مبادرات شبابية تُجسّد التعايش الإسلامي المسيحي في سوريا الجديدة
مبادرات شبابية تُجسّد التعايش الإسلامي المسيحي في سوريا الجديدة
● أخبار سورية ١٥ أبريل ٢٠٢٥

مبادرات شبابية تُجسّد التعايش الإسلامي المسيحي في سوريا الجديدة

في مشهد مؤثر حاز على إعجاب واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي، تداول ناشطون مقطع فيديو يجسّد معاني التعايش والتسامح بين أبناء الوطن الواحد من مختلف الطوائف، عبر مبادرات شبابية متبادلة بين المسلمين والمسيحيين، تؤكد وحدة النسيج السوري رغم اختلاف الأديان والعادات.

مشهد رمزي من سوريا المتجددة
ظهر في الفيديو شباب من فرقة موسيقية مسيحية وهم يعزفون أنشودة "طلع البدر علينا"، إحدى أقدم المدائح النبوية التي تحتفي بقدوم النبي محمد ﷺ، تزامنًا مع حلول عيد الفطر، في لفتة محبة واحترام تجاه المسلمين. وفي الوقت ذاته، وثّق المقطع مبادرة لشباب مسلمين يوزعون الحلوى على باب كنيسة احتفاءً بأحد الشعانين، أحد أبرز أعياد المسيحيين في البلاد.

ردود فعل إيجابية وتعليقات تشيد بروح التآخي
لاقى الفيديو تفاعلاً كبيراً وتعليقات عبّرت عن الفخر بالوحدة الشعبية، حيث كتب أحد المعلّقين: "نحن المسلمون وإخواننا المسيحيون أهلٌ ويجمعنا مصير واحد، من يفرحهم يفرحنا ومن يؤذيهم يؤذينا". وأضاف آخر: "هكذا كنا دائمًا، نحتفل بأعيادنا معًا، ونعرف أن أركان الإيمان تجمعنا بالإيمان بالله وكتبه ورسله".

وتابع أحد المتابعين: "لطالما حضرنا تعميد أطفال أصدقائنا، وهم شاركونا في موالدنا وصلواتنا. هذا هو الشعب السوري الحقيقي، المثقف والواعي والمتعايش"، فيما كتبت متابعة: "الحمد لله أننا نرى هذه الصور الجميلة في بلدنا اليوم".

دعوات حكومية لتعزيز ثقافة التسامح بعد التحرير
منذ إعلان التحرير في 8 كانون الأول/ديسمبر 2025، أكدت الحكومة السورية الانتقالية التزامها ببناء دولة حضارية تقوم على قيم التعدد والتعايش، معلنة أن حماية المسيحيين واحترام طقوسهم ومعتقداتهم مسؤولية وطنية، وأحد ثوابت المرحلة الجديدة.

وفي هذا السياق، شهدت الطوائف المسيحية في سوريا، الأحد 13 نيسان، إحياء طقوس أحد الشعانين في مشهد احتفالي عمّ الكنائس من دمشق إلى حلب وطرطوس واللاذقية، وسط إجراءات أمنية مشددة وفّرتها السلطات بالتعاون مع لجان الأحياء، بهدف تأمين أجواء آمنة ومستقرة تليق بحرمة المناسبة.

السلطات ترفض تقليص الطقوس وتؤكد التزامها بالحماية
وقال الأب سلامة سمعان من بطريركية الروم الكاثوليك بدمشق، في تصريح لصحيفة "الشرق الأوسط"، إن الكنيسة كانت قد عرضت على السلطات الاكتفاء بإقامة الطقوس داخل الكنائس تخفيفًا عن كاهل القوى الأمنية، لكن الرد الرسمي كان برفض تقليص أي من الطقوس المعتادة، مع تأكيد تقديم الحماية الكاملة.

وتم تعزيز الإجراءات الأمنية حول الكنائس الكبرى، ومنع سير الدراجات النارية، وتطويق محيط الاحتفالات، بالتنسيق بين القوى الأمنية ولجان الأحياء، وسط أجواء من الحذر في ظل التحديات الأمنية القائمة.

رسائل رجال الدين: المرحلة تتطلب التكاتف الوطني
من جهتها، أفادت وكالة الأنباء السورية (سانا) بأن رجال الدين المسيحي شددوا في عظاتهم على أهمية تماسك السوريين في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ البلاد، وضرورة العمل المشترك لتعزيز الاستقرار، والإسهام الفعّال في إعادة إعمار سوريا، انطلاقًا من الإيمان بأن وحدة الشعب وتكاتفه هي الضمانة الحقيقية لمستقبل مزدهر وآمن.

تجسّد هذه المبادرات الشعبية ورسائل التآخي التي تملأ الشارع السوري اليوم الوجه الحقيقي لسوريا الجديدة، حيث تتقدم قيم المواطنة والتعايش والتسامح على كل ما عداها، في وطن يسع الجميع، ويستعيد بإنسانيته ما حاولت الحرب أن تسلبه.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 
الكلمات الدليلية:

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