قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن التصريحات بشأن هجوم قوات الأسد وروسيا على إدلب عار عن الصحة، في تراجع كبير للموقف الروسي المهدد ملايين المدنيين في آخر منطقة لخفض التصعيد في الشمال السوري.
وقال لافروف في كلمة أمام الجلسة الدورية للمنتدى الروسي — الألماني: "ما يقال حاليا عن بدء هجوم القوات السورية بدعم روسي هو حديث غير نزيه وتشويه للحقائق. القوات السورية ونحن، نرد فقط على الهجمات من منطقة إدلب".
وأضاف: "أؤكد لكم أننا سنتعامل مع هذه القضايا بعناية فائقة. سنقوم بإنشاء ممرات إنسانية، وسيتم التشجيع على التهدئة المحلية بكل الطرق الممكنة. سنفعل كل شيء حتى لا يتضرر السكان المدنيون.
وكانت تراجعت حدة التجييش الإعلامي والتهديد العسكري من طرف النظام وميليشياته بشأن معركة شاملة ضد محافظة إدلب، في وقت بات واضحاً - وفق محللين- أن نظام الأسد عاجز عن بدء هذه المعركة وأن مخاوفه باتت تتصاعد من مغبة رد المعارضة بدعم دولي بهجوم معاكس يستهدف مدينتي حماة وحلب.
ووفق مصادر عسكرية مطلعة، فإن نظام الأسد ومع رفض إيران وميليشياتها المشاركة في معركة إدلب، دفعه لمحاولة زح "قوات سوريا الديمقراطية" في المعركة إلا أنه فشل في ذلك أيضاَ مع الرفض الأمريكي، في وقت لايمكن أن يغامر ببدء المعركة اعتماداً على الميليشيات المحلية و"شباب المصالحات" لعدم ثقتهم بهم وإدراكه عجزهم عن مواجهة فصائل إدلب ولو بتغطية روسيا جوية كبيرة.
وأوضحت المصادر لشبكة "شام" الإخبارية أن الإمكانيات البشرية للنظام لاتستطيع بدء أي عملية عسكرية في إدلب، كما أن خشية روسيا حليفه الأبرز من مغبة الدخول في معركة طويلة وصدام دولي لاسيما مع تركيا في المنطقة دفعها للتراجع عن التصعيد، في وقت تحاول الضغط عبر القصف والحرب النفسية لتحقيق بعض المكاسب لا أكثر.
ولعل اللهجة التركية الشديدة تجاه أي عملية عسكرية على إدلب، وماسرب من معلومات عن تجهيزات عسكرية كبيرة في إدلب وشمال حلب وعفرين لشن عمليات عسكرية متزامنة على مناطق استراتيجية للنظام في "حلب وحماة واللاذقية"، عززت مخاوف النظام من خسارة تلك المناطق، ما دفعه لتعزيز قواته شمال حلب مؤخراً.
ولم يستبعد قيادي عسكري في الجيش السوري الحر شمال حلب في حديث سابق لشبكة "شام" أن يقوم الجيش الحر بعملية عسكرية على مناطق سيطرة النظام بمدينة حلب، لافتاً إلى أن أي عملية عسكرية على إدلب لن تتوقف عند هذا الحد وسيعمل النظام على مواصلة التوسع في حال أحرز تقدماً وبالتالي فإنهم لن يقفوا مكتوفي الأيدي وينتظرون النظام للوصول إليهم حسب وصفه.
وحصلت "شام" على معلومات عسكرية تؤكد أن فصائل الشمال السوري بكل مكوناتها اتفقت على أربع خطط هجومية في حماة وحلب في حال قرر النظام خوض غمار المعركة في إدلب، وأكدت المصادر لـ "شام" أن التجهيزات العسكرية باتت في آخر مراحلها لتنفيذ هذه الخطط والتي ستغير معالم الخارطة العسكرية في الشمال السوري وفق قوله.
ومع تراجع فرص النظام في بدء معركة إدلب، والصوت الإيراني الخافت، والإعلان الروسي قبل أيام عن إمكانية تأجيل المعركة، ثم موجة الاعتراض الشديدة دولياً لشن أي عملية عسكرية في إدلب، بات موقف الأسد صعباً - وفق متابعين- وبات عليه التخلص من المعركة والخروج بطريقة سلسلة.
