ترامب يصف الرئيس الشرع بـ"الرجل القوي" ويكشف أن رفع العقوبات جاء بطلب إقليمي ودولي
وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره السوري أحمد الشرع بأنه "رجل قوي"، مؤكداً أنه اتخذ قرار رفع العقوبات عن سوريا بعد مشاورات وتنسيق مع دول إقليمية، في مقدمتها تركيا وإسرائيل، إضافة إلى دول أخرى لعبت دوراً في الدفع نحو هذا المسار.
وفي تصريح أدلى به من البيت الأبيض، قال ترامب: "سنلتقي قريباً، وأنا أعتقد أنه يقوم بعمل جيد للغاية. المنطقة التي يعمل فيها معقدة وصعبة، ومع ذلك فقد أظهر قوة وقيادة. لقد انسجمت معه بشكل ممتاز، وهناك تقدم كبير تحقق في سوريا خلال الفترة الماضية. إن الأمر ليس بسيطاً، لكنه يشهد خطوات واضحة للأمام."
وكشف الرئيس الأمريكي أن قرار رفع العقوبات لم يكن أحادياً، بل جاء بناء على طلبات متعددة، قائلاً: "رفعنا العقوبات بناء على طلب تركيا، وطلب إسرائيل أيضاً، وطلب عدد من الدول المختلفة. أردنا منح سوريا فرصة حقيقية لتعيد ترتيب نفسها. حتى إيران طالبت برفع العقوبات، رغم أنها تواجه حالياً عقوبات قاسية جداً تجعل خياراتها محدودة."
وأضاف: "ما حدث هو أننا منحنا سوريا نافذة للعمل، وأعتقد أن الشرع يقوم بعمل جيد حتى الآن."
قرار أممي يؤسس لمرحلة جديدة
وجاءت تصريحات ترامب عقب تصويت مجلس الأمن الدولي مساء الخميس لصالح مشروع قرار أمريكي يقضي برفع اسمَي الرئيس السوري أحمد الشرع ووزير الداخلية أنس خطاب من قوائم العقوبات الدولية المفروضة عام 2014، حين أُدرجا آنذاك ضمن الإجراءات الدولية المرتبطة بتنظيمي "داعش" و"القاعدة".
وأعلن مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، إبراهيم علبي، أن القرار يمثل دليلاً على الثقة المتزايدة في الدولة السورية الجديدة، قائلاً:"سوريا اليوم دولة سلام وشراكة، وليست ساحة لتصفية الحسابات. نمد يدنا للعالم من أجل التعاون، وليس من أجل الصراع."
وأوضح علبي أن سوريا تسعى إلى أن تكون جسراً حضارياً واقتصادياً بين الشرق والغرب، مستندة إلى إرث تاريخي صنعته عبر قرون في الثقافة والفكر والتجارة والزراعة والصناعة.
تأييد دولي وتحولات في الموقف العالمي
صوّتت 14 دولة لصالح القرار، فيما امتنعت الصين عن التصويت دون استخدام الفيتو، ما سمح بمرور القرار بأغلبية مريحة.
وقال المندوب الأمريكي لدى مجلس الأمن إن القرار يعكس اعتراف المجتمع الدولي بالتغيير الجوهري في السياسة السورية، مؤكداً أن الشرع "يعمل بجد على تنفيذ الالتزامات الدولية المتعلقة بمحاربة الإرهاب وإعادة الاستقرار".
أما المندوب الروسي، فقد رحّب بالقرار معتبراً أنه يؤكد من جديد على سيادة سوريا ووحدة أراضيها، داعياً جميع الدول إلى احترام ذلك، "وخاصة إسرائيل التي ما تزال تحتل أجزاء من الأراضي السورية"، بحسب تعبيره.
ترتيبات ما قبل زيارة واشنطن
ونوّه دبلوماسيون إلى أن واشنطن سارعت لتمرير القرار قبل الزيارة المرتقبة للرئيس الشرع إلى الولايات المتحدة ولقائه الرئيس ترامب يوم الإثنين المقبل؛ وهي زيارة تُعد الأبرز في مسار إعادة تطبيع العلاقات بين البلدين بعد أكثر من عقد من القطيعة.
وكانت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت قد قالت سابقاً إن اللقاء يأتي "لمنح سوريا فرصة واقعية للسلام"، مضيفة أن الإدارة الأمريكية تلاحظ "تحولاً حقيقياً في النهج السياسي السوري" منذ تولي الشرع الحكم.
مرحلة سياسية جديدة تتشكل
ويُنظر إلى هذه التطورات على أنها خطوة محورية في إعادة دمج سوريا في محيطها الدولي والإقليمي، في ظل تحولات أوسع تتجه نحو التهدئة، وإعادة ترتيب موازين العلاقات والتحالفات في المنطقة.
ومن المتوقع أن يتصدر ملف إعادة إعمار سوريا جدول مباحثات الشرع في واشنطن، وهو الملف الذي كان قد أُعلن عنه سابقاً في منتدى حوار المنامة 2025 من قبل وزير الخارجية السوري أسعد حسن الشيباني.