أصدر "معبر باب الهوى" الحدودي مع تركيا بياناً اليوم الخميس، استنكر فيه تصريحات الوكيل العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية "مارك لوكوك" خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي بخصوص الأوضاع في سوريا، والتي تطرق فيها إلى ملف إدخال قوافل المساعدات الأممية إلى سوريا عبر معبر باب الهوى.
ولفت المعبر في بيانه أن لوكوك زعم "وجود تحديات كبيرة على الجانب السوري منها تأخر دخول القوافل الأممية أو عودتها إلى الجانب التركي"، وأكد البيان أن هذه التصريحات غير المسؤولة منفية جملة وتفصيلا، ولا تدري إدارة المعبر على ماذا اعتمد الوكيل العام للأمم المتحدة بتصريحاته هذه.
وأكدت إدارة المعبر في بيانها أنها ومنذ استئناف دخول المساعدات الأممية بعد صدور قرار مجلس الأمن القاضي بتمديد آلية دخول المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر باب الهوى فقط في شهر تموز/يوليو الماضي، قامت بعدة إجراءات لتسهيل حركة مرور القوافل إلى المناطق المحررة شمال غرب سوريا.
وتمثلت هذه الإجراءات - وفق بيان المعبر- باستنفار كافة كوادر المعبر من موظفي الجمارك والشرطة وباقي الأقسام المعنية، وبدء العمل في المعبر قبل الدوام الرسمي بأربع ساعات، حيث نقوم بإدخال الشاحنات الفارغة إلى الجانب التركي في الساعة الخامسة والنصف صباحا ليتم تحميلها من مستودعات الأمم المتحدة الكائنة في مدينة الريحانية التركية، ومن ثم عودتها إلى الداخل السوري دون أي عوائق.
ولفتت إدارة المعبر إلى أن الوقت الذي تمضيه قافلة المساعدات في الجانب السوري لا يتعدى عشرة دقائق من لحظة مرورها من معبر جلفاكوزو التركي، مذكرة أن حركة العمل في المعبر من استيراد وتصدير تتوقف بشكل كامل حتى الانتهاء من دخول القوافل الأممية.
وأشار بيان المعبر إلى أن إدارة معبر باب الهوى قد أنهت مؤخرة مشروع صيانة وتعبيد الطريق الواصل من معبر باب الهوى وصولا إلى معبر الغزاوية، وذلك لتسهيل حركة مرور القوافل الأممية باتجاه مناطق درع الفرات وغصن الزيتون.
وفي 14 آب، أعلنت إدارة "معبر باب الهوى" الحدودي مع تركيا، دخول أول قافلة محملة بالمساعدات الإغاثية الأممية، وذلك بعد قرار مجلس الأمن بتمديد دخول المساعدات الأممية لمدة عام عبر معبر باب الهوى.
وفي 11 تموز، اعتمد مجلس الأمن الدولي، قرارا قدمته ألمانيا وبلجيكا، تم بموجبه تمديد آلية المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا من معبر واحد على الحدود التركية، لمدة عام، بعد أن عرقلت روسيا والصين، تصديق المجلس على مشروع قرار بلجيكي ألماني آخر، بتمديد آلية إيصال المساعدات العابرة للحدود إلى سوريا، وذلك للمرة الثانية خلال 4 أيام، ما اضطر الدولتين إلى تعديله وتقديمه مجددا.
وكانت شبكة "شام" استطلعت آراء عدد من العاملين في المجال الحقوقي والإنساني، حول القرار إبان إصداره، حيث قال "فضل عبد الغني" رئيس الشبكة السورية لحقوق الإنسان، إن القرار الجديد جاء مخيب للآمال، مؤكداً أن الجميع كان ينتظر من المجتمع الدولي فتح المزيد من المعابر لا إغلاقها.
وأوضح "عبد الغني" في حديث سابق لشبكة "شام" أن القرار الجديد سينعكس على وصول المساعدات الإنسانية للمدنيين المشردين في الشمال السوري، وزيادة الوقت والتكاليف، مشدداً على أن "الشبكة السورية" طالبت بضرورة أن تخرج المساعدات من إطار التجاذبات السياسية بمجلس الأمن، لإطار الجمعية العامة وأن يسمح بدخولها بشكل مستمر.
ولفت رئيس الشبكة السورية، إلى أن روسيا تحاول بكل قدر ممكن ابتزاز المجتمع الدولي عن طريق المساعدات الإنسانية، لافتاً إلى أن هدف روسيا التضييق على المدنيين تدريجياً، وتقليص عدد المعابر، ولاحقاً تسعى لإغلاقه، لتمكين تسليم النظام ملف المساعدات.
وأكد لشبكة "شام" أن النظام ينهب مانسبته 85% من المساعدات الإنسانية التي تصله، وأنها مصدر دخل كبير للنظام وروسيا شريكة النظام، لافتاً إلى أن تحويل الملف للنظام تعطيه تحكم برقاب الناس وكمية المساعدات وسرقتها، وهو هدف روسيا.
بدوره، كان أعرب "محمد حلاج" مسؤول بمنسقي الاستجابة لشبكة "شام" عن استغرابه من القرار الجديد، وهو الذي اقترحته روسيا بداية، متحدثاً عن إضافة شيئ حول ضرورة إجراء مراجعة دورية بإحاطة من الأمين العام للأمم المتحدة لمجلس الأمن الدولي.
