قال وزير الخارجية التركي "هاكان فيدان"، إن الرئيس السوري أحمد الشرع "رجل ذكي يقرأ التطورات ويوازن بين الأيديولوجيا وإدارة الدولة"، مؤكدًا أن مسار أستانا كان له دور كبير في تسريع سقوط نظام بشار الأسد. 

جاء ذلك في الجزء الثاني من برنامج "المقابلة" الذي يقدمه الإعلامي علي الظفيري على قناة الجزيرة، حيث تناول فيدان موقف تركيا من ملفات سوريا وفلسطين والعلاقات مع الدول العربية وأبرز التحديات التي تواجهها أنقرة.  

أكد فيدان أن التغييرات الإيجابية التي طرأت على شخصية الشرع كانت ملحوظة، مشيرًا إلى أن الشرع أصبح ينظر إلى ما تقوله المصادر الإسلامية ونجح في استخلاص الدروس خلال الظروف التي مرّ بها في إدلب شمال سوريا، حيث قدم خدمات للسكان في مجالات التعليم والصحة والإسكان.

وأضاف أنه يعرف الشرع منذ سنوات وقد التقاه عندما أتى إلى إدلب، لافتًا إلى أن تركيا خلال حواراتها مع الشرع ناقشت تجربة الإسلام والديمقراطية وأهمية تقديم الخدمات مستشهدًا بتجربة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.  

وبخصوص سقوط بشار الأسد، شدد وزير الخارجية التركي على أن هذه النتيجة بدأت منذ مسار أستانا في عام 2017 عبر وقف إطلاق النار، إلا أن النظام السابق لم يستغل هذه الفرصة وفشل في حل المشكلات السياسية والاقتصادية. 

وأكد أن تركيا كانت دائمًا بناءة في المفاوضات وشجعت المعارضة السورية على الانخراط فيها، لكن الأسد رفض جميع العروض، مما أدى إلى انهيار النظام العسكري تدريجيًا، حتى سقوطه الكامل في النهاية.  

وأشار فيدان إلى أن تركيا كانت داعمة للمعارضة منذ بداية الثورة، وزاد دعمها في السنوات الأخيرة خاصة في المناطق الخاضعة لإدارتها، في ظل خشيتها من تقدم نظام الأسد نحو الشمال وما يترتب على ذلك من موجة نزوح جديدة إلى تركيا.  

وعن الائتلاف السوري المعارض، قال فيدان إنه قام بكل الخطوات على الصعيد الدولي، لكن "لا توجد فرصة للتغيير على طاولة المفاوضات ما لم يتم تغيير على الأرض". كما أكد أن سوريا في عهد الأسد كانت تمثل تهديدًا وعدم استقرار لدول المنطقة، خاصة في ظل تهريب الأسلحة والمخدرات.  

وفيما يخص حزب العمال الكردستاني، وصفه وزير الخارجية التركي بأنه "فيروس حلّ بالأكراد"، إذ يحتل ثلث الأراضي السورية، وهي مناطق عربية في معظمها، ويقوم بنهب الموارد الطبيعية وبيعها للشعب السوري، بالإضافة إلى إرسال الأموال إلى العراق وإيران وتركيا لتنفيذ عمليات إرهابية. كما اتهم فيدان قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي بالتواصل مع شخصيات أخرى في حزب العمال الكردستاني التي تهدد وحدة الأراضي العراقية والتركية والسورية.