مبادرات فردية في سوريا… حين يتحول الوعي الشعبي إلى فعل انتماء
مبادرات فردية في سوريا… حين يتحول الوعي الشعبي إلى فعل انتماء
● أخبار سورية ١٣ سبتمبر ٢٠٢٥

مبادرات فردية في سوريا… حين يتحول الوعي الشعبي إلى فعل انتماء

في بلد أنهكته سنوات الحرب، يواصل السوريون إطلاق مبادرات فردية وجماعية تعبّر عن حبهم العميق لوطنهم واستعدادهم لبذل الجهد والتضحية في سبيل إعادة الإعمار وتطوير ما يمكن إصلاحه بعد سقوط نظام الأسد، حتى ولو كان ذلك على حساب وقتهم وراحتهم وصحتهم، هذه المبادرات التي باتت تبرز على منصات التواصل الاجتماعي تحظى بإشادة واسعة من السوريين الذين عبّروا عن إعجابهم بها وتمنّوا تعميمها في مختلف أنحاء البلاد.

من عفرين إلى معرّة مصرين… صور متجددة للوعي الشعبي
على الطريق بين حلب وعفرين، لفت الأنظار طفل صغير يطلي مطباً خفياً بالكاد تميّزه العيون، لم يكن مجرد مشهد عابر، بل مبادرة نابعة من شعور عميق بالمسؤولية ووعي استثنائي في سن مبكرة، الطفل أدرك أن هذا المطب قد يتسبب بحوادث خطيرة، فتحرك وحده ليحمي المارة والسائقين من الخطر.
وفي طريق معرّة مصرين، انتشر مقطع فيديو يظهر شابين أنيقين يترجلان من سيارتهما ليس لإصلاح عطل، بل لردم حفرة تهدد سلامة العابرين. عملا بهدوء وغادرا من دون انتظار شكر أو تقدير، ليقدما درساً في النخوة والتكافل.

دير الزور… رسالة أمل من مدرسة مهجورة
في مقطع فيديو آخر من دير الزور، ظهر رجل برفقة زوجته وأطفاله وهو ينظّف إحدى المدارس المهجورة رغم أن أطفاله لم يكونوا مسجلين فيها. بكلمات بسيطة لكنه مؤثرة قال: «ما عندي شي أقدمه لدير الزور غير إني أنضف المدرسة»، مجسداً بعمله الصامت معنى الانتماء الحقيقي وروح البناء من تحت الركام.

رمزية المبادرات وأثرها المجتمعي
هذه المبادرات، رغم بساطتها، تحمل رمزية أكبر من حجمها الظاهري. فهي ليست مجرد أفعال فردية عابرة، بل تعبير صادق عن وجدان جماعي يرى في العمل – مهما كان صغيراً – فعل مقاومة وإثبات وجود. حين يقوم طفل بدهن مطب، أو شاب بردم حفرة، أو أب بتنظيف مدرسة، فإن الرسالة واضحة: حب الوطن لا يحتاج إلى ميزانية بل إلى ضمير حيّ.

تشكّل هذه المشاهد اليومية مؤشراً على بقاء جذوة الأمل في المجتمع السوري رغم سنوات الحرب. إنها دليل على أن الوعي الشعبي والنخوة الفردية يمكن أن يتحولا إلى قوة ناعمة تدعم جهود الدولة والمجتمع المدني في إعادة الإعمار وبناء ثقافة احترام المكان العام، وهذه المبادرات الصغيرة هي في الحقيقة لبنات أساسية لإعادة ترميم الثقة والروح الوطنية، ورسالة إلى الداخل والخارج بأن سوريا ما زالت تنبض بالحياة وتملك إرادة النهوض.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