ولفت إلى أن روسيا احتجت أن 85% من المساعدات تدخل عبر باب الهوى و15% عبر معبر باب السلامة، وبالتالي إغلاق الأخير، لحصر المساعدات عبر معبر واحد، والعمل لاحقاً على إغلاقه، باستخدام حجج جديدة، منها سيطرة هيئة تحرير الشام على المعبر.
وأكد حلاج، إن إغلاق معبر "باب السلامة" سيسبب مشكلات كبيرة للمدنيين، في ريف حلب الشمالي، حتى لو دخلت باسمهم من معبر "باب الهوى" وبالتالي سيكلف نقلها الكلف المالية للمنظمات لنقلها، علاوة عن المشكلات التي قد تحصل في نقلها عبر المنطقتين والمعابر بينها.
من جهته، قال الحقوقي المحامي "عبد الناصر حوشان" لشبكة "شام" إن المساعدات الإنسانية وفق القانون الدولي غير خاضعة للتصويت أمام مجلس الأمن لأنها التزام قانوني وفق معاهدات جنيف والبروتوكلات الملحقة, لكن روسيا تحاول من وراء مساعيها تعطيل العمل بهذه الآلية الى اجبار المجتمع الدولي للتعامل مع النظام السوري ظناً منها أن ذلك يعيد شرعيته وتأهيله أممياً وهذا كل ما في الأمر.
وفي السياق، قال أحد العاملين في المجال الإنساني طلب عدم ذكر اسمه، لشبكة "شام" إن ترك باب الهوى وإغلاق باب السلامة لعبة خبيثة من روسيا، ولو كان العكس لكان خيرا لنا حتى لو بقي منفذ وحيد لأن روسيا ستطرح بعد فترة قليلة أن هذا المعبر يقع تحت سيطرة فصيل مصنف على قوائم الإرهاب بقرار مجلس الأمن وتطالب بوقف إرسال المساعدات عن طريقه وبالتالي سيتم إطباق السيطرة على شمال غرب سوريا.
ولفت إلى أن البديل لدى الروس هو الهلال الأحمر حيث أشار مندوب روسيا في مؤتمر بروكسل الرابع منذ أيام بالقول إنه يأمل أن يستطيع الهلال الأحمر والصليب الأحمر الدوليان ايصال المساعدة للسوريين وأن الألية العابرة للحدود التي تم استخدامها ٢٠١٤ باعتبارها من التدابير القصوى والمؤقتة أصبحت بالية ولا تتلائم مع الاحتياجات الحالية ولامع للقانون الإنساني الدولي وفق زعمه، وبالتالي النوايا الروسية أصبحت واضحة كما يبدو.
ويتطلب صدور قرارات مجلس الأمن، موافقة 9 دول على الأقل من أعضائه، شريطة ألا تعترض عليه أي من الدول الخمس دائمة العضوية، وهي روسيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا.
قرر نظام الأسد إلغاء الحجر الصحي والمسحة السريعة للسوريين العائدين من الخارج، وفقاً لتصريحات صادرة عن "باسم منصور" اليوم الخميس، وهو مدير مؤسسة الطيران المدني التابعة للنظام.
وقال "منصور"، في حديثه لتلفزيون الخبر الموالي إنه تم إلغاء الحجر الصحي ضمن مناطق سيطرة النظام على السوريين العائدين، تزامناً مع قرار إعادة تشغيل مطار دمشق الدولي الذي حدد موعد افتتاحه مؤخراً.
وبحسب المسؤول في مؤسسة الطيران يُضاف إلى ذلك قرار إلغاء دفع مبلغ 200 دولار مقابل إجراء مسحة سريعة لكورونا، وإنما يكتفى الآن بنتيجة اختبار كورونا للمسافر من الدولة التي جاء منها، مدتها 96 ساعة، حسب وصفه.
وأشار إلى أن مؤسسة الطيران المدني التابعة للنظام طلبت من شركات الطيران أن تقوم ببرمجة رحلاتها، ليصار إلى تحديد العدد اليومي للرحلات في المطار، منوهاً إلى أنّ الشركات العامة التي ستعمل هما شركتا أجنحة الشام، والشركة السورية للطيران.
وأعلنت وزارة النقل التابعة للنظام اليوم عن وصول طائرة مدنية من "عمان - الأردن" إلى مطار دمشق الدولي وعلى متنها 186 مسافر ضمن رحلات إجلاء الرعايا المقررة، وفقاً لما جاء في منشور للوزارة على صفحتها في فيسبوك.
وكانت عرضت الوزارة في بيان لها بتاريخ 17 آب الماضي، السماح للمسافرين بالعودة إلى منازلهم دون إجراء حجر صحي وفور الوصول إلى مطار دمشق الدولي، مقابل إجراء فحص الاختبار الخاص بكورونا، والإقامة في فندق إيبلا الشام مقابل تسديد مبلغ 200 دولار إضافية على تذكرة الطائرة، وفق نص البيان.
وقبل يومين قرر مجلس الوزراء التابع للنظام إعادة تشغيل حركة الطيران عبر مطار دمشق الدولي أمام المسافرين في الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، القادم، ذهاباً وإياباً بعد أن كان عمله مقتصراً على تسيير عدة رحلات جلب الرعايا، حسب إعلام النظام.
هذا ويقع مطار دمشق الدولي على بعد حوالي 25 كم في الاتجاه الشرقي عن العاصمة ويرجع تاريخ إنشاء المطار إلى عام 1970، ويعتبر المطار ثاني مطار يتم إنشاءه بعد مطار المزة الذي يقع غرب العاصمة دمشق، وتحولت المطارات فيما سبق إلى مواضع تمركز لمخابرات النظام وأفرعه الأمنية لملاحقة المطلوبين له، تبعها مرحلة استخدامها في شحن الأسلحة والمرتزقة، في الوقت الذي بات يستغلها النظام لنهب المال من السوريين في ظل تفشي كورونا.
