هل تنجح الدبلوماسية التركية في تجنيب إدلب الحرب بعد قمة طهران ( تحليل)
هل تنجح الدبلوماسية التركية في تجنيب إدلب الحرب بعد قمة طهران ( تحليل)
● أخبار سورية ٨ سبتمبر ٢٠١٨

هل تنجح الدبلوماسية التركية في تجنيب إدلب الحرب بعد قمة طهران ( تحليل)

أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يوم أمس الجمعة خلال قمة ضامني أستانة في طهران، موقفاً صلباً وحازماً في رفض أي عملية عسكرية على إدلب آخر منطقة لخفض التصعيد شمال سوريا، في مواجهة التعنت الروسي للحسم العسكري بدعوى محاربة "الإرهاب".

ومنذ بدء دخول القوات التركية إلى محافظة إدلب في 13 تشرين الأول 2017، كان الموقف التركي واضحاً في دعم الاستقرار في إدلب، رغم كل الضغوطات الروسية التي واجهتها تركيا في المرحلة الماضية، وعمليات القصف المتكررة لروسيا والنظام في مناطق قريبة من تمركز القوات التركية كان هدفها زعزعة العلاقة بين المدنيين هناك وتلك القوات التي من المفترض أن تحميهم وتوقف القصف عنهم.

خرجت قمة طهران يوم أمس ببيان ختامي مشابه لما خرج في أستانة، وركزت روسيا على العمل في المنطقة بما أسمته بروح أستانة، في وقت رفضت قبول هدنة رسمية طرحها الرئيس التركي واكتفت بالصمت حيال الأمر، ولم يوضح البيان الختامي حقيقة ماتم التوصل إليه، أو المخرجات الأساسية لملف إدلب، إلا أنه يحمل في طياته نزعة للتهدئة في المرحلة القادمة على أقل تقدير.

ووفق محللين فإن الهدنة الغير معلنة صراحة هي فرصة جديدة للضامن التركي لإثبات نفسه على الأرض، وإنهاء جميع الذرائع التي تحتج فيها روسيا لمهاجمة إدلب، لذا فإنه فيما يبدو أعطيت تركيا وقتاً إضافياً لإنهاء جملة من الملفات الضرورية قبل التوصل لإعلان وقف شامل لإطلاق النار، في حين يبدو أن خيار الحرب والعملية العسكرية لم يعد موجوداً.

وأبرز الملفات التي سيكون من مهام الدولة التركية إنهائها في إدلب هي وقف التهديدات بطائرات مسيرة على قاعدة حميميم التي تتخذها روسيا حجة دائمة للتصعيد وإعادة قصف المحرر، وإنهاء ملف هيئة تحرير الشام والتنظيميات المتشددة في المنطقة، والعمل على دمج جميع الفصائل في كيان موحد بقيادتها عرى غرار الجيش الوطني شمال حلب.

كما أن هناك عدة مطالب روسية تتعلق بإعادة فتح خطي الأوتستراد الدوليين بين حلب ودمشق وحلب واللاذقية، وهذا أيضاَ سيكون تطبيقه على مراحل للوصول لعودة الحركة التجارية والمسافرين عبر هذه الطرق بعد انتهاء أي تهديدات في المنطقة، وملفات أخرى غير معلنة.

ولفت محللون إلى أن الدبلوماسية التركية الصلبة نجحت في تجنيب إدلب الحرب، وذكرت المصادر إلى أن تركيا كانت منذ بداية دخول قواتها إلى إدلب تدرك أنها لن تكون لفترة قصيرة، ولذا فإنها وحتى تاريخ قمة طهران الثالثة كانت تعزز قواتها وتثبت قواعدها وتحصنها بشكل كبير، أي أنها تعمل وفق خطة طويلة الأمد ولايمكن أن تنحسب بهذه السهولة.

كما أن تركيا واجهت تهديدات النظام وروسيا خلال الأسابيع الماضية بحشد المزيد من القوات العسكرية التركية على حدود إدلب الشمالية ضمن الأراضي التركية، والتي كانت رسالة واضحة للجميع بأن تركيا لن تقف مكتوفة الأيدي في وجه أي حملة عسكرية، وهذا ماكان واضحاً في حديث الرئيس التركي أردوغان يوم أمس.

وعن سبب تراجع الموقف الروسي أمام الدبلوماسية التركية، يعود لأسباب عديدة أبرزها أن العملية العسكرية على إدلب لن تكون سهلة لروسيا كباقي المعارك، فهنا فصائل ترفض أي تسوية أو تسليم وتقاتل عن عقدية قتالية بأنها مسألة وجود أو فناء وبالتالي ستواجه روسيا مقاومة شرسة وكبيرة وقد لاتمكنها من حسم المعركة مهما استخدمت سلاح الجو في دعم النظام.

كما أن لعملية إدلب لها إضافة للأبعاد الداخلية أبعاد إقليمية كبيرة، ستنعكس أثارها سلباً على علاقة روسيا بالدول المعنية بالملف السوري، وسيكون إعطاء الأسد مزيداً من السيطرة على الأرض على حساب مصالح روسيا الإقليمية والدولية في مواجهة المعسكر الغربي، وبالتالي فإن المغامرة في هذه المعركة يشكل تحدياً كبيراً بالنسبة لها لاسميا علاقاتها مع تركيا.

وتتطلب المرحلة القادمة - وفق متابعين - المزيد من التكاتف بين الفعاليات المدنية في إدلب والدولة التركية، بهدف التوصل لإعادة الأمن والاستقرار للمنطقة، كما يتطلب من قيادة هيئة تحرير الشام اليوم تغليب مصلحة 4 مليون إنسان على مصالحها وقبول الحل ضمن فصائل المعارضة المسلحة وإنهاء الحجج التي تستخدمها روسيا في كل مرة لتدمير وتهجير منطقة ما بعد أن باتت إدلب الملاذ الأخير للرافضين للتسوية والهاربين من بطش الأسد.

المصدر: شبكة شام الكاتب: فريق التحرير
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