صورة
صورة
● أخبار سورية ١ أبريل ٢٠٢٥

مع نهاية رمضان هل أديتَ "حق الملح"..؟ تقليد عربي أصيل يكرّم النساء بعد الصيام

يكثرُ الحديث في أواخر أيام شهر رمضان المبارك وأوائل أيام عيد الفطر السعيد عن "حق الملح"، وتنتشر فيديوهات وصور في منصات التواصل الاجتماعي عن هدايا ملفتة للانتباه متبادلة بين الأزواج، أحياناً تكون ضمن عرض أو دعاية، وأحياناً على شكل منشورات توعوية هادفة، وأحياناً أخرى كنوع من الدعابة.

وأحد الفيديوهات المنتشرة بكثرة علبة من المجوهرات تتضمن داخلها حلق وعقد وأساور من الذهب، ومرفقة بعبارة: "إذا ما جبلك هيك هدية برمضان لا تطبخيلوا"، وصورة لسيارة فخمة مكتوب عليها حق الملح، وعلبه تتضمن ورود وشوكولا غيرها من الهدايا المميزة.

 يُعتبر "حق الملح" واحدة من العادات الشائعة في بعض الدول العربية منها المغرب العربي، وبحسب بعض الدراسات التاريخية فإن عادة "حق الملح" بدأت في الجزائر قبل 500 عام، ومنها انتقلت إلى تونس. وتكمن بأن يشكر الزوج زوجته للجهود التي بذلتها طوال شهر رمضان، وهي تهتم بالمنزل وتعتني بالأولاد وتعدُّ لهم الأطباق الشهية. فيشتري لها هدية مميزة إما في اليوم الأول من العيد أو في الأيام الأخيرة من شهر رمضان، وتكون قيمة الهدية حسب الوضع المادي للرجل.

وتختلف هدية "حق الملح" من زوج لآخر، البعض يشتري ملابس، آخرون يجلبون قطعة من الذهب أو ربما يعطون نسائهم مبلغاً مالياً، بينما هناك رجال تحب زوجاتهم أن يُقدم لهنَّ باقة من الورد أو شيء يمكن استخدامه في المنزل كغسالة كهربائية أو خلاط، وغيرها من الهدايا المحببة للنساء. فهذه العادة ترمز للامتنان، وتعبر عن عمق العلاقات الأسرية بين الشريكين بحسب ما أشار إليه مختصون اجتماعيون.

يتناول أشخاص منشوراتِ حق الملح بطريقة كوميدية، ويحصل نوع من تبادل النكات في وسائل التواصل الاجتماعي مثل: "بٱخر رمضان قلت لزوجي بدي حق الملح، قام عطاني حق كيلو ملح وقلي إذا ما كفى بجبلك كيلين". ويعلقُ الرجال قائلين: "وحق الزلمي، لي من صباح بيفيق وهو كل وقته عم يجيب ويلبي طلبات ويدفع فواتير كهربا ومي ومدري شو، وينو حق الملح ألنا؟".

ومن أبرز تعليقات النساء: "ما بدنا حق ملح ولا حق سكر، بدنا يمضولنا رمضان ع خير من دون نكد ونق وليش الاكل مالح وليش الأكل ناقصه ملح، وأمي كانت تطبخ أطيب، وأمي كانت تجهز سفرة بنص ساعة وغيرها من الموشحات اللي بتوجع الراس".


لماذا سميت بـ "حق الملح"..؟
يشير مصطلح “الملح” في دول المغرب العربي إلى “العشرة” أو المعاشرة الطويلة. وبالتالي، فإن هذه الهدية تعتبر اعترافًا بفضل العشرة والعمر الذي قضاه الزوجان معًا. وهناك تفسير آخر لأصل التسمية يربطها بجهود الزوجة في تحضير الطعام خلال شهر الصيام. ففي بعض الأحيان، كانت الزوجة تتذوق الطعام على طرف لسانها للتأكد من ملوحته دون أن تفطر، وهذا الجهد يستحق التقدير.

تقتضي التقاليد أن تتزين الزوجة في أول أيام العيد، وأن تعطر منزلها وتُعده لاستقبال زوجها بعد عودته من صلاة العيد. ثم تُقدم له فنجانًا من القهوة مصحوبًا بحلويات العيد. ولكن هذا الفنجان لا يُعاد فارغًا، بل يضع فيه الزوج هديته تعبيرًا عن امتنانه وتقديره.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