
محافظ دمشق: معالجة ملف السومرية بعدالة بعيداً عن إرث الاستملاك الجائر
أدلى محافظ دمشق "ماهر مروان إدلبي"، بتصريحات حول الأحداث التي جرت في حي السومرية، مؤكداً أن ما حصل هو نتيجة تراكمات طويلة ناجمة عن الاستملاك الجائر والفساد العقاري عبر عقود من حكم النظام البائد.
وشدد المحافظ على أن الدولة السورية ملتزمة بحل هذه القضايا بعدالة وشفافية، وبعيداً عن أي شكل من أشكال التهجير أو الطرد القسري، مضيفاً: "نحن دولة مؤسسات ودولة قانون، ويجب أن تُحل القضايا العقارية المجتمعية على أسس وإجراءات قانونية واضحة."
وأكد أن احترام حقوق الملكية واجب شرعي وقانوني وأخلاقي، ولا يجوز المساس به إلا عبر لجان قضائية أو قوانين عادلة، محذراً من ترك هذه القضايا بيد الأفراد بما يؤدي إلى الفوضى وانعدام الثقة بين الناس.
وبيّن المحافظ أن المحافظة تعمل على ترسيخ الأمن والاستقرار في حي السومرية، بالتنسيق مع محافظة ريف دمشق، لافتاً إلى وجود تعاون مع وزارتي الداخلية والدفاع لضبط أي تصرفات أو تعديات غير مبنية على قرارات قضائية أو قوانين لازمة، مع التأكيد على محاسبة المخالفين.
وكشف المحافظ عن تشكيل لجان قانونية مشتركة بين محافظتي دمشق وريف دمشق، للنظر في قضايا الاستملاك التي طالت السومرية وما نتج عنها من عشوائيات استمرت لعقود وأوضح أن هذه اللجان ستستعين بخبرات من أبناء المعضمية والسومرية ممن لديهم معرفة عميقة بالملف، بما يضمن معالجة عادلة ومنصفة.
ووفقًا لمصادر محلية جرى إيقاف عملية إخلاء منازل في حي السومرية في دمشق، وذلك عقب تبليغ عدد من السكان بالإخلاء خلال 72 ساعة بسبب خلافات حول ملكية بيوت مشادة على أراضٍ تابعة للدولة.
وذكرت المصادر، أن مختار الحي والأهالي تلقوا بلاغاً رسمياً من وزارتي الدفاع والداخلية يقضي بالسماح للسكان بالبقاء في المنازل وعودة من غادر منها، مشيرة إلى أن القرار جاء عقب تدخل لجنة الحي واللجنة العليا للسلم الأهلي لمتابعة الملف مع الجهات المعنية.
ونوهت المصادر إلى مساعي الدولة السورية لحل المشكلة بشكل كامل، على أن تتم معالجة ملف العقارات في المحافظة لاحقاً وفق الأصول القانونية والإجراءات الرسمية، وكانت أوضحت الأمم المتحدة أنها تتابع بقلق التطورات في حي السومرية، وحثت على ضبط النفس والامتناع عن أي إجراءات متسرعة أو عنيفة، مؤكدة ضرورة معالجة القضايا المعقدة المتعلقة بالإسكان والممتلكات، والعدالة الانتقالية.
هذا ونشأت منطقة "السومرية" في ثمانينيات القرن الماضي على أراضٍ تم الاستيلاء عليها من أهالي معضمية الشام ويعود اسم "السومرية" إلى سومر، ابن رفعت الأسد، حيث أُسكنت المنطقة بعناصر من "سرايا الدفاع" التي كان يقودها رفعت، شقيق الهالك "حافظ الأسد" حيث يسكنها عائلات ضباط سابقين في النظام البائد.