هذا الأمر دفع الإعلام الروسي للترويج بأن تركيا هي من طلبت من الأسد تأجيل المعركة، خلافاً للمعطيات على الأرض التي تظهر تسارع وتيرة الحشود العسكرة التركية على الحدود ودخول دبابات وعربات ثقيلة لأول مرة لنقاطها في ريفي إدلب وحماة، وتأكيد المسؤولين الأتراك جاهزيتهم لمواجهة أي عملية عسكرية بقوة، إضافة لمعلومات عن وصول شحنات كبيرة من الأسلحة لفصائل المعارضة الجاهزة لأي عملية.
خرجت مظاهرات عارمة بألاف المدنيين في معظم مناطق الشمالي المحرر اليوم الجمعة، تشمل مناطق إدلب وحلب واللاذقية وحماة، تأكيداً على مطالب الحراك الشعبي السلمي في الحرية وإسقاط النظام.
وامتلأت الساحات العامة في جميع مدن وبلدات الشمال المحرر بالمتظاهرين من كل الفئات والأعمار شيوخاً وشباباً وأطفالاً، مزدانه بأعلام الثورة السورية ولافتات الأحرار التي تعبر مع مطالب الشعب السوري الحقة في وجه العدوان ورفض الاحتلال.
هذه الجمعة كسابقتها خرج الشعب في الساحات ليقول كلمته في وجه الاحتلال الروسي والشائعات التي تروج لها روسيا عن نيتها شن عملية عسكرية على إدلب لتخليص المدنيين من "الإرهاب" حسب مزاعمها.
الثوار والأحرار من جميع المحافظات خرجوا للساحات اليوم في إدلب، رافعين رايات الثورة ولافتات التنديد والشجب والرفض لأكاذيب العدوان الروسي وتصريحات المبعوث الأممي "ستيفان دي مستورا"، ليقول الشعب كلمته ويؤكد صموده وثباته في وجه كل مايدبر له من مكائد.
من قلعة المضيق جنوباً حتى أطمة شمالاً والأتارب والباب وإعزاز وكفرتخاريم وإدلب وجبل الزاوية ومعرة النعمان وأريحا وجسر الشغور وكلي وسراقب وبنش وتفتناز وكل المناطق الثائرة، تقول كلمتها اليوم في وجه كل من يتربص بإدلب شراً، وتعلوا الصيحات المؤكدة على الصمود والثبات، الاف الجماهير في الساحات في يوم كأيام الثورة الأولى.
وتأتي المظاهرات في وقت تتصاعد فيها التهديدات الروسية الرامية لإبادة 4 مليون إنسان في المناطق المحررة بعملية عسكرية مستخدمة ألة القتل الجوية والمدفعية والميليشيات الحاقدة، في حين تعلوا الصحيات الدولية والتحذيرات من مغبة التسبب بكارثة إنسانية كبيرة في المنطقة ويبقى الموقف التركي الداعم للحراك الشعبي والفصائل هو الأبرز في وجه مخططات العدوان والإبادة.
كشفت التحقيقات التي تجريها المخابرات التركية مع "يوسف نازيك"، مخطط هجوم "ريحانلي" الإرهابي بولاية هطاي جنوبي تركيا عام 2013، عن معلومات هامة مرتبطة بعلاقة مخابرات النظام السوري بالهجوم.
وقالت مصادر أمنية لوكالة "الأناضول إن "نازيك" قدّم معلومات هامة حول ارتباطات تنظيم "ت ه ك ب – ج"، الإرهابي، خلال التحقيق معه من قبل فريق من مكافحة الإرهاب والاستخبارات التابعة لمديرية أمن أنقرة إضافة إلى خبراء بشؤون التنظيم.
وكشف نازيك خلال التحقيق عن الوضع الحالي للتنظيم، وارتباطاته داخل تركيا وخارجها، وأنشطته في سوريا، فضلًا عن معلومات هامة حول علاقة زعيم التنظيم "معراج أورال" بالمخابرات السورية، وقدّم العديد من الأسماء والعناوين التابعة له.
وطلبت وحدات من الاستخبارات والأمن التركي، من الإرهابي نازيك التعرف على صور أظهرتها له لمشتبهين، وبدأت معه التحقيقات من أجل كشف هويات عملاء النظام السوري المرتبطين بالتنظيم، وارتباطاته داخل وخارج تركيا خصوصًا.
