
قبوات: مذكرة التفاهم مع الحبتور الإماراتية دعم نوعي لذوي الإعاقة وإصابات الحرب
أكدت وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية أن مذكرة التفاهم الموقعة مع مجموعة الحبتور الإماراتية تستهدف تلبية احتياجات ذوي الإعاقة وإصابات الحرب، الذين يشكلون أكثر من 27% من أبناء المجتمع السوري، موضحة أن هذه المبادرة تشمل بخدماتها جميع السوريين على امتداد الجغرافيا الوطنية.
رسالة إنسانية تتجاوز الدعم المادي
أوضحت الوزيرة قبوات في تصريح لـ“سانا” أن هذه المبادرة لا تقتصر على الجانب المادي، بل تحمل رسالة إنسانية عظيمة تجسد قيم التضامن والأصالة وتمنح الأمل لشريحة واسعة من المتضررين من الحرب، في إشارة إلى انتقال الشراكات مع القطاع الخاص من الدعم التقليدي إلى التزام اجتماعي أوسع.
مشروعات متكاملة للتأهيل والتمكين
بيّنت الوزيرة أن التمويل سيُخصص لاستكمال أعمال تأهيل وتجهيز معهد متعددي الإعاقة في منطقة دمر بمحافظة دمشق الذي يخدم أكثر من 30 ألف مستفيد سنوياً، بما في ذلك تزويده بالتجهيزات الطبية والكهربائية وإنشاء مركز تعليمي متكامل لدعم ذوي الإعاقة، ومركز للتدريب المهني لتمكينهم من إيجاد مصدر دخل يتناسب مع إمكاناتهم، فضلاً عن مركز متكامل للعلاج الفيزيائي. كما تشمل المبادرة تأسيس مركز تعليمي لإعادة تأهيل الأطفال المتسولين، ما يوفر بيئة آمنة للتعليم والإرشاد النفسي والدعم الطبي ويعيد دمجهم في المجتمع.
شراكة بين العام والخاص لتوسيع مظلة الرعاية
وكانت وقّعت وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل السورية، أمس الخميس، مذكرة تفاهم مع “مجموعة الحبتور” الإماراتية بقيمة 2.5 مليون دولار أميركي بهدف تعزيز خدمات الرعاية الاجتماعية في سوريا وتوسيع مظلة الدعم الموجه للفئات الأكثر احتياجاً.
وذكرت المعرفات الرسمية للوزارة أن التمويل موجّه أيضاً لاستكمال ترميم مركز الكسوة لتأهيل وتدريب المتسولين ليستوعب نحو 400 شخص ويقدم برامج تدريبية متكاملة تساعد في مكافحة ظاهرة التسول وتمكين المستفيدين اقتصادياً واجتماعياً.
مشروع استثماري سياحي وسكني يعزز الاقتصاد الوطني
وفي سياق متصل، وقعت هيئة الاستثمار السورية ومجموعة الحبتور أول أمس الأربعاء مذكرة تفاهم لتنفيذ مشروع استثماري سياحي وسكني ضخم على الساحل السوري، بحضور وزراء المالية والسياحة ورئيس هيئة الاستثمار السورية إلى جانب رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور ورجل الأعمال السوري موفق القداح، بحسب “سانا”.
وأعلن رئيس هيئة الاستثمار السورية أن المشروع الأول سيقام على أرض بطول 12 كم في مدينة اللاذقية لتحويلها إلى مجمع سكني ترفيهي، موضحاً أن الجانبين وقعا مذكرة التفاهم وسيسعيان إلى توقيع الاتفاقية النهائية قريباً.
رسالة خلف الحبتور وأهمية الشراكات العربية
أكد رجل الأعمال الإماراتي خلف الحبتور أن قدومه إلى سوريا “ليس للاستثمار فحسب، بل للتفكير بمستقبل الشعب السوري العظيم”، مشيداً بالترحيب والبساطة التي وجدها لدى القيادة السورية، ويأتي هذا المشروع في إطار جهود الحكومة السورية لجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة ودعم عملية إعادة الإعمار، لا سيما في القطاعين السياحي والسكني اللذين يعدان من القطاعات الحيوية لتحفيز الاقتصاد الوطني.
تكشف هذه الاتفاقيات عن توجه واضح لتعزيز الشراكة بين الدولة السورية والمستثمرين العرب في مرحلة ما بعد الحرب، فمذكرة التفاهم في قطاع الرعاية الاجتماعية تمثل سابقة في إشراك القطاع الخاص في تحمل أعباء الخدمات الإنسانية، فيما يعكس المشروع السياحي والسكني في اللاذقية رغبة دمشق في إعادة تنشيط القطاعات المحركة للاقتصاد الوطني.
وهذا المسار المزدوج – الاجتماعي والاستثماري – يسهم في تحسين حياة الفئات الضعيفة بالتوازي مع خلق بيئة جاذبة لرؤوس الأموال، وهو ما قد يسرّع عملية إعادة الإعمار ويعزز الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي في البلاد.