نعى نشطاء وقيادات عسكرية وشخصيات سياسية وثورية اليوم السبت، استشهاد بلبل الثورة السورية وأيقونتها "عبد الباسط الساروت" متأثراً بجراح أصيب بها قبل يومين خلال مشاركته في معارك ريف حماة الشمالي.
ووفق المصادر فإن الساروت أصيب بجروح استدعت نقله للمشافي الطبية في تركيا، جراء إصابته بقذيفة دبابة، ومصادر تقول بصاروخ طائرة حربية، على جبهة تل ملح التي ظهر في مقطع فيديو وأعلن تحريرها من قبضة النظام.
ويشارك الساروت كقيادي عسكري في جيش العزة بمعارك التحرير بريف حماة الشمالي، وله بصمات قوية في تلك المعارك التي يقود فيها مجموعات الاقتحام، سبق ان تعرض لإصابات عديدة ونجا منها.
والساروت هو عبدالباسط ممدوح الساروت من مواليد محافظة حمص، وهو من بدو المحافظة، وكان قبل الثورة حارسا لنادي الكرامة السوري والمنتخب السوري الشاب، وفي الثورة تحول الى أهم قائد للمظاهرات السلمية في مدينة حمص للمطالبة بإسقاط نظام بشار الأسد حيث كان ينشد ويلقي الشعارات في أغلب مظاهرات حمص، حاول النظام اغتياله عدة مرات وفشل فيها ، عاش أيام الحصار في حمص كما استشهد له أخوين في الثورة.
قالت مصادر إعلام محلية بالمنطقة الشرقية، إن ميليشيا حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" في دير الزور الشرقي خرّجت دورة تدريبية لما يسمى قوات الكوماندوس،التابعة بشكل مباشر للمخابرات العسكرية.
وأفاد موقع "الخابور" أن الدورة استمرت قرابة الشهرين تحت إشراف مدربين من التحالف في حقل العمر شرق دير الزور، مشيراً إلى أن الدورة ضمت حوالي (80) عنصرا تلقوا فيها تدريباتٍ على مختلف أنواع الأسلحة، إلى جانب تدريبات القتال القريب ودروس التكتيك العسكريّ.
والكوماندوس هي قوات خاصة تحتاج إلى تدريبات خاصة، وتكمن مهمتها بعمليات المداهمات والاعتقالات في مناطق سيطرة " ب ي د"
وكانت كشفت شبكة "الخابور" في وقت سابق عن تشكيل حزب الاتحاد الديمقراطي "ب ي د" خرج قبل أيام كتيبة تحت مسمى " قوات مكافحة الشغب " بعد مظاهرات دير الزور الأخيرة.
قُتل أكثر من 20 عنصراً لقوات الأسد والميليشيات المساندة اليوم السبت، بمحاولة تقدم للنظام على محاور تل ملح والجبين، حيث تمكنت فصائل الثوار من إيقاعهم بكمين محكم، وتدمير عدة أليات بينها دبابتين.
وقالت مصادر عسكرية من فصائل الثوار، غن اشتباكات عنيفة لاتزال مستمرة بدأت فجر اليوم على محاور كفرهود وتل ملح، لدى محاولة قوات الأسد التقدم باتجاه المناطق التي حررها الثوار مؤخراً، خلفت عشرات القتلى والجرحى في صفوفهم.
وأكد المصدر مقتل أكثر من 20 عنصراً للنظام بكمين نصبه الثوار على محور تل ملح، إضافة لتدمير دبابتين وسيارة زيل عسكرية كانت تقل عدداً من الجنود، قتلوا جميعاً، في وقت كثفت قوات الأسد من قصفها الجوي والصاروخي على محاور القتال في محاولة لاستعادتها.
وكانت أعلنت جميع فصائل الثوار بجميع مكوناتها العسكرية يوم الجمعة، على اسم موحد لمعركة التحرير بريف حماة الشمالي حملت اسم "الفتح المبين" والتي وفق خبراء عسكريين، غيرت الموازين العسكرية وقلبتها رأساً على عقب، لتغدو الفصائل القوة المهاجمة، والنظام وحلفائه يحاولون الصد.
كشف محمد أوجلان شقيق زعيم ومؤسس حزب العمال الكردستاني المسجون بتركيا عبدالله أوجلان، عن فحوى رسالة جديدة من الأخير وجهها لكل من حزبه والحكومة التركية، داعياً الطرفين لاتخاذ أساليب أخرى للحل، لأن القتل وسفك الدماء لا يمكنه تحقيق أي نتيجة مرجوة.
