كم علينا أن نلعن الأسد؟.. السلطات الأردنية تخبر عائلة البطاينة بخبر محزن
أعلنت السلطات الأردنية أن الفحوص الجينية للشخص الذي كان يُعتقد أنه “أسامة بشير البطاينة”، المعتقل الأردني السابق في سجون نظام الأسد، أكدت أنه ليس هو. الخبر جاء صادماً لعائلة البطاينة التي عاشت خلال الأيام الماضية حالة من الترقب والانتظار، آملة أن يعود ابنها بعد غياب دام 38 عاماً في سجون النظام.
الشخص الذي ظن الجميع أنه أسامة البطاينة خرج فاقداً للذاكرة نتيجة التعذيب الوحشي الذي تعرض له في سجون نظام الأسد. وبعد إجراء الفحوص الجينية (DNA)، تأكد أن الشخص ليس “أسامة”، بل مجهول الهوية والنسب.
قصة البطاينة ليست سوى واحدة من آلاف القصص التي تجسد حجم الألم والمعاناة التي تسبب بها نظام الأسد للشعب السوري وشعوب المنطقة. كيف عاشت عائلة البطاينة عقوداً من الانتظار والأمل؟ وكيف واجهت صدمة الحقيقة عندما اكتشفت أن هذا الشخص ليس ابنها؟ هذه التساؤلات تعكس مشاعر آلاف العائلات السورية التي تنتظر بفارغ الصبر عودة أحبائها من غياهب المعتقلات.
مع سقوط نظام الأسد وفتح السجون وكسر القيود، عاشت عائلات كثيرة لحظات من الأمل واللهفة، إلا أن غالبية هذه اللحظات تحولت إلى حزن وخذلان وكثير من الدموع، حيث عاد كثيرون بخبر وفاة أحبائهم أو بعدم العثور عليهم، لتبقى الآلام والشكوى لله.
أما عن مصير الشخص الذي كان يُعتقد أنه “أسامة”، فما يزال مجهولاً. فقدانه للذاكرة وعدم معرفته بهويته الحقيقية يعقّد الأمور، فيما تبقى التساؤلات قائمة حول كيفية تعامل السلطات الأردنية مع حالته. هل ستتمكن من العثور على عائلته الحقيقية؟ أم سيبقى وحيداً مجهول الاسم والنسب؟.
هذا المشهد يعيد فتح الجراح، ويؤكد من جديد أن جرائم آل الأسد لا تنتهي عند حدود المعتقلات، بل تتسع لتشمل مآسي إنسانية تمتد لعقود. والسؤال الذي يبقى يتردد: كم علينا أن نلعن الأسد وحكمه الدموي على ما فعله بالشعب السوري وبشعوب المنطقة؟.