صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٥ مارس ٢٠٢٥

"وزارة الإعلام" تكشف عن حملة إلكترونية تستهدف الصفحات الرسمية والمحتوى الوطني

أعلنت وزارة الإعلام السورية عن رصدها لحملة ممنهجة من التبليغات الإلكترونية تستهدف الصفحات الرسمية الحكومية وبعض الصفحات الشخصية للمواطنين والجهات غير الحكومية على منصة "فيسبوك"، وذلك في محاولات لتشويه الحقائق وضرب الاستقرار.

وأوضحت الوزارة في بيان لها أن العديد من التبليغات تم تقديمها عبر بريد إلكتروني يحمل اسم وزارة الإعلام، وهو بريد وهمي لا يمت بصلة للوزارة، مشيرة إلى أن العناوين الإلكترونية الرسمية للوزارات والجهات الحكومية معروفة وواضحة.

طالت هذه الحملة المنشورات التي تحتوي على محتوى وطني، خاصة تلك التي تتعلق بالإنجازات الحكومية والفعاليات الثورية، حيث تم الادعاء بملكية حقوق المواد المرئية المنشورة على منصات التواصل الاجتماعي.

ووصفت الوزارة هذه الحملة بأنها جزء من محاولات منظمة من قبل فلول النظام البائد وبعض الشركات التي كانت تعمل تحت مظلته سابقًا، التي ما زالت تسعى إلى ضرب الاستقرار في سوريا وتشويه إنجازات الدولة السورية الجديدة.

وأكدت وزارة الإعلام أنها تعمل على تتبع الجهات التي تقف وراء هذه التبليغات والهجمات الإلكترونية، وأنها ستتخذ الإجراءات القانونية اللازمة بحق هذه الجهات لمنع أي محاولات لتزييف الحقائق أو زعزعة الأمن والاستقرار.

حرب رقمية لتأجيج خطاب الكراهية: تحقيق يكشف النقاب عن شبكات التضليل في أحداث الساحل
كشفت منصة "مسبار" المتخصصة في تدقيق المعلومات عن شبكة من الحسابات النشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، والتي ساهمت بشكل كبير في إشعال حرب رقمية وتأجيج خطاب الكراهية والعنف بين السوريين، على اختلاف خلفياتهم، وذلك تزامنًا مع الأحداث التي شهدها الساحل السوري مؤخراً.

شبكة حسابات تضليلية: بث الذعر والفوضى
أوضحت "مسبار" أن هذه الحسابات عملت على نشر الذعر والفوضى ضمن حملة رقمية تروج لانقلاب وهمي في الساحل السوري، بدءًا من مساء السادس من آذار. ومع بدء ورود الأنباء عن تمرد عسكري في المنطقة، نشطت الحسابات المعارضة للإدارة السورية الجديدة إلى جانب حسابات مشبوهة، مروجة لادعاءات كاذبة حول حدوث انقلاب عسكري كبير وادعاء سيطرة فصيل "درع الساحل" على أجزاء واسعة من المنطقة، وطرد الفصائل وقوات الأمن السورية.

حسابات تحريضية تروج لمجلس عسكري وهمي
برز الخيط الأوضح لهذه الحرب الرقمية عندما بدأت بعض الحسابات في تداول بيان زعم تأسيس "المجلس العسكري لتحرير سوريا" بقيادة العميد غياث دلة، الضابط السابق في الفرقة الرابعة التابعة للنظام المخلوع، معلنين بدء معركة لتحرير كامل الأراضي السورية.

حسابات تتسابق لإشعال الفتن
رصدت "مسبار" نشاطًا مكثفًا من أحد الحسابات البارزة في الشبكة، وهو حساب "عمر رحمون"، الذي كان من بين أوائل المروجين للأنباء حول التمرد العسكري في الساحل السوري. ضاعف رحمون منشوراته التي عززت من الأنباء المتداولة حول وقوع انقلاب عسكري واسع النطاق، ما أسهم في انتشار هذه الرواية على نطاق واسع. 

