
كسر المليشيات الشيعية لـ"الهدنة"...يعيد لملمة الجراح و تجميع المتخاصمين في خندق واحد
ما إن بدأت قوات الأسد والميليشيات الشيعية المساندة لها بالزحف باتجاه الأوتوستراد الدولي وبدء الاشتباكات مع المرابطين من الثوار، بدأت تتعالي نداءات الفزعة للإسراع بالمؤازرات وصد تقدم قوات الأسد حتى تهافت الثوار من كل حدب وصوب لسد ثغور كل الجبهات والتصدي لتقدم قوات الأسد التي حاولت الوصول للأوتوستراد الدولي "حلب- دمشق.
ساعات قليلة تمكن خلالها الثوار من امتصاص صدمة الهجوم الأولى والبدء بهجوم معاكس انقلب جحيمه على قوات الأسد وتكلل باستعادة السيطرة على عدة مواقع استراتيجية أبرزها تلة العيس وبلدة العيس المجاورة لها وتلال الدبابات والسيرياتيل والمقلع والمسطاوي والصعيبية والدلبش، لتمكن الثوار من استعادة زمام المبادرة وإحكام السيطرة على النقاط المهمة ليكون هدفهم القادم بلدة الحاضر المغتصبة.
وتميزت معركة الأمس في ريف حلب الجنوبي بروح الجماعة والتوحد، حيث اجتمع المتخاصمون في خندق واحد وامتزجت دمائهم بتراب العيس الطاهرة فغابت الرايات والخلافات، وكانت النصرة في صف الحر والحر في صف الأحرار يدافع بعضهم عن بعض فجاءت النتيجة على قدر اعتصامهم وتوحدهم بدحر قوات الأسد وقتل العشرات منهم خلال ساعات قليلة.
معركة الأمس أعطت للعالم أجمع رسائل عديدة أبرزها أن الشعب السوري والثوار وفصائل الثورة على اختلاف انتماءاتهم وتنوع راياتهم هم بناء واحد وجسم واحد يتداعى الأخوة لنصرة بعضهم البعض والدفاع عن الأرض والعرض والدين في خندق واحد تاركين ورائهم كل الخلافات والتجاذبات، كما فضحت المعركة القوة المزعومة لقوات الأسد وميليشيات الشيعية المساندة لها التي تقدمت الى هذه المناطق بدعم جوي مكثف من الطيران الروسي والتي اندحرت منها خلال ساعات ما إن غاب هذا الطيران عن مساندتهم.