
"كذبة نيسان" صارت أملًا حقيقيًا بالخلاص .. إشاعة وفاة "رفعت الأسد" تتحول لتريند لـ "لعلن روحه"
انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي السوري اليوم الثلاثاء، صورة نعوة باسم "رفعت الأسد"، المعروف بـ "جزار حماة"، تفيد بوفاته بتاريخ اليوم، ولاقت انتشاراً واسعاً كالنهار في الهشيم، بين من يلعن ويهلل ويبارك ويعتبره حدثاً مهماً يتمناه كل المظلومين المقهورين، وفئة قليلة من فلول وأيتام عائلة الأسد تترحم عليه.
من خلال تتبع شبكة "شام" للنعوة، تبين أن صفحة ساخرة باسم "نعم لرامي مخلوف" هي أول من تداولها، ومن ثم بدأت بالانتشار على كروبات الواتساب والتلغرام وحسابات النشطاء والفعاليات الأهلية والمدنية على فيسبوك ومنصات أخرى، لتحتل أحد أكثر الأخبار تداولاً خلال أقل من ساعة.
ولدى تتبع المصادر المقربة من عائلة "جزار حماة" أو الحسابات التي يمكن أن تصدر عنها النعوة الرسمية في حال وفاته، تبين أن أحداً لم ينشر أي خبر عن "جزار حماة" أو وفاته، ومن خلال العودة لمنشور الصفحة الأولى التي تداولت الخبر، تبين أنها نشرت بأسلوب فكاهي ساخر بقولها "وفاة رفعت الأسد (زوج المرحومة بإذن الله سلمى مخلوف ابنة عم القائد المؤسس محمد مخلوف) في بلاد الغربة اليوم, وهي بلاد تفتقر لوجود مقبرة إسلامية للأسف... اللهم برداً وسلاماً على رماد جثمانه".
ويبدو أن مشرفي الصفحة، أرادوا نشر هذا الخبر بالتزامن مع اليوم الأول من شهر نيسان/ أبريل، وهو مايعرف بأنه اليوم الذي يتم فيه تداول الأخبار الكاذبة باسم "كذبة أبريل" (April Fools’ Day)، هي عادة اجتماعية فكاهية تُمارس في الأول من شهر نيسان/أبريل من كل عام، يقوم فيها الناس، وأحيانًا وسائل الإعلام، بإطلاق أخبار أو مزاعم كاذبة على سبيل المزاح، ثم يعلنون لاحقًا أن الأمر كان مجرد "كذبة نيسان".
ولدى سؤالنا "الذكاء الصناعي" عن أشهر كذبات أبريل على مر التاريخ، أوضح لنا أن وكالات عالمية ومحركات بحث كبيرة مشهورة شاركت في هذا التقليد، منها شبكة بي بي سي (1957): التي نشرت تقريرًا وهميًا عن نمو "شجرة السباغيتي" في سويسرا!، كذلك محرك البحث غوغل الذي اعتادت كل عام إطلاق منتجات وهمية ومقالب تقنية في 1 أبريل.
فرصة لتذكيرنا بـ "جزار حماة" إذ انه روحه تستحق اللعنة وفق متابعين
و"رفعت علي سليمان الأسد"، أحد أبرز المتورطين في ارتكاب عمليات القتل والتعذيب والإخفاء القسري والنهب والتدمير في شباط وآذار/ 1982 في مدينة حماة، شغل منصب نائب رئيس الجمهورية لشؤون الأمن القومي وعضو القيادة القطرية لحزب البعث وقائد سرايا الدفاع حتى عام 1984 (وتعتبر قوات سرايا الدفاع القوة الرئيسة التي شاركت في مجزرة حماة).
والمجرم من أبناء مدينة القرداحة بريف محافظة اللاذقية، من مواليد عام 1937، في عام 1984 تم إبعاده عن سوريا وفق اتفاق مع شقيقه حافظ الأسد، حصل بموجبه من حافظ الأسد على ملايين الدولارات، وعاد إلى سوريا بداية تشرين الأول/2021 ليكون تحت حماية بشار الأسد، الذين لن يقوم بتسليمه إلى المحكمة الجنائية الفيدرالية السويسرية، لأن بشار الأسد متورط في مجزرة حماة 1982، لأنه لم يقم بأي تحقيق عما حصل في حماة 1982، كما لم يقم بكشف مصير آلاف المختفين قسرياً أو تعويض ذويهم، بل كرس ما قام به والده من إخفائهم قسرياً، ونهب ممتلكاتهم.
وكان استمرَّ الهجوم على مدينة حماة قرابة شهر، وبدأ بحصار فرضته قوات النظام السوري نهاية كانون الثاني قبل أن تبدأ قوات قوامها نحو 20 ألف شخص بقصف مدينة حماة، قرابة الساعة 20:15 من مساء يوم الثلاثاء 2/ شباط/ 1982 بقيادة رفعت الأسد، بدأت قوات النظام السوري بقصف تمهيدي واسع لأحياء عديدة وبشكل عشوائي بالمدافع والرشاشات، ثم اقتحم عدد من القوات المدينة من عدة محاور.
وقامت تلك القوات بعمليات إعدام ميداني وقتل عشوائي، إضافةً إلى العشرات من عمليات النهب والعنف الجنسي، وجرت اشتباكات مسلحة بين قوات النظام السوري وعناصر الإخوان المسلمين في المدينة، وتدخل سلاح الطيران ودخلت الدبابات وقصفت المنازل دون تمييز بين مدنيين ومسلحين، كما اعتقلت قوات النظام السوري المئات من أبناء المدينة، دون توجيه تهمة، وقامت بإعدام البعض منهم رمياً بالرصاص في الشوارع.