أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، اليوم الثلاثاء، أن بلاده دعت إلى عقد جلسة عاجلة لمجلس الأمن الدولي لإجراء مشاورات حول الأوضاع في إدلب السورية، وستعقد الجلسة اليوم.
وتحاول روسيا الربط بين ماتروجه هي وإعلامها عن استفزاز كيماوي تعده الفصائل في إدلب وبين وصول هذه القطع الأمريكية وأنها تتجهز للرد على النظام في حال حصل على اعتباره هو من سيتهم، في رواية متبعة من قبل روسيا في كل مرة ينوي فيها النظام استهداف منطقة بالأسلحة الكيماوية أو تهديدها.
ونفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم، الشائعات الروسية التي روجت لها خلال الأيام الماضية حول تعزيز بوارجها العسكرية وقواتها في البحر المتوسط، معتبرة أن تلك الادعاءات لا تتوافق مع الحقيقة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، إريك باهون، في تعليق حول الموضوع لوكالة "تاس" الروسية: "إن التقارير الروسية حول تعزيز القدرات العسكرية الأميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط ليست إلا دعاية وهي غير صحيحة".
وتدرك روسيا أن العملية العسكرية على إدلب لن تكون سهلة كباقي المعارك وفق محللين، فهنا فصائل ترفض أي تسوية أو تسليم وتقاتل عن عقدية قتالية بأنها مسألة وجود أو فناء وبالتالي ستواجه روسيا مقاومة شرسة وكبيرة وقد لاتمكنها من حسم المعركة مهما استخدمت سلاح الجو في دعم النظام، ولهذا تعمل على توظيف كامل ماكينتها الدعائية لزرع الوهن النفسي لدى المدنيين والفصائل.
قالت مصادر إعلام محلية في المنطقة الشرقية، إن لواء فاطميون الأفغاني برفقة عناصر نظام الأسد شنوا حملة مداهمات واعتقالات في مدينة البوكمال و قرية السويعية يوم أمس.
وذكرت شبكة "فرات بوست" أن غالبية المتواجدين حالياً في مناطق سيطرة قوات نظام الأسد بريف دير الزور الشرقي قدموا عن طريق "المصالحات"، إلا أن النظام أخل بالاتفاق معهم بعدم ملاحقتهم وبدأت بحملات اعتقال ضدهم.
يذكر أن هذه المرة الأولى التي تشنّ فيها ميليشيا الفاطميون حملة مداهمات في المنطقة بعد أن كان مقتصراً عمل اللواء على الجبهات، و يعود سبب تلك الحملة لعدم ثقته بقوات النظام و تخوفهم من خلايا نائمة تابعة لتنظيم الدولة .
اعتبر النقيب "ناجي مصطفى" المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، الادعاءات الروسية عن وجود مباحثات مع فصائل الشمال السوري "إدلب وريفها" للتوصل إلى تسوية أنه "كذب وتضليل"، نافياً وجود أي مباحثات مع الجانب الروسي بهذا الخصوص.
وأكد النقيب لشبكة "شام" أن التصريحات الروسية تأتي في سياق مسلسل الكذب والخداع من قبل روسيا المترافقة مع الحملة الإعلامية في سياق الحرب النفسية ضد الحاضنة الشعبية في المناطق المحررة.
وزعم وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أن موظفي مركز المصالحة الروسية في سوريا يجرون محادثات مع زعماء الفصائل والشيوخ في إدلب لتحقيق تسوية سلمية هناك حسب قوله.
من جهته، قال النقيب "مصطفى معراتي" الناطق باسم جيش العزة لشبكة "شام" إن روسيا " تحاول إحياء الميت من خلال إعادة الروح لنظام سقط منذ أول شعار نادى بإسقاط الطاغية" لافتاً إلى أنها تحاول بث اشاعات كاذبة ظناً منها أنها ستؤثر على الروح المعنوية للمقاتلين، لذلك تنشر أنها تارة اتفقت مع الفصائل وتارة أن الثوار يحضرون لضربة كيميائية".
وتدرك روسيا أن العملية العسكرية على إدلب لن تكون سهلة كباقي المعارك وفق محللين، فهنا فصائل ترفض أي تسوية أو تسليم وتقاتل عن عقدية قتالية بأنها مسألة وجود أو فناء وبالتالي ستواجه روسيا مقاومة شرسة وكبيرة وقد لاتمكنها من حسم المعركة مهما استخدمت سلاح الجو في دعم النظام، ولهذا تعمل على توظيف كامل ماكينتها الدعائية لزرع الوهن النفسي لدى المدنيين والفصائل.
