
وزير الصحة خلال مؤتمر "تعافي حمص": نبني منظومة صحية تنصف الإنسان وتواكب المستقبل
أكد وزير الصحة الدكتور مصعب العلي، خلال كلمته في مؤتمر "تعافي حمص"، أن الحكومة السورية تعمل على إعادة بناء النظام الصحي الذي دمره النظام السابق، مشدداً على أن الوزارة ماضية في تجاوز مرحلة الفساد والمحسوبيات التي كانت تعصف بالقطاع الصحي لعقود.
وأوضح العلي أن الوزارة بدأت بخطوات عملية شملت ترميم المشافي والمراكز الصحية المتضررة، وإعادة تأهيل الكوادر الطبية، وتحديث الأجهزة والمعدات، بالتوازي مع دعم خدمات الرعاية الصحية الأولية، بما يضمن تغطية صحية أوسع وشاملة.
وبيّن الوزير أن العمل يتم حالياً وفق مسارين متوازيين: الأول إسعافي يشمل افتتاح مراكز صحية مدروسة، والثاني استراتيجي يهدف إلى تحقيق استدامة شاملة في تقديم الخدمات الصحية على المدى البعيد. كما شدد على أن تأهيل الكوادر الطبية وصقل خبراتها بات أولوية، إلى جانب إدخال الأجهزة الطبية الحديثة.
ولفت العلي إلى أن الوزارة تطمح إلى بناء نظام صحي يضاهي أنظمة الدول المتقدمة، مشيراً إلى أن الطبيب السوري أثبت كفاءته في جميع أنحاء العالم، وأن التنسيق جارٍ مع منظمات ومؤسسات صحية سورية في الخارج لتعزيز جودة الخدمات داخل البلاد.
افتتاح عيادة للدعم النفسي للمعتقلين السابقين
وفي سياق متصل، افتتح وزير الصحة عيادة مركز "تعافي حمص" للدعم والتمكين النفسي في مديرية صحة المحافظة، معتبراً أن هذه الخطوة تمثل مظلة رعاية متكاملة تقدم خدمات طبية ونفسية واجتماعية للمعتقلين السابقين في سجون النظام البائد.
وأشار العلي إلى أن "إعادة الإعمار لا تقتصر على البنية التحتية بل تشمل أيضاً إعادة بناء الإنسان"، مضيفاً أن هذه العيادة هي جزء من رؤية متكاملة لإصلاح المنظومة الصحية والنهوض بالصحة النفسية للسوريين بعد سنوات الحرب.
مؤتمر "تعافي حمص" يسلط الضوء على إعادة بناء الصحة والإنسان
انطلقت أعمال مؤتمر "تعافي حمص" يوم الاثنين 7 نيسان 2025، تحت شعار "معاً نعيد بناء الصحة.. معاً نعيد بناء الإنسان"، بتنظيم من منظمة "ميدغلوبال" العالمية ورعاية وزارة الصحة وبمشاركة نقابة الأطباء في المحافظة.
ويشهد المؤتمر الذي يستمر يومين حضور نحو 180 طبيباً سورياً، و50 طبيباً من دول عربية وأجنبية، إضافة إلى عدد من الصيادلة والمستثمرين وخبراء دوليين في القطاع الصحي. ويتضمن البرنامج سلسلة من الندوات وورش العمل حول إعادة تأهيل النظام الصحي، وبحث سبل التعاون عبر شراكات فاعلة.
وتتناول المحاور المطروحة في اليوم الأول قضايا عدة، من بينها تأثير الحرب على الرعاية الصحية، وواقع القطاع الصحي في حمص، والصحة النفسية خلال النزاعات، وإدمان المخدرات، وصحة وتغذية المرأة والطفل، إلى جانب الرعاية في المناطق الريفية، ودور منظمات المجتمع المدني في تعزيز المنظومة الصحية.
سحلول: نعمل على استراتيجية شاملة للنهوض بالصحة في سوريا
من جهته، أكد الدكتور زاهر سحلول، مؤسس منظمة "ميدغلوبال"، أن المؤتمر يهدف إلى التنسيق والتخطيط لوضع إستراتيجية مستقبلية متكاملة لدعم القطاع الصحي في سوريا، تشمل وزارة الصحة ومديرياتها والمشافي العامة والجامعية، وكذلك تقديم الدعم النفسي لضحايا الحرب والتعذيب.
وأشار سحلول إلى أهمية تسهيل عودة اللاجئين والنازحين بكرامة، وتدريب الأجيال القادمة من الأطباء وفق منهج الطب البديل، وتطوير مكونات النظام الصحي الستة: الحوكمة، تقديم الخدمات، الموارد البشرية، نظم المعلومات، التقنيات الطبية والأدوية، والتمويل.
وثائقي عن حمص الصحية... من الدمار إلى الأمل
شهد حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي بعنوان "حمص بين الماضي والحاضر والمستقبل"، سلط الضوء على واقع القطاع الصحي في المدينة، وحجم الدمار الذي لحق بالمشافي خلال حكم النظام البائد، وجهود التعافي الجاري لإعادة الحياة إلى مؤسسات الرعاية الصحية في إطار بناء سوريا جديدة.