
مظاهرات في محافظات سورية تنديداً بالتدخل الإسرائيلي
يوماً بعد يوم، يواجه الشعب السوري الأزمات والمشكلات بكل شجاعة وإصرار، ويسعى لبذل الجهود للمساهمة في إصلاح بلده، رافضاً أي أمر من شأنه زعزعة الأمن والاستقرار أو التسبب بتقسيم البلاد وإفساد الوحدة بين أطيافها.
مظاهرات في المحافظات السورية
ويشهد على ذلك المظاهرات التي انطلقت في عدد من المحافظات تنديداً بالتدخل الإسرائيلي، خاصة بعد تدخلها بذريعة حماية الطائفة الدرزية، حيث نفذت غارات جوية في 30 أبريل/نيسان الماضي، و2 أيار/مايو الجاري، استهدفت مناطق في ريف دمشق والسويداء. وقد أدت هذه الغارات إلى سقوط ضحايا مدنيين، ما أثار ردود فعل غاضبة من الحكومة السورية والمجتمع الدولي.
وقد أعرب مدنيون سوريون عن رفضهم لتدخل إسرائيل، التي ادعت أنها تحمي الدروز، فنظموا مظاهرات ووقفات احتجاجية، ورفعوا الرايات وصدحت حناجرهم بالشعارات الرافضة للتقسيم وللتدخل الصهيوني. شملت الاحتجاجات عدة مدن، أبرزها محافظة طرطوس، التي نُظمت فيها وقفة احتجاجية يوم السبت، الموافق 3 أيار/مايو الجاري، ورفعت فيها شعارات أبرزها: "سوريا موحدة"، و"العدوان لن يكسرنا"، و"سوريا واحدة موحدة أرضاً وشعباً".
والأمر نفسه تكرر في محافظة حماة، حيث اجتمع مئات الأهالي في ساحة العاصي، مرددين شعارات أبرزها: "واحد واحد، الشعب السوري واحد". كما نُظمت وقفة احتجاجية في محافظة اللاذقية تنديداً بالاعتداءات الإسرائيلية على سوريا، وشارك فيها العشرات من الرجال والنساء والأطفال، مؤكدين دعمهم للحكومة السورية الجديدة، ورفضهم للتدخلات العسكرية، سواء داخل سوريا أو خارجها.
وفي العاصمة دمشق، خرج العشرات في مظاهرة بحي القابون، رافعين اللافتات ومرددين الهتافات التي أكدت على رفض تقسيم سوريا، واستنكار ما وصفوه بـ"التلوث الصهيوني"، ونادى المتظاهرون بالوحدة بين أبناء الشعب السوري، وقال أحد المشاركين: "الشيعة والدروز إخوتنا في هذا البلد"، في إشارة واضحة إلى رفض الطائفية.
وقد تفاعل كثير من الأشخاص مع هذه الوقفات، سواء على منصات التواصل الاجتماعي أو على أرض الواقع، ووفقاً لشهادات شباب شاركوا فيها، فإنها تُعد وسيلة لإيصال صوت الشعب الحقيقي، وكسر الصمت الإقليمي والدولي، وتوحيد السوريين حول قضية تمسهم جميعاً وتمس وطنهم.
التدخلات الخارجية وحججها
شهدت سوريا منذ آذار/مارس 2011 تدخلات إقليمية ودولية متشابكة، ساهمت في تعقيد المشهد الداخلي وإطالة أمد النزاع. وبينما يسعى السوريون إلى إصلاح ما تسبب النظام في تدميره خلال سنوات حكمه، ويقدمون مبادرات متعددة لتحقيق الاستقرار، تستمر بعض القوى الخارجية، وعلى رأسها إسرائيل، في تنفيذ عمليات عسكرية داخل الأراضي السورية، متذرعة بحماية طوائف معينة.
لكن الشعب السوري يرفض هذه التدخلات، التي يراها مساساً بسيادة البلاد ووحدتها الوطنية، مما دفعه إلى التعبير عن موقفه من خلال مظاهرات ووقفات احتجاجية، تؤكد على وحدة سوريا، ورفض كل أشكال التقسيم والتدخل الخارجي.