كما قدّم نازيك معلومات هامة لكشف شخصية عميل المخابرات السورية "محمد" الملقب بـ"حجي"، أحد مصدري الأوامر لتنفيذ هجوم ريحانلي، إضافة إلى عملاء آخرين متعاونين معه.
ومن الممكن تمديد فترة توقيف نازيك بحسب ضرورات التحقيق، مع احتمال توسيع العملية الأمنية في ضوء المعلومات التي يقدمها، وفق ذات المصادر.
وكانت مصادر استخباراتية تركية قالت للأناضول سابقًا إن "نازيك" المدرج على "القائمة الزرقاء" للمطلوبين في تركيا، تواصل مع المخابرات السورية وأصدر التوجيهات إلى منفذي تفجيري "ريحانلي".
وذكرت المصادر أن "نازيك" اعترف خلال الاستجواب الأولي، بتخطيطه للهجوم بناء على تعليمات من المخابرات السورية، وأنه أجرى بناء على التعليمات، عملية استطلاع لإيجاد مواقع بديلة لتنفيذ تفجيرات داخل تركيا.
ويوم الأربعاء، نفذ جهاز الاستخبارات التركي عملية خاصة في مدينة اللاذقية السورية، تمكن خلالها من اعتقال "يوسف نازيك"، مخطط تفجير قضاء "ريحانلي" بولاية "هطاي" جنوبي تركيا، الذي راح ضحيته 53 شخصًا عام 2013، ونقله إلى الأراضي التركية.
وكان اتهم رئيس حزب الحركة القومية التركي دولت بهجه لي، بشار الأسد بالوقوف وراء هجوم "ريحانلي" الإرهابي في ولاية "هطاي" جنوبي تركيا عام 2013، وفق تصريح صحفي عقده "بهجه لي" يوم الخميس في العاصمة أنقرة.
وفي تعليقه على إلقاء القبض على المدعو "يوسف نازيك" مخطط التفجيرين في قضاء ريحانلي قال بهجه لي: "لقد اتضح أن مدبر هجوم ريحانلي الذي راح ضحيته 53 شخصا هو الأسد الظالم".
يعقد المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا ستيفان دي ميستورا اليوم الجمعة، اجتماعاً مع "المجموعة المصغرة" بشأن سوريا، بعد دعوة المبعوث الأممي، عددا من الدول العربية والغربية للمشاركة في اجتماع تشاوري حول الشأن السوري بجنيف.
وتشمل قائمة الدول التي وجهت إليها الدعوة للحضور اليوم كلاً من "مصر وألمانيا وفرنسا والأردن والسعودية وبريطانيا والولايات المتحدة"، حيث سيلتقي ممثلي دول "المجموعة المصغرة" حول سوريا، في مكتب الأمم المتحدة، وسيبحث دي ميستورا مع مندوبي الدول المذكورة، ملفات "العملية السياسية" التي تشكل أساس المباحثات، وخطوات تسهيل إنشاء لجنة صياغة دستور لسوريا.
وكان أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، عن استعداد موسكو للبحث عن سبل للتفاهم والتعاون بين صيغة أستانا مع المجموعة الدولية "المصغرة" حول سوريا، والتي تضم كلا من " مصر، فرنسا، ألمانيا، الأردن، السعودية، بريطانيا، الولايات المتحدة".
وشدد لافروف في تصريح لوكالة "د ب أ" الألمانية على أن أي تعاون يجب أن يقوم على أساس القانون الدولي والقرارات السابقة التي تؤكد ضرورة احترام وحدة سوريا واستقلالها وسيادتها ووحدة أراضيها.
يتخذ نظام الأسد منذ عقود طويلة حجج ووسائل عديدة لقمع إرادة الشعب السوري، والتضييق وممارسة التسلط على رقابه، بهدف إقصاء كل صوت معارض وتمكين قبضتها، كانت سمة الإرهاب والمعارضة هي الرائجة خلال الحراك الشعبي منذ سبع سنوات لفصل الألاف من الموظفين من دوائر الدولة واعتقال المئات منهم.
وفي تهمة جديدة، أوقفت وزارة التربية راتب موظف من السويداء بتهمة وجهت له على أنه "معارض وسلبي"، حيث تضمن الكتاب الذي ورد لمديرية التربية في المحافظة وتداولته وسائل التواصل الاجتماعي، قرار بإيقاف مرتّب "نشأت سالم ابو منذر" والذي يعمل في دائرة المناهج بمديرية تربية السويداء، بهذه التهمة.
