مخلفات الحرب أكبر قاتل يُهدد حياة المدنيين في عموم مناطق سوريا بعد سقوط الأسد
قالت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، إن هناك مئات الآلاف من مخلفات الحرب والألغام والذخائر غير المنفجرة لا تزال تنتشر في المناطق السورية، ناتجة عن حملات قصف النظام السابق وحلفائه لسنوات طويلة، والألغام التي زرعوها في المدن والبلدات والمزارع كموت مؤجل للسوريين.
وأوضحت ان فرق الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء" وثقت مقتل 12 مدنياً بينهم 4 أطفال وامرأة، وإصابة 5 مدنيين بينهم 3 أطفال منذ تاريخ 27 تشرين الثاني حتى يوم 10 كانون الأول 2024.
حذرت السوريين من مخاطر مخلفات الحرب والألغام، وعدم الاقتراب من الأجسام الغريبة والذخائر غير المنفجرة، والمواقع العسكرية والمناطق التي شهدت اشتباكات في الأيام الأخيرة، وحقول الألغام، وإبلاغ فرق الدفاع المدني السوري عن أي جسم غريب دون الاقتراب منه أو لمسه وتحريكه.
وكانت أكدت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" على ضرورة تسهيل عودة النازحين من خلال ضمان العودة الطوعية والآمنة للنازحين وفقاً للمبادئ التوجيهية المتعلقة بالنزوح الداخلي، وإزالة الألغام ومخلفات الحرب لتوفير بيئة آمنة وخالية من المخاطر للنازحين العائدين، والتوعية بالمخاطر، من خلال تنفيذ برامج توعية مجتمعية تركز على مخاطر الذخائر غير المنفجرة، مع استهداف الفئات الأكثر عرضة للخطر، مثل الأطفال.
وسبق أن أعلنت مؤسسة الدفاع المدني السوري "الخوذ البيضاء"، في بيان يوم الأحد 1 كانون الأول 2024، عن إطلاق برنامج عمل يهدف للوصول إلى المدنيين ومساعدتهم في كافة المناطق التي يمكننا الوصول إليها مع ضمان القدرة على تأمين الإمداد اللوجستي لفرقها, ويتضمن ذلك توسيع نطاق عملياتنا الإنسانية والخدمية لتشمل مدناً وبلدات سورية جديدة.
وقالت المؤسسة، إنه في ظل الظروف الحالية التي تشهدها سوريا والتطورات المتسارعة على الأرض، وانطلاقاً من الاحتياجات الإنسانية التي فرضتها هذه التغيرات، وبناءً على مبادئ العمل الإنساني والتزامنا الوطني بالوقوف إلى جانب أهلنا في كافة الجغرافيا السورية، نعلن عن برنامج عمل يهدف للوصول إلى المدنيين ومساعدتهم في كافة المناطق التي يمكننا الوصول إليها مع ضمان القدرة على تأمين الإمداد اللوجستي لفرقنا, ويتضمن ذلك توسيع نطاق عملياتنا الإنسانية والخدمية لتشمل مدناً وبلدات سورية جديدة.
وأعلنت المؤسسة بدء المراحل الأولى في برنامج العمل بهدف تقديم خدمات البحث والإنقاذ والإسعاف والإطفاء والرعاية الصحية وإزالة مخلفات الحرب، وتعزيز صمود المجتمعات وكافة الأعمال الأخرى المنقذة والداعمة للحياة التي نقوم بها.
وأكدت أن برنامج العمل سيكون بما يتوافق مع نظام التكافؤ وتوزع الفرق الجغرافي حرصاً على تغطية الاحتياجات الضرورية للجميع وفق المستطاع، وخاصة في ظل قدراتنا المحدودة والاحتياجات الكبيرة والمساحة الجغرافية الواسعة.
ويشمل برنامج العمل المناطق السكنية المأهولة و المدن والبلدات والقرى التي سيعود إليها سكانها الذين كانوا مهجرين منها، بالتوازي مع استمرار أعمالنا في المناطق التي كنا نخدمها.
وقالت المؤسسة إنها تنظر إلى عودة السوريين المهجرين قسراً إلى مدنهم وبلداتهم على أنها واحدة من أهم الأولويات، وتبذل المؤسسة في سبيل ذلك جهودها بالمساعدة في تأمين العودة العاجلة والآمنة للمهجرين من خلال فتح الطرقات وإزالة مخلفات الحرب وتأمين خدمات الإسعاف، ولذلك أطلقت المؤسسة حملة خدمية عملياتية وبدأت الفرق المتخصصة تنفيذ أولى خطوت الحملة اليوم الأحد 1 كانون الأول، وستكون الحملة على مراحل وتراعي المتغيرات على الأرض وقدرات المؤسسة.
وشددت على على أهمية العمل والوصول إلى كافة المدنيين في الجغرافيا السورية وتقديم الخدمات ومساعدة السكان مع الحفاظ على سلامة متطوعينا وأمنهم، ونشير إلى أن جميع متطوعينا يحملون شارات الدفاع المدني السوري على لباسهم وسياراتهم وآلياتهم أثناء قيامهم بواجبهم الإنساني.
وطالبت طالب المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته بحماية المدنيين والمرافق الحيوية وفق مبادئ القانون الدولي الإنساني وتقديم الاستجابة الطارئة المنقذة للحياة التي تحول دون تفاقم الأوضاع الإنسانية والمعيشية للسكان، وتوفير الحماية للعمال الإنسانيين والمستجيبين الأول ليتمكنوا من القيام بواجبهم الإنساني ومساعدة السكان.
ودعت الأمم المتحدة ومنظماتها لدعم أعمال العمال الإنسانيين المحليين والمنظمات السورية لضمان التدخل السريع والفعال لإغاثة السكان وتلبية احتياجاتهم الأساسية المتزايدة وخاصة في المدن والبلدات التي يعود إليها سكانها المهجرون.