وقفة ليلية لاستذكار شهداء مجزرة الخالدية في حمص
تجمع عشرات الأهالي ضمن وقفة ليلية مساء يوم الثلاثاء 4 شباط/ فبراير، استجابة لدعوة نظمها نشطاء في المحافظة لإحياء ذكرى مجزرة الخالدية بحمص في ساحة جنينة العلو في حي الخالدية بحمص.
وأفاد الناشط الإعلامي "حسن الأسمر"، بأن الوقفة الحاشدة تضمنت تأبين ضحايا المجزرة، حيث تم إلقاء الكلمات المؤثرة في ظل حضور شعبي واسع يعكس التزام الأهالي بذكرى هذه المأساة التي لا تزال آثارها عميقة في ذاكرة سكان المدينة.
واستذكر نشطاء ضحايا المجزرة ورفعوا صورا كتب عليها أسماء الشهداء، ويستذكر النشطاء سنويا تلك اللحظات المؤلمة، كما دعوا الى محاسبة المجرمين الذين مازالوا طلقاء، وتخللت الفعالية أناشيد ثورية ورسم لوحة جدارية تصف كيف قصف النظام حي الخالدية بحمص.
ويذكر أن هذه المجزرة راح ضحيتها 52 شهيدا وعشرات الجرحى، وكانت هذه المجزرة نقطة تحول كبيرة في تاريخ الثورة السورية باستخدام النظام مدافع الهاون الثقيلة لقصف الأحياء السكنية الآمنة لأول مرة.
وبدأت المجزرة بعد انتهاء مظاهرة مسائية في الحي، والتي تصادف الذكرى الثلاثين لمجزرة حماة التي وقعت في شباط عام 1982 على يد الأسد الأب، وجاءت المجزرة بعد عجز نظام الأسد عن إسكات المتظاهرين الذين كانوا يُنشدون للحرّية بشكل شبه يومي في ساحات الحي، فأراد النظام ترهيبهم.
وبعد تطويق الحي بدأت ميليشيات الأسد في فرع المخابرات الجوية ومواقعها في أحياء حمص بقصفه بقذائف الهاون بدءا من الساعة العاشرة مساء، استمر القصف المكثف قرابة ثلاث ساعات، بلغ عدد قذائف الهاون التي سقطت على الحي في ليلة المجزرة ما يقارب 300 قذيفة.
ومنعت سيارات الإسعاف من دخوله، بالتزامن مع محاولات اقتحام الحي واشتباكات بين منشقين وعناصر بعض حواجز الأسد المحيطة به، بسبب انشقاق عدد من عناصر حاجز دوار القاهرة في حي البياضة القريب من الخالدية.
هذا لم يقتصر القصف على حي الخالدية وحده، إنما امتد إلى أحياء أخرى من حمص، منها الإنشاءات وبابا عمرو والبياضة وباب الدريب والسباع بالإضافة إلى أطراف جورة الشياح، وقد أوقع القصف على هذه الأحياء بالمجمل ما لا يقل عن 79 شهيدا.