قال وزير خارجية النظام "وليد المعلم"، إن نظام الأسد لا يتطلع لمواجهة مع تركيا لكن على الأخيرة أن تفهم أن إدلب مدينة سورية، في تراجع واضح عما توعد به المعلم في مقطع فيديو مصور أشار فيه للواء اسكندرون وقال "سنستعيد هذه المنطقة"، ما يعني حينها المواجهة مع تركيا.
وأضاف المعلم في لقاء خاص مع قناة "RT" الروسية أن دمشق لمست تغييرا في الموقف السعودي ظهر في اللقاء بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره عادل الجبير معتبراً "هذا أمر مرحب به".
تصريحات المعلم في أن نظام الأسد لا يتطلع لمواجهة مع تركيا تشير للدور التركي الهام في وجودها في محافظة إدلب تطبيقاً لاتفاق أستانة، والتي تعد أبرز العقبات أمام النظام وحلفائه في التقدم في إدلب، كون أي عملية عسكرية في المنطقة تعني الصدام مع تركيا.
وتواجه محافظة إدلب التي تأوي ملايين المدنيين منذ أسابيع عدة حملات تجييش وتحشيد من طرف النظام وتهديدات روسيا بشن عملية عسكرية باسم محاربة "الإرهاب" في الوقت الذي بات فيه ملف إدلب موضع سجال كبير بين الدول المعنية بالشأن السوري لاسيما ضامني أستانة.
أكدت مصادر إعلام محلية في دير الزور، أن اجتماعاً لأعضاء لجنة المصالحة عقد في مدينة البوكمال لحل الخلاف الحاصل بين ميليشيا الحشد الشعبي العراقي من جهة و ميليشيا الدفاع الوطني و الفرقة الرابعة من جهة أخرى، وفق "فرات بوست".
واندلعت اشتباكات قبل أيام بين عناصر من ميليشيات "حزب الله" ولواء فاطميون الأفغاني و الحشد الشعبي العراقي من جهة و الدفاع الوطني و درع الامن العسكري من جهة أخرى، في مدينة البوكمال شرقي المحافظة.
وبينت شبكة "فرات بوست" أن توتراً أمنياً يسود ريف دير الزور الشرقي و مدينة العشارة خصوصاً خلال الأيام الماضية على خلفية الاشتباكات دفع المدنيين للالتزام بمنازلهم على خلفية الاشتباكات.
وبينت أن عناصر تابعين لحزب الله اللبناني يستقلون سيارة قاموا بقتل عمر فؤاد العواد أحد عناصر الدفاع الوطني مساء يوم الخميس الماضي قرب مسجد جبر وسط مدينة العشارة و تم تشييعه يوم أمس، سبق ذلك قيام حاجز حزب الله اللبناني بالاعتداء على خضر الكوان أحد عناصر الدفاع الوطني و مصادرة سلاحه ليقوم عناصر الدفاع الوطني بالاعتداء على عنصرين من الحزب و إطلاق النار على أحدهم بقدمه، ليرد عناصر حزب الله و يقتلون عمر فؤاد بطلقتين بالرأس.
ويتمركز عناصر حزب الله اللبناني في حي العلوة "الجرف" في مدينة العشارة، في وقت تسعى إيران الداعم الأبرز لتلك الميليشيات لتميكن قوتها في المنطقة، تسبب تلك بوجود منافسة كبيرة مع الميليشيات المحلية التي وصلت لمرحلة الصدام.
قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان اليوم، إنَّ ما لا يقل عن 391 مدنياً قتل في آب على يد جميع الأطراف في سوريا، بينهم 275 على يد قوات الحلف السوري الروسي، لافتة إلى أن شهر آب شهد انخفاضاً ملحوظاً في حصيلة الضحايا المدنيين.
سجّل التقرير مقتل 6036 مدنياً منذ مطلع عام 2018 على يد الأطراف الرئيسة الفاعلة في سوريا، كانت قوات الحلف السوري الروسي مسؤولة عن قتل 4419 منهم، في حين رصد مقتل 391 في آب يتوزعون إلى 239 مدنياً، على يد قوات النظام، بينهم 13 طفلاً، و8 سيدة (أنثى بالغة)، و194 بسبب التعذيب. فيما قتلت قوات يُعتقد أنها روسية 36 مدنياً، بينهم 20 طفلاً، و7 سيدة.
