
مسؤولة أمريكية : روسيا تحمي الأسد ..المناطق الآمنة ضمن الخيارات المتاحة
شنت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة سامانثا باور هجوماً على روسيا بسبب دعمها لنظام الأسد و استغلالها للفيتو 4 مرات بالتعاون مع الصين ضد أي قرار يجعل الأسد تحت القانون الدولي، مؤكدة ثبات موقف بلادها حيال الأسد مكررة الرئيس الأمريكي باراك أوباما :" لا يمكن لسوريا أن تكون آمنة ومستقرة ما دام الأسد موجودا هناك".
و قالت باور ، في لقاء مع صحيفة الشرق الأوسط :" ما يحدث في سوريا من أكبر الكوارث في زماننا" متحدثة على الاحتياجات الانسانية للشعب السوري التي تتراوح ما بين الطعام و الملبس و المكان الملائم للحياة و لم تقلل من أهمية أي طرف مشيرة إلى احتياجات المنظمات الدولية من أموال يجب توفيرها و لكنها أكدت في الوقت ذاته على القضية الثانية في الدعم وفق قولها :" كيف يمكن الوصول إلى المحتاجين عندما يكون هناك نظام يتجاهل باستمرار طلبات الأمم المتحدة ويسلب موكب الأمم المتحدة من المعدات الجراحية ويمنع الوصول إلى أي منطقة من المناطق المحاصرة. والآن زادت الأمم المتحدة تقديراتها لعدد السكان فيما يسمى بـ المناطق المحاصرة إلى 440 ألفا، وهي زيادة عن عدد 200 ألف الذي كنا نعتمده قبل عام".
و فيما يتعلق بروسيا و الصين قالت السفيرة الأمريكية: "لدى مجلس الأمن 5 أعضاء دائمين، والولايات المتحدة تتشرف بأنها من بين الأعضاء الدائمين. روسيا والصين استخدما حق النقض (الفيتو) 4 مرات ضد قرارات كانت ستزيد من الضغط على بشار الأسد لإجباره على الانصياع لعزيمة المجتمع الدولي وللالتزام ببنود ميثاق الأمم المتحدة. وروسيا باتت حامية سوريا لدى الأمم المتحدة، مما يعني أن مجلس الأمن لم يتحمل مسؤولياته بأي شكل من الأشكال تجاه الشعب السوري. لا يمكن النظر إلى 4 حالات من الـ«فيتو» وقرارات مهمة جدا للوضع الإنساني لم يتم الالتزام بها من دون أية عواقب واعتبار سجل «مجلس الأمن» ناجحا. من دون الإشارة إلى انتقاد محدد، ولكن بالطبع لا يوجد طرف منتقد لسجل مجلس الأمن أكثر من الولايات المتحدة وغيرها من دون تقدم بقرارات على أمل أن نحدث فرقا بناءً على الأرض، وأن نظهر اتحاد المجتمع الدولي في وجه التعذيب الجماعي واستخدام الغازات السامة. باستثناء برنامج تدمير وإزالة أسلحة الأسد الكيماوية المعلن عنها، مجلس الأمن مسدود من قبل أحد أبرز داعمي الأسد".
وقالت باور في معرض إجابتها عن (هل يمكن إقامة مناطق آمنة خلال الفترة المقبلة؟) ، قالت :"مع تطور الأحداث على الأرض، الولايات المتحدة بتوجيه الرئيس باراك أوباما تقيم وتعييد تقييم كل الخطوات الممكنة والخيارات المتاحة. فكرة المناطق الآمنة ومناطق حظر الطيران تحتاج إلى فرضية استخدام القوة العسكرية ضد أي طرف يهدد هذه المناطق. والولايات المتحدة تستخدم القوة العسكرية حاليا ضد «داعش»، وذلك في النهاية سيضعف طرفا من الأطراف المقاتلة على الأرض، بل قد بدأ يضعفها حقا. ومع الوقت سنضعف قوات على الأرض ضرت المدنيين وأرهبت الكثيرين. وهذا عامل مهم في تقديم الإغاثة الإنسانية للمدنيين السوريين. كما أننا ندرب ونؤهل مجموعات معارضة معتدلة ونعطيهم قدرة متصاعدة للدفاع عن أنفسهم ومناطقهم. وهذه طريقة أخرى لخلق المناطق الآمنة. صحيح أن المساعدات الإنسانية نفسها لا تقدم حماية المدنيين، وأنهم بحاجة لحماية أنفسهم. ولهذا على مؤيدي الأسد أن يكونوا جديين في السعي وراء حل سياسي، ونعتقد أن مع الوقت، قدرتها (أي قوات الأسد) ستتراجع مثلما حدث مع «داعش» الذي تعرض لضربات مهمة جدا مما يغيث المدنيين".
