
ثأر يعود لقضية الأركان في أخترين.. منفذ اغتيال "الفاروق أبو بكر" يعترف ويسلم نفسه
أعلن نور الدين البابا، المتحدث باسم وزارة الداخلية السورية، التوصل إلى تحديد هوية منفذي اغتيال القيادي السابق في الجيش الوطني السوري "علاء الدين أيوب" المعروف بـ"الفاروق أبو بكر"، موضحاً أن الفاعل سلّم نفسه واعترف بجريمته، في حين تشير التحقيقات الأولية إلى أن دوافع العملية ذات طابع ثأري.
خلفية مرتبطة بقضية قديمة
أفادت مصادر شبكة "شام" أن حادثة الاغتيال على صلة بقضية ثأر قديمة، إذ نفذها أحد أبناء القيادي السابق في فرقة المعتصم أحمد عباس أبو حازم، الذي قُتل في اشتباكات داخل مقر قيادة الفرقة في بلدة أخترين، وسط اتهامات حينها لـ"الفاروق أبو بكر" بالتورط في الحادثة رغم تسليمه نفسه واعتقاله لعدة أشهر.
اتهامات بالتوريط ومخطط مدبر
كشفت تقارير سابقة لشبكة "شام" عقب حادثة مقر الأركان، أن أبو بكر كان قد سلّم نفسه للشرطة العسكرية في كفرجنة بعد يوم واحد من حادثة أخترين التي استهدفت مقر قيادة الأركان التابع لفرقة المعتصم، حيث جرى تصويره حينها كـ"كبش فداء" لصالح شخصيات أخرى.
وأشارت المعلومات إلى أن وساطة شخصية من الحكومة المؤقتة دفعت بقيادات فرقة المعتصم، بينهم "المعتصم عباس" وإخوته، إلى الاجتماع بأبو بكر داخل المقر، قبل أن تندلع اشتباكات استمرت نصف ساعة وأسفرت عن إصابة القائد ووفاة شقيقه أحمد عباس أبو حازم.
ورغم مرور عدة أشهر على خروج "الفاروق أبو بكر" من المعتقل وفق اتفاق غير معلن، وذلك بعد سقوط نظام بشار الأسد، وانتهاء قضية حادثة الأركان التي تولى القضاء النظر فيها، إلا أن ذوي القتيل "أحمد عباس" لم تترك القضية واستمرت في ملاحقة "الفاروق" لحين اغتياله.
تفاصيل الاغتيال وصدمته في الشارع المحلي
وكان قُتل "الفاروق أبو بكر" ظهر الأحد 17 آب/أغسطس قرب مقر "جامعة حلب الحرة" في مدينة إعزاز بريف حلب الشمالي، بعد استهداف مباشر من مسلحين مجهولين. وانتشرت صور للضحية وهو مضرج بدمائه داخل سيارته، فيما أشارت روايات محلية إلى أنه خرج للتو من قاعة امتحان جامعي لحظة وقوع العملية، ما أثار صدمة واسعة في الأوساط الثورية والشعبية.
مسيرة عسكرية بارزة
عُرف "الفاروق أبو بكر" كأحد أبرز القادة العسكريين في الثورة السورية، إذ اعتقلته المخابرات الجوية في بدايات الحراك بحلب قبل أن ينخرط في العمل المسلح، من خلال كتيبة **مصعب بن عمير** التي اندمجت لاحقاً في لواء العباس، ثم ساهم في تأسيس حركة الفجر الإسلامية التي أصبحت جزءاً من أحرار الشام.
وفي عام 2014 تولى ملف الأسرى والمبادلات في حلب، وكان شخصية محورية في مجلس القيادة الموحد خلال حصار المدينة عام 2016، ومفاوضاً أساسياً مع نظام الأسد حول اتفاق خروج المقاتلين والمدنيين من شرق حلب في كانون الأول/ديسمبر من العام ذاته.
ومع انتقاله إلى إدلب، واصل نشاطه ضمن أحرار الشام قبل أن ينشق عنها عام 2018 وينضم إلى فرقة المعتصم في الجيش الوطني السوري، غير أن مسيرته لم تخلُ من خلافات داخلية وصراعات أفضت في نهاية المطاف إلى وضعه في دائرة الاتهام والاستهداف، حتى اغتياله.