من جهة أخرى أشار التَّقرير إلى مقتل 12 مدنياً، بينهم 5 طفلاً و1 سيدة بسبب التعذيب على يد تنظيم الدولة. فيما سجَّل مقتل سيدة واحدة على يد فصائل في المعارضة المسلحة. وأحصى التقرير مقتل 15 مدنياً، بينهم 3 طفلاً، و3 سيدة، و1 بسبب التعذيب على يد قوات الإدارة الذاتية الكردية. و88 مدنياً، بينهم 25 طفلاً، و17 سيدة، و2 بسبب التعذيب قتلوا على يد جهات أخرى.
أكَّد التَّقرير أنَّ قوات الحلف السوري الروسي انتهكت أحكام القانون الدولي لحقوق الإنسان الذي يحمي الحقَّ في الحياة، وأنَّ ما لا يقل عن 90 % من الهجمات الواسعة والفردية وُجّهت ضدَّ المدنيين وضدَّ الأعيان المدنيَّة وهذا يُخالِفُ ادعاءات الحكومة السورية والنِّظام الروسي بأنها تُقاتل "القاعدة والإرهابيين".
وطالب التَّقرير مجلس الأمن باتخاذ إجراءات إضافية بعد صدور القرار رقم 2139، وشدَّد على ضرورة إحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية ومحاسبة جميع المتورطين، بمن فيهم النظام الروسي بعد أن ثبت تورطه في ارتكاب جرائم حرب.
يعتزم ممثل الولايات المتحدة الخاص لشؤون سوريا جيم جيفري، إجراء جولة شرق أوسطية تشمل "إسرائيل والأردن وتركيا"، تبدأ يوم السبت وتستمر حتى الثلاثاء، وفق بيان صادر عن الخارجية الأمريكية.
وذكر البيان أن المبعوث الخاص إلى سوريا جويل رايبورن سيرافق جيفري في الجولة التي تبدأ اليوم السبت، مشيراً إلى أن جيفري سيتناول مع المسؤولين الإسرائيليين "آخر التطورات في سوريا" و"أمن إسرائيل" و"أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار".
وأضاف البيان أن "الولايات المتحدة سوف ترد على أي هجوم بالسلاح الكيميائي ينفذه النظام السوري"، بحسب المسؤولين الأمريكيين.
وأوضح البيان أن جيفري ورايبورن سيؤكدان خلال زيارتهما الأردن وتركيا أن "الهجوم العسكري في إدلب سيزيد التوتر في سوريا والمنطقة، ويعرض حياة المدنيين للخطر".
ولفت أن المسؤولين سيعربان عن تقدير بلادهما للقيادتين التركية والأردنية نظير تعاطفهما مع المتضررين من الأزمة السورية.
وفي 17 أغسطس/ آب الماضي، عينت الإدارة الأمريكية سفيرها السابق في أنقرة، جيم جيفري ممثلًا خاصًّا للولايات المتحدة لشؤون سوريا
تشتكي العائلات الفلسطينية في الشمال السوري من حرمان أطفالها من التعليم، نتيجة تهجيرهم القسري وعدم توفر أدنى مقومات الحياة في مراكز اللجوء الجديدة التي أجبروا للنزوح إليها.
وبالرغم من إنشاء مدرسة خاصة في بعض المخيمات بهدف تعليم الأطفال ومحو أميتهم على الأقل، إلا أن تلك المدارس التي أقيمت في خيم لا تقيهم برد الشتاء ولا حر الصيف واجهت العديد من العقبات ولمشاكل، بسبب انعدام مقومات التعليم من نقص في التجهيزات الدراسية واللوازم المدرسية من قرطاسية ومقاعد ووسائل التعليم الحديثة، وعدم وجود كادر تعليمي مدرب، حيث تعتمد تلك المدارس على خريجي الجامعات أو طلاب جامعات.
من جانبهم طالبت العائلات الفلسطينية المهجرة من مخيمي خان الشيح واليرموك الأونروا بتحمل مسؤولياتها اتجاه أبنائهم والعمل على تبني العملية التعليمية في شمال سورية وارسال المستلزمات التعليمية لأطفالهم، كونهم ينطون تحت مسؤولياتها، وفق مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا.