وجاء القرار بناءً على كتاب من وزارة العدل مصادق عليه من رئاسة مجلس الوزراء كون "أبو منذر" معارض وسلبي" حسب وصفه مما أثار حفيظة المتابعين حيث اعتبروه حجة واهية وقرار تعسفي، ولم تكتف الوزارة بذلك وإنما قررت عدم صرف أي مبلغ مالي له ريثما يصدر قرار صرفه من الخدمة!!، وفق "السويداء 24".
وكانت فصلت حكومة النظام مئات الموظفين من أبناء محافظة السويداء إما لآرائهم السياسية أو لوجود أسمائهم ضمن قوائم المطلوبين للخدمة الاحتياطية، لتثبت كما يصفها معارضوها أنها تتعامل مع المواطنين على أساس "المزرعة".
أعلن الحزب السوري القومي الاجتماعي في السويداء يوم الاثنين، انسحاب مرشحيه من انتخابات الإدارة المحلية في محافظة السويداء، رداً على ما قام به "فرع السويداء لحزب البعث العربي الاشتراكي" من إقصاء وتهميش للأحزاب والقوى من أبناء المحافظة عموماً وللحزب السوري القومي الاجتماعي خصوصاً واعتراضاً على قوائم "الجبهة الوطنية التقديمية" التي اعتبرها تلجأ للإقصاء والإلغاء.
وأوضح الحزب في بيان له أنه قرر عدم المتابعة بالانتخابات ترشحاً وليس انتخاباً وسحب جميع مرشحيه سواء على القائمة أو خارجها "احتراماً لتضحيات شهداء الحزب وجرحاه والتي هي أثمن من مشاركة وصفها بالوهمية في بلدية هنا أو هناك".
ووصف البيان تصرف "حزب البعث العربي الاشتراكي" في السويداء بأنّه ينم عن رفض التشاركية الوطنية والتعاون الحزبي على الصعيد المحلي و ﻷن التشاركية بمفهوم البعض لديهم وصاية".
ونقل موقع "السويداء 24" عن مصادر مطلعة أوضحت أن النظام اعتمد "على لجان انتخابات بعثية ولجان فرز بعثية ولجنة قضائية بعثية، وتدخل من العسكر لحسم الانتخابات، لذلك لا يمكن اعتبار أي انتخابات تحدث خلال هذه المرحلة وقبل أي حل سياسي هي انتخابات تمثل الشعب السوري بل هي تمثل جهة حزبية واتباعها فقط".
واعتبرت المصادر أنه "لم يتم طرح أي رؤى على مستوى الإصلاح الإداري أو أي خطة انتخابية واضحة من أي مرشح لأنه ببساطة ليس لديه أي شيئ"، مؤكداً أن "طرح قائمة بأسماء جاهزة وترك خانات فارغة للتنافس هو ازدراء لإرادة الشعب، وخاصة بعد ثمان سنوات من الازمة ياتونا بنفس العقلية، التي كانت احد العوامل الأساسية بالأزمة".
وشدد على أن هذا التصرف "نوع من احتكار السلطة، حتى المرشحين المستقلين ليسوا مستقلين تماما، فإما تابعين لفرع معين او لحزب، إضافة إلى أن المرشحين غالبيتهم كانوا في المجلس السابق، ووضع المحافظة الحالي من مختلف الجوانب يثبت فشلهم"
وسيطر فريق البعث في “السويداء” على انتخابات الإدارة المحلية لشغل مقاعد مجلس المحافظة حيث صدرت قائمة الجبهة متضمنة 43 مرشح من حزب البعث، مقابل مرشح واحد من الجبهة الوطنية التقدمية.
وذكرت مصادر إعلامية أن قائمة المرشحين الناتجة عن قرار مركزي ضمني لقيادة حزب البعث، أقرّ "أن قوائم مجالس المدن والمحافظات مركزية، وقوائم البلدات محلية تقرها قيادات فروع المحافظات"
ويضم مجلس محافظة السويداء 54 عضواً رشح البعث 44 عضواً منه إلى المجلس ومرشح واحد عن حزب الاتحاد الاشتراكي العربي تاركاً 8 مقاعد فقط للمنافسة بين المستقلين.
