
بيان عائلة الفاروق أبو بكر: نرفض تمييع الجريمة ونتمسك بالمسار القضائي
أعلنت عائلة القيادي في الجيش الوطني السوري "علاء الدين أيوب" المعروف باسم "الفاروق أبو بكر"، عن استشهاده في مدينة اعزاز شمالي سوريا بعد أن استهدفه مسلحون أثناء مغادرته حرم جامعة حلب الحرة، ووصفت العائلة عملية الاغتيال بأنها "جريمة نكراء هزّت وجدان السوريين وأعادت للأذهان ممارسات فلول نظام الأسد البائد والميليشيات الإرهابية".
خلفية القائد المستهدف
أكد البيان الصادر عن العائلة أن الفاروق أبو بكر كان من أبرز قادة الثورة السورية، ومن مرتبات وزارة الدفاع – الفرقة 60، إضافة لكونه حافظاً لكتاب الله ومن أبناء مدينة حلب الشهباء، مشيرة إلى أن اغتياله مثّل خسارة كبيرة للشارع الثوري.
متابعة أمنية وقضائية
أشادت العائلة بدور الجهات الأمنية والعسكرية في محافظة حلب، والتي سارعت لفتح تحقيق في ملابسات الاغتيال، وتمكنت من اعتقال عدد من المتورطين، وأكدت أنها ملتزمة بتحقيق العدالة عبر المسار القضائي وفق أحكام الشرع، رافضة في الوقت نفسه كل محاولات تصنيف الجريمة ضمن قضايا "ثأر جنائية".
جذور الخلاف مع آل عباس
أوضح البيان أن خلفية الخلاف تعود إلى نحو عام ونصف، حين كُشفت قضايا فساد كبرى تورط بها آل عباس داخل فرقة المعتصم، أعقبها محاولة للانقلاب على القيادة عبر استدراج القادة إلى اجتماع رسمي ومحاولة اعتقالهم بقوة عسكرية، الأمر الذي أدى إلى اندلاع اشتباك مسلح نتج عنه مقتل أحمد عباس بالخطأ وإصابة شقيقه معتصم عباس.
وأضافت العائلة أن الفاروق أبو بكر ورفاقه سلموا أنفسهم طوعاً للقضاء، وتم الاتفاق حينها على الاحتكام الكامل للمسار القضائي بحضور وجهاء وأعيان مدينة حلب.
دلائل براءة الفاروق أبو بكر
أشارت العائلة إلى أن جميع التحقيقات في القضية أثبتت عدم مسؤولية الفاروق أبو بكر عن مقتل أحمد عباس، كما شهد شقيقه معتصم أمام القضاء بأنه لم يكن بين مطلقي النار، بل أكد أن الوفاة حصلت "بالخطأ".
ولفت البيان إلى أن محاولات عدة بوساطة وجهاء وشخصيات وطنية هدفت إلى التهدئة وإصلاح ذات البين، وأن آل عباس أعلنوا في أكثر من مناسبة التزامهم بقرارات القضاء.
تهديدات متكررة قبل الاغتيال
اتهمت العائلة المدعو أسامة عباس –أحد المتورطين في جريمة الاغتيال– بتهديد الفاروق أبو بكر علناً قبل أيام من استشهاده داخل جامعة حلب الحرة، معتبرة أن ذلك يمثّل دليلاً على نية مسبقة للغدر والتصفية.
دعوة لمحاسبة المتورطين
رفضت عائلة الفاروق أبو بكر أي محاولات للتمييع أو تحميل الجريمة لأشخاص ثانويين، مطالبةً الجهات المعنية بإلقاء القبض على جميع أفراد المجموعة التي خططت ونفذت العملية، ومشددة على تمسكها الكامل بالقانون والمسار القضائي لتحقيق العدالة.
وفي وقت سابق، أعلن نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، التوصل إلى تحديد هوية منفذي اغتيال القيادي السابق في الجيش الوطني السوري "علاء الدين أيوب" المعروف بـ"الفاروق أبو بكر"، موضحاً أن الفاعل سلّم نفسه واعترف بجريمته، في حين تشير التحقيقات الأولية إلى أن دوافع العملية ذات طابع ثأري.
تفاصيل الاغتيال وصدمته في الشارع المحلي
وكان قُتل "الفاروق أبو بكر" ظهر الأحد 17 آب/أغسطس قرب مقر "جامعة حلب الحرة" في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، بعد استهداف مباشر من مسلحين مجهولين. وانتشرت صور للضحية وهو مضرج بدمائه داخل سيارته، فيما أشارت روايات محلية إلى أنه خرج للتو من قاعة امتحان جامعي لحظة وقوع العملية، ما أثار صدمة واسعة في الأوساط الثورية والشعبية.
مسيرة عسكرية بارزة
عُرف "الفاروق أبو بكر" كأحد أبرز القادة العسكريين في الثورة السورية، إذ اعتقلته المخابرات الجوية في بدايات الحراك بحلب قبل أن ينخرط في العمل المسلح، من خلال كتيبة **مصعب بن عمير** التي اندمجت لاحقاً في لواء العباس، ثم ساهم في تأسيس حركة الفجر الإسلامية التي أصبحت جزءاً من أحرار الشام.
وفي عام 2014 تولى ملف الأسرى والمبادلات في حلب، وكان شخصية محورية في مجلس القيادة الموحد خلال حصار المدينة عام 2016، ومفاوضاً أساسياً مع نظام الأسد حول اتفاق خروج المقاتلين والمدنيين من شرق حلب في كانون الأول/ديسمبر من العام ذاته.
ومع انتقاله إلى إدلب، واصل نشاطه ضمن أحرار الشام قبل أن ينشق عنها عام 2018 وينضم إلى فرقة المعتصم في الجيش الوطني السوري، غير أن مسيرته لم تخلُ من خلافات داخلية وصراعات أفضت في نهاية المطاف إلى وضعه في دائرة الاتهام والاستهداف، حتى اغتياله.