يذكر أن العشرات من العائلات المهجرة قسراً من جنوب دمشق ومخيم اليرموك إلى الشمال السوري نظمت اعتصامات عديدة احتجاجاً على سوء أوضاعهم المعيشية والصحة والتعليمة، مطالبين الجهات المعنية ومنظمات حقوق الإنسان والجمعيات الإغاثية ووكالة الأونروا ومنظمة التحرير الفلسطينية العمل على انتشالهم من مأساتهم وتأمين سبل العيش الكريم لهم.
نفى الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية (الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية) رياض درار، يوم الجمعة، وجود أي نية لقوات "قسد" المشاركة في أي عملية عسكرية على إدلب تقودها روسيا والنظام، لافتاً إلى أن اهتمامهم ينصب في عفرين.
وقال درار في تصريح لموقع (باسنيوز) : « لا علاقة لنا بما يجري في إدلب بين قوات النظام والفصائل المسلحة .. هناك من يتبنى حل هذه المشكلة ونحن معنيون بعفرين فقط ».
ونفى درار مشاركة قوات سوريا الديمقراطية في أي معركة قد تشنها روسيا والنظام على إدلب، وقال:« لدينا خطة في عفرين وقواتنا تعمل بدون مشاركة مع أحد ولا ضامن من أي طرف دولي».
وأكد درار قيام قوات التحالف الدولي بتزويد قوات سوريا الديمقراطية الجناح العسكري لمجلس سوريا الديمقراطية بالأسلحة والمعدات العسكرية فضلا عن قيام تلك القوات بتدريب قواتهم في شمالي شرقي سوريا.
وكان الناطق الرسمي باسم قوات سوريا الديمقراطية قال الاثنين الماضي، إن "قسد" على استعداد لمحاربة «الإرهاب» في إدلب إذا وجه النظام لهم دعوة، نافياً التوصل إلى أي اتفاق بصدد معركة إدلب حتى اللحظة.
كشفت صور التقطتها أقمار صناعية حديثة، تطوير إيران لمنشأة تصنيع صواريخ قرب محافظة طرطوس، في أحدث إشارة بشأن الوجود المتنامي لطهران في سوريا.
وذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية، يوم الجمعة، أن الصور تظهر أعمال البناء على قدم وساق في منشأة تقع في وادي جهنم القريب من مدينة بانياس غربي سوريا.
ونشرت الصور، شركة "ImageSat International"، المتخصصة في التقاط الصور الفضائية وتحليلها، متوقعة أن تكمل إيران تشييد المنشأة في أوائل 2019.
وقالت إن بعض الهياكل الموجودة في المنشآة ترتبط بتصنيع وتجميع أنواع مختلفة من صواريخ أرض-أرض، مشيرة إلى أنها، أي الهياكل، مشابهة لمنشآت تصنيع الصواريخ في "بارشين" و"خوجير" داخل إيران.
وتقع المنشأة الجديدة في نطاق حماية صواريخ "إس 400" المضادة التابعة للقوات الروسية بسوريا، الأمر الذي يظهر أن الإيرانيين يستغلون القدرات الدفاعية للروس، لتفادي ضربات إسرائيلية وغربية، وفق تحليل الشركة.
وكانت صور مشابهة نشرت في مارس الماضي، كشفت بناء طهران لقاعدة عسكرية قرب دمشق، وذكرت تقارير حينها أن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني يقوم بتشغيلها.
ويحتل الوجود الإيراني في سوريا أولوية إسرائيل والولايات المتحدة، وتعملان على الصعيد الدبلوماسي والعسكري لإنهائه، وشنت تل أبيب عشرات الغارات مستهدفة المواقع الإيرانية بسوريا، كان أعنفها في أيار / مايو الماضي، ردا على هجوم استهدف قواتها في الجولان.
أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، عن عودة 360 لاجئا عراقيا من مخيم الهول في محافظة الحسكة السورية إلى العراق.
وقال معاون مدير عام دائرة شؤون الفروع في الوزارة علي عباس في بيان إن الوزارة بالتعاون مع وزارة النقل والقطعات العسكرية والفريق المشترك تمكنت من إعادة 360 مواطنا كانوا قد نزحوا إلى سوريا خلال دخول تنظيم الدولة وسيطرته على محافظة نينوى عام 2014.
وأضاف البيان أنه تم إيواء العائدين في مخيمات الجدعة جنوب نينوى، وهم (يشكلون) ثالث دفعة خلال الشهر الجاري من اللاجئين العراقيين المتواجدين في مخيم الهول.