رأى رئيس معهد التخطيط الاستراتيجي والتنبؤ ألكسندر غوسييف، أن القمة الثلاثية في طهران كانت إيجابية، وتم الاتفاق على المسألة المهمة والأساسية وهي وجود تفهم لدى قادة الترويكا بـ"ضرورة القضاء على المجموعات الإرهابية" في محافظة إدلب، ولكن بقيت بعض المسائل الشائكة تتمحور حول العملية العسكرية في إدلب التي تهدف كذلك إلى التخلص من قادة المنظمات "الإرهابية" فيها، وإطلاق العملية السياسية في سوريا، عبر حوار جدي بين أطراف النزاع وبداية تبني دستور جديد للبلاد والبدء في عملية إعادة الإعمار.
وأضاف غوسييف في حديثه لـ "الجزيرة نت" أن اختلاف رؤى دول الترويكا في شكل الحل النهائي ينطلق من اختلاف مصالح دولها، وفهمها لطبيعة الدولة السورية الجديدة ما بعد الحرب المستمرة منذ سنوات، ومن هي الدول التي ستقوم بعملية إعادة الإعمار.
وعزا إعلان مندوب الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا لافرينتيف تأجيل العمليات العسكرية في إدلب إلى أن الأوضاع في محافظة إدلب معقدة، إضافة إلى الموقف التركي الذي عبر عنه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بدعوته إلى هدنة في إدلب ومنع وقوع مأساة إنسانية وضرورة الفصل بين أطياف المعارضة، واعتباره أن اقتحام قوات النظام وحلفائه لإدلب يشكل تهديدا لأمن تركيا.
وأضاف غوسييف أن من أسباب تأجيل العملية العسكرية في إدلب هو إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن عزمه ضرب مواقع قوات النظام السوري وحلفائه، مع عدم استثنائه احتمال وقوع إصابات وسط الجنود الروس، مشيرا إلى أن ترامب "إذا قال فعل".
وتابع غوسييف أن الموقف الأميركي بخصوص اقتحام محافظة إدلب شكل عاملا أساسيا في التأجيل، وهذا الأمر قدرته القيادة الروسية لمنع حدوث صدام مسلح بينها وبين الولايات المتحدة على الأراضي السورية الذي قد يؤدي إلى نشوب حرب شاملة بين روسيا والولايات المتحدة.
وقال إن الاجتماع المزمع عقده في تركيا على بمشاركة خبراء من فرنسا وألمانيا إضافة إلى خبراء دول الترويكا الضامنة، قد يشكل طريقا للتوصل إلى حل لمحافظة إدلب.
أما المحلل السياسي الروسي المعارض بافل شيلكوفي فيرى أن روسيا تسعى تحت غطاء محاربة الإرهاب والسيطرة على مدينة إدلب إلى إحكام سيطرتها على سوريا وإرساء موطئ قدم لها على سواحل البحر الأبيض المتوسط.
ولكنه اعتبر أن ذلك ليس بالأمر الهين، موضحا أن مصالح دول عديدة تتقاطع في هذه المنطقة من العالم، فالولايات المتحدة حركت أساطيلها نحو البحر الأبيض المتوسط وعززت وجود قواتها في سوريا، تحسبا لمحاولات الهجوم على محافظة إدلب فضلا عن التحرك الفرنسي والألماني البريطاني.
وأوضح أن ألمانيا أعلنت على لسان المستشارة أنجيلا ميركل عن عزمها نشر قوات لها في سوريا، وأنها لن تقف مكتوفة الأيدي في حال استخدم جيش النظام السوري السلاح الكيميائي في هجومه على إدلب.
وأضاف شيلكوفي أن التحضيرات لانطلاق العملية العسكرية في إدلب كشفت بوضوح عن صراع المصالح والنفوذ والتنافس بين دول عالمية وإقليمية، ظهر جليا بتباين تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس التركي أردوغان، حيث إن بوتين أكد حق بشار الأسد في إخضاع محافظة إدلب لسيطرته، في حين دعا أردوغان إلى هدنة.
وأعرب شيلكوفي عن اعتقاده بأن أحد عوامل تأجيل العملية العسكرية يعود إلى التخوف من حصول خسائر في صفوف القوات الروسية في سوريا نتيجة مقاومة المعارضة السورية المسلحة في آخر معاقلها.