وبحسب وكالة "روداو الكردية" قام محمد أوجلان وهو الشقيق الأكبر لعبدالله أوجلان بزيارته في ثاني أيام عيد الفطر، ونقل عنه رسالته الجديدة، التي تطرقت بالتفصيل لإنهاء الاعتصام والأوضاع في "شمالي سوريا" وسنجار.
وقال عبدالله أوجلان في رسالته: "أنا أحب أهالي سنجار، وللحديث عن حرية سنجار يمكننا الحديث عن حدثين، الحدث الأول هو لدرويش عفدي، والثاني هو نضال رفاقنا، فمن سنجار إلى الرقة تعرض الازيديون إلى مجزرة واسعة، لكننا حاربنا جميع الذين ارتكبوا المجزرة وقد نجحنا في الانتقام للمجتمع الازيدي، أوجه لأهالي سنجار احترامي وتقديري اللا محدودين، لا يتوجب عليهم القلق بعد الآن، عليهم الآن مواصلة بناء حياتهم".
وحول الوضع في سوريا، قال أوجلان: "شعب شمال سوريا بحاجة للمزيد من النضال لنيل حريته، لكن يجب أن ينضم الشعب السوري أجمع إلى هذا النضال، وأن تنضم باقي الشعوب إلى هذا النضال، ولحماية الوحدة السورية يجب أن تعيش الشعوب السورية حياة مشتركة، إن استطاعوا تطبيق هذا النموذج لن تستطيع أية قوة النيل منهم".
وبشأن الإضراب عن الطعام من قبل النشطاء والمعتقلين ووفاة عدد منهم، قال: "الإضراب عن الطعام هو أسلوب من أساليب النضال، لكن ذلك يتم حتى حد معين، فإذا تم الاستمرار في هذا الأسلوب سنلحق الضرر بأجسادنا، لذلك يجب أن تكون هنالك فعاليات بأساليب ديمقراطية يقوم بها الشعب".
كما انتقد أوجلان في رسالته سياستي تركيا وحزب العمال بالقول: "نمر بمرحلة انسداد، وعلى تركيا أن تعلم أن سياسة الإنكار والقتل لن تجدي نفعاً، لذا عليها تجربة أسلوب تعامل جديد، وعلى الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني اتخاذ طرق جديدة للحل، فالقتل وسفك الدماء لن تتحقق أي نتيجة مرجوة، ويجب العمل بآلية إحلال سلام مشرف وأكرر أن القمع لن يحقق شيئاً".
وفي ما يتعلق بلقائه بالمحامين، أشار أوجلان إلى أنه "لا أستطيع القول إن جميع الطرق لعقد اللقاءات باتت مفتوحة ولا أستطيع القول إنها مسدودة، يجب علينا متابعة الأمور، إن فتحت بعض القنوات بشكل كامل سينعكس ذلك إيجاباً على الجميع، ولكن إن سدت الطرق سيكون ذلك تطوراً مدمراً للجميع".
وسبق أن أبدى القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، استعداد قواته للحوار مع تركيا والنظام السوري للوصول إلى الحل في سوريا، في أول رد رسمي على رسالة نقلها محامو أوجلان يطالب فيها "قسد" بإيجاد حل سلمي مع تركيا.
جدد وزير الداخلية التركية سليمان صويلو دفاعه عن قضية اللاجئين السوريين في وجه من يدعو لترحيلهم عن الأراضي التركية، مشيراً إلى أن الحرب لم تبقِ لهم بلاداً يعودوا إليها.
ونقلت وكالة إخلاص التركية، كلمة ألقاها صويلو، الجمعة، في قضاء (مقاطعة) غازي عثمان باشا، التابعة لولاية اسطنبول، بحضور رئيس بلدية المقاطعة "حسن تحسين أوسطى"، ومسؤولين من جمعية غير حكومية، أشار فيها إلى أن ظروف الحرب لم تبقِ للسوريين بلاداً حتى يتمكنوا من العودة إليها، مضيفاً أن تركيا هي من وفرت فرصة العودة لـ 331 ألفاً منهم (إلى الشمال السوري المحرر).
وتابع صويلو دفاعه عن السوريين لافتاً الانتباه إلى أنهم (الشعب التركي) قضوا برفقة السوريين 450 عاماً تحت راية واحدة في ظل الدولة العثمانية، وبحسب ما ترجمه موقع "الجسر تورك".