وأشار الى أن "رحلة العودة استغرقت عشرين ساعة من الحدود السورية إلى مخيمات الجدعة في نينوى".
وبدأت وزارة الهجرة والمهجرين العام الماضي خطة تهدف إلى إعادة جميع رعاياه اللاجئين إلى البلاد من مخيم الهول الذي تشير التقديرات إلى أنه يأوي نحو 6000 لاجئ عراقي معظمهم نزحوا من محافظة نينوى إبان الحملة العسكرية التي انطلقت للسيطرة المحافظة والتي استمرت قرابة عشرة أشهر بين تشرين الأول/ أكتوبر 2016 وآب/ أغسطس 2017.
وفر آلاف العراقيين إلى خارج بلادهم عندما اجتاح تنظيم الدولة ثلث مساحة العراق صيف 2014، وتحول مناطقهم إلى ساحة حرب طاحنة على مدى ثلاث سنوات بين مسلحي التنظيم والقوات العراقية، كما نزح ما يصل إلى 5.8 مليون شخص داخل البلاد، تقول منظمة الهجرة الدولية إن 3 ملايين منهم عادة إلى منازلهم فيما يقطن البقية مخيمات منتشرة في البلاد.
يبدو أن ملف إدلب لايزال موضع تفاوض ومباحثات بين اللاعبين الأبرز في قضية الشمال السوري "تركيا وروسيا" قطبي أستانة، ففي الوقت الذي تواصل روسيا التجييش والتهديد بشن عملية عسكرية على محافظة إدلب، تتواصل المساعي التركية التي تثبت نقاطها في المحافظة ضمن اتفاق أستانة للتوصل لحل سلمي يجنب المنطقة أي مواجهة أو حرب ستكون عواقبها كبيرة.
وبالأمس فاجأت أنقرة المعنيين بالشأن السوري بقرار تصنيف "هيئة تحرير الشام" على قوائم الإرهاب، لتغدو الهيئة منظمة إرهابية بنظر تركيا، في الوقت الذي يتعهم البعض أنقرة بالتهاون مع ملف حل الهيئة والتنسيق معها لاسيما إبان دخول نقاط المراقبة التي تمت بتنسيق غير مباشر مع قيادة الهيئة، وسط مساعي حثيثة لحل الهيئة سلمياً ودمج عناصرها ضمن الجبهة الوطنية للتحرير التي تدعمها أنقرة.
التصنيف برأي محللين هو رسالة واضحة لأنقرة لشركائها في الحل "روسيا وإيران" في انها جادة في التعاطي مع ملف الهيئة وتطبيق ما اتفق عليها لحلها بشكل كامل وإنهاء ماتشكله من مخاطر، كما أنها تحمل في طياتها رسالة داخلية لقيادات الهيئة الرافضين للحل والمتوعدين بالمواجهة، بأن تركيا قد تتخلى في أي وقت وقد تقوم هي في شن عملية عسكرية في إدلب لإنهائها وبالتالي عدم السماح بدخول النظام وروسيا وقطع ذرائعهم في ذلك.
وكان عاد ملف حل "هيئة تحرير الشام" على واجهة الأحداث مؤخراً مع تصريحات وزير الخارجية الروسية لافروف في أنقرة في لقائه الأخير، وإصرار الجانب الروسي على ما أسماه "القضاء على الإرهاب" في إدلب، في إشارة للهيئة وعدة تنظيمات أخرى تتبع للقاعدة، حيث تتخذ روسيا وجودها في إدلب حجة للتدخل وتدمير المنطقة باسم "محاربة الإرهاب" وهذا كان واضحاً إبان معارك حلب والغوطة ودرعا وحمص رغم أن وجود الهيئة كان ضئيلاً في تلك المناطق.
واتخذت هيئة تحرير الشام في سياق المساعي التركية لتطبيق اتفاق خفض التصعيد في إدلب، والتقارب مع تركيا خطوات عملية عديدة مؤخراً تمهيداً للحل وفق اتفاق ما حصل مع الجانب التركي، تضمن إدخال النقاط التركية والبدء بتنفيذ جملة من مقررات أستانة التي اتفقت عليها الدول الضامنة، إلا أن الصراع الحاصل ضمن دوائر القرار في الهيئة أخر حلها في وقت بدأت تركيا تدفع فصائل الجيش الحر والمكونات الأخرى للتكتل في فصيل واحد تمهيداً لتكون نواة للجيش الوطني.
