
محافظ دير الزور: نُعيد بناء الدولة من الصفر و"قسد" تُعيق استعادة السيادة والخدمات
أكد محافظ دير الزور، غسان السيد أحمد، في مؤتمر صحفي عُقد اليوم، أن المحافظة تواجه تحديات هائلة على مختلف المستويات، في ظل واقع إرث ثقيل خلّفه النظام البائد، وسيطرة "قسد" على نصف الجغرافيا، ووجود تركيبة اجتماعية وبيئية مدمّرة بفعل الحروب المتعاقبة.
وفي أبرز ما جاء على لسانه، أوضح السيد أحمد أن الحكومة الحالية "تسلّمت محافظة منهوكة، تفتقر إلى مقومات الدولة الأساسية"، مشيرًا إلى أن الدولة "لم تنهض بعد، لكنها تتهيأ للنهوض"، في إشارة إلى بداية مرحلة إعادة بناء مؤسسات الدولة من القواعد.
التحديات الأمنية والسياسية:
لفت المحافظ إلى أن دير الزور تعيش واقعاً معقداً ومختلفاً عن باقي المحافظات السورية، بسبب ما سماه "تعاقب قوى الشر عليها"، ما تسبب بتدمير الإنسان قبل الحجر، وأكد أن وجود "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) على الضفة الأخرى من نهر الفرات، التي تسيطر على الجزء الشرقي من المحافظة، يشكل تحديًا حقيقياً، مضيفًا أن قسد تُدخل ملايين الدولارات يومياً إلى خزينتها من موارد دير الزور.
وكشف عن وجود ثلاث فرق عسكرية جاهزة للتحرك نحو تلك المناطق في حال فشل مسار التفاوض، مشددًا على أن "القرار في النهاية سيُتخذ بما يضمن استعادة السيادة الكاملة على تراب المحافظة".
الوضع الأمني والمخدرات:
وحول الوضع الأمني الداخلي، أشار المحافظ إلى أن دير الزور تعاني من انتشار المخدرات بين فئة الشباب واليافعين، واصفاً الأمر بالخطر الداهم، حيث سجلت المحافظة تسع جرائم منذ سقوط النظام المخلوع، كانت كلها مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بتعاطي أو ترويج المخدرات. وأكد أن هناك إجراءات جارية للحد من هذه الظاهرة.
الدور الإيراني:
في سياق متصل، أشار السيد أحمد إلى أن إيران ما تزال تموّل بعض المجموعات التابعة لها في سوريا، من خلال الاستمرار في دفع الرواتب لعناصرها، دون إعطاء تفاصيل إضافية.
ملفات الخدمات والبنية التحتية:
وفيما يخص الواقع الخدمي، اعتبر المحافظ أن "السكن هو التحدي الأول في دير الزور"، مشيراً إلى أن الحكومة تعمل وفق مسارين: بناء مدينة جديدة على طريق دمشق، وإعادة ترميم المنازل التي لا تزال قابلة للسكن. كما كشف عن بدء أعمال ترميم مشفى القلب في المدينة، والبدء بمشروع لإنشاء مشفى متخصص بالأمراض السرطانية.
وعلى صعيد القطاع الصحي، أوضح أن أربعة أجهزة غسيل كلى بدأت العمل منذ عدة أشهر، فيما يجري تجهيز ثمانية أجهزة أخرى، وسيتم تزويد المحافظة بثلاثة أجهزة إضافية من أحد المتبرعين.
التعليم والكهرباء والخدمات البلدية:
أما في القطاع التربوي، فقد تم تأهيل 13 مدرسة منذ سقوط النظام السابق، إضافة إلى تأهيل كوادر تعليمية محلية. كما تم رفع حصة دير الزور من الكهرباء من 30 ميغا واط إلى 50 ميغا واط، وهي خطوة مهمة لتحسين واقع التغذية الكهربائية في المحافظة.
وأشار إلى جهود البلدية في دعم قطاع النظافة من خلال تأمين خمس ضاغطات قمامة جديدة، بعد أن كانت المحافظة لا تمتلك سوى واحدة. كما أُعلن عن قرب جهوزية مجبلين للزفت، ما سيسهم في تحسين شبكة الطرق المحلية.
الجسور والمطار:
وبخصوص البنية التحتية للنقل، بيّن المحافظ أن لجنة التفاوض رُفع لها طلب رسمي لتأهيل الجسور التي عرقلت قسد إصلاحها، ومنها جسر البوكمال–الباغوز وجسر العشارة، مؤكداً أن هذه الجسور محورية في ربط شرق الفرات بغربه.
أشار إلى أن مطار دير الزور لا يزال خارج الخدمة بسبب تمركز قسد في مناطق حيوية كحقل كونيكو ومنطقة المعامل، ما يعوق حركة الملاحة. لكن الهيئة العامة للطيران المدني أرسلت مجموعة من كوادر المحافظة لتلقي تدريب تخصصي في مطار دمشق الدولي، تمهيدًا لتسلمهم تشغيل المطار في المستقبل القريب.