يشار إلى أنّ نظام الأسد أصدر عبر مجلس الوزراء التابع له بوقت سابق قرار يلزم السوريين بتصريف مبلغ 100 دولار، قبل دخولهم إلى البلاد وكذلك فرض مبلغ 100 دولار مقابل إجراء اختبار "كورونا"، قبل الخروج من البلاد، ليكون المواطن أمام تحديات كبيرة وأزمة معيشية متفاقمة يشرف عليها نظام الأسد ضمن سياسة التضييق المعهودة، ويستمر العمل في قرارات تصريف المبلغ المفروض عند الدخول إلى جانب دفع مقابل التحليل عند الخروج من البلاد، ويرى متابعون بأنّ قرارات إلغاء الحجر والتحليل الأخيرة على القادمين لمناطق النظام تهدف إلى استقطاب عدد من العائدين مع اقتراب موعد افتتاح مطار دمشق الدولي.
طور أربع مهندسين سوريين في تركيا، لعبة إلكترونية حظيت بقبول نحو 45 مليون مشترك، بعد تأسيسهم شركة في مدينة إسطنبول التركية، وبذلك ساهموا بإدخال مئات آلاف الدولارات من النقد الأجني لتركيا، كانوا موضع اهتمام واحتفاء لافت في الإعلام التركي.
وتأسست شركة "Wolves Interactive" عام 2016 من قبل المهندس السوري أحمد اللاذقاني، وخبراء البرمجيات خالد المختار، وكرم بويضاني، وخبير التصميم ثلاثي الأبعاد وائل ديوب في المدينة التكنولوجية (تكنوبارك) بجامعة يلدز التقنية التركية.
لعبة "Traffic Tour"، طورتها الشركة حملت من قبل 45 مليون مستخدم للهواتف المحمولة حول العالم، كما تم تحميل لعبة "Motobike" بواسطة 5 ملايين مشترك، ومن خلال هذه الألعاب المترجمة إلى 16 لغة تم إدخال 800 ألف دولار من النقد الأجنبي إلى تركيا.
وقال أحمد اللاذقاني، أحد مؤسسي الشركة، في حديث لوكالة "الأناضول" التركية، إنه يقيم في تركيا منذ ثماني سنوات، وأنه أسس هذه الشركة مع أصدقائه عام 2016 "، وشدد "هدفنا الوصول إلى 250 مليون شخص في غضون عامين، وقد كان شريكي في سوريا يقوم بهذا العمل، وعندما قدم إلى هنا عرض عليّ المشاركة بهذا العمل، واتفقنا وقمنا بتنفيذ هذا المشروع".
وأضاف: "تقوم شركتنا بصنع ألعاب الهاتف المحمول، وقد انتهينا من اللعبة الأولى عام 2016، وتم تحميلها من قبل 45 مليون شخص، وهناك ألعاب خاصة بسباق السيارات والموتوسيكلات يمكن أن يلعبها شخص أو شخصين في نفس الوقت".
وأوضح اللاذقاني أن "هناك 15 شخصا يعملون حاليًا في الشركة، 20 ٪ منهم أتراك والبقية سوريون، وأنهم يرغبون في زيادة عدد الموظفين إلى 50 في غضون 3 سنوات، ومعظم العاملين في الشركة هم من المهندسين".
وتابع: "نقوم بتدريب موظفينا في مجال البرمجة والتصميم ثلاثي الأبعاد.. والمجال الذي نعمل فيه مجال صعب، فألعاب الهاتف المحمول ليست مثل صناعة الكمبيوتر، ولهذا السبب نقدم تدريبًا خاصًا، وقد تم تدريب كل فريقنا الموجود هنا".
وكشف اللاذقاني أن العائد المادي لمجال ألعاب الهاتف المحمول يعد جيداً، وقال أيضا "نبحث عن مستثمرين، لأنه لا يمكن الإعلان بدون مستثمرين، وإذا لم تقم بالإعلان، فلن يقوم أحد بتحميل اللعبة، ونرغب في أن نكون شركة دولية".
وأردف "لا ندرج كل الإعلانات في ألعابنا، ولا شك أننا سنكسب المزيد إذا قبلنا كل الإعلانات المطروحة علينا، لكننا لا نفعل ذلك، ولا نقبل الإعلانات التي تضر الأطفال، كما أننا نعمل على فلترة إعلانات جوجل حتى لا تفسد أخلاق أطفالنا".
وأشار إلى تطوّر مجال ألعاب الهاتف المحمول في تركيا، وأكد على ضرورة تقديم الدعم من المهتمين لفتح آفاق هذا المجال، وبيّن أنه حاصل على الجنسية التركية.
من جهة ثانية قال "هناك عوائق أمامنا ولابد من إزالتها، على سبيل المثال لا يمكننا المشاركة في المعارض المحلية والدولية، إذ ينبغي علينا الحصول على إذن، وهو في غاية الصعوبة، كما أننا نواجه مشاكل في استخراج إقامات العمل، وأتمنى منح شركائي الجنسية التركية".
وكشف اللاذقاني أنه بات يشعر بتركيا كوطن ثاني له، حيث قال "تركيا أصبحت وطنى الثاني؛ فأنا وأبنائي نعيش بها ونأكل ونشرب من خيراتها، ولقد تعلمت اللغة التركية لأنه لم يكن بمقدوري إنجاز أي شيء بدون تعلم اللغة".