مصادر مطلعة أكدت لشبكة "شام" في وقت سابق، أن هناك صراعاً كبيراً داخل هيئة تحرير الشام بين القبول بالحل والدخول في مكونات الفصائل الأخرى لتجنيب إدلب أي مواجهة، وبين الرفض والقتال والدخول في مرحلة صراع كبيرة غير محسوبة النتائج، طفى هذا الصراع على السطح مؤخراً مع تزايد الضغوطات لإنهاء هذه الملف.
ولفتت المصادر إلى أن خيارات تركيا باتت إحدى أمرين أولهما الدخول بمشاركة فصائل الجيش السوري الحر في مواجهة عسكرية في إدلب وإنهاء الهيئة عسكرياً، وثانيها قبول الطرح الروسي المتمثل بالدخول للمنطقة على غرار سيناريو الجنوب السوري تحت الضغط وهذا ماتحاول تركيا تجنبه وفق المصدر.
وكانت أكدت مصادر عسكرية مطلعة لشبكة "شام" في وقت سابق، أن الخيارات أمام هيئة تحرير الشام الفصيل الأكبر في الشمال السوري "إدلب" باتت محدودة، مع زيادة الضغوطات الإقليمية والداخلية لحل نفسها وإنقاذ ماتبقى من مناطق خاضعة لسيطرة المعارضة، وتجنيب إدلب خيار المواجهة مع النظام وروسيا.
وكشفت المصادر و"التي رفضت ذكر اسمها" أن مصير إدلب اليوم بات في ملعب قيادة هيئة تحرير الشام، لحل نفسها ضمن الفصائل الأخرى، وإنهاء ذريعة روسيا والنظام للتدخل في إدلب، والمبادرة لدعم موقف الحكومة التركية الساعية لتجنيب المحافظة وثلاثة ملايين إنسان مصير الغوطة الشرقية ودرعا.
ونوه المصدر إلى الموقف التركي الداعم للاستقرار في إدلب، وأن ضغوطات روسية كبيرة تحاول تركيا مواجهتها والدفع باتجاه تحقيق الهدوء والأمان في المنطقة لملايين المدنيين، إضافة للمساهمة بشكل فاعل في إعادة الحياة للمنطقة، وأن هذا يتطلب تعزيز هذا الموقف ودعمه من جميع الفصائل بما فيها هيئة تحرير الشام.
يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في قمة ثلاثية مع نظيريه التركي والإيراني في طهران يوم السابع من أيلول المقبل، حسبما أعلن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين.
واجتمع الرؤساء الثلاثة في أنقرة في نيسان حيث بحثوا التطورات في سوريا، وقبل ذلك في سوتشي في روسيا في تشرين الثاني الماضي.
وأضاف بيسكوف أن بوتين سيلتقي نظيره التركي رجب طيب إردوغان على هامش القمة الثلاثية حول سوريا. وقال: «أبلغنا من الطرف الإيراني بأنهم عادوا إلى خيار طهران. لذلك يتم تحضير القمة الثلاثية في طهران». وكانت قناة «إن تي في» التركية الخاصة أعلنت الاثنين أن القمة ستُعقد في تبريز (شمال).
وأضاف المتحدث: «بالتالي، من الطبيعي توقع أن يغتنم بوتين وإردوغان هذا اللقاء الثلاثي لمتابعة محادثاتهما الثنائية».
وتأتي التحضيرات للقمة الجديدة في وقت تصعد روسيا من تجييشها لشن عملية عسكرية على إدلب في شمال غربي سوريا، آخر أبرز معاقل الفصائل المعارضة والتي تندرج ضمن اتفاق الدول الضامنة منطقة خفض للتصعيد.
أب لا يملك حيلةً في ظل فقر شديد, وزوجة أبٍ تحاول اساكتها تارة وتبكي معها تارة أخرى, بكاء يملئ خيمة النزوح ويتجاوز قماشها المهترئ ليملأ صداه المخيم الصغير, لكنه يبق حبيس ذلك المخيم فلا عمر يسمع صراخها ولا منظمة تحاول سد رمقها.
هو مشهد بسيط يعرض جزءا من حال الطفلة تسنيم من قرية عطشان في ريف حماة الشمالي الشرقي والتي تجاوزت العام بأربعة أشهر والمصابة بمرض سوء التغذية الذي بدأ يظهر في عدد من مخيمات النزوح في الشمال السوري وخاصة مخيمات النازحين من ريف حماة الشرقي..
