وزيرة الخارجية الألمانية تعلق على عدم مصافحتها خلال زيارتها لدمشق
خرجت وزيرة الخارجية الألمانية، أنالينا بيربوك، عن صمتها بعد الجدل الواسع الذي أثارته قضية امتناع مسؤولي الإدارة السورية الجديدة، وعلى رأسهم أحمد الشرع، عن مصافحتها خلال زيارتها الأخيرة إلى دمشق.
وأوضحت بيربوك في تصريح صحفي أن غياب المصافحة كان متوقعًا عند وصولها إلى العاصمة السورية، مؤكدة: "كان من الواضح لي أنه لن تكون هناك مصافحة عادية هنا". وأضافت أن نظيرها الفرنسي، جان نويل بارو، لم يمد يديه للمصافحة أيضًا، في إشارة إلى تفهمهما لهذا الأمر.
وتطرقت الوزيرة الألمانية إلى أن قضية حقوق المرأة كانت على رأس أولويات نقاشاتها مع القادة الجدد، مشددة على أن "حقوق المرأة ليست مجرد قضية تتعلق بحقوق النساء فقط، بل هي مؤشر على مدى حرية المجتمع".
وشهدت زيارة بيربوك لدمشق ارتداءها سترة واقية من الرصاص، ما أظهر الحذر الأمني الذي أحاط بالزيارة، وكذلك لبساها غير الرسمي الذي يؤكد أنها تحاول إرسال رسالة من نوعا ما، خاصة بعد تكرار ظهور نساء بجانب الشرع وهن يلبسن الحجاب أو يغطين شعورهن فقط.
وأظهرت تسجيلات مصورة استقبالها في مطار دمشق الدولي من قبل مسؤولين سوريين اكتفوا بالترحيب الشفهي دون المصافحة، حيث قاموا بوضع يدهم اليمنى على صدرهم ما يعني عدم رغبتهم بالسلام باليد، وهو ما فعله بالذات قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع لدى استقبالها مع نظيرها الفرنسي في قصر الشعب، حيث مد الشرع يده بالسلام من بعد على جان نويل بارو فقط، واكتفى بالتلويح لها بابتسامة.
وقد أثارت هذه المواقف انتقادات وسجال، حيث اعتبر البعض أن تصرفات الإدارة السورية الجديدة تشير إلى محاولة فرض نموذج اجتماعي مشابه لما هو معمول به في أفغانستان تحت حكم طالبان.
وتجدر الإشارة أن هناك طوائف دينية غير الإسلامية حول العالم تحرم ملامسة الرجال للنساء والعكس، من ضمنها طوائف مسيحية ويهودية، إلا أن الإعلام دائما ما يركز على التطرف الإسلامي فقط، بينما يعتبر ما دونه حرية شخصية.
وقبل 3 أعوام، مد الرئيس الأميركي جو بايدن، يده لمصافحة المغنية الإسرائيلية “يوفال ديان” التي رفضت مد يديها وقالت كلمة واحدة فقط “Religious” أي “متدينة”، ووقتها ضجت صفحات التواصل الاجتماعي بالمديح على المغنية وفعلتها واعتبروها حرية شخصية.. طبعاً المغنية من طائفة السفارديم اليهودية المتشددة والتي تحرم مصافحة النساء للرجال والعكس.
يُذكر أن زيارة بيربوك وبارو إلى سوريا تُعد الأولى من نوعها لمسؤولين رفيعي المستوى من الاتحاد الأوروبي منذ سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر الماضي، حيث هدفت الزيارة إلى تعزيز العلاقات مع الإدارة الجديدة، مع توجيه دعوة لاحترام حقوق الأقليات والاعتدال في الحكم.