كما زعم أن مناطق واسعة من البلاد أصبحت خارج سيطرة القوات الحكومية، ونشط في ترويج مزاعم حول تمردات في مناطق أخرى مثل مدينة حماة، داعيًا إلى "الجهاد" وتحريض المدنيين للخروج إلى الشوارع.

حسابات تشوه الواقع وتستهدف الطائفة العلوية
إلى جانب حساب "عمر رحمون"، نشطت مجموعة من الحسابات المشبوهة في نشر خطاب الكراهية، خاصة تلك التي تحمل أسماء مرتبطة بالعلويين. وتعمل هذه الحسابات على إثارة الفتن بين السوريين، والترويج للقتال والنفير العام، محرضة على ما وصفته "بالجهاد" ضد أفراد الطائفة العلوية. 

حسابات باسم العلويين
إلى جانب حساب رحمون عملت مجموعة من الحسابات المشبوهة إلى الترويج للمزاعم نفسها مع ضخ كبير لمنشورات الكراهية، وتحريض السكان المدنيين في الساحل على "الجهاد" و"النفير العام"، والخروج من المنازل.
من الحسابات الرئيسية برز حساب Alawite Citizen وهو حساب نشط جداً ضمن شبكة حسابات أُنشئت مع سقوط النظام السوري، وروجت مسبقاً بشكل منتظم لمعلومات مضللة وخطاب كراهية، ومع أحداث الساحل كثف الحساب نشاطه في الترويج لمقاطع فيديو ومنشورات ذات طابع طائفي.


حسابات مؤيدة للأسد تروج لمفاهيم مغلوطة
من جانب آخر، عملت حسابات مؤيدة لنظام الأسد على نشر روايات مماثلة، لكن بأهداف مختلفة. حيث سعت هذه الحسابات إلى ترويج فكرة أن النظام المخلوع كان الضامن الوحيد للاستقرار الأمني في سوريا وأن سقوطه كان السبب وراء الفوضى الحالية، وهو ما يمكن أن يكون مضللًا في ظل الأحداث المتصاعدة.

وعملت مجموعة واسعة من الحسابات المؤيدة سابقاً لنظام الأسد للترويج لادعاءات مماثلة، وكان أبرزها صفحات وأبرزها "درعا نت" و"Dr. Zied Moustapha" و"D. Hala Al-Assadsy" و"Syrian Activists" و"Syrian Girl" و"Alawite Muslim Defence League"، إذ اتسمت جميع هذه الحسابات بترابط واضح من ناحية المتابعة وتشابه المحتوى والأسلوب.

التضليل الإعلامي وأثره على السلم الأهلي
مع تصاعد أحداث العنف في الساحل، أصبح التضليل الإعلامي سمة بارزة، حيث أدت المعلومات المغلوطة إلى تفاقم الاستقطاب الحاد بين الجماعات المختلفة. وظهرت حملات تحريضية تسعى إلى تقسيم المجتمع السوري وتشويه صورة الآخر، مما يعزز من التوترات بين الطوائف والمجموعات السياسية المختلفة. 

دور الصحافيين المؤثرين في نشر الأخبار المغلوطة
كما لعب الصحافيون المستقلون وبعض المؤثرين دورًا في نشر المعلومات المغلوطة دون التحقق منها بشكل كامل. ومع ضعف القنوات الرسمية التابعة للحكومة السورية، أصبحت هذه الشخصيات من أبرز مصادر المعلومات، رغم أنهم لم يكونوا دائمًا دقيقين في نقل الحقائق.

التضليل والتطرف يزيدان من حدة التوترات
تعتبر هذه الشبكات من مصادر التضليل جزءًا من حرب رقمية واسعة النطاق تسهم في تعميق الانقسامات داخل المجتمع السوري. في ظل غياب آليات فعالة للرقابة على وسائل التواصل الاجتماعي، يصبح من الصعب تصحيح المعلومات المضللة، مما يخلق بيئة خصبة للتوترات الاجتماعية والعنف، كما يتجلى في الأحداث الأخيرة في الساحل السوري.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