مجلة: بقاء "الأسد" على رأس السلطة لا يعني توقف الولايات المتحدة عن محاسبته
قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، في مقال للمستشارة البارزة لمعهد "السلام" الأمريكي منى يعقوبيان، إن بقاء الإرهابي "بشار الأسد"، على رأس السلطة في سوريا، لا يعني توقف الولايات المتحدة عن محاسبته.
واعتبرت الكاتبة، أن الصراع في سوريا استقر في مأزق عنيف وطويل الأمد، بعد عقد من الحرب، ولفتت إلى أن الاعتراف بأن الأسد باق في السلطة، دفع حلفاء الولايات لتطبيع العلاقات مع "المنبوذ السابق"، موضحة أن دولاً عربية عدة اتخذت خطوات لإعادة العلاقات مع الأسد.
واعتبرت أن التوجه نحو تطبيع العلاقات الإقليمية "ربما كان لا رجعة فيه، لأن دول الشرق الأوسط لا خيار أمامها، إلا العيش مع الديكتاتور السوري، ولكن على الدول الغربية عمل ما بإمكانها لتحميل أتباعه المسؤولية وحماية اللاجئين السوريين من العودة القسرية وتخفيف الأزمة الإنسانية التي يعاني منها السوريون".
وطالبت يعقوبيان، إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى تحقيق هذه الغاية عبر "التركيز على مساعدة المدنيين السوريين الذين يعيشون داخل البلاد وكذا اللاجئين، وفي الوقت نفسه، البحث عن طرق لتحميل الأسد مسؤولية جرائمه".
وسبق أن قالت مواقع إعلام أمريكية، إن رؤساء لجنتي العلاقات الخارجية بمجلسي الشيوخ والنواب الأميركيين، وأعضاء بارزون في اللجنتين، أرسلوا رسالة إلى الرئيس الأميركي، جو بايدن، الثلاثاء، يطالبون فيها باستعادة "القيادة الأميركية" بشأن الأزمة في سوريا.
ووفق المصادر، فقد طالب المرسلون من بايدن "رفض إعادة دمج نظام الأسد في المجتمع الدولي" من دون إصلاحات واضحة للشعب السوري، وقال المشرعون في الرسالة إنهم "قلقون من أن عددا من شركائنا العرب يواصلون زيادة علاقاتهم الرسمية وغير الرسمية مع نظام الأسد، بما في ذلك إنشاء مواقع دبلوماسية ومبادرات دبلوماسية علنية".
وطلب المشرعون الإدارة بـ"النظر في العواقب المترتبة على أي دولة تسعى إلى إعادة تأهيل نظام الأسد، والتأكد من أن جميع الدول تدرك أن التطبيع، أو عودة الأسد إلى جامعة الدول العربية أمر غير مقبول".
وأضاف المشرعون قولهم: "تشكل الموافقة الضمنية على التعامل الدبلوماسي الرسمي مع النظام السوري سابقة خطيرة للمستبدين الذين يسعون إلى ارتكاب جرائم مماثلة ضد الإنسانية".
وخلص المشرعون إلى أنه "من المهم للغاية أن تتوافق السياسة الأميركية في سوريا مع القيم الأميركية"، وأضافوا "لقد وعد الوزير بلينكن أنه عندما يكون جو بايدن رئيسا، سنعيد قيادة الولايات المتحدة في القضايا الإنسانية".
وكانت قالت مجلة "ناشيونال انترست" إن من الضروري أن تراجع إدارة الرئيس جو بايدن، أهداف الاستراتيجية الأمريكية في سوريا وكيفية تحقيق المصالح الأمريكية وإلا فعليها وضع الشروط المناسبة للخروج من هناك.
ورأت المجلة في مقال بعنوان: "بشار الأسد السوري هنا ليبقى"، أن عدم مراجعة الاستراتيجية الأمريكية في سوريا، سيترك السوريين وحلفاء أمريكا في حالة من المجهول عندما يقرر بايدن أو أي رئيس في المستقبل إنهاء ما أصبحت وبشكل متزايد حربا لا نهاية لها.
واستعرض المقال ما قدمته الولايات المتحدة من دعم للمعارضة السورية التي نجحت في السيطرة على أجزاء واسعة من البلاد، حيث كانت الإنجازات مثارا للانتباه بحيث بدأت المخابرات الأمريكية تتحدث بقلق عن "نصر كارثي" بدون أن يكون هناك بديل معتدل للديكتاتور بشار الأسد.
وأشارت "ناشونال انترست" إلى أن الاستراتيجية الأمريكية تحولت نحو هزيمة تنظيم الدولة، مع أن واشنطن حاولت الاستفادة مرة من تنظيم الدولة ضد نظام الأسد، إلا أنها غيرت المسار باتجاه هزيمة التنظيم وتعاونت مع إيران وروسيا للقضاء عليه.
واعتبرت أن استراتيجية بايدن قد تعمل على تحقيق 3 أهداف، تتمثل بتخفيف المعاناة الإنسانية وحل المسألة الكردية وهزيمة تنظيم الدولة وللأبد، مضيفة: "من أجل تحقيق الأهداف الثلاثة وهزيمة إيران على إدارة بايدن الحديث مباشرة مع الأسد".