وأشارت باور أنه خلال الأيام القليلة الماضية "نرى ادعاءات الأسد منافية للعقل بأن نظامهم لم يستخدم البراميل المتفجرة وأن قواته لم تقُم بأي من الانتهاكات إذن، عندما يقوم نفس هذا النظام، الذي يكذب بشكل واضح حول كل ما يقوم به يوما بعد يوم، بإعطاء تعهد علني بأنه سيجمد الانتهاكات ضد المدنيين، فهناك شكوك حول مصداقية هذا التعهد". وعن لقائها مع معاذ الخطيب الرئيس الأسبق للائتلاف الوطني قالت:"في نهاية المطاف، لن تقرر الولايات المتحدة أو تختار أشخاصا على حساب آخرين، الأمر في النهاية متعلق بحدود الانتقال السياسي الذي تحدده المعارضة المعتدلة والشعب السوري الذي لا يريد أكثر من التعبير عن صوته الديمقراطي. من جهة، المجتمع الدولي وخصوصا الأطراف التي تتمتع بنفوذ على النظام، يمكن أن يساعد في تحديد انتقال سياسي يتفق عليه السوريون.
إنني التقيت بالسيد الخطيب ولكن أيضا مع كثير من السوريين إذا كانوا من الناجين من الهجمات الكيماوية أو مجموعات معارضة مختلفة أو شخصيات عسكرية. هناك كثير من الذين يتصورون سوريا مستقرة وديمقراطية، لكن المشكلة هي أننا بحاجة إلى طرفين (أي النظام والمعارضة). نظام الأسد يتصرف وكأنه قادر على تحقيق حل عسكري لما بدأ كحركة احتجاج، وهذا الأمر لن يحصل. حتى الآن، لا يوجد أي استعداد للنظام بالتنازل. وبالطبع يجب الإشارة إلى وجود مجموعات إرهابية تقع خارج الحل السياسي والانتقال السياسي، أي «داعش» التي تقاتلها قوات التحالف الدولي وقواتنا وقوات المعارضة السورية. هذا أمر منفصل ولكن علينا أن نعالجه كي نصل إلى اليوم الذي يمكن لسوريا أن تقدم الاستقرار الكافي لعودة العائلة. ولكن ما دام الأسد في السلطة فهو يجذب المقاتلين الأجانب من كل أرجاء العالم للمجيء إلى سوريا للقتال. إصراره على وضع مصلحته وبقاؤه فوق الحاجة للتنازل من أجل حل سياسي يؤدي إلى استغلال المجموعات المتطرفة لوجوده".