رمضان جيهان المنسق العام للشركة، قال من ناحيته إن الشركة "ستصل إلى أكثر من 50 مليون مشترك في المستقبل القريب بفضل الألعاب التي تطورها، وأن الشركة لديها شراكات تجارية مع شركات عالمية مثل سوني وأبل وغوغل".
وأشار بالقول: "شركتنا لا تهدف فقط إلى برمجة الألعاب وكسب المال، بل تراعي في نفس الوقت الحفاظ على الأخلاق العامة، وبنية المجتمع التركي، وشركتنا بمثابة نافذة مفتوحة على العالم بأكمله من تركيا"، وأكد أيضا "نهتم أثناء تصنيع الألعاب الخاصة بنا بالقيم المجتمعية وألا تؤثر هذه الألعاب على مرحلة تطور الأطفال".
قالت وزارة الدفاع التركية إن الجيش التركي تمكن من تحييد 11 عنصر من ميليشيات "PKK و YPG" التابعة لما يُسمّى بوحدات الحماية الكردية، خلال محاولتهم التسلل إلى منطقتي "درع الفرات ونبع السلام" شمال سوريا.
وأشارت الوزارة في تغريدة لها عبر تويتر أرفقتها بمشاهد مرئية لعمليات القوات التركية إلى أن الإرهابيين حاولوا التسلل إلى منطقة نبع السلام ودرع الفرات من أجل تعكير صفو الأمن والسلام، قبل تحييدهم من خلال تدخل قوات "الكوماندوز" في الجيش التركي.
وقبل يومين أعلنت وزارة الدفاع التركية عن تحييد 11 من عناصر من تنظيمات " ي ب ك/ بي كا كا" الإرهابية في منطقتي "درع الفرات ونبع السلام" شمال سوريا، الأمر الذي يتكرر مع محاولات التسلل المستمرة والتي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في المناطق المحررة.
وسبق أن أكدت الوزارة أن تركيا لن تسمح بأي نشاط يقوم به تنظيم "ي ب ك/بي كا كا" الإرهابي الذي يهدف لإنشاء "ممر إرهابي" في شمال سوريا، لافتة أن الكفاح ضد الإرهاب سيستمر بحزم إلى أن يتم ضمان أمن حدود تركيا وشعبها، وضمان الأمن والسلام للسوريين الأشقاء.
الجدير ذكره أن مناطق "درع الفرات وغصن الزيتون ونبع السلام" شهدت عدة عمليات إرهابية دامية يتهم فيها بشكل رئيسي ميليشيات قسد إلى جانب داعش ونظام الأسد، واستهدفت بشكل مباشر مناطق تجمع المدنيين في الأسواق والمساجد والمؤسسات المدنية والأمنية، في محاولة لخلق حالة من الفوضى في تلك المناطق، كان أخرها تفجير دامي في مدينة عفرين راح ضحيته 11 شهيداً وعشرات الجرحى يحمل بصمات الميليشيات الانفصالية.
سجّلت مختلف المناطق السورية 110 إصابة جديدة بوباء "كورونا" توزعت بواقع 29 في المناطق المحررة في الشمال السوري، و41 في مناطق سيطرة النظام و40 في مناطق سيطرة قسد شمال شرق البلاد.
وأشار "مختبر الترصد الوبائي"، في الشمال المحرر إلى سجلت الإصابات الجديدة بعد اكتشاف 20 في حلب توزعت على النحو التالي: 14 في الباب و3 في أعزاز ومثلها في جرابلس، بريف حلب.
فيما سجلت 9 حالات جديدة في مناطق إدلب وبذلك أصبح عدد الاصابات الكلي إلى 451 حالة منها 118 شفاء، كما تم تسجيل حالة وفاة في مدينة "الباب" وبالتالي أصبح عدد الوفيات الكلي 4 في الشمال السوري منذ تفشي الوباء.
وفي سياق متصل بثت مؤسسة "الخوذ البيضاء"، تسجيلاً مصوراً يظهر قيام فريقها المختص بدفن جثة حالة الوفاة الجديدة إثر كورونا في مدينة الباب، وتعود لرجل في سبعينيّ، وذلك حفاظاً على سلامة ذوي المتوفى من انتقال العدوى.
وسجلت وزارة الصحة التابعة للنظام 40 إصابة جديدة بوباء "كورونا" ما يرفع عدد الإصابات المعلن عنها في مناطق سيطرة النظام إلى 3654 حالة، فيما سجلت 3 حالات وفاة جديدة، وفقاً لما ورد في بيان صحة النظام.
وبذلك رفعت الوزارة حالات الوفاة المسجلة بكورونا مع تسجيل الحالات الجديدة إلى 163 حالة وفق البيانات الرسمية قالت إنها توزعت على العاصمة دمشق وحلب وحمص، فيما كشفت عن شفاء 18 مصابين مايرفع عدد المتعافين من الفيروس إلى 889 حالة.
وتوزعت الإصابات وفق صحة النظام على النحو التالي: 10 في حلب و9 في حمص و6 في طرطوس و6 في السويداء و5 في دمشق و3 في ريفها وواحدة في محافظة الرقة شرقي البلاد، وتبقى محافظة حلب في صدارة الإصابات المعلنة في مناطق سيطرة النظام.
