ماجد عبد النور: نبل والزهراء تسيران نحو دوامة عنف جديدة ما لم تبدأ مصالحة شجاعة ومسؤولة
حذر الصحفي والكاتب السوري ماجد عبد النور من خطورة النهج الذي يُدار به ملف بلدتي نبل والزهراء وقرى الحزام المحيط بهما في ريف حلب، مؤكداً أن “الطريقة الحالية لا تخدم الاستقرار، بل تمهّد لمرحلة جديدة من الفوضى والاقتتال الأهلي”.
وقال عبد النور في منشور على منصة "فيسبوك" إنّ ما يجري اليوم هو ترسيخ للانقسام المجتمعي وتغذية لروح الانتقام العشوائي، موضحاً أن “العقلية الأمنية والعسكرية التي تتعامل مع هذا الملف تزرع بذور انفجار قادم لا محالة”، مشيراً إلى أن الاستقرار لا يمكن أن يتحقق “بعقلية القوة ولا على حساب الذاكرة المثقلة بالمظلومية والألم”.
مظلومية متراكمة ومجتمع على حافة الغليان
وأوضح عبد النور أن القرى المحيطة بالبلدتين تعيش منذ سنوات حالة من الحرمان والتهميش والتمييز الممنهج، وأن هذه المظلومية لم تعد مجرّد حديث في المجالس بل تحوّلت إلى “وعي جماعي غاضب” يُنذر بارتدادات خطيرة، خصوصاً مع استمرار غياب العدالة الانتقالية وتأخر المساءلة القانونية.
وأضاف أن “العقل الجمعي في هذه المنطقة يقوم على مفاهيم العناد، والكرامة، والتفاخر بالقوة، وهو ما يجعل أي ظلم جديد يتحول بسرعة إلى دعوة مفتوحة للعنف”، مؤكداً أن التعامل السليم مع هذا الواقع يتطلب فهماً اجتماعياً وثقافياً عميقاً وتاريخياً وليس حلولاً أمنية أو ردود فعل مؤقتة.
العدالة والمصالحة طريق السلم الأهلي
ودعا عبد النور إلى البدء فوراً بإنشاء آليات حقيقية للعدالة والمحاسبة وجبر الضرر، عبر لجان ميدانية من القادة المجتمعيين والنخب المحلية بصلاحيات واسعة، تضمن الاستقرار وتمنع انزلاق المنطقة إلى المجهول.
كما شدد على أن “السلم الأهلي لا يمكن بناؤه بفرض القوة أو التستر على الفاسدين”، لافتاً إلى أن “القادة في نبل والزهراء ممن لم تتلطخ أيديهم بالدماء عليهم أن يتقدموا الصفوف بخطوات عملية نحو مصالحة حقيقية مع محيطهم”، معتبراً أن “بقاء المحرّضين والمجرمين والمشبوهين في الواجهة يشبه إبقاء فتيل البارود في مكانه”.
نداء إلى ريف حلب الشمالي: لا تظلموا الأبرياء
وتوجه عبد النور بنداء إلى أهالي ريف حلب الشمالي قائلاً: “أنتم أهل الشهامة والإنصاف، فلا تأخذكم المظلومية نحو ظلم جديد، ولا تخلطوا بين البريء والمذنب، فالتعميم جريمة لا تقلّ عن القتل”.
وأضاف: “إن من يتربص بكم ينتظر ردّات الفعل غير المنضبطة ليهرب من العدالة، فلا تمنحوه تلك الفرصة، بل اجعلوا الحكمة والعدالة طريقكم إلى الانتصار الحقيقي”.
ختاماً: الفرصة الأخيرة قبل الانفجار
وختم عبد النور بالتأكيد أن المنطقة تقف اليوم على حافة خطيرة، وأن تجاهل ما يعتمل في النفوس من ألم وغضب “سيجعل الانفجار مسألة وقت لا أكثر”، مشدداً على أن “البدء بالمصارحة والمصالحة اليوم هو الطريق الوحيد لتجنب الكارثة المقبلة”، وقال: "نبل والزهراء بحاجة إلى عقل جديد يدير الملف بالحكمة لا بالعقاب، بالمسؤولية لا بالانتقام. فإما أن نؤسس للسلام الدائم، أو نعود إلى دوامة لا خروج منها.”