كما أن عملية إدلب لها إضافة للأبعاد الداخلية أبعاد إقليمية كبيرة، ستنعكس أثارها سلباً على علاقة روسيا بالدول المعنية بالملف السوري، وسيكون إعطاء الأسد مزيداً من السيطرة على الأرض على حساب مصالح روسيا الإقليمية والدولية في مواجهة المعسكر الغربي، وبالتالي فإن المغامرة في هذه المعركة يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لها.
وفي سياق التصريحات الروسية المستمرة في تلفيق الأكاذيب، عززت فصائل الجيش السوري الحر ممثلة بالجبهة الوطنية للتحرير وجيش العزة وكذلك هيئة تحرير الشام وفصائل أخرى من قواتها على خطوط التماس في ريفي اللاذقية وحماة مع قوات النظام، حيث سيرت العديد من الأرتال العسكرية المدججة خلال الأيام الماضية وأبدت جاهزيتها للتصدي لأي هجوم.
قال المستشار الرئيسي لقوات التحالف الدولي لمحاربة تنظيم الدولة في سوريا ويليام روباك، أمس الاثنين، إن قوات التحالف الدولي باقية في سوريا حتى هزيمة التنظيم وإخراج إيران من سوريا بشكل كامل.
وقال روباك عقب لقائه مجلس دير الزور المدني في مؤتمر صحفي إن قوات التحالف الدولي باقية في مناطق شرقي الفرات حتى هزيمة داعش بشكل نهائي، لافتاً إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أكد أن عيون الولايات المتحدة الأمريكية على إخراج إيران من سوريا بشكل كامل.
ويأتي لقاء روباك مع الرئاسة المشتركة لمجلس دير الزور المدني الموالي لمجلس سوريا الديمقراطية ضمن جولة تفقدية للمناطق الواقعة تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف الدولي، حيث كان قد زار في وقت سابق مدن الرقة والطبقة وعين العرب والشدادي بهدف الاطلاع على أوضاع تلك المناطق، وفق "باسنبوز".
وتتزامن زيارة المستشار الرئيسي لقوات التحالف الدولي ويليام روباك إلى شمال شرقي سوريا مع البدء بنصب أجهزة رادار متطورة في المطار العسكري في جنوب عين العرب ورميلان في الحسكة، كجزء من خطة إقامة منطقة الحظر الجوي التي طرحت الولايات المتحدة تطبيقها على شمال وشرق سوريا قبل أيام.
أكد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا)، جان لارك، أنّ تركيا تعد النموذج الأمثل للدول، للاقتداء بها في استضافة اللاجئين من مناطق مختلفة من العالم.
وتوفر تركيا الحماية لأكثر من 4 ملايين لاجئ، بينهم أكثر من 3.5 ملايين سوري، وتدعم تقديم الخدمات لهم على نطاق واسع دون تمييز، بدءا من الصحة مرورا بالتعليم وصولا إلى المشاريع الاجتماعية وسوق العمل.
وقال لارك في حديث مع "الأناضول" إن :"الأمم المتحدة أقرت بمساعدة تركيا للاجئين بمستوى عالٍ جدا، وإيواء عشرات الآلاف من كافة أنحاء العالم، وفي المقدمة سوريا".
وتابع "ونحن نعرب عن امتنانا الكبير لتركيا، ونعتبرها مثالا يحتذى به في الكرم لبقية دول العالم، وبدورنا نشكر الشعب التركي وحكومته على الجهود التي بذلتها تجاه اللاجئين".
وانتقد المسؤول الأممي الدول الأوروبية بسبب سياساتها في استقبال اللاجئين، داعيا إياها للوقوف إلى جانب الدول التي تستقبل اللاجئين وعلى رأسها تركيا ودعم الجهود التي تبذلها.
وذكّر لارك بأن مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية يدير نشاطه في سوريا من مكتبه بولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا، متوجها بالشكر لكل من يشاركهم أهدافهم من السكان المحليين في المنطقة ولكل هيئات الإغاثة الإنسانية.
