مبادرات تأهيل الحدائق في سوريا: شباب القصير يزرعون الأمل بين الأنقاض
مبادرات تأهيل الحدائق في سوريا: شباب القصير يزرعون الأمل بين الأنقاض
● أخبار سورية ١٣ مايو ٢٠٢٥

مبادرات تأهيل الحدائق في سوريا: شباب القصير يزرعون الأمل بين الأنقاض

يواصل شباب سوريا التفاعل والمشاركة في المبادرات التطوعية والإنسانية، إدراكاً منهم لحاجة وطنهم الملحة إلى سواعدهم، خاصة في مرحلة إعادة البناء بعد سنوات من التدمير والتهميش. فالدولة اليوم، وقد تخلّصت من كابوس النظام المجرم السابق، تستنهض طاقات أبنائها ليعيدوا إليها الحياة.

فمنذ سقوط المجرم بشار الأسد في 8 كانون الأول/ديسمبر 2024، بدأت روح جديدة تنتشر في المدن والبلدات السورية، حيث سارع الأهالي، بالتعاون مع الجهات المحلية والدفاع المدني والمنظمات، إلى إطلاق مبادرات تهدف لتحسين الواقع الخدمي والمعيشي، وإعادة إعمار ما تهدّم بفعل الحرب.

من أبرز هذه المبادرات ما شهدته مدينة القصير في محافظة حمص، حيث انخرط شبان وشابات في أعمال تطوعية لتأهيل الحدائق المتضررة. وقد تم اختيار الحدائق الأقل تضرراً (نحو 60% دمار) لتكون بداية لجهود إعادة التأهيل. تبدأ العملية بالتنسيق مع الدفاع المدني، الذي يرفع الأنقاض ويتأكد من خلو المناطق من أي مخلفات قابلة للانفجار، ثم يُفسح المجال أمام المتطوعين للتنظيف وإعادة الترتيب، بمساعدة مختصين في الزراعة لتحديد أنواع الأشجار والنباتات الملائمة.

وأكد المشاركين في هذه المبادرة أن الهدف الأسمى منها هو إسعاد الأطفال الذين حرموا من أماكن آمنة للعب واللهو، كما شددوا على أن الحدائق التي كانت تُستخدم كمكبات نفايات خلال حكم النظام البائد، باتت اليوم مشاريع حياة وأمل.

وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع توثق هذه الجهود، وحظيت المبادرة بإشادة من السوريين داخل البلاد وخارجها، الذين أعربوا عن أملهم بأن تمتد هذه الأنشطة لتشمل كل المدن والقرى السورية، وتعيد إليها رونقها.

وقد سبقت هذه المبادرة جهود أخرى مشابهة، منها مبادرة "حمص بلدنا" التي أطلقتها محافظة حمص بالتعاون مع الدفاع المدني وعدد من الفرق التطوعية والمنظمات المحلية، حيث شملت أعمال تنظيف وتأهيل في شارع خالد بن الوليد وحديقة الكواكبي، بالإضافة إلى أنشطة أخرى تخدم المدينة.

كما تشهد قرى ومدن في ريفي حماة وإدلب وحلب مبادرات مماثلة يقودها شباب المنطقة، في مشهد يعكس روح التكاتف والتفاني من أجل إعادة بناء ما دمره النظام المستبد على مدار سنوات طويلة. في كل ركن من أركان سوريا، يولد أمل جديد على أيدي شبابها. فبجهودهم، وإصرارهم على استعادة الحياة، تنهض المدن من تحت الركام، وتتشكل ملامح وطن جديد، أكثر حرية وكرامة. سوريا التي قاومت الظلم وواجهت الموت، تعود اليوم لتنبض بالحياة من خلال أبنائها.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