
لبنان يضبط عصابة تهريب أسلحة من سوريا وسط تنسيق أمني متزايد مع دمشق
في خطوة تؤكد تنامي التنسيق الأمني بين بيروت ودمشق، أعلن الجيش اللبناني مساء الجمعة توقيف عصابة متورطة في تهريب أسلحة وذخائر حربية من سوريا إلى الأراضي اللبنانية، وذلك في إطار حملة أمنية متواصلة لتأمين الحدود الشرقية للبنان.
وذكر بيان صادر عن الجيش اللبناني أن دورية من مديرية المخابرات أوقفت ثمانية مواطنين في بلدة كفرزبد بمنطقة البقاع الشرقي، لتورطهم في تشكيل عصابة متخصصة بتهريب وبيع الأسلحة من سوريا إلى لبنان، مشيرًا إلى ضبط كميات من الأسلحة والذخائر، بالإضافة إلى عدد من السيارات المستخدمة في عمليات التهريب.
وأوضح البيان أن التحقيقات بدأت مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص، وأن المضبوطات سُلّمت إلى الجهات المعنية.
وفي عملية متزامنة، تمكنت وحدة من الجيش اللبناني تؤازرها دورية من مديرية المخابرات من ضبط كمية كبيرة من الصواريخ والأسلحة والذخائر وأجهزة تفجير في مناطق حرجية تقع بين بلدتي عيحا ومرج التوت في قضاء راشيا، دون تحديد الجهة المسؤولة عن تخزينها.
الإدارة السورية الجديدة: تشديد على ضبط الحدود ومحاربة التهريب
وتأتي هذه التطورات في وقت تبذل فيه الإدارة السورية الجديدة، بقيادة الرئيس أحمد الشرع، جهودًا حثيثة لبسط سيطرة الدولة على الحدود مع دول الجوار، لا سيما لبنان، حيث يشمل ذلك ملاحقة مهربي الأسلحة والمخدرات، وفلول النظام السابق الذين يُنظر إليهم كمصدر تهديد أمني دائم.
وكانت قضايا التهريب عبر الحدود قد تصاعدت في السنوات الماضية، خصوصًا مع تداخل التضاريس الجغرافية المعقدة بين البلدين وغياب الترسيم الواضح في العديد من المناطق الجبلية والوديان الممتدة على طول نحو 375 كيلومترًا.
وفي 27 مارس/آذار الماضي، وقع وزيرا الدفاع السوري مرهف أبو قصرة واللبناني ميشال منسَّى اتفاقًا في جدة يؤكد ضرورة ترسيم الحدود وتفعيل آليات التنسيق الأمني والعسكري المشترك، وهو ما اعتُبر مؤشرًا على بداية مرحلة جديدة من التعاون الحدودي بين البلدين.
وبعد يوم من ذلك، عقد الرئيس اللبناني جوزاف عون لقاءً مع نظيره السوري أحمد الشرع في العاصمة الفرنسية باريس، برعاية الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث شدد الجانبان على ضرورة تعزيز التنسيق الاستخباري لضمان أمن الحدود ومواجهة التهديدات الإرهابية.
حزب الله يوضح أسباب الانسحاب من الحدود السورية: تغييرات ميدانية وتنسيق مع الجيش
أعلن وفيق صفا، مسؤول التنسيق في “حزب الله”، أن انسحاب الحزب من مواقع على الحدود الشرقية مع سوريا جاء نتيجة تغييرات ميدانية داخل سوريا، وتم بتنسيق كامل مع الجيش اللبناني وبدعم من الأهالي والعشائر.
وأكد أن الجيش تولى المسؤولية الأمنية في المنطقة، معربًا عن أمله بتوسيع هذا الانتشار ليشمل كامل الشريط الحدودي.
وأوضح صفا أن العلاقة مع الجيش “طبيعية ومستقرة” منذ توقيع القرار 1701، مشيرًا إلى تنفيذ كافة الالتزامات المطلوبة من “المقاومة”، بينما تواصل إسرائيل خرق الاتفاق.
وردًا على شائعات حول مصادرة أسلحة أو تفجير مستودعات، قال صفا إن “كل ذلك حملة أكاذيب”، موضحًا أن التعامل مع الأسلحة التالفة في الجنوب يتم بالتنسيق مع الجيش.