لبنان يوقف عناصر أمن على خلفية تسريب جوازات الوفد الدبلوماسي السوري
لبنان يوقف عناصر أمن على خلفية تسريب جوازات الوفد الدبلوماسي السوري
● أخبار سورية ٢٢ أكتوبر ٢٠٢٥

لبنان يوقف عناصر أمن على خلفية تسريب جوازات الوفد الدبلوماسي السوري

أعلنت المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي في لبنان عن توقيف عدد من عناصرها، بعد التحقيق في قضية تسريب صور جوازات سفر وفد دبلوماسي سوري دخل الأراضي اللبنانية في 17 أيلول الماضي، وهي الحادثة التي أثارت موجة من الجدل حول احترام الأعراف الدبلوماسية بين بيروت ودمشق.

تفاصيل التحقيق
وجاء في بيان المديرية أن التحقيقات التي أجرتها مفرزة الاستقصاء المركزية في وحدة أمن السفارات أظهرت أن أحد عناصر الدورية المكلّفة بمواكبة الوفد السوري في معبر المصنع قام بتصوير المستندات الرسمية بهدف تسريع الإجراءات الإدارية، قبل أن تنتشر الصور لاحقاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

وأضاف البيان أن العنصر أرسل الصور إلى زميلٍ له شاركها بدوره مع مسؤول سابق في المجموعة الأمنية نُقل إلى جهاز آخر، ليتضح لاحقاً أن الأخير قام بتمريرها إلى مدنيٍ نشرها على الإنترنت.

وأكدت المديرية أنه تم توقيف آمر مجموعة حماية السفارة السورية السابق، فيما أُفرج عن العناصر والمدني الموقوفين بضمان سندات إقامة، بناءً على إشارة القضاء المختص، مع اتخاذ إجراءات مسلكية بحق العناصر المخالفين.

موقف رسمي وتحقيق عاجل
وكان وزير الداخلية اللبناني أحمد حجار قد وجّه تعليمات فورية بفتح تحقيق شامل في الحادثة، داعياً إلى تحديد الجهة المسؤولة عن التسريب ورفع تقرير مفصل خلال فترة قصيرة، ومشدداً على ضرورة صون سرية المعلومات المتعلقة بالوفود الرسمية ومنع تكرار مثل هذه الانتهاكات مستقبلاً.

من جانبه، أدان نائب رئيس الوزراء طارق متري الحادثة، واصفاً إياها بأنها "تصرف غير مقبول يستوجب المساءلة"، مؤكداً أن الحكومة اللبنانية لن تتهاون في محاسبة المتورطين، وأن الهدف من التحقيق هو منع أي محاولة لتوتير العلاقات الثنائية بين بيروت ودمشق.

خلفيات الحادثة وانعكاساتها
تعود الواقعة إلى تداول مقطع مصور يظهر جوازات سفر عدد من أعضاء الوفد السوري أثناء ختمها في معبر المصنع، من بينهم مدير إدارة الشؤون العربية في وزارة الخارجية السورية محمد طه الأحمد.

وأثار انتشار الفيديو انتقادات واسعة في الأوساط الإعلامية والسياسية اللبنانية، معتبرين أن ما حدث انتهاك صريح للأعراف الدبلوماسية ولصورة المؤسسات اللبنانية أمام شركائها الإقليميين.

علاقات لبنانية سورية متجددة
تأتي هذه الحادثة في وقت تشهد فيه العلاقات بين لبنان وسوريا مرحلة انفتاح جديدة بعد سنوات من الجمود، حيث كان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني قد أجرى زيارة رسمية إلى بيروت، هي الأولى منذ تشكيل الحكومة السورية الجديدة، أكد خلالها أن بلاده تسعى إلى بناء علاقات قائمة على الاحترام المتبادل والسيادة الوطنية.

وأكد نائب رئيس الوزراء اللبناني طارق متري في ختام تصريحاته أن الحادثة لن تؤثر على مسار التقارب بين البلدين، مشدداً على أن لبنان ملتزم بحماية الأعراف الدبلوماسية واحترام خصوصية الوفود الرسمية، فيما اعتبر مراقبون أن طريقة تعاطي السلطات اللبنانية مع الحادثة تعكس توجهاً مؤسساتياً جديداً في إدارة الملفات الحساسة المرتبطة بسوريا.

الكاتب: فريق العمل
مشاركة: 

اقرأ أيضاً:

ـــــــ ــ