
لجنة صياغة "الإعلان الدستوري" تؤكد على فصل السلطات وإلغاء المحاكم الاستثنائية
أكد عضو لجنة صياغة مسودة الإعلان الدستوري، الأستاذ عبد الحميد العواك، في مؤتمر صحفي، أن النظام السياسي المقترح في مسودة الإعلان يعتمد على "الفصل التام بين السلطات"، مشيراً إلى أن هذا النظام السياسي يساعد على إدارة المرحلة الانتقالية بشكل فعال.
وأضاف العواك أن اللجنة عملت على "إعادة النظام السياسي إلى سكة دستورية حقيقية"، وأوصت بتقديم دستور دائم بعد انتهاء المرحلة الانتقالية.
وأوضح العواك أن "لن يكون هناك أي سلطة لمجلس الشعب على رئاسة الجمهورية في المرحلة الانتقالية"، وأشار إلى أنه سيتم تشكيل هيئات عدة لمتابعة شؤون المرحلة الانتقالية، من بينها "الهيئة العليا للانتخابات" و"الهيئة الدستورية العليا" التي ستكون معنية بتحديد دستورية القوانين.
وأكد أن النظام السياسي الرئاسي في مسودة الإعلان لا يسمح لأي سلطة بعزل سلطة أخرى، مشيراً إلى أن السلطات جميعاً ستكون تحت مراقبة الشعب، في تباين واضح مع الدساتير السابقة التي كانت تخدم الدكتاتورية.
من جهتها، أكدت عضو لجنة صياغة مسودة الإعلان الدستوري، الدكتورة ريعان كحيلان، أن "الحريات في الإعلان الدستوري وضعت لكافة مكونات الشعب في سوريا"، معلنة عن إلغاء المحاكم الاستثنائية التي كانت "تسبب الآلام والمعاناة للشعب في زمن النظام البائد". وأضافت أنه سيتم تشكيل محكمة لممارسة العدالة الانتقالية.
الرئيس "الشرع" يوقع الإعلان الدستوري ويؤكد بداية مرحلة جديدة لسوريا
وقع رئيس الجمهورية "أحمد الشرع" اليوم الخميس 13 آذار، على الإعلان الدستوري الجديد، الذي أكدت لجنة صياغة الإعلان أنه يستمد مشروعيته من الرغبة في بناء سوريا الجديدة، وقال الشرع بعد تسلمه مسودة الإعلان: "نأمل أن يكون هذا فاتحة خير للشعب السوري على طريق البناء والتطور، ونتمنى أن يكون هذا تاريخ جديد لسوريا، نستبدل به الجهل بالعلم والعذاب بالرحمة".
الإعلان يؤكد على الحقوق والحريات
من جانبها، أفادت لجنة صياغة الإعلان بأنها عملت في فضاء من الحرية دون تقييد، مشيرة إلى التأكيد على التزام الدولة بوحدة الأرض والشعب واحترام الخصوصيات الثقافية. وأضافت اللجنة أنها حرصت على تضمين باب خاص بالحقوق والحريات لخلق توازن بين الأمن المجتمعي والحرية.
وأوضحت اللجنة أن الإعلان نص على حقوق الرأي والتعبير والإعلام والنشر والصحافة، إضافة إلى ضمان حق الملكية وحق المرأة في المشاركة في العمل والعلم، مع التأكيد على الفصل التام بين السلطات.
التزام بالفقه الإسلامي والحرية الدينية
أضافت اللجنة أنه تم الإبقاء على أن الفقه الإسلامي هو المصدر الأساسي للتشريع، كما تم التأكيد على أن دين رئيس الجمهورية هو الإسلام، مع احترام الدولة لجميع الأديان وتكفلها بحرية ممارسة الشعائر الدينية، بشرط عدم الإخلال بالنظام العام. وأشارت إلى أن الأحوال الشخصية للطوائف الدينية مصونة ومرعية.
