
نقيب الفنانين يوجّه رسالة لـ "باسم ياخور": الوطن يسامح من يعتذر.. وسوريا للجميع
في خضم الجدل الذي أثارته تصريحات الفنان السوري باسم ياخور عقب التحرير، والتي تمسك فيها بموقفه الداعم لنظام الأسد ورفض تقديم أي اعتذار للشعب السوري، تداولت صفحات على منصات التواصل الاجتماعي تصريحاً لافتاً نُسب إلى الفنان مازن الناطور، نقيب الفنانين السوريين حالياً، تضمّن رسالة مباشرة إلى ياخور حملت في طياتها دعوة صريحة للمراجعة والتراجع.
"المخطئ يعتذر والشعب يسامح"
في تصريح نُقل عنه خلال استضافته في برنامج "شو القصة" الذي تقدّمه الإعلامية اللبنانية رابعة الزيات، قال الناطور: "إذا اعتذر باسم ياخور، سيسامحه الشعب السوري لأنه شعب طيب"، مضيفاً أن بوسعه العودة إلى بلده دون أن يتعرض له أحد بسوء. وأكد أن سوريا تتسع لجميع أبنائها، وأن أبوابها مفتوحة لكل من يراجع نفسه ويختار الوقوف في صف الشعب.
آلام الحرب.. تجربة شخصية
وتحدّث الناطور خلال اللقاء عن المعاناة الشخصية التي عاشها جراء الحرب، حيث فقد 17 فرداً من أبناء عمومته، ودفن والديه في الأردن بعد أن توفيا بعيداً عن أرض الوطن. وأعرب عن امتنانه للشعب الأردني الذي وقف إلى جانبه في محنته، مؤكداً أن الوطن لا يُقاس بالمصالح الشخصية وإنما بقيم الوفاء والانتماء.
نداء إلى ياخور: "راجع نفسك"
ووجّه الناطور، المعروف بدوره في مسلسل "الرحيل إلى الوجه الآخر"، رسالة مباشرة إلى باسم ياخور قال فيها: "راجع أفكارك قليلاً، سوريا فيها ناس بيحبوك، وإذا رجعت، ما رح يأذيك حدا... المخطئ بيقدر يعتذر، والشعب السوري رح يكون متسامح". وأضاف أن سوريا لم ولن تكون ملكاً لفئة دون أخرى، بل هي وطن للجميع، ومن يخطئ عليه أن يتحمل مسؤولية مواقفه بشجاعة.
ياخور متمسك بموقفه رغم سقوط النظام
ويأتي هذا التصريح في وقت لا يزال فيه باسم ياخور متمسكاً بموقفه المؤيد لنظام الأسد، حتى بعد سقوط النظام وفرار بشار الأسد وعائلته إلى موسكو في ديسمبر/كانون الأول 2024، وتركه لمؤيديه يواجهون مصيرهم بعد أن نهب ثروات الشعب وغادر البلاد.
قرار بفصل "سلاف فواخرجي"
وكان أثار قرار نقابة الفنانين السوريين بسحب عضوية الممثلة سلاف فواخرجي تفاعلاً واسعاً بين السوريين، الذين اعتبروا القرار خطوة متأخرة لكنها محمّلة بدلالة رمزية، نظراً لمواقفها المؤيدة لرأس النظام المخلوع بشار الأسد، وتجاهلها لجرائمه طوال السنوات الماضية، وصولاً إلى سقوطه وفراره إلى موسكو في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024.
دعوات لفصل ممثلين آخرين
بالتزامن مع القرار، طالب عدد من رواد مواقع التواصل الاجتماعي باتخاذ إجراءات مماثلة بحق عدد من الفنانين الآخرين، وعلى رأسهم "باسم ياخور" الذي آثار الظهور الأخير له عبر بودكاست مطول نُشر على منصة يوتيوب، في محاولة للرد على الانتقادات المتكررة لمواقفه المؤيدة لنظام الأسد البائد. وعلى الرغم من محاولة ياخور الظهور بمظهر المتوازن، إلا أن حديثه كان حافلاً بالتناقضات، ومحاولات التملّص من تاريخه الطويل في تأييد النظام، الذي سقط في الثامن من كانون الأول 2024.