أصيبت الطفلة تسنيم بمرض سوء التغذية بسبب فطامها المبكر (جف حليب والدتها) واطعامها من أكل المنزل الذي أدى لإصابتها بالتهاب الأمعاء ومن ثم سوء التغذية الذي التهم جسدها وحوله لجسد نحيل دون أن يستطع أهلها تأمين علاجها الذي يعتبر مكلفاً بالنسبة لهم في ظل الفقر الذي يعيشونه.
يسكن أهل الطفلة تسنيم في مخيم صغير يدعى "أهل الوفاء" ضمن مخيمات أطمة بالقرب من الحدود السورية التركية والتي تعتبر أكبر تجمعات النازحين من مختلف المحافظات السورية.
سبعة أعوام من النزوح المستمر من قريتهم عطشان لينتهي بهم المطاف مؤخراً في مخيمات أطمة وفي خيمة صغيرة تسكن زوجتي أبو رضوان والذي رزقه الله من الأولى 3 أطفال كان أحدهم طفل مصاب بسوء التغذية وتم علاجه أما من الثانية فلديه منها تسنيم وطفلة أخرى.
قامت أم رضوان بفطام طفلها رضوان مبكراً بسبب جفاف الحليب في صدرها وبسبب الفقر لم تتمكن من شراء الحليب مما جعلها تطعمه من أكل المنزل الذي أدى لإصابته بالتهاب الأمعاء ومن ثم سوء التغذية حيث تم علاجه من خلال العسل وعشبة زهرة الألماس.
تسنيم اليوم لم تعد تقوى على مقاومة المرض بجسدها الهزيل الذي يزداد نحالة في ظل عجز أهلها عن تأمين العلاج الذي يعتبر ثمنه بالنسبة للكثيرين مبلغاً بسيطاً فهل تجد من يساعد أهلها في تأمينه؟ وهل تدرك المنظمات أهمية تأمين حليب الأطفال للنازحين أم أنه لم يعد في قائمة أولوياتهم؟؟؟
يذكر أن حليب الأطفال لم يعد يوزع من قبل المنظمات إلا نادراً في مخيمات الشمال مما أدى بسبب فقر قاطني المخيمات وغلاء حليب الأطفال لإطعام أطفالهم من طعام المنزل في سن مبكرة جداً والذي بدوره أدى إلى اصابتهم بعدة أمراض.
تقرير: مهند محمد
قال الكولونيل المتقاعد، ريك فرانكونا، محلل الشؤون العسكرية بشبكة CNN، إن معركة إدلب في حال حصلت ستكون حاسمة وستستمر حتى النهاية، فلن يستسلم "الثوار" باعتبار أنه لم يتبقى مكان آخر في سوريا يمكنهم الانتقال إليه كما كان الحال في العمليات التي شهدتها مناطق أخرى في البلاد.
وأوضح فرانكونا قائلا: "ما يقوم به الجيش السوري في عملياته هو فرض حصار على المناطق التي تأوي الثوار قبل أن يعطوهم فرصة للانتقال إلى مناطق أخرى، وكانت إدلب هي المنطقة بالغالب، الآن العملية في إدلب فليس هناك مكان آخر ينتقلون إليه".
وتابع قائلا: "هذه (معركة إدلب) ستكون المعركة النهائية فلن يكون هناك عمليات انتقال وأمام المقاتلين خيار الاستسلام أو القتال حتى الموت".
وأضاف: "نعلم بالضبط كيف ستنتهي الأمور ولكننا لا نعلم متى ستكون هذه النهاية، بالطبع نتوقع أن الثوار سيقاتلون حتى الموت، فالموت بالنسبة لهم مرحب به إلا أنه ليس كذلك بالنسبة للسكان في تلك المناطق التي يسيطرون عليها".
وتواجه محافظة إدلب التي تأوي ملايين المدنيين منذ أسابيع عدة حملات تجييش وتحشيد من طرف النظام وتهديدات روسيا بشن عملية عسكرية باسم محاربة "الإرهاب" في الوقت الذي بات فيه ملف إدلب موضع سجال كبير بين الدول المعنية بالشأن السوري لاسيما ضامني أستانة، وأبدت دميع الفصائل العسكرية في الشمال السوري جاهزيتها لمواجهة أي محاولة للنظام وحلفائه للتقدم، متوعدين بمفاجئات كبيرة.