمة، والنقص الكبير في المواد الغذائية والطبية و انعدام غالبية هذه المواد.
ضبط الثوار المرابطين على جبهات الفوعة وكفريا المحاصرتين في ريف إدلب، مجموعة من الأشخاص يقومون بتهريب المواد الغذائية والبضائع لقوات الأسد والميليشيات الشيعية في البلدتين، وذلك مقابل مبالغ مالية كبيرة، على الرغم من التحذيرات التي أطلقها جيش الفتح من مغبة التورط بأي عمليات تهريب والتوعد بمحاسبة كل من يلقى القبض عليه في أي عملية تهريب.
وشملت المواد المضبوطة مواد غذائية ودخان بأنواعه، وعدة أنواع من العلكة ومستلزمات منزلية متنوعة، حيث أنها جزء بسيط مما يتم تهريبه للبلدتين عبر الأراضي الزراعية والحقول، إضافة لعمليات تهريب لذخائر ونقل معلومات عن تمركز الثوار وتحركاتهم في المنطقة ونقاط الضعف في محيطها.
واتهم البعض مجموعات من المرابطين حول البلدتين في تسهيل عملية عبور المهربين، من ضعاف النفوس مقابل تلقي حصة من الأرباح الطائلة التي تدر على المهربين، حيث تباع السلعة بأضعاف كبيرة عن سعرها الأساسي، وتتم عمليات التهريب عن طريق الأحمال الفردية أو عبر استخدام الدواب.
وبالإضافة لعمليات التهريب التي تمد بلدتي كفريا والفوعة بما تحتاجه من مواد، يلقي طيران اليوشن بشكل يومي عشرات السلال المحملة بالأسلحة والذخائر، فيما تصل المواد الغذائية عبر القوافل الإغاثية التي تدخلها الأمم المتحدة بين الحين والآخر، والتي كان آخرها بالأمس.
وبالمقابل تمنع قوات الأسد وميليشيات حزب الله دخول أي نوع من المواد الغذائية أو الطبية للمحاصرين في بلدتي مضايا والزبداني، حيث تقوم بعمليات تمشيط يومية بالقناصات وتستهدف كل حركة، حتى أنها تمنع الأهالي من التوجه لحقولهم لجمع الأخشاب التي يستخدمونها في طهي الطعام أو في التدفئة.
وتدخل بلدتي كفريا والفوعة ضمن أتفاق أبرم بين جيش الفتح وإيران في الشهر الثامن من عام 2015 يقضي بوقف العمليات العسكرية على جبهات الزبداني والفوعة بشكل متوازي، ووقف عمليات الإمداد الجوي والتحصين، والتمهيد لدخول الاتفاق بين الطرفين حيز التنفيذ عبر أكثر من 20 بند يقضي بخروج المدنيين والجرحى والمسلحين من كلا المنطقتين حسب تفصيلات عديدة، والإفراج عن معتقلين لدى نظام الأسد وعددهم أكثر من 500 معتقل ومعتقلة، ووقف القصف على مناطق التهدئة بكافة أشكاله ويشمل جميع المدن والبلدات حول كفريا والفوعة وبلدات الزبداني ومضايا، وإدخال المساعدات، إلا أن قوات الأسد وحلفائها نقضت الاتفاق مرات عدة قبل أن تتوقف عمليات التفاوض ويبقى الاتفاق مجرد إدخال مساعدات إنسانية وسط تضييق كبير على مضايا والزبداني بشتى وسائل الحصار والتجويع والقصف.