وأضاف قائلاً: "إنهم يغتصبون النساء، ويقتلون الحوامل منهن، ماذا سنفعل؟ هل سنغلق حدودنا في وجههم؟"، في إشارة منه إلى الجرائم البشعة التي يرتكبها نظام الأسد بحق السوريين، كما أشار إلى نزوح قرابة 75 ألف مدني باتجاه الحدود التركية، مضيفاً أنهم يعملون على تأسيس مخيمات لاستيعابهم في الجانب السوري من الحدود، عوضاً عن إدخالهم الأراضي التركية.
هذا وختم صويلو حديثه بالتأكيد على أن ما يتعيّن عليهم القيام به يتمثل بترحيل من يضلع (من السوريين) بجرائم السرقة وغيرها من الأمور (التي تؤثر سلباً على نظام وأمن البلاد).
يجدر الذكر إلى أن بعض الصحف التركية تعمد إلى استغلال الأخبار المتداولة حول عودة فئة قليلة من السوريين إلى بلادهم لقضاء إجازة العيد، ما يسهم بدوره في تأجيج الرأي التركي العام حول قضية اللاجئين السوريين، ويكوّن لدى البعض تصوّراً خاطئاً بأن الحرب قد انتهت بشكل كلّي.
نفت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، رسمياً، الأنباء كافةً التي تتناقلها وسائل الإعلام العربية والدولية، والتي تفيد بإعادة فتح ملف علاقتها مع النظام السوري الحالي برئاسة المجرم "بشار الأسد".
وقال نايف الرجوب، القيادي البارز في الحركة بالضفة الغربية المحتلة، في تصريحات لموقع "الخليج أونلاين": إن "العلاقات مع النظام السوري لن تعود، وما يُنشر بالإعلام مجرد كلام لا أساس له من الصحة".
وأكد في أول تعقيب رسمي من الحركة، أن النظام السوري الحالي لم يعد له أي وزن أو قيمة، ومن الخطأ التعويل عليه أو التقرب منه، مضيفاً: "الملف السوري (النظام) استُهلك تماماً، وأصبح رهاناً خاسراً".
وذكر القيادي في حركة "حماس"، أن أي تقرُّب من هذا النظام سيكون على حساب الشعوب الحية، والنظام السوري لم يعد له أي تأثير على المستوى الإقليمي، والتقرب منه في ظل الظروف الحالية سيكون "ضرراً محضاً وعديم الجدوى أو المنفعة".
وجاءت تصريحات القيادي في حركة "حماس"، رداً على تقارير تناقلتها وسائل الإعلام تكشف بدء مفاوضات رسمية بين حركة "حماس" والنظام السوري، لعودة الحركة إلى الحضن السوري مجدداً، وفتح باب العلاقات الرسمية معها على غرار بعض الدول العربية.
وكان موقع "المونيتور" البريطاني نقل عن مسؤول إيراني في وقت سابق، أن طهران تتوسط بين نظام الأسد وحركة "حماس" منذ مطلع عام 2017، مشيراً إلى أن عديداً من الاجتماعات جمعت قادة إيران و"حماس"، لتحقيق ذلك الهدف، بحسب قوله.
وخلال سنوات الثورة السورية، اعتبرت غالبية الدول العربية الأسد "مُجرماً"، لكن الوضع اختلف مؤخراً؛ حيث أعادت بعض الدول علاقاتها الدبلوماسية مع نظامه، كان آخرها الإمارات والبحرين، من خلال فتح سفارتيهما في دمشق.
كما لمحت السلطة الفلسطينية وحركة "فتح" في كثير من المحافل السياسية إلى عودة العلاقات الرسمية مع النظام السوري، وتحدث عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح"، عزام الأحمد، عن زيارة قريبة للرئيس محمود عباس لدمشق، بعد افتتاح مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون الفلسطينية، وسط العاصمة السورية في (14 يناير 2018).
الجدير ذكره أن علاقات النظام السوري مع حركة "حماس" قد قُطعت في عام 2012، بعد اشتداد الأزمة والحرب في سوريا، وإعلان الحركة وقوفها بجانب الشعب السوري ورفضها المجازر التي ارتُكبت بحقه؛ وهو ما دفع النظام إلى إغلاق مكاتبها كافة وطرد معظم قادتها إلى خارج سوريا.
وكانت نقلت وكالة "سانا" الرسمية التابعة لنظام الأسد اليوم الجمعة، عما أسمته مصدر إعلامي، نافياً كل مايشاع من معلومات وتصريحات حول عودة العلاقات مع حركة "حماس".
