بين مطالب الكماليات ومعاناة ضحايا الأسد: الواقع السوري بعد السقوط
بين مطالب الكماليات ومعاناة ضحايا الأسد: الواقع السوري بعد السقوط
● أخبار سورية ٧ نوفمبر ٢٠٢٥

بين مطالب الكماليات ومعاناة ضحايا الأسد: الواقع السوري بعد السقوط

بعد سقوط نظام الأسد، يجد السوريون أنفسهم أمام واقع جديد مليء بالتناقضات والهموم المتفاوتة. فبينما هناك أشخاص تذوقوا طعم الحرية للمرة الأولى بعد عقود من القمع، صاروا يطالبون بتحقيق رغباتهم اليومية ويحتجون على كل قرار لا يروق لهم. 

وهناك فئة أخرى ما تزال متأثرة بممارسات القمع التي طالتها على مدار السنوات الماضية، من قتل وتشريد واعتقال ونزوح وقصف وفقر وفقدان الأحبة ودمار القرى والمدن وخسائر مادية ومعنوية، حيث دفعت ثمناً غالياً لمطالبتها بالحرية والعدالة.

وبينما هناك من يسعى للتقسيم غير مكترث بوحدة سوريا، ومن يطالب بالحكم الذاتي ويرفع علم إسرائيل متجاهلاً المجازر التي ارتكبتها بحق الفلسطينيين، هناك عائلات غابت عنهم الابتسامة منذ سنوات طويلة، بعد أن اختفى أبناؤهم في المعتقلات، وآلاف منهم ما يزالون ينتظرون خبرا يكشف مصيرهم المجهول.

وفي الوقت نفسه، تواصل منصات التواصل نقل مطالب البعض للحكومة الحالية بتوفير الكماليات، ومتعة الحياة والرفاهية، مع الإصرار على الدفاع عن حقوقهم الشخصية في اللباس والسهر وممارسة ما يعتبرونه حرياتهم الأساسية.

هناك منصات أخرى تعرض شهادات ناجين من سجون الأسد، ينقلون فيها فظائع ما عاشوه في أقبية القهر والاعتقال، من ضرب وتعذيب وتجويع وإذلال واغتصاب، وغيرها من أشكال الاحتجاز القسري، وتعكس ملامح الناجين مدى تأثير تلك الظروف عليهم حتى هذه اللحظة، رغم نجاتهم الجسدية منها.

ويروي الخارجون من السجون تفاصيل لا يمكن لعقل بشري أن يتخيلها، مثل أن يتبول السجان في الشاي ويجبر السجين على شربه، أو ترك السجناء يعانون المرض والضعف دون أي شفقة أو رحمة. 

شهادات الناجين لا تقل قسوة عن المقابر الجماعية التي يتم اكتشافها بين الحين والآخر، حيث تم الكشف عن العديد منها خلال الشهور الماضية في مناطق عدة، وتحديداً في تلك التي صبّ عليها الأسد جام غضبه، مثل حمص والتضامن وحماة وإدلب وغيرها. 

ورغم أن تلك التفاصيل لم تغب عن المطالبين بالكماليات، لم يلقوا لها اهتماماً يذكر. وبينما أغلبهم لم يتذوقوا مرارة النزوح، ولم تصب منازلهم بأذى، هناك آلاف الأشخاص يقيمون في المخيمات، حيث يختبرون الفقر المدقع وغياب مقومات الحياة الطبيعية. 

تعرضت منازل هؤلاء النازحين للدمار بسبب القصف الممنهج من قوات الأسد، فأصبحت ديارهم أطلالاً، والعودة إليها تبدوننز حلماً بعيد المنال، في ظلّ غياب القدرة المالية على إعادة بناء منازلهم أو ترميمها.

ختاماً، تؤكد هذه الصور السابقة والمفارقات بين الهموم أن التاريخ المؤلم لا يوزع أعباءه بالتساوي. فبين من يطالب بالرفاهية وينعم بالحرية، هناك من دفع ثمن هذه اللحظة غالياً، فعاش الفقد والنزوح والحرمان، لتتجلى فجوة كبيرة بين الهموم والمطالب.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