
الطاقة الشمسية في سوريا... ضرورة فرضتها الحرب وتحدياتها
بعد اندلاع الثورة السورية وما رافقها من قصف منهجي نفذته قوات النظام السابق، تدهورت البنية التحتية في العديد من المناطق السورية، وكان قطاع الكهرباء من أكثر القطاعات تأثراً، مما تسبب في معاناة شديدة للسكان.
مع الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي في بعض المناطق وانعدامه التام في أخرى، بدأ الأهالي بالبحث عن حلول بديلة، فظهرت المولدات الخاصة العاملة بالمازوت، مع خيار الاشتراك بـ"الأمبيرات" مقابل رسوم شهرية. لاحقاً، ازداد الإقبال على الطاقة الشمسية كبديل أكثر استدامة وأماناً.
مكونات منظومة الطاقة الشمسية وآلية عملها
تعتمد منظومة الطاقة الشمسية على مكونات رئيسية لتوليد الكهرباء، وهي الألواح الشمسية التي تلتقط أشعة الشمس وتحولها إلى طاقة كهربائية، وجهاز الشاحن (الشارج) الذي ينظم تدفق الطاقة إلى البطاريات.
وتخزن البطاريات الطاقة للاستخدام لاحقاً، بينما يحول الإنفيرتر التيار المخزن إلى تيار مناسب لتشغيل الأجهزة المنزلية. تتوقف كفاءة المنظومة على جودة الألواح وسعة البطاريات، وتختلف أنواع البطاريات وعدد الألواح حسب القدرة المالية للأهالي.
فوائد الطاقة الشمسية للسوريين
أتاحت الطاقة الشمسية للسوريين فوائد ملموسة، حيث وفرت الإنارة ليلاً وتشغيل أجهزة أساسية مثل شواحن الهواتف، المراوح، الثلاجات الصغيرة، وبعض الغسالات، حسب حجم المنظومة. كما مكنت الأهالي من التحكم الكامل باستخدام الكهرباء دون التقيد بجداول تقنين أو انقطاعات مفاجئة. وأتاح تصميمها المرن نقلها بسهولة إلى أماكن أخرى، مما ساعد النازحين خلال تنقلاتهم المتكررة.
سلبيات وتحديات الطاقة الشمسية في سوريا
وعلى الرغم من الفوائد العديدة للطاقة الشمسية، إلا أنها تواجه تحديات وسلبيات عدة. تتمثل أبرز هذه التحديات في ارتفاع تكلفة مكونات المنظومة، التي تظل باهظة مقارنة بدخل معظم الأهالي، خاصة في ظل الحرب والنزوح اللذين أديا إلى استنزاف الموارد المالية للسكان.
أيضاَ مشكلة أخرى تكمن في تفاوت جودة المكونات المتوفرة في السوق، حيث تكون بعض الأنظمة رديئة الصنع، مما يجعلها عرضة للأعطال أو غير كفؤة، خاصة خلال الشتاء أو في الأيام الملبدة بالغيوم حيث تقل كفاءة الألواح الشمسية.
كما يحذر خبراء الطاقة من مخاطر البطاريات، خاصة الرخيصة أو مجهولة المصدر، التي قد تنفجر أو تتسبب بحرائق إذا أسيء استخدامها. الشحن الزائد أو التخزين في أماكن سيئة التهوية قد يؤدي إلى حوادث خطرة، وقد سُجلت حالات مماثلة ألحقت أضراراً بالعائلات.
إضافة إلى ذلك، يشكل التخلص العشوائي من البطاريات المستهلكة خطراً بيئياً خطيراً، حيث تتسرب مواد سامة مثل الرصاص والحمض إلى التربة والمياه الجوفية، مما يهدد البيئة على المدى الطويل.خاتمة
وبات الطاقة الشمسية في سوريا ضرورة فرضتها ظروف الحرب القاسية، ورغم تكاليفها المرتفعة وتحديات تأمينها، إلا أنها باتت مصدر أمل للعديد من العائلات السورية، تمكنهم من مواصلة حياتهم اليومية بأقل الإمكانيات.