
قرطاسية ضلت الطريق .. تحولت إلى سلعة لدى الباعة و غابت عن المدارس و المحتاجين
من الممكن القول أن تجارة المعونات هي من الأعمال الرائجة في المناطق المحررة ، تأتي هذه التجارة على كل شيء يصل بحجج متعددة و مختلفة ، ولكن أكثر ما هالنا هو تحول القرطاسية المخصصة للمدراس و الطلاب لتكون هي الأخرى سلعة تجارية ، ذات آثار تدميرية لمستقبل سوريا مع حرمان المحتاجين لها .
تناقل أحد المواطنين من سكان المناطق المحررة في شمال سوريا ، صوراً لحقائب مدرسية و قرطاسية يتم تداولها كسلع في المحال التجارية ، بأسعار رخيصة نسبياً تدل على أن وصولها لم يكن بالأمر الصعب ، و دقيقاً لم يكن بالشراء من قبل أفراد و إنما من قبل تجار الجملة ، وهذا ما يطرح عشرات الأسئلة حول الجهات التي تقف وراء هذا التسيب و التفلت و اللعب بمصير مئات آلاف الطلاب الذين من المفروض أن يحصلوا على احتياجاتهم التعليمية كحق أساسي.
وفي حديث مع ناشر الصور الذي اشترى واحدة من تلك الحقائب ، فقد أكد أنه حصل على الحقيبة الكاملة بقيمة ٢٢٠٠ ليرة أي ما يعادل ( ٤،٥ دولار أمريكي) ، مشيراً إلى النوعية القرطاسية التي تحتويها الحقيبة هو النوع الفاخر و تحتوي كل حقيبة على ١٦ دفتر و ٦ أقلام لون أزرق و دستة أقلام رصاص و أدوات هندسية و مبراة و ممحاة .
و هذا و دخل محافظة ادلب خلال الفترة الماضية قرابة ٣٠ ألف حقيبة مدرسية مخصصة للطلاب فيها ، و لكن هل وصلت هذه الحقائب لمستحقيها أم ضلت الطريق و دخلت في اطار السلع التجارية .
في العموم للحديث بقية ، هو عبارة عن رمي حجرة في بركة علنا نجد تجاوب من المسؤولين عن العملية التدريسية كطرف و من المنظمات و الهيئات التي تتصدى لعملية توزيع المعونات و المساعدات .