وذكر المصدر وفق مانقلت "سانا" أن موقف سورية من هذا الموضوع "موقف مبدئي بني في السابق على أن حماس حركة مقاومة ضد "إسرائيل" إلا أنه تبين لاحقاً أن الدم الإخواني هو الغالب لدى هذه الحركة عندما دعمت الارهابيين في سورية وسارت في المخطط نفسه الذي أرادته "إسرائيل".
أعربت مستشارة المبعوث الخاص لسوريا للشؤون الإنسانية نجاة رشدي، عن ترحيبها بالأخبار الواردة حول مغادرة ألف سوري و526 من جنسيات دول ثلاث مخيم الهول في شمال شرقي سوريا، لافتة إلى أن الأشخاص الذين بقوا في المخيم «يحتاجون أيضاً للحماية والمساعدة بشكل عاجل، والتوصل إلى حل دائم للوضع في المخيم».
وقالت المسؤولة الأممية إن «الغالبية العظمى (91 في المائة) من الاثنين وسبعين ألف شخص (72000) الموجودين في المخيم هم من النساء والأطفال، و65 في المائة منهم دون الثانية عشرة من العمر».
ولفتت إلى أن «جميع الأطفال، بما في ذلك المتهمون بالانتماء إلى جماعات مسلحة أو تنظيمات إرهابية، لهم الحق في معاملة خاصة، وفي الحماية بموجب القانون الدولي الإنساني وقانون حقوق الإنسان، بما في ذلك اتفاقية حماية حقوق الطفل. هؤلاء الأطفال ضحايا، ويجب معاملتهم على هذا الأساس».
وفي الصدد، أشارت إلى أن الوضع الإنساني لتسعة وعشرين ألف شخص داخل مخيم الركبان «يظل خطيراً نتيجة للنقص الحاد في المواد الأساسية والخدمات. لم تصلهم مساعدات منذ أكثر من أربعة أشهر».
وطالبت كافة الدول الأعضاء التي لها تأثير بتسهيل الوصول الفوري للمساعدات إلى الأشخاص في الركبان، ودعم طلب الأمم المتحدة بتقديم المساعدة لهؤلاء الذين تم إيواؤهم بشكل مؤقت في مراكز إيواء جماعية، بالإضافة إلى الأشخاص الذين عادوا إلى مناطقهم الأصلية.
ووجهت نداء إلى الدول أعضاء مجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية للوفاء بتعهداتهم وتجنيب المدنيين الذين عانوا لسنوات طويلة، قائلة إن «المساعدات الإنسانية هي شريان الحياة في سوريا. هناك حاجة لخطوات جادة وملموسة. هذه ليست فقط ضرورة إنسانية، إنها واجب».
طالبت مستشارة المبعوث الخاص لسوريا للشؤون الإنسانية نجاة رشدي بـ«وقف كل الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية بشكل فوري»، بما في ذلك على المشافي والمدارس والأسواق وأماكن العبادة، محذرة من أن هذه الاعتداءات تشكل جرائم حرب.
وأفادت المسؤولة الدولية عقب اجتماع عقد الخميس لمجموعة العمل المعنية بالشؤون الإنسانية حول الوضع في محافظة إدلب ومخيمي الهول والركبان، أنه خلال الاجتماع «استمعنا إلى تقارير مباشرة من زملائنا في الأمم المتحدة الموجودين على الأرض حول الممارسات الوحشية المروعة من قبل كافة الأطراف المنخرطة في منطقة خفض التصعيد في شمال غربي سوريا، والتي نتج عنها خسائر كبيرة في الأرواح بين المدنيين ونزوح مئات الآلاف من الأشخاص».
وأضافت أن «ثلاثة ملايين شخص في إدلب في حاجة إلى الحماية»، منبهة إلى أن «خطر مأساة إنسانية يتفاقم إذا لم يتوقف العنف»، فضلاً عن أن «الهجمات والقتال يهددان أيضاً المدنيين في المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة».
وقالت رشدي في بيان وزع في نيويورك إنه «بشكل واضح أن حماية المدنيين أمر أساسي»، قائلة إن «محاربة الإرهاب لا تحل أي طرف من التزاماته القانونية بموجب القانون الدولي الإنساني بمنع الهجمات ضد المدنيين والبنى التحتية المدنية».