وعن (تغيير النظام السوري لم تعد أولوية؟) قالت :"أولا داعش تضر وتسيء إلى كل أبناء الشعبين السوري والعراقي، شيعة أو سنّة أو يزيديين أو مسيحيين أو غيرهم من أطياف. الواقع هو إذا كنت عراقيا أو سوريا وتجد نفسك في طريق داعش، إما أن تتبنى آيديولوجية قاتلة وإما أن تخضع له.. من الضروري الفهم أنه نعم داعش يشكل تهديدا للمنطقة ولأمن الولايات المتحدة القومي، ولكن عندما تتحرك عناصر داعش من أجل التوسع على الأرض، المدنيون هم الذين يعانون. إنها من مصلحتنا جميعا، بغض النظر عن رغبتنا في رؤية اليوم الذي يرحل به الأسد، أن يهزم تنظيم داعش وأن يوقف تلويثه الأرضية التي عاشت عليها عائلات سوريا منذ أجيال... على الصعيد نفسه، لا يمكن للأسد أن يكون جزءا من المستقبل السوري السلمي والديمقراطي. إنه كان هدية لهذه المجموعات الإرهابية، وتصرفاتهم بنفس بشاعة هؤلاء الإرهابيين الذين نسعى لهزمهم. إنه خلق الأرضية الخصبة لينمو تنظيم «داعش» في سوريا ومنها دخلوا العراق بقوة. الرئيس أوباما كان واضحا جدا، بسبب تشنيعه بشعبه وتأثير حكمه المزعزع للاستقرار واستغلال الإرهابيين للانتهاكات التي قام بها، يعني ذلك أنه لا يمكن لسوريا أن تكون آمنة ومستقرة ما دام الأسد موجودا هناك. لا جدل في أن حلا سياسيا يريده الجميع سيتطلب إنهاء نظام الأسد. عندما أقيمت محادثات جنيف العام الماضي، أظهر ممثلو الأسد عدم جديتهم ومصداقيتهم، عكسوا عدم الاهتمام بمعاناة الشعب السوري. ولكن من الضروري أن تبقى الدولة السورية متماسكة مما يعني أن ذلك يتطلب حلا سياسيا يشمل كل الأطراف، وإحداها النظام السوري. هذا أمر مختلف جدا، من حيث الوصول إلى انتقال سياسي ولكن من دون أن يكون الأسد جزءا من سوريا مستقرة وسلمية، وذلك من مصلحة الشعب السوري ومن مصلحة الولايات المتحدة والمنطقة أيضا".
وعن استخدام الكلور من قبل قوات الأسد أوضحت باور:"مجلس الأمن كان واضحا بأنه في حال استخدم في هجوم فإن غاز الكلورين يصبح سلاحا كيماويا. والآن منظمة حظر الأسلحة الكيماوية تحقق في ما إذا كانت قد حدثت هذه الهجمات. والمنظمة وجدت في بعثة التحقق من الوقائع السابقة أنه تم استخدامه بطريقة منتظمة، وهناك العشرات من الشهود في مناطق مختلفة يؤكدون استخدام الكلورين في قنابل سقطت من مروحيات عسكرية على المدنيين. ونظام الأسد هو الوحيد الذي يمتلك الطائرات المروحية، ومؤيدوه لم ينفوا ذلك. الإثبات موجود وطلبنا في نيويورك (الأمم المتحدة) أن تكون هناك نتائج لما حدث. إننا نعود مجددا إلى منظمة حظر الأسلحة الكيماوية لترسل بعثة جديدة لتقصي الحقائق، ويجب أن يتحمل المسؤولون عن ذلك نتائج استخدام السلاح الكيماوي. استخدام الأسلحة الكيماوية جريمة حرب. ولكن نعود للأمر نفسه، عندما تقوم الولايات المتحدة بالتقدم لإحالة ملف الجرائم في سوريا إلى الجنائية الدولية، تستخدم روسيا والصين الفيتو. والمحكمة الجنائية الدولية هي المكان المناسب لمن يقوم بهذه الأعمال لمحاسبتهم عليها. والآن علينا أن ننظر ونفكر بطرق أخرى يمكن بها الانتقال إلى مرحلة جديدة، وذلك يتطلب التأكد من استخدم الأسلحة الكيماوية. وهذا الأمر سيبقى مهمّا. رأينا قبل بضعة أسابيع في صربيا اعتقال عدد من المتهمين بالمشاركة في مجزرة سبرنيتشا، التي حدثت قبل 20 عاما، بينما يشعر من يقوم بإلقاء القنابل الكيماوية على السوريين بأن لديهم من يحميهم في مجلس الأمن، قدرة العدالة الدولية على الملاحقة طويلة، وهناك من التزم بملاحقتهم. لن نوقف الدفع إلى حين وضع هذه الآليات، ومرة أخرى الأطراف الذين يقومون بمثل هذه الهجمات أو يأمرون بها على الأحياء المدنية، سيعاقبون"