
مصدر يوضح لـ "شام" تفاصيل فض اعتصام "النيرب" ويؤكد استمراره في مكانه الأول
أوضح نشطاء من ريف إدلب اليوم الاثنين، بعض تفاصيل التوتر الحاصل بين القوات التركية والمعتصمين على الطريق الدولي "إم 4" في منطقة النيرب، وماشابها من إشكالات مع "هيئة تحرير الشام" التي تتبنى الاعتصام وتدعمه.
ولفتت المصادر إلى أن القوات التركية من الدرك، قامت صباح اليوم، بطلب من نقطة متقدمة لعدة خيام للمعتصمين أحدثت مؤخراً على الطريق الدولي "إم 4" في موقع متقدم قريب من نقاط القوات التركية غرب سراقب، بضرورة إنهاء الاعتصام هنا والعودة لموقعه الأساسي في بلدة النيرب.
وذكرت المصادر أن القائمين على الاعتصام "مسؤولين في الهيئة وحكومة الإنقاذ" قاموا مؤخراً بإحداث نقاط اعتصام "خيم" متقدمة على الطريق الدولي ذاته، شرقي موقع الاعتصام الأساسي، بموقع قريب من مكان تسيير الدوريات الروسية التركية.
وأكدت المصادر أن القوات التركية، طلبت تراجع تلك النقاط ولكن القائمين عليها رفضوا، ما اضطرها لتسير قوات الدرك اليوم لفضها ودفع المعتصمين للعودة للمكان الأول للاعتصام، إلا أن عناصر هيئة تحرير الشام استنفرت وقامت بإطلاق النار في الهواء فوق القوات التركية.
وفي السياق، اعتقلت عناصر من هيئة تحرير الشام طوقت المنطقة بمحيط بلدة النيرب، قيادي من الجبهة الوطنية للتحرير وعناصر كانوا برفقته، بدعوى مشاركتهم القوات التركية في فض الاعتصام في النقطة المتقدمة على الطريق الدولي.
ويرفع متصدرو الاعتصام مطلباً رئيساً بدأ برفض الدوريات الروسية التركية على الطريق الدولي، ثم تراجع إلى رفض مرور الدوريات الروسية فقط، بعد سلسلة تجاوزات طالت القوات التركية التي عبرت الطريق الدولي، وحجم الانتقاد الذي طال منظمي الاعتصام، قبل أن تعلن أنها مع رفض تسيير الدوريات الروسية فقط.
بالتوازي، تقوم أطراف عسكرية محسوبة على "هيئة تحرير الشام"، وفصائل أخرى منها "حراس الدين" بعمليات تفجير للجسور "محمبل والكفير" على الطريق الدولي، في رسالة واضحة أنها ضد تطبيق اتفاق وقف النار بإدلب بين روسيا وتركيا، ورسالة تعزز التصريحات التركية بأن هناك فصائل لاتنصت للضامن التركي وتقوم بتعطيل الاتفاق.
ويرى متابعون أن الاعتصام بدأ بمطالب محقة وتوافق شعبي، إلا أن تصدر أتباع "هيئة تحرير الشام" وحكومتها "الإنقاذ" الواضح في قيادة الاعتصام وتوجيه أنصارهم للتوجه للطريق الدولي، موضع شك كبير عن ماهية أهداف الهيئة من وراء هذا الفعل وهدفها منه، وما شابه من تسجيلات مصورة لحفر الطريق والتوعد والتهديد للدوريات، التقطها الإعلام الروسي واستغلها لتأكيد روايته في وجود تنظيمات إرهابية بالمنطقة.
ويعتبر هؤلاء أن مطالب الهيئة لاتتوافق مع مطالب الفعاليات الشعبية، فهي ترفع شعار رفض الدوريات الروسية ظاهراً، في وقت تفاوض على نسبتها وحصتها من عائدات الطريق الدولي، من خلال التهديد بتعطيل الاتفاق والتستر بعباءة الحراك الشعبي الرافض.
وتدرك الهيئة أن فتح الطريق الدولي بين سراقب واللاذقية سيتم، وتعلم حجم العائدات التي قد تستطيع تحصيلها عبر المعابر التي ستفصل مناطق سيطرة النظام وروسيا عن المناطق المحررة، وبالتالي هي تعول على تأخير التنفيذ وزرع العراقيل للحصول على مكاسب لها وليس مكاسب شعبية.
وتعتمد "تحرير الشام" على المعابر بين المناطق المحررة والمناطق الخاضعة لسيطرة النظام بشكل كبير، وتدر لها عائدات مالية كبيرة، ورفضت لمرات كثيرة إغلاقها رغم السلبيات الكبيرة التي خلفتها، قبل أن تسيطر قوات النظام على جل هذه الطرق، في وقت تحافظ الهيئة على سيطرتها على المعبر مع مناطق عفرين والحدود التركية.
وتدرك الهيئة ملياً أن تطبيق أي اتفاق روسي تركي أي كانت إيجابياته للمدنيين في المحرر لن يكون في صالحها كتنظيم، وبالتالي تعمل على تبني حراك المدنيين عبر أذرعها لتحصيل مكاسب لها ولو كلف ذلك عودة التصعيد وسيطرة روسيا على الطريق بسبب هذه التصرفات فهي لاتبالي طالما أنها لن تستفيد من بقائه.