وأضاف: "نوجه رسالة للعالم بأسره أن المدنيين ليسوا هدفا في الحروب، بالعديد من المناطق التي تشهد اشتباكات حيث يُستهدف المدنيون على وجه الخصوص، ويجب على أطراف النزاع احترام القوانين الدولية وعدم المساس بالمدنيين، ونحن شهود على ما يحدث في سوريا واليمن".
ودعا المسؤول الأممي للعمل من أجل وقف الهجمات العسكرية لنظام الأسد على إدلب شمال غربي سوريا، محذرا من حدوث كارثة إنسانية فيها بسبب إيوائها لعدد كبير من المدنيين القادمين من مناطق كانت تسيطر عليها المعارضة".
وقال لارك:" إذا شن هجوم عسكري كبير على إدلب، فلا مفر من معاناة كبيرة ستلحق بالمدنيين".
وطالب الدول التي لها تأثير على نظام الأسد بمنع شنّ أي هجوم عسكري على إدلب، مؤكدا في الوقت نفسه أن الأمم المتحدة اتخذت كافة الاستعدادات تحسبا لوقع الهجوم عليها.
وفي ختام مقابلته وجه المسؤول الأمم رسالة لكافة الحكومات قائلاً :"اللاجئون والنازحون بشرٌ مثلنا، لا يمكن لومهم على الأوضاع التي هم فيها. فهم بحاجة لإنسانيتنا من أجل إخراجهم من الآلام التي يعيشونها".
كشف تقرير نشره معهد واشنطن الخاص بدراسات الشرق الأوسط، عن إحصاءات منقحة صادرة عن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، يفيد بأن تركيا تستضيف ما نسبته 63.4% من اللاجئين السوريين في العالم.
وبينت إحصاءات الأمم المتحدة أن 1.926.987 من اللاجئين السوريين في تركيا هم من الذكور، و1.627.085 من الإناث، ويوجد بينهم أكثر من مليون لاجئ دون سن العاشرة، فيما يتم إيواء 212.816 لاجئا في مخيمات.
ويعيش نحو 3.5 مليون لاجئ سوري في تركيا، يتجمع أغلبهم بولاية إسطنبول، وهؤلاء يمثلون 3.6% من إجمالي سكانها عام 2017، ويتجاوز عددهم نصف مليون لاجئ.
بالمقابل، يشكل اللاجئون السوريون “19.3% من سكان أورفا، و21.2% من سكان هاتاي، و16.1% في غازي عنتاب، و10.4% من مرسين، ونسبة هائلة تبلغ 49% من سكان محافظة كليس.
وبحسب التقرير، أسهم اللاجئون السوريون في زيادة عدد سكان تركيا عام 2017 بنسبة 4.2%، وأضحى يقترب من 82 مليون نسمة.
وبدأت حركة النزوح السوري إلى تركيا في نيسان عام 2011، كانت البداية بخروج جل المدنيين الذين يعدون بالألاف من مدينة جسر الشغور وريفها بعد تهديدات النظام باقتحام المدينة على خلفية الاشتباكات بين عناصر من الجيش الحر وفرع الأمن العسكري في المدينة.
قالت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" الروسية، إن واشنطن تقوم ببناء قاعدة عسكرية في شرق سوريا، ستكون أقوى وأكبر من قاعدة حميميم الروسية، وربما تكون أكبر قاعدة جوية في سوريا.
وبينت الصحيفة في سياق التركيز الروسي خلال الأيام الماضية على تهديدات أمريكية لشن ضربة عسكرية على نظام الأسد، أن المطار العسكري في مدينة الشدادي والذي يقوم المهندسون الأمريكيون بتطويره لاستقبال الطائرات الثقيلة قد يكون هو مبعث الضربات الصاروخية الأمريكية الممكنة.
وذكرت الصحيفة الروسية نقلا عن مصادر عسكرية دبلوماسية أن القاعدة العسكرية الأمريكية الجاري العمل على إنشائها في محافظة الحسكة ستكون أقوى من القاعدة العسكرية الروسية في حميميم وربما ستكون أكبر قاعدة جوية في سوريا.
وكانت أعلنت وزارة الدفاع الروسية، يوم الاثنين، أن الولايات المتحدة تواصل تعزيز وسائلها القادرة على إطلاق صواريخ مجنحة في منطقة الشرق الأوسط، مشيرة إلى أن هذه التعزيزات هدفها توجيه ضربة للنظام في سوريا.