تمكنت وحدات الحماية الشعبية الكردية، من اعتقال إيطالي منتمي لتنظيم الدولة في شمال سوريا خلال محاولته الهرب عبر الحدود الى تركيا، كان مسؤولاً عن تزويد تنظيم الدولة بالأسلحة.
وقالت الوحدات في بيان لها "من خلال عملية خاصة، قبضت وحدات مكافحة الإرهاب بتاريخ 27 آب على المرتزق سمير بوكانا من الجنسية الإيطالية والمعروف باسم أبو حُرَيّر المهاجر وأبو العبدلله المهاجر حين محاولته الهروب إلى تركيا".
وأفاد قيادي في قوات سوريا الديموقراطية أن بوكانا "معتقل بالفعل وقيد التحقيق وفور انتهاء التحقيق معه سيتم البحث في وضعه".
وأضاف "هناك تنسيق بشأن كل المعتقلين من داعش مع التحالف الدولي، وإيطاليا أيضا جزء من هذا التحالف".
ويعتبر مصير المعتقلين الأجانب قضية مثيرة للجدل بسبب عدم رغبة بعض البلدان باستعادة مواطنيها الذين قاتلوا في سوريا.
والشهر الماضي أعلنت واشنطن أن أميركيين اثنين متهمين بالانتماء الى الدولة تم تسليمهما الى السلطات بواسطة قوات سوريا الديموقراطية التي تسيطر عليها وحدات الحماية، كما تم تسليم معتقلين لبنانيين الى السلطات في بيروت.
دفع الجيش التركي يوم أمس الخميس، بعناصر من قواته الخاصة "كوماندوز" لتعزيز وحداته العسكرية على الحدود مع سوريا، في سياق استمرار تدفع التعزيزات العسكرية إلى حدود محافظة إدلب.
ووفق وكالة "الأناضول" فإن الرتل العسكري للقوات الخاصة نقل إلى الوحدات على الحدود مع سوريا وسط إجراءات أمنية، كما وصلت تعزيزات عسكرية كبيرة من دبابات ومدافع وعناصر إلى الحدود مع إدلب.
ويوم الأمس، دخل رتل عسكري للقوات المسلحة التركية، إلى ريف إدلب، يضم لأول مرة دبابات ثقيلة وعربات هجومية، وصلت إلى نقاط المراقبة التركية في منطقة الصرمان شرقي إدلب ومورك شمالي حماة.
ودفعت القوات العسكرية التركية خلال الأسابيع الماضية، بالمزيد من التعزيزات العسكرية إلى الحدود الشمالية لإدلب ضمن الأراضي التركية، اعتبرها محللون أنها رسالة تركية واضحة بانها على أتم الجاهزية للتدخل في إدلب في حال فكر النظام بشن أي عملية عسكرية في المنطقة.
كما وصلت تعزيزات لعشرات الأليات والعناصر إلى معسكرات خاصة على الحدود التركية السورية في ولايتي هاطاي وكيليس، ضمت شاحنات محملة بالدبابات والمدافع والعربات المصفحة.
ومؤخرا، رفع الجيش التركي من مستوى تعزيزاته على حدوده الجنوبية، في ظل توتر تشهده منطقة إدلب، شمالي سوريا، نتيجة تهديدات للنظام وحلفائه لشن عملية عسكرية على إدلب، وهي آخر محافظة تسيطر عليها المعارضة، وتضم نحو 4 ملايين مدني، جُلّهم نازحون
أكدت رئيسة "الآلية الدولية المحايدة للتحقيق بالجرائم" في سوريا كاترين ماركي أويل، أن خبراء "الآلية" ومحققيها جمعوا نحو مليون وثيقة تتعلق بانتهاكات وجرائم ارتكبت في سوريا.
ولفتت إلى أن مهمتها جمع الأدلة حول انتهاكات جميع الأطراف لتقديمها إلى محكمة وطنية أو دولية عندما تتوافر الظروف.
وأضافت أن حكومة الأسد لم تستجب بعد لطلباتها زيارة دمشق أو إجراء لقاء معها في جنيف أو نيويورك.
وقالت ماركي أويل في حديث لـ «الشرق الأوسط» في جنيف، إن «الآلية» تشكلت بموجب قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة بموافقة 105 دول أعضاء بعدما أغلقت روسيا الأبواب أمام إحالة الأمر على المحكمة الجنائية الدولية بقرار من مجلس الأمن الدولي.
