الدواء في سوريا... ألمٌ يتضاعف بين المرض والحاجة
الدواء في سوريا... ألمٌ يتضاعف بين المرض والحاجة
● أخبار سورية ١٦ أغسطس ٢٠٢٥

الدواء في سوريا... ألمٌ يتضاعف بين المرض والحاجة

في ظل الحرب التي أنهكت سوريا لأكثر من عقد، لم يعد المرض مجرد وعكة صحية عابرة، بل هاجس يومي يثقل كاهل العائلات. مع ارتفاع أسعار الأدوية بشكل يتجاوز قدرة معظم الناس، خاصة من يعانون الفقر وظروف معيشية صعبة، وتراجع الخدمات الصحية المجانية، أصبح تأمين العلاج أزمة حقيقية.

أسعار تتجاوز الإمكانيات
تشهد أسعار الأدوية ارتفاعاً يفوق في كثير من الأحيان الدخل الشهري للأسر، مما يدفع العائلات إلى البحث اليائس عن حلول، كالاستدانة أو التضحية باحتياجات أساسية مثل الغذاء والتعليم والملابس، فقط لتوفير العلاج.

الدواء بالدين
في بعض الأحياء السورية الصغيرة، تنشأ علاقات ثقة بين الأهالي والصيادلة، حيث يوافق بعضهم على بيع الأدوية بالدين مراعاة للظروف القاسية. لكن هذا الوضع يبقى استثناءً، ويصعب تطبيقه مع الأدوية الباهظة أو النادرة. أما في المدن الكبرى، فمن النادر، إن لم يكن مستحيلاً، إيجاد صيدلية تقبل البيع بالدين.

العلاج بالوسائل البديلة... مجازفة الضرورة
عندما يعجز الأهالي عن تحمل تكاليف الأدوية، يلجأ البعض إلى وسائل تقليدية مثل الطب الشعبي والأعشاب أو الطرق الموروثة، آملين في تخفيف الألم. لكن هذه الوسائل غالبًا ما تكون غير فعّالة، بل قد تسبب ضرراً، خاصة للأطفال الذين قد يتفاقم مرضهم بسبب فشل هذه الطرق في السيطرة على حالتهم.

أصحاب الأمراض المزمنة... معاناة مستمرة
يُعد مرضى الأمراض المزمنة، كأمراض القلب والسكري والضغط والضمور الدماغي لدى الأطفال، الأكثر تضرراً من ارتفاع أسعار الأدوية. هؤلاء بحاجة إلى زيارات طبية دورية وأدوية محددة بجرعات دقيقة، غالباً غير متوفرة في المشافي المجانية. أي تقصير في تأمين هذه الأدوية يعرضهم لتدهور صحي خطير، مما يجعل معاناتهم اليومية مستمرة ومؤلمة.

الأطفال يدفعون الثمن
في ظل الفقر وعجز الأهالي، اضطرت بعض العائلات السورية إلى إرسال أطفالها للعمل في سن مبكرة لتأمين أدوية لأفراد أسرهم المرضى. تحمل هؤلاء الأطفال أعباء عمل شاقة، تاركين طفولتهم خلفهم، لتصبح مجرد وسيلة لإنقاذ حياة أحبائهم.

المناشدة على مواقع التواصل
ومع تفاقم الأزمة، لجأ كثيرون إلى منصات التواصل الاجتماعي، ينشرون وصفات طبية وتقارير، طالبين مساعدات مالية أو أدوية نادرة. باتت هذه المناشدات الطبية مشهداً مألوفاً يعكس عمق المأساة، وإن كانت بعضها تجد استجابة ودعماً.

الدواء: امتياز وليس حقاً
لم يعد الدواء في سوريا حقاً مضموناً، بل امتيازاً لمن يملك ثمنه. مع تفاقم الأزمة الاقتصادية، بات الوضع الصحي يتطلب تدخلاً إنسانياً عاجلاً لمنع تحول الأمراض القابلة للعلاج إلى أسباب لموت بطيء يهدد آلاف السوريين.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