وأوردت الوزارة أن مدمرة "روس" الأمريكية التي تحمل على متنها 28 صاروخا من طراز "توماهوك"، دخلت مياه البحر الأبيض المتوسط في 25 أغسطس، وأن مدى هذه الصواريخ يتيح للولايات المتحدة استهداف الأراضي السورية كافة.
وذكرت الوزارة أن مدمرة "ساليفانز" الأمريكية التي تحمل على متنها 56 صاروخا مجنحا دخلت مياه الخليج سابقا، بالإضافة إلى نقل قاذفة B-1B الاستراتيجية الأمريكية وهي تحمل 24 من صواريخ JASSM المجنحة من نوع "جو - سطح"، إلى قاعدة "العديد" الجوية في قطر.
من جهتها، نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) اليوم، الشائعات الروسية التي روجت لها خلال الأيام الماضية حول تعزيز بوارجها العسكرية وقواتها في البحر المتوسط، معتبرة أن تلك الادعاءات لا تتوافق مع الحقيقة.
وقال المتحدث باسم البنتاغون، إريك باهون، في تعليق حول الموضوع لوكالة "تاس" الروسية: "إن التقارير الروسية حول تعزيز القدرات العسكرية الأميركية في شرق البحر الأبيض المتوسط ليست إلا دعاية وهي غير صحيحة".
تعقد الدول الضامنة لمسار أستانة "تركيا وإيران وروسيا" قمتها الثلاثية المقبلة حول سورية في 7 أيلول (سبتمبر) في إيران، وفق ما أعلن التلفزيون الرسمي التركي «تي آر تي» اليوم الاثنين.
وأوضح التلفزيون أن «الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتوجه إلى ايران في 7 أيلول (سبتمبر) لإجراء محادثات حول سورية وسيحضر القمة مع روسيا وايران».
ويأتي ذلك فيما تتجه الأنظار حالياً الى إدلب الواقعة في شمال غرب سورية على الحدود مع تركيا، في ظل استمرار تهديدات قوات النظام وروسيا لشن هجوم عسكري ضد المنطقة التي تندرج ضمن مناطق خفض التصعيد.
وفي موسكو أعلن الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن «القمة الثلاثية قيد التحضير»، وذلك رداً على أسئلة الصحافيين الاثنين، مضيفاً: «يمكن أن تعقد في طهران».
وأعلن أردوغان في نهاية تموز (يوليو) أنه يرغب في أن ينظم قمة حول سورية في تركيا مع موسكو وباريس وبرلين في 7 أيلول (سبتمبر). لكن بحسب معلومات صحافية نشرت في الأسابيع الماضية، يبدو من غير المرجح أن تعقد مثل هذه القمة وستحل مكانها القمة الثلاثية في إيران.
أعلن وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن بلاده تشجع العودة الطوعية للاجئين السوريين وأن ذلك أمر حتمي، وذلك خلال لقاء مع المفوض السامي الأممي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في عمان
وقال الصفدي بحسب بيان صادر عن وزارة الخارجية، إن المملكة تشجع العودة الطوعية للاجئين السوريين إلى وطنهم وهو أمر حتمي، داعيا إلى تكاتف جهود جميع الأطراف لتحقيق ذلك.
وأكد على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسؤولياته إزاء اللاجئين من أجل ضمان استمرارية الخدمات الحيوية المقدمة لهم، مشيرا إلى أن المملكة تجاوزت طاقتها الاستيعابية.
من جهته، أشاد غراندي بالدور الكبير الذي يقوم به الأردن في تقديم الخدمات الإنسانية والإغاثية للاجئين، مؤكدا حرص المفوضية على مواصلة التنسيق والتعاون مع المملكة وبما يسهم في التخفيف من آثار أزمة اللجوء.
وكان دعا العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وفي مقدمتها الأردن، وذلك خلال استقباله المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي في عمان أيضاَ.
ويستضيف الأردن نحو 650 ألف لاجئ سوري مسجلين لدى الأمم المتحدة، فيما تقدر عمان عدد الذين لجأوا إلى البلاد بنحو 1.3 مليون شخص منذ اندلاع الأزمة في سوريا عام 2011، وتقول عمان إن كلفة استضافة هؤلاء تجاوزت عشرة مليارات دولار.
