صورة
صورة
● أخبار سورية ٢٨ فبراير ٢٠٢٥

من الاستخبارات العسكرية إلى التضليل .. أحد أقطاب إعلام نظام الأسد يتهرب من العدالة بمزيد من الكذب

إيقاف النشاط تحت غطاء التهديدات
زعمت مجموعة "يلا" الإعلامية، "إيقاف نشاطها الإعلامي في سوريا، بعد تعرض مديرها العام للتهديد المباشر بالتصفية من قبل أحد المسؤولين الأجانب رفيعي المستوى في وزارة الإعلام السورية"، مشيرة إلى "تهديدات مباشرة وصلتها من أشخاص عرفوا عن أنفسهم بأنهم مستشارين في القصر الرئاسي".



وادعت المجموعة، بحسب البيان الذي نشرته عبر صفحتها بموقع "فيسبوك"، أن ما سبق كان بعد كشفها "عن علاقات مشبوهة للمسؤول بالصوت والصورة، وتدخله بالشؤون الداخلية وإجبار الشركة بطرق غير ودية على التنازل عن حقوق فضائية وفرض أتاوى عليها من قبل نفس المسؤول"، ووصفت ذلك بأنه يشبه ما فعله النظام السابق تجاه الشركة، مشيرة إلى أنها ستنشر الوثائق في وقت لاحق.

وحظي البيان الذي نشرته المجموعة الإعلامية بانتشار واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، وسط تخوفات من مستقبل حرية الصحافة والإعلام في سوريا، بعد تولي أحمد الشرع، رئاسة المرحلة الانتقالية في سوريا، عقب انتصار الثورة السورية على ديكتاتورية آل الأسد، التي قيدت السوريين على مدار العقود الخمسة الماضية، وقمعت وقتلت السوريين، وقيّدت حرياتهم كافة وعلى رأسها حرية الصحافة والإعلام.

دحض الادعاء
أكد مدير منصة "تأكد"، أحمد بريمو، أن الادعاء الذي نشرته مجموعة "يلا" الإعلامية كاذب، وشدد أن المجموعة ومديرها ليس لديهم  قرائن موثوقة صحيحة غير مختلقة ومزورة مشددا على أن لديه معلومات بأن التهديدات المُشار إليها غير صحيحة وأن هذا السلوك ليس جديدا نظرا إلى تاريخ هذه المجموعة وأوضح أنه بصفته مواطنًا وصحفيًا سوريًا، كان أحد الذين تقدموا بطلب رسمي لوزارة الإعلام السورية بإيقاف هذه المجموعة ومحاكمة مديرها أحمد مؤمنة، وذلك لدوره في قمع حرية التعبير وتبييض التضليل والكذب الذي مارسته روسيا طوال السنوات الماضية، إضافة إلى دوره بدعم شخصيات إعلامية وفنية داعمة لنظام بشار الأسد خلال فترة الثورة.

وأشار بريمو في منشور له عبر حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك"، إلى أمور أخرى قال إنه سيكشف عنها أمام القضاء السوري في حال استُدعي لتقديم شهادته والأدلة التي يمتلكها ضد المجموعة ومديرها، والذي يعرفه عن قرب وقد تتبع مسيرته منذ فترة طويلة.

وتأكيدا لما سبق نستعرض في تحقيقنا جانبا من الدور الحقيقي للمجموعة ومديرها

"يلاّ " لقمع الاحتجاجات السلمية
برز اسم مجموعة "يلا" منتصف العام 2020، حين اشتكى نشطاء سوريون من حظر "فيسبوك" نشر بعض الفيديوهات التي توثق خروج مظاهرات مناهضة لنظام الأسد في السويداء بذريعة "انتهاك حقوق الملكية".

وتداول ناشطون لقطات شاشة تظهر الرسائل التي وردتهم من "فيسبوك" بعد ثوان قليلة من نشرهم تسجيلًا لإحدى المظاهرات التي خرجت في السويداء، حيث يطلب "فيسبوك" من المستخدمين حذف التسجيل المشار إليه بحجة أن شركة تدعى "يلا ميديا" تمتلك حقوقه.


في تلك الفترة، كشف مدير منصة "تأكد"، في تصريح نشرته صحيفة "زمان الوصل" المحلية، عن وجود ثغرة في سياسة الحفاظ على حقوق الملكية لدى "فيسبوك"، يستغلها نظام الأسد لمنع انتشار الفيديوهات التي توثق المظاهرات المناهضة له.