صلاحيات مجلس الشعب والقضاء
كما أفادت اللجنة أن الإعلان الدستوري ينص على حق مجلس الشعب في استدعاء الوزراء واستجوابهم، ويؤكد على أهمية القضاة واستقلاليتهم. وترك الأمر لمجلس الشعب في مسألة عزل الرئيس أو تقليص سلطاته.
حل المحكمة الدستورية وحالة الطوارئ
فيما يتعلق بالقضاء، أكدت اللجنة أنه تم حل المحكمة الدستورية القائمة، وتم ضبط إعلان حالة الطوارئ بموافقة مجلس الأمن القومي، مع رهن تمديدها بموافقة مجلس الشعب. كما تم تحديد المرحلة الانتقالية بخمس سنوات.
وفيما يلي أبرز نقاط الإعلان الدستوري:
- الفصل التام بين السلطات.
- حقوق الرأي والتعبير والإعلام والنشر والصحافة.
- ضمان حق الملكية وحق المرأة في المشاركة بالعمل والعلم.
- التزام الدولة بوحدة الأرض والشعب واحترام الخصوصيات الثقافية.
- الفقه الإسلامي هو المصدر الأساسي للتشريع.
- لمجلس الشعب الحق في استدعاء الوزراء واستجوابهم.
- أهمية القضاة وأحكامهم واستقلاليتهم.
- ترك أمر عزل الرئيس أو فصله أو تقليص سلطاته لمجلس الشعب.
- حل المحكمة الدستورية القائمة.
- ضبط إعلان حالة الطوارئ بموافقة مجلس الأمن القومي، ورهن تمديدها بموافقة مجلس الشعب.
- مجلس الشعب يتولى العملية التشريعية، ورئيس الجمهورية يتولى السلطة التنفيذية.
- تشكيل لجنة لصياغة دستور دائم.
- تحديد المرحلة الانتقالية بـ5 سنوات.
- البلاد ستبقى ملتزمة باتفاقيات حقوق الإنسان التي وقّعت عليها.
"الشرع" يُصدر قرار رئاسي بتشكيل لجنة خبراء لصياغة مسودة الإعلان الدستوري
أصدر رئيس الجمهورية العربية السورية "أحمد الشرع"، قراراً اليوم الأحد 2 آذار، يقضي بتشكيل لجنة خبراء لصياغة مسودة الإعلان الدستوري، انطلاقًا من تطلعات الشعب السوري في بناء دولته على أسس سيادة القانون، وبناءً على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني السوري، وبهدف إعداد الإطار القانوني الناظم للمرحلة الانتقالية.
تتولى اللجنة مهمة صياغة مسودة الإعلان الدستوري الذي ينظم المرحلـة الانتقالية في الجمهوريـة العربية السورية، والتي سترفع مقترحاتها إلى رئيس الجمهورية، تتضمن اللجنة كلاً من ( الدكتور عبد الحميد العواك - الدكتور ياسر الحويش - الدكتور إسماعيل الخلفان - الدكتور ريعان كحيلان - الدكتور محمد رضى جلخي - الدكتور أحمد قربي - الدكتورة بهية مارديني).
وسبق أن قال مسؤول في اللجنة القانونية لصياغة الإعلان الدستوري في تصريح لوكالة "سانا"، إن الإعلان الدستوري لا يُعتبر بديلاً عن الدستور الدائم، بل هو وثيقة قانونية تهدف إلى تنظيم المرحلة الانتقالية وتوجيه مسار الدولة نحو الاستقرار وإعادة البناء.
وأكد أن إعلانًا دستوريًا جديدًا أصبح ضروريًا في ظل الفراغ القانوني الناجم عن إلغاء دستور 2012 الذي وضعه نظام بشار الأسد، لافتاً إلى أن الإعلان الدستوري يستمد مشروعيته من مؤتمر الحوار الوطني ومؤتمر النصر، حيث توافق مختلف مكونات الشعب السوري على ضرورة وجود إطار قانوني ينظم المرحلة الانتقالية.