هذا وتظهر صحة النظام منفصلة عن الواقع خلال بياناتها المتكررة، فيما يناقض النظام نفسه حيث سبق أن نعت نقابات ومؤسسات "المحامين والقضاة والصيادلة والإطباء والأوقاف" وغيرها التابعة له، ما يفوق مجموعه الحصيلة المعلنة، الأمر الذي يكشف تخبط كبير وسط استمرار تجاهل الإفصاح عن العدد الحقيقي لحالات الوفيات التي بات من المؤكد بأنها أضعاف ما أعلن عنه نظام الأسد.
وسجّلت "الإدارة الذاتية" عبر هيئة الصحة التابعة 41 إصابة بـ "كورونا" فيما تغيب الإجراءات الوقائية من الوباء مع بقاء التنقل البري والجوي بين مناطق نظام ومناطقها شمال شرق البلاد، وبذلك يرتفع عدد الإصابات المعلنة في مناطق سيطرة "قسد" إلى 1007 حالة.
وبحسب بيان هيئة الصحة ذاتها فإنّ عدد الوفيات في مناطق "قسد" توقف عند 48 حالة، مع عدم تسجيل حالات وفاة جديدة فيما أصبحت حصيلة المتعافين 313 مع تسجيل 4 حالة شفاء، فيما توزعت حالات الإصابات الجديدة على مناطق الحسكة والرقة ودير الزور.
وكانت قررت الإدارة الذاتية أمس الأربعاء، إعادة افتتاح معبر "عون الدادات" الواصل بين مناطق سيطرتها والمناطق المحررة بريف حلب، وذلك لمن يملكون وثائق إقامة في مناطق سيطرة الميليشيات الانفصالية، بدءاً من 19 الشهر الجاري ولغاية الـ 30 منه.
يشار إلى أنّ حصيلة الإصابات المعلنة في كافة المناطق السورية إلى 5,112 حالة إصابة، و215 حالة وفاة، معظمها في مناطق سيطرة النظام المتجاهل والمستغل لتفشي الوباء، فيما تشهد مناطق "قسد" تصاعد بحصيلة كورونا مع انعدام الإجراءات الوقائية، فيما تتوالى التحذيرات الطبية حول مخاطر التسارع في تفشي الجائحة بمناطق شمال سوريا مع اكتظاظ المنطقة بالسكان.
أعلنت الحكومة البريطانية، يوم أمس الأربعاء، أنها أعادت طفلا من مواطنيها في سوريا، وهو واحد من عشرات الأطفال البريطانيين الذين يعتقد أنهم عالقون في البلد الذي تمزقه الحرب.
وكشف وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، عن الأمر قائلاً: "يسرنا أننا تمكنا من إعادة طفل بريطاني من سوريا"، في وقت واجه مسؤولون بريطانيون انتقادات في السابق لرفضهم مساعدة رعاياهم بمن فيهم أطفال، على العودة إلى ديارهم بعد اتهامهم أو آبائهم بالانضمام إلى تنظيم داعش.
وأضاف الوزير أن "تسهيل عودة الأيتام أو الأطفال البريطانيين من دون أولياء أمر بأمان، حيثما أمكن، هو الشيء الصحيح الذي ينبغي القيام به"، ورفضت وزارة الخارجية الإدلاء بمزيد من التفاصيل، مستندة إلى القواعد في الحالات التي تشمل قاصرين.
وذكرت منظمة "سيف ذا تشيلدرن"، في تقرير العام الماضي أن أكثر من 60 طفلا بريطانيا تقطعت بهم السبل في شمال شرق سوريا، لكن المملكة المتحدة سحبت جنسيتها من بعض الذين يشتبه في أنهم سافروا لدعم تنظيم داعش.
ومن أبرز هذه الحالات حالة، شميمة بيغوم، التي كانت تبلغ من العمر 15 عاما عندما غادرت مع زميلتي دراسة من شرق لندن للانضمام إلى الجماعة المتشددة المتطرفة عام 2015، وتقول بيغوم البالغة الآن 20 عاما أنها تزوجت في سن الخامسة عشرة من عنصر هولندي الجنسية في تنظيم داعش يكبرها بثماني سنوات، اعتنق الإسلام وتوفي لاحقا.
وعقب فرارها معه من المعارك في شرق البلاد، وجدت الشابة نفسها في فبراير 2019 في مخيم للاجئين السوريين حيث وضعت طفلا توفي بعد بضعة أسابيع من ولادته، كما توفي طفلاها الآخران المولودان في سوريا أيضا|، وأسقطت السلطات البريطانية الجنسية عنها في فبراير 2019 لأسباب أمنية.
واعتبر القضاء البريطاني أن "الطريقة الوحيدة التي تسمح لها" بالطعن "بشكل عادل ومنصف" في قرار إسقاط الجنسية عنها هي بالسماح لها بدخول المملكة المتحدة للقيام بذلك.
قالت مواقع إعلامية محلية في المنطقة الشرقية إن ميليشيات قسد الانفصالية شنت حملات دهم واعتقال طالت عدد من الأشخاص في مناطق ريف محافظة دير الزور الشرقي، الأمر الذي يتكرر مع اعتقال مدنيين مناهضين لممارسات الميليشا بحجة مكافحة الإرهاب.
وأكد ناشطون في موقع "فرات بوست" بأن "قوى الأمن الداخلي HAT" المعروفة بميليشيات "الأسايش"، وهي الذراع الأمني لميليشيات "قسد" الإرهابية نفذت حملة مداهمات واعتقالات طالت عدد من الأشخاص في مدينة "الشحيل" شرقي دير الزور تزامن ذلك مع دخول تعزيزات عسكرية لـ "قسد" إلى المدينة.
