
تعاون سوري - دولي لتعزيز جهود إزالة الألغام وحماية المدنيين
بحث وزير الطوارئ وإدارة الكوارث رائد الصالح اليوم مع المدير الإقليمي لمنظمة إزالة الألغام في الشرق الأوسط جيمس كوان، سبل تطوير التعاون المشترك في هذا المجال الحيوي، خلال اجتماع رسمي عقد في مقر الوزارة بدمشق، ويأتي هذا اللقاء في خطوة تهدف إلى تعزيز الجهود الوطنية في إزالة الألغام ومخلفات الحرب وحماية الأرواح.
آليات عمل مبتكرة ومركز وطني للمكافحة
أكد الطرفان أهمية تبني آليات عمل مبتكرة وفعالة لمعالجة هذا الملف الإنساني، بما يسهم في حماية المدنيين وتوفير بيئة آمنة تدعم إعادة الإعمار في المناطق المتضررة، كما ناقشا إمكانية توسيع نطاق التعاون الفني والتقني وتكثيف برامج التوعية المجتمعية والتدريب المتخصص.
وأعلن الوزير الصالح أن الوزارة تعمل حالياً على إطلاق المركز الوطني لمكافحة الألغام ليكون منصة وطنية لتنسيق الجهود المحلية والدولية وضمان تكامل الأدوار بين الجهات المعنية.
تقدير دولي للجهود السورية
من جانبه، أعرب جيمس كوان عن تقدير المنظمة لجهود الحكومة السورية في هذا المجال، مؤكداً استعدادها لتقديم الدعم الفني والخبرات اللازمة والمساهمة في تطوير آليات إزالة الألغام بما يتماشى مع المعايير الدولية.
هذه الخطوة تأتي في إطار المساعي الحكومية المستمرة لمعالجة آثار الحرب بالتعاون مع منظمات دولية متخصصة عبر مشاريع تنموية وإنسانية لتطهير الأراضي المتضررة وتأمين عودة الحياة الطبيعية وتعزيز الاستقرار المجتمعي.
الخوذ البيضاء ودور الدفاع المدني
وتواصل فرق الدفاع المدني «الخوذ البيضاء» التابعة لوزارة الطوارئ والكوارث العمل على إزالة المخلفات الحربية وتفكيك الألغام وتوعية الأهالي حول خطورتها، ورغم هذه الجهود، ما تزال المخلفات الحربية تشكل تهديداً مباشراً لحياة السكان وتعيق عودة النازحين إلى قراهم.
يبقى المدنيون – ولا سيما الأطفال – الأكثر عرضة للخطر، ما يجعل جهود التوعية وإزالة المخلفات ضرورة عاجلة لا غنى عنها. فبينما تواصل الفرق الميدانية عملها على الأرض، تبقى المسؤولية جماعية على عاتق المجتمع الدولي والمواطنين لضمان سلامة الأرواح وإعادة الأمان إلى حياة السوريين بعد سنوات الحرب، هذه الجهود المتكاملة يمكن أن تتحول إلى رافعة لإعادة الإعمار وتعزيز الثقة بين الدولة والمجتمع، وترسم مساراً جديداً لمستقبل أكثر أماناً.