لطالما اتخذت روسيا وإيران من وجود من تسميها التنظيمات المتشددة بين فصائل المعارضة المناهضة للنظام في سوريا حجة لها لمواصلة تدخلها وقصفها المناطق المحررة باسم محاربة "الإرهاب"، ولازالت هذه الحجة مستمرة، في وقت تنكر تلك الجهات أنه في مقابل ذلك هناك ميليشيات موالية لها وجدت لدعم الأسد وهي مدانة بالإرهاب جراء ما مارسته من أعمال وتصرفات بحق الشعب السوري خلال فترة وجودها.
ومع اقتراب الدول المعنية بالشأن السوري من حلحلة الملفات العالقة في وجه التسوية النهائية في سوريا ووقف القتل والتوصل لحل سياسي لابد من تهيئة الأجواء للحل الذي بات يدار وفق تفاهمات دولية باتت هي اللاعب الأساسي في القضية السورية.
مؤخراً وفي سياق المباحثات الدولية، كان ملف حل الهيئة على أبرز أولويات روسيا وإيران، إلا أنها صدمت بأن مطلب حل الهيئة لابد أن يقابله حل للميليشيات التي باتت تتحكم في القرار وتمارس أعمالها بشكل غير منظم في مناطق سيطرة النظام، لتهيئة الأجواء للدفع باتجاه الحل السياسي وحلحلة الأمور بشكل حقيقي، وفق مصادر لشبكة "شام".
وأرجعت المصادر أن الدول المعنية بالشأن السوري باتت تستخدم كلاً على حدى أوراقها التي تملكها للضغط وفق مصالحها، وبالتالي حل الهيئة لن يكون مجانياً لروسيا، بل يستوجب بالمقابل حل الميليشيات الشيعية وإخراج باقي الميليشيات الأجنبية من سوريا، وإعادة تنظيم الجانب العسكري وحصر السلاح في جهات منظمة ومحددة سواء كان في المناطق المحررة التي تتجه جميع الفصائل للانصهار ضمن تشكيل "الجيش الوطني" بإشراف تركي، أو مناطق سيطرة النظام لتكون ضمن الجيش النظامي أو الفيلق الخامس التابع لروسيا.
وبينت المصادر لـ "شام" أن موضوع حل الهيئة بات في مراحله الأخيرة مع خروج الرافضين منها وانضمامهم لتنظيمات أخرى، وسلسلة خطوات تقوم قيادة الهيئة على تنفيذها تمهيداً للحل والانضواء في الجبهة الوطنية للتحرير أو تشكيل عسكري جامع آخر، إلا أن ذلك متوقف على اتخاذ روسيا وإيران خطوات مماثلة من جهتها لكبح جماح الميليشيات الإيرانية واللبنانية والميليشيات المحلية.
ولفت المصدر إلى التوجه الروسي لتقويض النفوذ الإيراني وتقويض نفوذ الميليشيات التابعة لإيران والتي باتت تعتبرها عبء على إعادة إنتاج النظام في سوريا، ورفض حزب الله المشاركة في معركة إدلب كباقي ميليشيات إيران جراء الحرب الباردة بين روسيا وإيران في الساحل وحماة.
وكانت أوضحت مصادر متطابقة أن توجه روسي جديد باتت تعمل عليه في تقويض سطوة هذه الميليشيات وقطع يدها وتفكيكها لاسيما الميليشيات الإيرانية المنتشرة في الساحل السوري وريف حماة، وأن ذلك بدا واضحاً من خلال تجريدها بداية من المعابر والحواجز التي كانت تسيطر عليها شمالي حماة باتجاه المناطق المحررة والتي كانت تدر لها ألاف الدولارات، وقامت بنشر شرطة روسية في المنطقة.
وتوقعت المصادر في حديث سابق لـ "شام" أن تشهد محافظة حماة والساحل السوري حملات أمنية كبيرة للشرطة الروسية والقوات المساندة لها لملاحقة رؤوس المافيات ومتزعمي الميليشيات المحلية والتابعة لإيران، وإلزام حاملي السلاح بالانضمام لقوى الجيش والفيلق الخامس أو سحب السلاح وتسريحهم.
واعتبرت المصادر أن حل هيئة تحرير الشام قادم لا محال، ولكنه بات مرهوناً بتنفيذ تفاهمات دولية من طرف حلفاء الأسد، كما أشار إلى أن حل الهيئة في هذا التوقيت الذي تواجه فيه إدلب تهديدات النظام وروسيا للهجوم غير وارد، إذ أنه سيساهم في خلخلة الوضع العسكري وإعطاء زخم كبير للنظام في المعركة في وقت تحضر فيه الهيئة وجميع الفصائل العاملة في الشمال للمواجهة وتحضر مفاجئات للنظام في حال فكر بأي هجوم.