وأشار إلى تنفيذ الميليشيات حملة مداهمات في بلدة "الباغوز"، وجاء ذلك عقب نصب حواجز في منطقة كوع الشامية وصولاً إلى جسر الباغوز، كما استخدمت "قسد"، خلال الحملة "كلاب بوليسية" قال الموقع، إنه تم إطلاقها بالقرب من مدرسة في البلدة وترافقت الحملة مع إطلاق نار بشكل متقطع في المنطقة.
وفي السياق قال ناشطون في موقع "الخابور"، إن ميليشيات ما يُسمى بـ "وحدات حماية الشعب YPG وحزب العمال الكردستاني PKK"، اعتقلت عدد من الشبان في بلدة "تل حميس" قرب القامشلي، إلى جانب حملة اعتقالات مماثلة حاجز الفرقة الـ17 شمال الرقة، طالت شبان بداعي سوقهم إلى الخدمة الإجبارية بصفوف "قسد".
وسبق أن نفذت ما يُسمى بـ "قوات سوريا الديمقراطية"، "قسد" عملية مداهمة واعتقال طالت عدد من الشبان في بلدة "الكسرة"، بريف دير الزور الغربي، الأمر الذي يتكرر في المناطق الخاضعة لسيطرة "قسد".
ويأتي ذلك ضمن سياسات وممارسات قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تهدف إلى التضييق على السكان في مناطق سيطرتها لا سيما الاعتقالات التعسفية المتواصلة بحجج وذرائع مختلفة.
هذا وتستمر الميليشيات الانفصالية في تنفيذ عمليات اعتقال ضمن حملات التجنيد الإجباري التي تستهدف الشبان والأطفال لتجنيدهم في صفوفها كما جرت العادة، إلى جانب اعتقال المدنيين لا سيّما من الشخصيات المدنية العامة المناهضين لممارساتها المتواصلة في المنطقة التي تشهد فلتان أمني كبير.
رحبت الولايات المتحدة الأمريكية، بنتائج تقرير للجنة التحقيق الدولية المستقلة التابعة للأمم المتحدة حول انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا، الذي حمّل النظام السوري مسؤولية ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية"، ودعت الحكومة الأميركية إلى محاسبة النظام على ذلك.
وقالت السفارة الأميركية في بيان أمس، إن اللجنة "أكدت مجدداً وجود أدلة معقولة تشير إلى أن نظام الأسد يواصل ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وأعمال قد ترقى إلى جرائم حرب في سوريا".
ولفتت إلى أن التقرير "هو تذكير مهم بأنه ينبغي على المجتمع الدولي مساءلة ومحاسبة نظام الأسد عن الانتهاكات المستمرة وتجاوزات حقوق الإنسان ضد شعبه؛ كونه مرتكب الغالبية العظمى من التجاوزات والانتهاكات التي يتعرض لها السوريون".
وأوضحت اللجنة، أن هناك "أسباباً معقولة تحمل على الاعتقاد بأن جرائم الحرب قد ارتكبت على أيدي أعضاء مجموعات أخرى، مؤكدة أن الولايات المتحدة تدين أي انتهاكات لحقوق الإنسان أو للقانون الدولي من قبل أي مجموعة، وتحث الجهات الفاعلة على الأرض على اتخاذ خطوات إيجابية لوضع حد لهذه الممارسات".
وقالت السفارة، إن نتائج لجنة التحقيق "تتوافق تماماً مع آخر التقارير، بما في ذلك تقرير مجلس التحقيق في مقر الأمم المتحدة في بعض الحوادث في شمال غربي سوريا، وتقرير فريق التحقيق والتقصي التابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، الذي يوثق فظائع نظام الأسد، وتدعم الولايات المتحدة قيام جميع الدول الأعضاء لمواصلة السعي إلى المساءلة بالتعاون الوثيق مع الآلية الدولية المحايدة والمستقلة".
وأضافت السفارة أن "هجمات نظام الأسد على شعبه، والاعتقالات التعسفية الجماعية والإخفاء القسري للرجال والنساء والأطفال، واستخدام الأسلحة الكيماوية أدت إلى خلق فراغ سمح بالاستخدام المنهجي لجرائم الحرب والفظائع التي يجب أن تنتهي لإتاحة البلاد وشعبها القدرة على استعادة السلام والاستقرار".
ولفتت إلى أنها "ما زالت الولايات المتحدة تجاه الشعب السوري وستواصل حملة الضغط الاقتصادي والسياسي لتعزيز المساءلة وحرمان نظام الأسد من الإيرادات والدعم الذي يحتاج إليه لشن الحرب وارتكاب الأعمال الوحشية الجماعية ضد الشعب السوري وتحقيق حل سياسي سلمي ومستقر من خلال قرار مجلس الأمن رقم 2254".
وقال محققون تابعون للأمم المتحدة، في جنيف أول من أمس، إن القوات لتابعة للنظام ارتكبت جرائم جديدة ضد الإنسانية العام الحالي، حيث نفذت سياسة رسمية للدولة تنطوي على انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
وذكرت لجنة التحقيق المعنية بسوريا في أحدث تقاريرها لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف، أن الانتهاكات تشمل الاختفاء والقتل والتعذيب والاغتصاب والسجن، ومع ذلك، أوضحت اللجنة أن جميع الأطراف في الحرب الأهلية السورية مسؤولة عن انتهاكات الحقوق.
وقال رئيس اللجنة، باولو بينيرو، في إفادة صحافية عبر الإنترنت "الأشكال الأحدث من الانتهاكات، بما في ذلك القتل المستهدف والنهب والاستيلاء على الممتلكات، تتزايد في أعدادها وتحمل مسحة من سمات الطائفية".