وشددت على أهمية محاسبة المسؤولين عن الجرائم في سوريا من جميع الأطراف، قائلة: «المصالحة ليست طريقاً سهلة. لكن، لا سلام دائماً من دون نوع من أنواع العدالة. ولا سلام دائماً في سوريا من دون محاسبة لجميع الأطراف».
كشفت مصادر دبلوماسية عن وثيقة أميركية، تركز على ضرورة «قطع» دمشق العلاقات مع «النظام الإيراني وميليشياته»، وضرورة إدخال سلسلة من الإصلاحات في الدستور السوري، بينها «تعديل صلاحيات الرئيس»، وإعطاء صلاحيات أكثر لرئيس الحكومة، إضافة إلى دور مدني في إصلاح أجهزة الأمن واعتماد نظام لامركزي، كشروط للتوصل إلى حل للصراع في سوريا.
وحددت الوثيقة الأميركية التي تقع في صفحتين اطلعت «الشرق الأوسط» على مضمونها، مبادئ مرجعية لدول حليفة و«ترشد أيضا في العلاقة بين هذه الدول و(التفاوض) مع روسيا والأمم المتحدة».
وتعكس الوثيقة موقف واشنطن بعد تسليم السفير جيم جيفري ومساعده جويل روبان مسؤولية الملف السوري. وناقش مسؤولون أميركيون هذه الأفكار أمس مع شخصيات سورية معارضة ومع مسؤولين أوروبيين خلال زيارة إلى بروكسل قبل التوجه إلى جنيف لعقد لقاء مع المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا اليوم.
وقالت مصادر إنها نصت على شروط تتعلق بـ«عدم رعاية دمشق للإرهاب أو توفير ملجأ آمن للإرهابيين» و«إزالة جميع أسلحة الدمار الشامل» و«قطع العلاقات مع النظام الإيراني وميليشياته» و«عدم تهديد الدول المجاورة» و«توفير ظروف لعودة اللاجئين في شكل طوعي بانخراط للأمم المتحدة» و«محاسبة ومطاردة مجرمي الحرب» عبر محاكم وطنية أو التعاون مع المجتمع الدولي.
كما نصت الوثيقة على أن تتناول الإصلاحات الدستورية «صلاحيات الرئيس، بحيث تعدل لتحقيق توازن أكبر لضمان استقلال السلطات المركزية الأخرى والمؤسسات المناطقية» و«يجب أن تكون الحكومة برئاسة رئيس حكومة بصلاحيات قوية» وأن «يشرف المدنيون على إصلاح قطاع الأمن» و«اعتماد اللامركزية»، ودعت إلى إصدار قرار من مجلس الأمن بما يمكن الأمم المتحدة من توفير انتخابات حرة ونزيهة».
عقب عضو في الدوما الروسي، على معلومات تفيد بأن الولايات المتحدة الأمريكية توعدت باستخدام مقاتلات "إف-35" ضد النظام في سوريا، بالقول: "لكل فعل ردة فعل"، معتبراً أن هدف هذه الأخبار تخويف روسيا لا أكثر.
وقال النائب نيكولاي أنتوشكين، وهو نائب قائد القوات الجوية الروسية سابقا: "نملك وسائط للدفاع الجوي قادرة على صد أي تهديد"، مشيرا إلى "أن وسائطنا تسقط حتى القذائف، مؤكدا أنها لا تجد صعوبة في إسقاط الطائرات.
ونقلت وسائل الإعلام عن المتحدث العسكري الأمريكي كريستوفر هاريسون قوله: "ننتظر بفارغ الصبر إمكانية عرض قدرات أحدث طائراتنا المتطورة".
وفي وقت تجيش فيه روسيا ضد محافظة إدلب وتدعم النظام لشن عملية عسكرية في المنطقة، تحذر واشنطن وفرنسا وبريطانيا من مغبة مغامرة النظام في استخدام السلاح الكيماوي وتهدد برد قوي.
وخلال الأسابيع الماضية، عززت روسيا وجودها العسكري قبالة سوريا في ظل ترويجها عن نية الدول الغربية شن ضربات جوية تستهدف النظام السوري قريبا، بعدما اتهمت موسكو فصائل المعارضة بالتحضير لعمل "استفزازي" في محافظة إدلب، كما أوردت وسائل اعلام روسية.