وكان شدد عمر حديفة" الشرعي العام في الجبهة الوطنية للتحرير، على ضرورة العمل على أكثر من مسارٍ لسحب الذرائع في ظل التهديدات المتسارعة لإدلب، ورأى بأنه ينبغي على "هيئة تحرير الشام" وشعوراً منهم بالمسؤولية تجاه أهلهم واخوانهم أن يقوموا بخطةٍ داخليةٍ وبكل أمانةٍ وجديّةٍ تحفظ لهم وجودهم كأفرادٍ وعناصر فاعلين في صفوف الجبهة الوطنية للتحرير ليستكملوا مسيرة جهادهم في تحرير أرضهم وبلادهم.
وكان عاد ملف حل "هيئة تحرير الشام" على واجهة الأحداث مؤخراً مع تصريحات وزير الخارجية الروسية لافروف في أنقرة في لقائه الأخير، وإصرار الجانب الروسي على ما أسماه "القضاء على الإرهاب" في إدلب، في إشارة للهيئة وعدة تنظيمات أخرى تتبع للقاعدة، حيث تتخذ روسيا وجودها في إدلب حجة للتدخل وتدمير المنطقة باسم "محاربة الإرهاب" وهذا كان واضحاً إبان معارك حلب والغوطة ودرعا وحمص رغم أن وجود الهيئة كان ضئيلاً في تلك المناطق.
واتخذت هيئة تحرير الشام في سياق المساعي التركية لتطبيق اتفاق خفض التصعيد في إدلب، والتقارب مع تركيا خطوات عملية عديدة مؤخراً تمهيداً للحل وفق اتفاق ما حصل مع الجانب التركي، تضمن إدخال النقاط التركية والبدء بتنفيذ جملة من مقررات أستانة التي اتفقت عليها الدول الضامنة، إلا أن الصراع الحاصل ضمن دوائر القرار في الهيئة أخر حلها في وقت بدأت تركيا تدفع فصائل الجيش الحر والمكونات الأخرى للتكتل في فصيل واحد تمهيداً لتكون نواة..
طالبت الفصائل الفلسطينية بالمساعدة على إزالة الإنقاض وإعادة إعمار مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في سورية كمقدمة من أجل عودة النازحين إليها.
واعتبرت الفصائل الفلسطينية في بيان أمس الإثنين، أن استمرار تشرد النازحين الفلسطينيين من مخيم اليرموك جنوب دمشق والمخيمات الأخرى في سورية يضاعف من معاناتهم ومأساتهم الإنسانية.
يشار إلى أن آلاف اللاجئين الفلسطينيين قضوا على يد عناصر قوات النظام السوري وأجهزته الأمنية خلال السنوات الماضية، إضافة إلى تدمير عدد من المخيمات الفلسطينية وتشريد أهلها.
وفي تموز الماضي، توجّه وفد من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، إلى سوريا لبحث أوضاع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، وذلك في زيارة نادرة من نوعها، يترأس الوفد عضو اللجنة التنفيذية، عزام الأحمد، ويضمّ كلاً من واصل أبو يوسف، وأحمد أبو هولي.
اعتبر الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، أن "عودة الوضع إلى طبيعته" في سوريا مع بقاء بشار الأسد في السلطة، سيكون "خطًأ فادحًا".
وقال في خطابه السنوي أمام مؤتمر سفراء فرنسا: "إن كنت أعتبر منذ اليوم الأول، أن عدونا الأول هو داعش، ولم أجعل يومًا من عزل بشار الأسد شرطًا مسبقًا لعملنا الدبلوماسي أو الإنساني في سوريا، فإنني في المقابل أعتقد أن مثل هذا السيناريو (بقاء الأسد) سيكون خطًأ فادحًا".
وتابع "من الذي تسبب في تدفق هؤلاء الملايين من اللاجئين؟ من الذي قتل شعبه؟ ليس من حق فرنسا أن تحدد زعيم سوريا في المستقبل. لكنه من واجبنا ومصلحتنا أن نتأكد أن الشعب السوري في وضع يمكنه من فعل ذلك".