"أنا ابن هذا النظام" .. تأكيد الولاء
في لقاء سابق عبر شاشة لبنانية بتاريخ 24 شباط 2024، جدّد ياخور ولاءه العلني لبشار الأسد، قائلاً صراحة "أنا ابن هذا النظام"، نافياً صفة "الشبيح" عنه رغم تصريحاته ومواقفه المناهضة للثورة السورية منذ انطلاقتها عام 2011. كما برّر علاقته الوثيقة بماهر الأسد، معتبراً أن "رموز الدولة" يحبون الدراما ويتابعونها، مؤكداً على أنه يحظى بترحيب من أي وزير في الدولة.
انتقادات مبطّنة لزملائه المعارضين
شنّ ياخور خلال البودكاست هجوماً مبطناً على عدد من زملائه الفنانين والإعلاميين المعارضين، مثل فيصل القاسم وفارس الحلو وهمام حوت، واتهم بعضهم بالمزايدة، وادّعى أنه لم يكن من المستفيدين من النظام. كما حاول التبرؤ من وصف "التكويع"، رغم تصريحاته السابقة التي أكدت اصطفافه الكامل إلى جانب الأسد.
حزن على الشبيحة وتجاهل للضحايا
في لفتة مثيرة للجدل، أعرب ياخور عن حزنه لاعتقال عناصر تابعين للنظام خلال عمليات التحرير، واستند إلى تقارير من "المرصد السوري" للإشارة إلى عدد المعتقلين من صفوف النظام، متجاهلاً أن معظمهم متورط في جرائم وانتهاكات بحق المدنيين. هذه التصريحات اعتُبرت استفزازية للشارع السوري، خاصة أنها جاءت دون أي تعاطف حقيقي مع الضحايا أو ذكر لمجزرة واحدة ارتكبها النظام.
مواقف مهزوزة ورفض للمحاسبة
ورغم سقوط النظام، لم يُظهر ياخور أي ندم على مواقفه السابقة، ولم يأتِ على ذكر بشار الأسد أو جرائم الجيش الذي دافع عنه طيلة السنوات الماضية، بل حاول تصوير تلك الحقبة كخلاف في الرأي، قائلاً إن القضية أشبه بـ"نقاش حول إن كانت حلاوة الجبن حمصية أم حموية".
انتقادات لاذعة ودعوات للمقاطعة
أثارت تصريحات ياخور الأخيرة موجة من الانتقادات، إذ وصف الصحفي السوري عمر قصير اللقاء بـ"ثرثرة خاوية"، وكتب: "لم يعتذر، لم يُدن الجرائم، لم ينطق بحرف عن الأسد. كل ما قاله كان استعراضاً لموقف أخلاقي فاشل". وأضاف: "على الأقل لم يتظاهر بالتوبة كما فعل غيره بعد خمس دقائق من السقوط".
تغطية على السقوط الأخلاقي
حاول ياخور، من خلال نشاطه على قناته في يوتيوب، التفاعل مع مواضيع اجتماعية في مناطق سيطرة النظام، مثل "تكاليف الشتاء" و"جوازات السفر"، لكن هذه الخطوات فُسرت كمحاولة لصرف الانتباه عن تاريخه المتورط أخلاقياً وسياسياً، دون أي مراجعة حقيقية لمواقفه.
انقسام داخل الوسط الفني
منذ انطلاقة الثورة السورية، انقسم الفنانون السوريون بين مؤيد للثورة ومعارض لها، في وقت استخدم فيه النظام الأسد عدداً من الفنانين لتلميع صورته. اليوم، وبعد انهيار النظام، يواجه هؤلاء الممثلون مصيراً أخلاقياً وإنسانياً في الذاكرة الجماعية للسوريين.