وشددت أنه «على جميع الأطراف المتحاربة الوفاء بالتزاماتها بموجب القانون الدولي ووقف كافة الهجمات على المدنيين والبنى التحتية المدنية بشكل فوري، بما في ذلك على المشافي والمدارس والأسواق وأماكن العبادة»، محذرة من أن «مثل هذه الاعتداءات هي بمثابة جرائم حرب». كما أنه «لدينا مسؤولية جماعية أمام ضحايا هذا الصراع وأغلبهم في سن أصغر من أن يسمح لهم باستيعاب أبعاد هذه الحرب العبثية».
عادت طائرات الأسد وروسيا الحربية والمروحية اليوم السبت، للتحليق بشكل مكثف في أجواء ريفي إدلب وحماة، وقصف المناطق المدنية بعشرات الغارات الجوية، في سياق حملتها الانتقامية التي تقوم بها في كل مرة تخسر عسكرياً على الأرض.
وقال نشطاء إن أسراب الطائرات الحربية تحليق في أجواء ريف إدلب منذ منتصف الليل بشكل مكثف، استهدفت بعشرات الغارات الجوية أطراف معرة النعمان وكفرومة وخان السبل وخان شيخون وحزارين ومعرة حرمة وترملا والهبيط والفطيرة، متسببة بجرح العشرات من المدنيين، إضافة لتدمير ممنهج للبنية التحتية.
وبالتزامن قصفت راجمات صواريخ النظام المحملة بالذخائر العنقودية بلدات وقرى كفربطيخ وخان السبل وحرش كفرومة، وبلدات ريف حماة الشمالي أبرزها الزكاة وكفرزيتا واللطامنة، وسط استمرار القصف.
وتتبع قوات الأسد سياسية الانتقام من المدنيين من خلال استهداف التجمعات السكانية والأسواق في المدن الرئيسية في كل مرة تخسر فيها عسكرياً أمام فصائل الثوار على الأرض، حيث لاتزال الاشتباكات على أشدها على جبهات ريف حماة الشمالي منذ أيام.
أعلن محافظ بعلبك الهرمل، بشير خضر، أمس الجمعة، أن السلطات اللبنانية ستفتح تحقيقا في حريق متعمد نشب، الخميس، في مخيم "كاريتاس" للاجئين السوريين في محافظة بعلبك.
وقال خضر، في تصريح صحفي، قبيل اجتماع رؤساء بلديات منطقة دير الأحمر، حيث يقع مخيم "كاريتاس" لبحث تطورات الحادث، بحضور ممثلين عن المفوضية العليا للاجئين، مضيفاً: "صحيح أن مجهولين أقدموا على إلقاء قنبلة على خيمتين فارغتين، لكن الحادثة محصورة، ونحن نعمل على أولوية حفظ الأمن والسلم".
وأضاف المحافظ: "لا نريد أي تصادم بين اللاجئين وأهالي دير الأحمر"، داعيا الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي إلى "التهدئة"، كما أشار إلى أن "القسم الأكبر من نازحي المخيم توجه إلى بلدة إيعات (القيبة) عند أصدقاء وأقارب لهم"، معتبراً أن "أهالي دير الأحمر هم أصحاب الدار، ولا يمكن إجبارهم على استقبال النازحين بالقوة".
وكانت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أكدت الأربعاء حدوث إشكال بين لاجئين سوريين ورجال إطفاء أثناء إخمادهم حريقا شب قرب مخيم كاريتاس. وقال لاجئون إن الإشكال وقع بعد دهس سائق سيارة الإطفاء خيمتين، ما تسبب في شجار أدى إلى جرح عنصرين من الدفاع المدني.
وعلى خلفية ذلك، ألقت السلطات الأمنية القبض على 33 لاجئا سوريا للتحقيق معهم، فيما قرر اتحاد بلديات المنطقة إخلاء وتفكيك المخيم الذي كان يضم نحو 150 خيمة يسكنها حوالي 750 لاجئا، وعدم العودة إليه نهائيا، بالتوازي مع قرار بمنع تجول اللاجئين السوريين في دير الأحمر لبعض الوقت.
وكان طالب نصر الحريري رئيس هيئة التفاوض السورية الحكومة اللبنانية وعلى رأسها رئيس الوزارء سعد الحريري بالتدخل لوقف الإجراءات بهدم مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان.
وقال نصر الحريري أن هذه الإجراءات ظالمة بحق اللاجئين، وطالب الامم المتحدة والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين القيام بدورها في حماية ورعاية اللاجئين السوريين في لبنان.
