
ميليشيات إيران تتحرك من جهة خناصر ... وغموض يكتنف مصير المنطقة الواقعة شرقي سكة الحديد
بدأت قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها، بمحاولة التوسع في ريف حلب الجنوبي الشرقي بعد حشود رصدها الثوار في المنطقة منذ أيام، تشير التحركات إلى مساعي قوات الأسد وميليشيات إيران لشن عملية عسكرية كبيرة في المنطقة قد يكون هدفها مطار أبو الظهور العسكري، بناء على التعنت الإيراني الرافض لاتفاق تركيا وروسيا، ومطلبها في السيطرة على المطار العسكري.
وذكرت مصادر في ريف حلب الجنوبي أن قوات الأسد والميليشيات الشيعية تقدمن من محور قرية عبيدة وسيطرت على قريتي الرشادية وحجارة في الجنوب الغربي لمنطقة خناصر تبعد قرابة 40 كم عن مطار أبو الظهور شرقاً، وسط محاولاتها التوسع في المنطقة، فيما لم تحدد وجهة هذه القوات، في الوقت الذي تدور فيه اشتباكات مع عناصر من الفصائل التي عززت مواقعها في المنطقة، لفتت المصادر إلى أن قوات الأسد تحاول تشتيت الفصائل من خلال عمليات إشغال جنوبي وشرقي منطقة أبو الظهور، في الوقت الذي تتحضر فيه لشن الهجوم الأكبر من ريف حلب الجنوبي الأقرب لمنطقة أبو الظهور.
وكثر الحديث مؤخراً عن منطقة معزولة السلاح في ريفي حماة وإدلب الشرقيين تشمل المناطق الواقعة شرق سكة الحديد، تمتد من نقطة أبو دالي حتى ريف حلب الجنوبي، وتخضع لإدارة مستقلة منزوعة السلاح تدار من قبل المجالس المحلية فيها، بناء على اتفاق تركي روسي لفصل مناطق انتشار القوات التركية في إدلب عن مناطق تمركز قوات الأسد في منطقة خناصر وطريق إثريا، وهذا ماترفضه إيران.
هذه الخطة التي تسربت عبر مصادر عدة لم تؤكدها الدول القائمة على تنفيذ اتفاق خفض التصعيد "تركيا وروسيا"، كان لمعركة هيئة تحرير الشام في أبو دالي مؤخراً بحسب مراقبين هو ضربة أولى للاتفاق وقطعاً للطريق على تطبيقه، ثم كان الرد بدخول عناصر تنظيم الدولة من منطقة عقيربات إلى ريف حماة الشرقي المحرر باتفاق مع نظام الأسد كونها عبرت مناطق سيطرته بأليات ثقيلة وصولاً للمحرر في منطقة الرهجان.
وتشهد بلدات ريف حماة وإدلب الشرقيين حملات قصف عنيفة من الطيران الحربي الروسي وطيران الأسد ماتزال مستمرة، مع تحليق يومي لطيران الاستطلاع في أجواء المنطقة، تلا ذلك تقدم لقوات الأسد من منطقة إثريا ضمن مناطق سيطرة تنظيم الدولة وصولاً حتى جب أبيض، بالتزامن مع المعارك العنيفة في المنطقة بين هيئة تحرير الشام وتنظيم الدولة، اعتبرت هذه المعارك لإشغال تحرير الشام عن الهدف الحقيقي.
ذكرت مصادر ميدانية لـ"شام" في وقت سابق أن مطار أبو الظهور العسكري خالي بشكل كامل من أي وجود عسكري لهيئة تحرير الشام بعد الضربات الجوية الروسية في الثالث من تشرين الأول الحالي، لافتاً إلى أن مجنزرات عسكرية لهيئة تحرير الشام قامت قبل الانسحاب بأسابيع بتجريف المدرجات الاحتياطية، كما كان هناك نية لتدمير البلوكوسات، جاءت الضربات الروسية لتدمر قسم كبير من المخازن وأبنية عديدة، وهي ماعجلت بانسحاب تحرير الشام إلا من بعض العناصر كحرس على باب المطار.
خلط الأوراق في المنطقة أثار جدلاً كبيراً وعدم وضوح في الخطط التي تدار للمنطقة حيث أكد مصدر عسكري "طلب عدم ذكر اسمه" لشبكة "شام" الإخبارية أن الأمور تسير في اتجاهين حسب المعطيات الميدانية: الأول قبول تحرير الشام بالخطة الروسية - التركية أن تكون المنطقة منزوعة السلاح وهذا مايبرر انسحابها من مطار أبو الظهور العسكري، والثاني هو إصرار إيران على التوسع في المنطقة والوصول للمطار العسكري انطلاقاً من ريف حلب الجنوبي التي تبعد قرابة 15 كم عن المطار لاسيما بعد زيارة "الجنرال محمد باقري موقع الخط الأمامي مع عدد من الضباط الإيرانيين" في حلب والحديث عن تحركات إيرانية كبيرة في المنطقة.
منطقة البادية التي تمتد من ريف حلب الجنوبي حتى ريف حماة الشرقي تخضع بشكل كامل لسيطرة هيئة تحرير الشام يشرف على إدارتها عسكريا "قطاع البادية" الذي يعتبر أحد أبرز مكونات تحرير الشام، ولمنطقة البادية بعد استراتيجي كبير لهيئة تحرير الشام، ستفضي التطورات القادمة لتحديد مصير هذه المنطقة، في الوقت الذي يتخوف فيه آلاف المدنيين هناك من مصير مجهول في حال انسحبت تحرير الشام منها أو شهدت معارك فيها والتي ستدفعهن في الحالتين لرحلة نزوح جديدة.