لفت وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشئون الإنسانية، مارك لوكوك، أمس الأربعاء، إلى استمرار المخاطر بحق المدنيين في سوريا لاسيما في الشمال الغربي من البلاد، وذلك خلال الجلسة المنعقدة عبر دائرة تلفزيونية حول الأوضاع الإنسانية في سوريا.
وقال لوكوك: "ما زلنا نتلقى تقارير عن انتهاكات وقف إطلاق النار واستمرار القصف في منطقة إدلب (شمال غرب)"، مضيفاً "كما تستمر مخاطر المتفجرات في حصد الأرواح في جميع أنحاء البلاد".
وأضاف لوكوك : "قُتل ما لا يقل عن 27 مدنياً ، 13 منهم من الأطفال، جراء مخلفات المتفجرات في جميع أنحاء البلاد بين 1 أغسطس/آب الماضي و 13 سبتمبر/أيلول الجاري".
وذكر المسؤول الأممي: "كما أننا نراقب بقلق الأثر الإنساني لزيادة أنشطة تنظيم داعش في الأشهر الأخيرة"، كما أكد أن "هجمات داعش أدت إلى نزوح 200 أسرة في شرق حماة خلال شهري يوليو/ تموز وأغسطس/ آب الماضيين".
وفيما يتعلق بالمساعدات الإنسانية، أبلغ لوكوك "أعضاء مجلس الأمن بقيام الأمم المتحدة حاليا بتعديل عملياتها عبر الحدود في شمال غرب سوريا لتلبية احتياجات الملايين الذين يعتمدون على هذه العمليات للمساعدة المنقذة للحياة".
وأوضح أن "القوافل الإنسانية الأولية العابرة من باب الهوى واجهت تحديات كبيرة على الجانب السوري منها تأخر البعض بشكل كبير، واضطر قوافل إلى العودة بالكامل".
وأشار إلى أن الأمم المتحدة "حاليا تم التوصل إلى اتفاقيات مع الأطراف من أجل إجراءات بيروقراطية مبسطة لدعم المرور دون عوائق لتسليم المساعدات الإنسانية"، وحذر المسؤول الأممي في إفادته من تفشي فيروس كورونا في جميع أنحاء سوريا.
قدم الرئيس رجب طيب أردوغان، الثلاثاء، تعازيه إلى أسرة موظف جمعية الهلال الأحمر التركي، الذي استشهد قبل يومين بهجوم نفذه مجهولون بواسطة إطلاق النار المباشر على سيارة تقل عاملين بالمجال الطبي والإغاثي شرقي حلب.
وذكرت وكالة الأناضول أن الرئيس أردوغان بعث برقية تعزية إلى أسرة موظف الجمعية محمد عاكف قدمان، الذي استشهد جراء هجوم مسلح استهدف سيارة "الهلال الأحمر" في مدينة الباب بريف حلب الشرقي.
والإثنين، أعلنت جمعية الهلال الأحمر التركي استشهاد أحد موظفيها وجرح آخر، في هجوم استهدف سيارتهم شمالي سوريا.
وشهد أمس الثلاثاء، تشييع جثمان الشهيد إلى مثواه الأخير في ولاية دوزجة، شمالي تركيا، إذ وتم نقل جثمانه إلى مسقط رأسه بالولاية، ملفوفا بالعلم التركي، ثم نُقل إلى المسجد الكبير، حيث تمت قراءة موجز عن سيرته، ومن ثم وقف الحاضرون دقيقة صمت، إجلالا واحتراما لروحه.
ولم يسبق أن تعرضت الكوادر الطبية والإغاثية التركية العاملة في الشمال السوري المحرر لهجمات مسلحة في ريف حلب الشرقي، فيما لم يكشف عن الجهة المنفذة للهجوم ودوافع تنفيذها للعملية التي أودت بحياة عامل إنساني وجرح آخرين.
وينشط عمل المنظمات الإنسانية التركية منها الهلال الأحمر والإغاثة الإنسانية والآفاد وعدة جمعيات أخرى بمناطق شمال غرب سوريا، لإغاثة ملايين المدنيين السوريين المهجرين، حيث تنفذ تلك المنظمات مشاريع بشكل متواصل وتلعب دوراً بارزاً في تخفيف النزوح والمعاناة عن المدنيين هناك.
حذر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو فرنسا من أن جهودها لحل الأزمة في لبنان قد تضيع سدى إذا لم يتم التعامل على الفور مع مسألة تسلح حزب الله الإرهابي المدعوم من إيران.
وقاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون جهودا دولية لوضع لبنان على مسار جديد بعد أن دفعته عقود من الحكم المشوب بالفساد إلى أسوأ أزمة يشهدها منذ الحرب الأهلية التي دارت رحاها من عام 1975 إلى 1990.
ولكن مبادرته تواجه انتكاسة مع اقتراب ساسة لبنان المنقسمين من تفويت موعد نهائي يوم الثلاثاء لتشكيل حكومة جديدة تبدأ في تنفيذ إصلاحات. وكان قد تم الاتفاق مع ماكرون على هذا الموعد النهائي.
وتعتبر الولايات المتحدة حزب الله الإرهابي ذو النفوذ السياسي القوي منظمة إرهابية، لكن فرنسا ترى أن جناحه السياسي المنتخب له دور سياسي مشروع.
