زرع روح التنافس الإيجابي: دور المعلم في تحفيز الطلاب بمودة وعدل
زرع روح التنافس الإيجابي: دور المعلم في تحفيز الطلاب بمودة وعدل
● أخبار سورية ٧ نوفمبر ٢٠٢٥

زرع روح التنافس الإيجابي: دور المعلم في تحفيز الطلاب بمودة وعدل

يُعَدّ وجود الحافز أمراً ضرورياً في حياة الطالب، فهو يشجعه على الدراسة باهتمام ويمنحه الصبر لمواجهة التحديات. فكلما امتلك الطالب دافعاً قوياً، تمكن من ضبط نفسه، فالأولوية تصبح للجد على اللعب، والابتعاد عن كل ما يشتت انتباهه، حتى لو كانت أموراً محبّبة بالنسبة له، ليتمكن من تحقيق أهدافه.

التنافس الإيجابي حافز حقيقي نحو النجاح
وتتعدّد أنواع الحوافز لدى الطلاب، فبعضها يرتبط بتشجيع الوالدين المستمر، وبعضها ينبع من داخل الطالب نفسه ورغبته في النجاح والتميّز. وأحياناً يتجلّى الحافز في جو الصف نفسه، فعندما يشعر الطالب بوجود منافسين يسعى للتفوّق عليهم وتحقيق درجات أعلى منهم.

تأثيرات التنافس السلبي
إلا أن التنافس بين الطلاب قد يتحول إلى جانب سلبي، فيؤدي إلى شعور بالغيرة المدمرة، حيث يحسد الطالب نجاح زميله بدل أن يستلهم منه. وقد يستخدم بعض الطلاب تفوقهم لإشعار الآخرين بالنقص، ما يخلق جواً من النفور بدلاً من الاحترام.

كما أن المقارنات المستمرة مع الزملاء تؤثر على ثقة الطالب بنفسه، فتولد الإحباط بدل الدافع، وقد يدفع البعض إلى السعي للحصول على علامات عالية بطرق غير أخلاقية، مثل الغش. ويخلق التنافس السلبي جواً من العداء والتوتر داخل الصف، ويختفي التعاون والمودة بين الطلاب.

كيف يزرع المعلم التنافس الإيجابي في نفوس الطلاب؟
وفي هذا الإطار، يبرز دور المعلم في توجيه روح التنافس بين الطلاب وجعلها منافسة إيجابية تُنمّي الجهد والاجتهاد، مع الحرص على تجنب مظاهر التنافس السلبي التي قد تؤدي إلى خلافات أو مشكلات بينهم.

وينصح التربويون بمجموعة من المبادئ التي تساعد على زرع روح التنافس الإيجابي، أبرزها غرس معنى المشاركة قبل التفوّق؛ فالمعلم الناجح يُعلّم طلابه أن يتشاركوا المعرفة ويعملوا معاً خلال الدرس، بدلاً من أن يطغى عليهم شعور الأنانية أو الفردية.

ويستوجب على المعلم أن يشجع طلابه على مساعدة بعضهم البعض ودعم زملائهم في الدراسة، وحثّهم على العمل الجماعي والمذاكرة المشتركة، مما يسهم في خلق جو من التعاون داخل الصف.

توجيه التنافس ليكون إلهاماً
ويشدد التربويون على أن يُوجّه المعلم التنافس بين الطلاب ليكون مصدر إلهام لا وسيلة للمقارنة؛ فعندما ينجح أحدهم، يُظهر أن هذا النجاح دليل على قدرة جميع الطلاب على التفوق، فيتحول تفوق الفرد إلى حافز للجماعة.

كما يحرص المعلم على إشراك الطلاب في الثناء على بعضهم البعض، فيُشيد بإنجاز أحدهم ويدعو زملاءه لتقديره، ليغرس فيهم ثقافة الفرح بنجاح الآخرين.

وأخيراً، ينصح الخبراء المعلم بضرورة توزيع فرص النجاح بعدل بين الطلاب، ليتيح لكل منهم مجالاً للتألق، فيشعر الجميع بأن لهم مكاناً في دائرة التميّز، فلا يتحول التنافس إلى احتكار، بل إلى طاقة جماعية تدفع الصف بأكمله نحو النجاح.

يعد التنافس أحد الحوافز التي تدفع الطالب إلى الدراسة، وتمنحه القوة لمواجهة التحديات والتغلب عليها. إلا أن هذا التنافس قد يتحول أحياناً إلى جانب سلبي، عندما يفرق بين الطلاب بدلاً من توحيدهم. ويبرز هنا دور المعلم في توجيه هذا التنافس وتحويله إلى حافز إيجابي يُنمّي الجهد والاجتهاد لدى جميع الطلاب.

الكاتب: فريق العمل - سيرين المصطفى
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