
“درع الفرات” في مواجهة “الأسد” و حلفاءه بمن فيهم “الأكراد الانفصالين” .. هل سيبدأ الاشتباك أم يؤجل .. !؟
تزداد التعقيدات في الشمال السوري ، مع اقتراب عمليات “درع الفرات” من حدود التماس مع قوات الأسد لأول مرة منذ ما يزيد من شهرين على انطلاق العمليات ، التي تمكنت من خلال قوات الجيش الحر المدعومة من الجيش التركي، من تحرير أكثر من ١٣٠٠ كم مربع.
منذ انطلاق درع الفرات ، في ٢٤ آب الفائت، كانت الوجهة المعلنة واضحة هي قتال تنظيم الدولة و الفصائل الكردية الانفصالية، الأمر الذي بدا فعلياً في بداية العمليات سرعان ما انتهى الهجوم على الفصائل الكردية ، بعد اتفاقات ووعود أمريكا بانسحاب الأكراد من منبج تمهيداً لتسليمها لـ”درع الفرات” أو أحد الحلفاء معه.
وضع “منبج” خارج الخطة (مؤقتاً)، مهد أمام درع الفرات عمليات التوغل في عمق تنظيم الدولة في الشمال السوري، و تساقطت المناطق تباعاً، بما فيها المناطق ذات الثقل الكبير في البناء الفكري لتنظيم الدولة (دابق)، مع سقوط الأخيرة و ما تلاها من مناطق مهدت لفك الحصار عن “مارع”، حدث ماهو متوقع ألا وهو تجدد وضع الفصائل الكردية الانفصالية على قائمة الأهداف .
قبل قرابة الاسبوع انطلقت قوات درع الفرات باتجاه “تل رفعت” لتحريرها من الانفصالين، معركة يبدو أنها كانت خارج الاتفاق التركي مع الجيش الحر، سرعان ما توقفت و انتقلت العمليات باتجاه مدينة الباب، التي أخذت تركيا على عاتقها تحريرها من تنظيم الدولة، وهي المدينة ذات أهمية كبيرة في الـ ٥٠٠٠ كيلو متر التي تعلن وتكرر القيادات التركية أنها ستنفذها.
الطريق الباب يسير بخطى محاذية لمناطق الفصائل الكردية ، وامكانية الاشتباك كانت أكثر من حتمية، و لكن الأمر لم يكن يُرى من وجهة نظر نظام الأسد، الذي كشف بالأمس عن العلاقة المتينة مع الفصائل الكردية الانفصالية، بعد أن قدم لهم دعم جوي ، الأمر الذييطرح امكانية تعجيل المواجهة بين الجيش الحر القادم من الشمال مع القوات المحاصرة لحلب.
فبعد قصف الأمس من قبل مروحيات الأسد على تل المضيق مساندة للقوات الانفصالية التي تتقدم في الأرض، والذي خلف ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى، في صفوف الجيش الحر، أتبعه نظام الأسد ، باصدار بيان اليوم ، قد يكون انشائي كما جرت العادة، و لكن تضمن عبارة “الحلفاء”، في اشارة إلى الفصائل الكردية الانفصالية ، متوعداً بالرد بقوة وحزم على الجيش التركي أم الجيش الحر أياً كان.
الدعم الجوي ، الذي سبقه دعم كبير بالمعدات و الذخيرة ، وبين الاثنين كان الدعم الروسي هو الأشد تأثيراً ، والذي ساهم باحتلال الأكراد للعديد من مناطق الثوار قبل أشهر و لا سيما منغ و تل رفعت .
تركيا عادت اليوم لتؤكد البوصلة لـ”درع الفرات”، فقال وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو أن درع الفرات مستمرة حتى الوصول إلى الباب ، الكلام السياسي تجاهل تماماً أي من الأحداث التي جرت بالأمس، و لكن هذا الكلام لم ينطبق على الجيش التركي الذي اعلن عن استهداف 117 موقعًا لتنظيم الدولة و الفصائل الكردية ، و إن كانت النسبة الأعلى من نصيب التنظيم .
وفي ظل التطورات المتسارعة يجعل المواجهة بين درع الفرات و قوات الأسد قد تكون أقرب مما هو متوقع ، و لكن السؤال هل سيبدأ الاشتباك أم يؤجل لمرحلة ما بعد الباب.. !؟