ووسعت الولايات المتحدة الأسبوع الماضي عقوباتها المتعلقة بلبنان بوضع وزيرين سابقين على قائمة سوداء متهمة إياهما بتمكين حزب الله.
وقال بومبيو لإذاعة فرانس إنتر “الولايات المتحدة اضطلعت بمسؤوليتها وسنمنع إيران من شراء دبابات صينية ونظم دفاع جوي روسية ثم بيع السلاح لحزب الله ونسف جهود الرئيس ماكرون في لبنان”، مضيفا: “لا يمكن أن تدع إيران تحصل على المزيد من المال والنفوذ والسلاح وفي الوقت نفسه تحاول فصل حزب الله عن الكوارث التي تسبب فيها بلبنان”.
وكان حزب الله الذي يتمتع بأغلبية في البرلمان وحليفته حركة أمل الشيعية تتوليان مناصب وزارية في الحكومة المستقيلة.
وقال ماكرون في الأول من سبتمبر أيلول خلال زيارة للبنان بعد شهر من انفجار مدمر في مرفأ بيروت إن الساسة اللبنانيين اتفقوا على تشكيل حكومة جديدة بحلول 15 سبتمبر أيلول، وهو موعد طموح نظرا إلى أن هذه العملية عادة ما تستغرق شهورا.
وقال مسؤولون فرنسيون إن الأولوية هي تشكيل حكومة يمكنها تنفيذ إصلاحات على وجه السرعة لكن مسألة تسليح حزب الله ليست ملحة.
وذكرت صحيفة لو فيجارو الفرنسية في أغسطس آب أن ماكرون اجتمع مع محمد رعد رئيس الكتلة النيابية لحزب الله وأبلغه أن على الحزب أن ينأى بنفسه عن إيران وأن يسحب قواته من سوريا.
ولم تنف الرئاسة الفرنسية عقد الاجتماع، وهو الأول بين زعيم فرنسي وعضو في حزب الله الإرهابي.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي “إنه سيف ذو حدين بالنسبة لماكرون. فحزب الله جزء من جوهر النظام الحاكم الذي يحتاج لتغيير وأنا لست على ثقة من إمكانية التعامل مع الجناح السياسي لحزب الله دون التعامل مع جناحه المسلح”.
واجتمع الرئيس اللبناني ميشال عون اليوم مع ممثلي كتل برلمانية بشأن تشكيل الحكومة، وقوبلت خطط رئيس الوزراء المكلف مصطفى أديب لتشكيل الحكومة بمعارضة من قبل العديد من الفصائل الكبيرة وبخاصة حركة أمل التي تريد تعيين وزير المالية، الأمر الذي يعقد مسعى أديب لتغيير الوزارة بشكل كامل.
كشف تقرير استخباراتي إسرائيلي جديد أن إسرائيل حولت سوريا إلى جحيم إيراني لا يطاق، حيث بلغ عدد الضربات الجوية على إيران وميليشياتها 200 ضربة جوية، كان لحزب الله وعناصره نصيب الأسد منها، وفقا لتقرير نشرته "فوكس نيوز" الأميركية.
ويبدو أن إسرائيل أيضا شنت غارات جوية في شمال سوريا لتدمير منشأة لإنتاج الصواريخ يوم الجمعة في الذكرى التاسعة عشرة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية على الولايات المتحدة، وفقًا لتقرير استخباراتي إسرائيلي خاص.
وتظهر صور الأقمار الصناعية الجديدة من شركة ImageSat International آثار الغارات الجوية الإسرائيلية على مجمع الصواريخ في منطقة السفيرة بريف حلب الشرقي.
وأضاف التقرير أن "المنشأة التي كانت تحتوي على صواريخ على الأرجح دمرت. وقد تضرر الهيكل الثاني، بما فيه من آلات ومعدات، وفقاً للتقييم الجديد"، مشيرا إلى أن "الهجوم يهدف إلى إضعاف إنتاج الصواريخ في سوريا لصالح حزب الله، من خلال الإضرار بعناصره الحاسمة"، وفقا للتقييم الذي قدم في 13 سبتمبر/أيلول، بعد يومين من الضربات الجوية.
وقال مسؤولون إن إسرائيل شنت أكثر من 200 غارة جوية ضد القوات الإيرانية والميليشيات العميلة في سوريا على مدى السنوات الثلاث الماضية.
وبحسب التقرير، فان الإعلان عن الضربة الجديدة يعتبر الأول الذي يتم الإبلاغ عنه في سوريا منذ 31 أغسطس و2 سبتمبر عندما استهدفت طائرات إسرائيلية مطار دمشق الدولي وقاعدة T-4 العسكرية السورية على التوالي.
وكانت "تايمز أوف إسرائيل" أول من أبلغ عن الغارات الجوية الجديدة، وفي عام 2018، اعتقدت مصادر استخباراتية أميركية وغربية أن إيران أرسلت شحنات من الأسلحة المتطورة إلى حزب الله، والتي تضمنت مكونات نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) لتحويل صواريخ غير موجهة سابقًا إلى صواريخ موجهة بدقة، مما زاد من التهديد لأمن الشرق الأوسط.
والجدير بالذكر أن مواقع عسكرية تابعة للنظام تتعرض منذ سنوات، لقصف إسرائيلي من حين إلى آخر، يستهدف مواقع لقواته، وقواعد عسكرية تابعة لإيران والمجموعات الإرهابية التابعة لها، مع تكتم النظام عن خسائره نتيجة الضربات الجوية المتتابعة، في ظل عدم تدخل روسيا ووقف هذه الهجمات عبر استخدام منظومة اس-400.