وقال مدير منصة تأكد أحمد بريمو: "لاحظنا  فيديوهات من مظاهرات السويداء يحظر فيسبوك نشرها بذريعة انتهاك حقوق الملكية، وبعد تتبع الجهة التي تدّعي ملكية تلك الفيديوهات، تبين أنها شركة (Yala media Network) ومقرها دمشق".

وأضاف حينها: "نعتقد أن هذه الشركة تابعة للنظام السوري مباشرة، وبطريقة غير شرعية تقوم بتزوير شهادات ملكية للفيديوهات التي يتم تصويرها من جانب نشطاء السويداء، وتطلب من فيسبوك حظر نشر المحتوى أينما نشر باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي".

"يلاّ " لغسيل المعلومات
في نيسان/ أبريل 2023، نشرت شبكة BBC البريطانية تحقيقًا أعده فريق الكشف عن المعلومات المضللة التابع لها، تحت عنوان "شركة بريطانية تنشر الأخبار الروسية الزائفة لملايين الأشخاص"، كشفت خلاله عن دور شركة إعلامية مسجلة في المملكة المتحدة، تنشر معلومات مضللة نقلا عن مصادر روسية  لملايين الأشخاص الناطقين باللغة العربية حول العالم، وهي شركة "يلا".

وأثبت التحقيق أن المنصة الإعلامية كانت تُبيّض وتغسل المعلومات التي نشرتها المواقع الإعلامية الروسية بداية الغزو الروسي لأوكرانيا، وأن معظم محتويات المنصة الإعلامية في تلك الفترة كانت نسخة طبق الأصل من القصص المنشورة على المواقع الإعلامية الروسية، المدعومة من الدولة.

تزعم المنصة الإعلامية "يلاّ"، أن أوكرانيا ترسل الطيور لنشر الأمراض - باستخدام صورة لطائر القيق الأزرق التقطها مركز للحياة البرية في الولايات المتحدة

"يلاّ" لدعم مشاهير ومسؤولي النظام المخلوع
ورغم أن تحقيق BBC لم يغفل الدور الخطير الذي تورطت به شبكة "يلا" في دعم مشاهير وصحفيين سوريين موالين للنظام، إلا أن هذا الدور لم يكن سوى جزء من مشهد أوسع.

بحسب المعلومات المتوفرة لدى فريق إعداد هذا التحقيق، فإن أحمد مؤمنة، المدير التنفيذي لشركة "يلا"، يرتبط بشكل مباشر مع كامل صقر، مدير المكتب الإعلامي التابع لبشار الأسد، وأن زوجة صقر، ديالا حسن، كان لها دور في الشركة .

كما ارتبط اسم مؤمنة بشعبة المخابرات العسكرية التابعة للنظام، وكان أحد الذين زودوا هذه المؤسسة بأجهزة تجسس متطورة مصدرها إحدى الدول الخليجية، إذ سلمها شخصيا لأحد مسؤوليها.

ومن بين الشخصيات التي ساهم مؤمنة وشركته بدعمها، مراسل التلفزيون الحكومي شادي حلوة، الذي كان الواجهة الإعلامية لشركة "القاطرجي"، المشمولة في عقوبات وزارة الخزانة الأمريكية لضلوعها في تمويل جماعات إرهابية مثل فيلق القدس وجماعة الحوثي.






"يلاّ" نحو المحاكمة

بالرغم من أن "يلاّ" أعلنت بشكل رسمي وقف نشاطها الإعلامي في سوريا، إلا أن بيانها المنشور في  إحدى صفحاتها المُدارة من الإمارات، لم يتضمن أي وثيقة تدعم الادعاءات بشأن أسباب القرار.

بينما أفاد مصدر مطلع لمنصة "تأكد"  أن وزارة الإعلام في حكومة تسيير الأعمال السورية، أبلغت وزارة الداخلية بالاتهامات الموجهة للمجموعة ومديرها أحمد مؤمنة، مرفقة بالأدلة التي أرسلها مدير منصة "تأكد"، بالإضافة إلى شهادات أخرى من مواطنين وصحفيين سوريين.

وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن أحمد مؤمنة كان متواجدًا في سوريا قبل نحو ثلاثة أسابيع، فيما لم يُعرف مكان تواجده الحالي، خاصة وأنه كان يعيش في الإمارات، حيث يقيم عدد كبير من الأشخاص المرتبطين بالنظام.


صورة نشرها أحمد مؤمنة على حسابه بموقع فيسبوك تجمعه بالمدير الأقليمي لشركة Meta في الشرق الأوسط

الكاتب: أحمد بريمو منصة تأكد
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