مصير نـ ـصـ ـر الله مجهول وسط تصعيد إسرائيلي غير مسبوق على الضاحية الجنوبية
تتواصل الغارات الإسرائيلية العنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وجنوب لبنان دون توقف منذ يوم أمس حتى اليوم السبت، حيث لا تزال أعمدة الدخان تتصاعد في سماء المنطقة إثر استهداف مكثف لمقرات حزب الله الإرهابي في حارة حريك. وجاءت هذه الضربات بعد إعلان الجيش الإسرائيلي أن الهدف الرئيسي كان زعيم الحزب، المجرم حسن نصرالله، وقادة آخرين.
حتى الآن، لا يزال الغموض يلف مصير المجرم نصرالله، في وقت تجنب فيه حزب الله الإشارة إلى حالته في بياناته الثلاثة الصادرة خلال الساعات الماضية، مكتفيًا بنفي الأنباء المتداولة حول الهجوم. الحزب أكد في بياناته أن "كل التصريحات بشأن الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لا صحة لها"، دون أن يوضح ماهية هذه التصريحات، مما زاد من حالة الترقب والتكهنات حول مصير نصرالله.
الحزب نفى أيضًا وجود أسلحة أو ذخائر في الأبنية التي استهدفتها إسرائيل، وأعلن مسؤوليته عن إطلاق صواريخ باتجاه "صفد ومستعمرة كرمئيل ومستعمرة ساعر"، ردًا على الهجمات.
في هذا السياق، يرى المحللون أن أي ضرر جسيم يتعرض له نصرالله، سواءً بالاغتيال أو الإعاقة، سيشكل ضربة قاصمة لحزب الله المدعوم إيرانيًا، خاصة وأن الحزب يواجه تحديات أمنية كبيرة بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية التي أودت بحياة عدد من قياداته البارزة. ويشير محللون إلى أن استبدال نصرالله في هذا الوقت تحديدًا سيكون أمرًا بالغ الصعوبة، في ظل تزايد الضغوط الداخلية والخارجية على الحزب.
من جانبه، صرح مسؤول إسرائيلي بارز يوم أمس أن الغارة على حارة حريك كانت تهدف إلى استهداف قادة رفيعي المستوى في الحزب، وعند سؤاله عما إذا كان نصرالله قد قُتل في الهجوم، أجاب: "أعتقد أنه من المبكر قول ذلك... في بعض الأحيان يخفون الحقيقة عندما ننجح".
وفي مقابل هذه التصريحات، أكد مصدر مقرب من حزب الله لعدد من الوسائل الإعلامية أن نصرالله بخير، دون الخوض في تفاصيل إضافية حول مكان تواجده وقت الهجوم، مما يزيد من الغموض حول الوضع الحقيقي في داخل المربع الأمني الذي يضم مقر قيادة الحزب.
وتأتي هذه الهجمات ضمن سلسلة من التصعيدات الإسرائيلية على مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة في الجنوب والبقاع، وسط قصف مكثف يستهدف مواقع الحزب والبنية التحتية للبلاد. ويعتقد العديد من المراقبين أن إسرائيل تسعى من خلال هذه الهجمات إلى تغيير قواعد الاشتباك على الأرض، في محاولة لفرض معادلة جديدة بعد التوتر الذي بدأ في الثامن من أكتوبر، والذي اعتبره حزب الله "إسنادًا لجبهة غزة".
وقد أعرب دبلوماسيون غربيون عن قلقهم إزاء تصاعد حدة الهجمات، محذرين من أن استمرار هذه العمليات الجوية قد يكون مقدمة لاجتياح بري واسع، مما ينذر بمزيد من التدهور في الوضع الأمني.
يبقى مصير نصرالله معلقًا في ظل استمرار الضربات الجوية، فيما تتزايد المخاوف من تطور الأوضاع إلى مواجهات أكثر عنفًا، في وقت يبدو فيه أن كل الخطوط الحمراء قد تم تجاوزها.