وأضاف الحريري أن ما يجري في لبنان بحق اللاجئين السوريين هو نتاج عملية تحريض مستمرة من فريق سياسي معروف بتحالفه مع النظام السوري وإيران، وهذه الممارسات وهذا التحريض هدفه الأول دفع الاجئين للعودة إلى مناطق النظام ليتمكن من تصفية المطلوبين منهم وتجنيد الباقين ضمن المليشيات.
وحذرت منظمات حقوقية من خطة لدى السلطات اللبنانية لهدم مساكن مؤقتة يقطنها لاجئون سوريون، مما يهدد نحو 25 ألف شخص، أكثر من نصفهم أطفال، بالبقاء دون مأوى.
اندلعت اشتباكات عنيفة فجر اليوم السبت، بين فصائل الثوار وقوات الأسد، بعد قصف جوي ومدفعي عنيف للأخير ومحاولة تقدم على محاول القتال بريف حماة الشمالي، كانت البداية بتدمير دبابتين ولاتزال الاشتباكات مستمرة.
وقالت مصادر عسكرية إن فصائل غرفة عمليات "الفتح المبين" تصد منذ ساعات الصباح محاولة تقدم لقوات الأسد والميليشيات المساندة على محور كفرهود بريف حماة الشمالي، تمكنت حتى ساعة كتابة التقرير من تدمير دبابتين وقتل عدد من عناصر القوات المهاجمة.
كما قامت الفصائل باستهداف سيارة من نوع "فان" لقوات الأسد برشاش "23مم"، ما أدى لاحتراقها وقتل ما يزيد عن 10 عناصر للنظام.
وتتواصل الاشتباكات على أشدها على جبهات ريف حماة الشمالي اليوم السبت، في ثالث أيام المعركة التي بدأتها فصائل الثوار الخميس على محاور الجبين وتل ملح، لتفتك لمرة جديدة بجنود النظام والميليشيات المساندة له، وتحقق تقدم عسكري كبير على الأرض علاوة عن الغنائم التي حازتها خلال المواجهات.
وكانت جميع فصائل الثوار بجميع مكوناتها العسكرية يوم الجمعة، على اسم موحد لمعركة التحرير بريف حماة الشمالي حملت اسم "الفتح المبين" والتي وفق خبراء عسكريين، غيرت الموازين العسكرية وقلبتها رأساً على عقب، لتغدو الفصائل القوة المهاجمة، والنظام وحلفائه يحاولون الصد.
وقالت مصادر عسكرية لشبكة "شام" إن المعارك التي شهدتها جبهات ريف حماة منذ أول أمس، والتي لاتزال مستمرة على جبهات جديدة، كبدت النظام عشرات القتلى والجرحى، بينهم ضباط برتب عالية وصف ضباط، لافتاً إلى أن أكثر من 100 جثة لاتزال بين الأراضي والمزارع والدشم التي تقدمت إليها الفصائل بالأمس على محاور الجبين وتل ملح لم يتمكن النظام من سحبها.
وسبق أن شنت فصائل الثوار عدة هجمات عسكرية ضد مناطق سيطرة النظام بريف حماة، لاسيما على جبهات كفرنبودة والتي رغم أن الفصائل لم تستطع الثبات فيها، إلا أنها كانت ضربة موجهة للنظام وحلفائه لقاء ماخلفته من خسائر كبيرة على صعيد الأرواح والأليات، كذلك الضربات اليومية التي تستهدف أليات النظام وجنوده على جبهات عدة، أدخلتهم بحرب استنزاف كبيرة.
اعترفت صحيفة روسية بتمكن فصائل الثوار من إصابة طائرة حربية من طراز "سو-22" صباح يوم أمس الجمعة في سماء محافظة ادلب.
وقالت الصحيفة أن من أسمتهم "المسلحين" تمكنوا من إصابة الطائرة الحربية ولكن لم يتمكنوا من إسقاطها، حيث تم إطلاق أحد الصواريخ المحمولة على الكتف وتم إصابة جناح الطائرة.
وكانت فصائل الثوار قد ذكرت يوم أمس أنها تمكنت من إصابة طائرة حربية كانت تحلق في سماء ادلب وأجبرت على الهبوط بشكل اضطراري، وهذا ما أكدته الصحيفة بقولها أن الطائرة المستهدفة تمكنت من الهبوط بسلام.
وتداول ناشطون صوراً تُظهر أجزاء من الطائرة الحربية المستهدفة ما يثبت صحة الخبر، حيث كانت وسائل إعلامية تابعة للنظام قد نفت أي استهداف لطائراتها الجوية.
ويمتلك نظام الأسد حوالي 20 طائرة من طراز "سو-22".