
كارثة بيئية غير مسبوقة.. تقدرات رسمية لحجم خسائر حرائق الغابات السورية
كشفت وزارة الإدارة المحلية والبيئة في الحكومة السورية أن عام 2025 شهد اختفاء 20 ألف هكتار من الغابات السورية بفعل الحرائق، أي ما يعادل مساحة 28 ألف ملعب كرة قدم، في واحدة من أخطر الكوارث البيئية التي ضربت البلاد خلال السنوات الأخيرة.
ووفقًا للتقديرات الرسمية نتج عن الحرائق أضراراً مباشرة بأكثر من 60 قرية، وأجبرت نحو 1,200 شخص على الإخلاء القسري من منازلهم، بينما فقدت آلاف العائلات مصادر رزقها الأساسية في المزارع والمداجن والمناحل.
وفق البيانات الصادرة عن الوزارة، انهارت موائل 45 نوعاً من الطيور و180 نوعاً نباتياً، كما اختفى أكثر من 50 نوعاً من الحيوانات البرية، كان أبرزها الوشق والدب البني السوري، ما يشكل ضربة قوية للتنوع الحيوي الذي تميزت به غابات سوريا لعقود.
وأطلقت الحرائق نحو 837 ألف طن من انبعاثات الكربون في الجو، في حين فقدت الغابات قدرتها الطبيعية على امتصاص حوالي 28 ألف طن سنوياً من الغازات المسببة للاحتباس الحراري وضاعف هذا التحول الخطير من حدة أزمة التغير المناخي في سوريا والمنطقة، ويزيد من مخاطر موجات الجفاف وارتفاع درجات الحرارة.
هذا وتشير تقدرات وزارة الإدارة المحلية والبيئة في سوريا أن الكارثة أدت إلى ارتفاع معدلات الوفيات بنسبة 17% مقارنة بما قبل 2011، نتيجة تفاقم الأمراض التنفسية والمشاكل الصحية المرتبطة بتلوث الهواء.
وتجدر الإشارة إلى أن الحرائق في سوريا تحولت إلى أزمة بيئية مركّبة، لم تقتصر على تدمير الغطاء النباتي بل طالت حياة الناس وصحتهم واقتصادهم، وتقدر الحكومة السورية أن الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها بنحو 1.4 تريليون دولار، في وقت تشير البيانات إلى أن سوريا فقدت حوالي 20.4% من غاباتها منذ عام 2012.