
ميدل إيست آي : الملك عبد الله حذّر واشنطن من اغتيال الشرع
ذكرت مجلة “ميدل إيست آي” البريطانية أن ملك الأردن عبد الله الثاني حذر الإدارة الأميركية من المضي في أي مخطط يستهدف اغتيال الرئيس السوري أحمد الشرع، وذلك قبل أيام من لقائه المرتقب مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب في العاصمة السعودية الرياض.
جاء هذا التحذير على لسان السيناتورة الأميركية جين شاهين خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ، حيث قالت إن بعض الدوائر داخل إدارة ترمب ناقشت خيار اغتيال الرئيس السوري، وهو ما أثار قلق حلفاء واشنطن في المنطقة.
وبحسب شاهين، فإن الملك عبد الله حذر بشكل واضح من أن تغيير القيادة بهذا الشكل من شأنه أن يُشعل حربًا أهلية شاملة في سوريا، مؤكدًا أن هذه الخطوة ستمثل خطأً استراتيجيًا فادحًا في لحظة تتوافر فيها فرصة نادرة لدفع البلاد نحو الاستقرار.
وقد أدلت شاهين بهذه التصريحات خلال استجوابها للمسؤول الأميركي جويل رايبورن، المرشح لمنصب نائب وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، الذي بدوره نفى معرفته بوجود أي نية لمثل هذه الخطوة داخل الإدارة الأميركية.
ويأتي هذا الكشف بالتزامن مع قرارات مثيرة اتخذها الرئيس ترمب هذا الأسبوع، أبرزها رفع العقوبات الأميركية بالكامل عن سوريا، الأمر الذي فاجأ دوائر في الحكومة الأميركية وحتى الحلفاء المقربين مثل إسرائيل.
إذ أشارت تقارير إلى أن مستشاري ترمب في وزارة الخارجية كانوا قبل أيام فقط يبلغون نظراءهم في الدول الأخرى بأن العقوبات مستمرة، فيما صرح مسؤولون آخرون من مجلس الأمن القومي أنهم يعتزمون تأخير تنفيذ القرار على أمل الحصول على تنازلات إضافية من الرئيس الشرع.
وفي الوقت الذي عبّر فيه البعض داخل واشنطن عن امتعاضهم من قرار ترمب، نال القرار ترحيبًا واسعًا من جانب الحلفاء الخليجيين، لا سيما في السعودية والإمارات وقطر.
وقد التقى الرئيس الأميركي في الرياض بكل من الرئيس السوري أحمد الشرع وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في حين انضم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إلى الاجتماع عبر اتصال مرئي.
ووفقًا لما نشره البيت الأبيض، فقد طالب ترمب نظيره السوري باتخاذ خطوات محددة شملت الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم مع إسرائيل، وإخراج المقاتلين الأجانب من البلاد، وترحيل عناصر فلسطينية متهمة بالإرهاب، وتولي إدارة مراكز اعتقال تنظيم الدولة في الشمال الشرقي.
من جانبه، شكر الشرع الرئيس ترمب وكلًا من بن سلمان وأردوغان على جهودهم الدبلوماسية، مشيرًا إلى أن مغادرة الإيرانيين لسوريا تمثل فرصة استراتيجية مشتركة لتعزيز التعاون الأمني، كما أكد التزامه باتفاق فض الاشتباك مع إسرائيل لعام 1974، ودعا الشركات الأميركية للاستثمار في قطاعي النفط والغاز السوريين.
ويُذكر أن الرئيس الشرع كان قائدًا سابقًا لتنظيم هيئة تحرير الشام، وشارك في الحرب ضد القوات الأميركية في العراق، وأمضى سنوات في سجن أميركي قبل أن يُطلق سراحه ويصبح لاحقًا رمزًا للثورة السورية.
ورغم أن الولايات المتحدة صنفته سابقًا إرهابيًا وخصصت مكافأة بقيمة عشرة ملايين دولار للقبض عليه، فإن رفع العقوبات الأخير قد يمهد لإزالة اسمه من قائمة الإرهاب.
وفي ختام الاجتماع، أكد ترمب أنه يرى في الشرع “فرصة تاريخية” لإحداث تغيير حقيقي في سوريا، مشيرًا إلى أنه شاب قوي وله ماضٍ حافل وهو مقاتل قوي، ويجب أن يمنح الفرصة ليُثبت أنه أهل للثقة.